بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 27 سبتمبر 2023

ذاكرة ناقصة 24....على غالب الترهوني

 ذاكرة ناقصة 24

_________


تلال ..جبال ..تضاريس تمادت في الجمال ما إن يجتاز المرء مرتفعات الخرمه حتى تداهمه نسائم الربيع الذي يعم الأرجاء كلها ..ها أنا أعود إليها الآن بعد كل هذه السنين ..أذكر آخر مرة غادرتها كانت نصف كئيبه إلتحمت أشجار الزيتون شكلت مناحة على أعتاب الأولياء.و أحاطت أشجار السرو بما تبق من البيوتات المتناثر على ذات الطريق الذي يحمل الناس وهمومهم إلي الدنيا البعيدة. ..إكترى والدي كميون من الناحيه وجلس إلى جواري يحثني على المثابرة ..لم أكن مجتهدا في حياة. كنت أعشق  إحداهن .. أسعد كثيرا حين تبتسم لي ولا ألتقي معها إلا لماما .زمن المواسم كان يجمع كل شئ المحبين للأرض والعاشقين للنساء .ربما لا أعي ما يدور حولي لكنني كنت سعيد وأغض الطرف عن أشياء كثيرا ..كان إسمها عفراء وكانت تكره النساء وفي تناقض غريب كانت تستعجل أعوامها كي تكبر وتصبح أما تحمل عبأ العالم على كاهلها قلت لها مره ..ألن تصبحين إمرأة ذات عام وتنتمين لزمرة النساء ..رمت طرفها بعيدا وغادرت مجلسي ..لا أعلم إن كنت أحبها حتى الآن أم أن طفولتي كانت غائبة حين تركتها لأعود الآن ..... كيف أصبح شكلها ..طريقة حديثها ..نظرتها للعالم الذي إنتقدته كثيرا وهي ترسم حدودها بخطوط على الأرض ..عيناها الواسعتان يطرقان حصون كبيره أخافتني بنت الذين ...لا أدري كيف هي الأن؟ . لم يكتف والدي بالنصائح التي يلقيها على مسامعي طوال الطريق ..وعندما تراءت لنا المدينه بدورها ودوارها والناس المزدحمين عبر الطرقات قال بنبرة حزينه .أخاف عليك من الضياع جل الذين إبتلعهم الزحام نسيناهم أجساد وأرواح. لكنني الأن أعود أحمل شوقي القديم لرواب تحملت شقاوتي وعنادي. .أدعو الله أن تقبلني وأنا أحمل لها صور باهتة عن مدينة يزورها الموت في كل لحظه .

بيت عفراء على ضفاف النهر الغابر .لازال هناك رشح للماء في الجوف المنحدر إلى العمق .لطالما إلتقينا عند المرج لنركض سويا بمحاذاة الضفة إلى أن تقع أنظارنا على مآذن المسجد والكنيسة في الخضراء العامره. 

في المساء أخبرتني أمي أن عفراء تزوجت منذ سنين من رجل غادر بها إلى المدينه ودخلت زمرة النساء بجيش من الأولاد تبحث لهم الآن عن زوجات لا يشبهنها. 

______________

على غالب الترهوني 

بقلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

شرانق التوت بقلم الراقي عبد العزيز بشارات

 شرانقَ التّوت . ____________ طويتُ صفحةً مُن هزيع السّراب. قلَّبتُها بحِكمة جُندُبٍ يُعاركُ خيوطَ العنكبوت .. تماوجت مُتعرجةً مع وهج شُعاع....