( أَيّها الحزن )
عمَّدتْني بِخَـــــــمرِها الأحزانُ
فتناغَت على فمـــــي الألحانُ
وأضاءَ الحنينُ روضـــةَ قلبي
ياســــــميناً, وبرعمَ الأقحوانُ
إنَّه الحزنُ يغسلُ النّفسَ حتّى
تتــــــماهى في خَفْقها الأكوانُ
كلُّ جُرح في خاطرِ الوردِ دامٍ
من عروقي نشـــيجُهُ الظمآنُ
كلُّ جُنحٍ في الرّيح يخفقُ بال
وَجـدِ فمن عُمقِ نبضيَ الخفَقانُ
كلُّ نوَّارة تُداسُ على الدَّربِ
سِــــفاحاً فجَفنيَ الثَّكْلانُ
دونَ حُبّ ٍ ورحمةٍ و ضمــــــيرٍ
لايُســـــــــــاوي نِعالَهُ الإنسانُ
وطني أنتَ أيّها الحزنُ حافظْـ
ـتَ و باعت أبناءَها الأوطانُ
لســــتَ ياحزنُ لعنةً بل غَماماً
يُكنَزُ الغيـــثُ عنده و يُصــانُ
فإذا ضجَّت المروجُ مــن الضُّرٍّ
وداوى غُـــــــرورَها الحِرمـانُ
فاضَ من كفِّكَ النعيمُ رحيـماً
وتجلَّى بحُسـنِه نَيسـانُ
واستَنار الوجود بالفَرح الطَّاهر
واخـــضرَّ في النُّفـــوس الأمانُ
ليـس يدري ما قيمةُ الوصلِ إلاّ
من كواهُ البُعـــــــــادُ والحِرمانُ
عصام يوسف حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .