(( صحراء الفراق ))
مَا كَانَ حُبِّي مَرْتَعَ الشَّهَوَاتِ
أَوْ كَانَ عِشْقِي قِبْلَةَ النَّزَوَاتِ
تَتَرَدَّدُ الهَمَسَاتُ مِنْ ثَغْرِ الهَوَى
كَتَرَدُّدِ الأَصْدَاءِ فِي الفَلَوَاتِ
مَحْبُوبَتِي أَسْكَنْتُهَا فِي مُهْجَتِي
فَغَدَتْ لَهَا النَّبَضَاتُ كَالحُجُرَاتِ
وَ عَلَى الجَمِيلَةِ ذَات حُسْنٍ نَادِرٍ
قَدْ أَكْثَرَ الوِجْدَانُ بِالصَّلَوَاتِ
فِي كُلِّ جُزْءٍ مِنْ فُؤَادِيَ قُبْلَةٌ
وَ عَلَى جَبِينِي أَكْثَرُ القُبُلَاتِ
مُسْتَسْلِمًا لِلْعِشْقِ سَلَّمْتُ الحَشَا
لِفُؤَادِهَا وَ وَهَبْتُ كُلَّ حَيَاتِي
حَسْنَاءُ يَخْتَالُ الصَّبَاحُ بِخَدِّهَا
وَ تَرَى الشُّمُوسَ تَشُعُّ فِي الوَجَنَاتِ
تَاهَتْ عُيُونِي فِي أَزِقَّةِ صَدْرِهَا
وَ القَلْبُ ضاعَ بِدَاخِلِ العَرَصَاتِ
كَمْ مِنْ جُنُودٍ فِي جُيُوشِ رُمُوشِهَا
وَ العَيْنُ تَبْدُو مَوْقِعَ الثَّكَنَاتِ
كم حاصرَتْنِي بينَ جُدْرَانِ الجَوَى
حَتَّى احْتَوَتْنِي مِنْ جمِيْعِ جِهَاتِي
وَ رَسَمْتُ فِي الوِجْدَانِ وَجْهَ جَمَالِهَا
حَتَّى اسْتَحَتْ مِنْ رَسْمَتِي فُرْشَاتِي
وَكَتَبْتُ فِيْهَا أَلْفَ أَلْفَ قَصِيْدَةٍ
قَلَمِي الوِدَادُ وَ لَهْفَتِي مِبْرَاتِي
فَكتبت أَنْفَاسِيْ وَ حِيْنَ مَسَحْتُهَا
كَانَ التَّفَانِي فِي الهَوَى مِمْحَاتِي
أَوَّاهُ يَا صَحْرَاء فُرْقَتِهَا و ما
تَجْنِي الخُطَى بِتَتَابُعِ العَثَرَاتِ
وَاللهِ إِنْ غَابَتْ أَمُوتُ بِهَجْرِهَا
وَ أَظَلُّ أَلْفُظُ فِي الجَفَا زَفَرَاتِي
غَرقَ الجَوَى بِمُحِيْطِ هَجْرٍ هَائِجٍ
وَ وِصَالهَا فِي الصَّدِّ طَوْق نَجَاتِي
غَابَتْ وَ لَمْ أَعْلَمْ بِشَأْنِ مَكَانِهَا
وَ عُمِيْتُ بَعْدَ تَذَارِفِ العَبَرَاتِ
فَاليَوْمَ أُعْلِنُ أَنَّ قَلْبِيَ مَيِّتٌ
إِذْ كَانَ يَوْمُ الصَّدِّ يَوْمَ وَفَاتِي
رضا الهاشمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .