بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 23 يوليو 2021

عِنْدَما تَبْكي الحُروف...د. محمد الإدريسي

 عِنْدَما تَبْكي الحُروف

بَتَقَلَّبُ الطَّقْسُ و الدَّهْرُ ثابِت
يَتَغَيَّرُ الإنْسانُ و الزَّمانُ حادِث
تَبْكي الحُرُوفُ على اِمْرِئٍ لاهِث
وَراءَ اِغْراءاتِ الدُّنْيا فِيها عابِث
إنّ جَمالَ الدُّنيا يَكْنِفُها حُبٌّ حارِث
الرَّاحَةُ فيها غَرامٌ تَحْتَ شَجَرَةٍ لابِث
بَيْنَ الحَبِيبِ و المَحْبوبِ دَمٌ نافِث
بُستانُ العِشْقِ غُروبُ الشَّمْسِ ماكِث
عَاتَبَتْني على كَلِماتٍ تَفْتَقِرُ المَذاق
تَنْهَمِرُ دُموعُ الحُبِّ وَقْتَ الأشْواق
وَقْتَ الوَداعِ و الهَجْرِ يَوْمَ الشِّقاق
حُبٌّ أُلْبِسَ الأسْوَدُ على عَتَبَة الفِراق
الدَّهْرُ اِخْتارَنا لِيُجَرِّبَ ألَمَ العُشَّاق
عَلى أَمْواج الآمالِ تَحْتَرِقُ الآفاق
حانَ وَقْتُ لِيَرْحَلَ الجَرْحُ المُعاق
نُغَيِّرُ اِسْمَ شارِعِ الأحْزانِ بالوِفاق
الحَرْفُ الطَّاهِرُ يَحْتاجُ إلى البُكاء
أكانَ في الصَّيْفِ كَما في الشِّتاء
ظُلْمَةُ لَيْلَةٍ تَحْتَ أمْطارِ السَّماء
طالَ الانْتِظارُ حَتّى أصابَهُ العَياء
أيَظْهَرُ في الصَّباح أمْ في المَساء
أنا الحَرْفُ الصّادِقُ بِغَمْرِ الرِّداء
كَيْف يُلاَمُ الحَرْفُ عِنْدَ البُكاء؟
و هَمُّ البُعْدِ يُضْنِيهِ يَنْتَظِرُ اللِّقاء
حَبيبَتي لَنْ تتَوقَّفَ أمْواجُ الأحْلامُ
تتَدَفَّقُ عَواطِفٌ مَع ذِكْرَياتِ الآلام
ذِكْرِياتُ غَرامٍ فاقَتْ كُلَّ الأحْجام
أما حانَ وَقْتُ الخُرُوجِ مِنَ الظَّلام
تَعَلَّمْتُ الحُبَّ فَاتُّهِمْتُ بالأوْهام
مَنْ غَيْرُكِ حَبيبتي جَديرُ بالاهْتِمام
نَثَرَ الحِبْرُ القَصِيدَةَ لا يَوَدُّ الانْتِقام
حُرُوفي تُريدُكِ حَتَّى إنْ جَفَّتْ الأقْلام
على البُكاءِ بَكَتْ حُرُوفُ الأحْزان
فَبَكَتْ القَصيدَةُ على نَهْر الأوْزان
بَكَتْ الكَلِماتُ على عَجْزِ اللِّسان
البُكاءُ حَقٌّ لِعُشّاقٍ يَنْدُبُون الزَّمان
يُذَكِّرُهُم بالحَبيب و لَونِ الفُسْتان
فالبُكاءُ دَليلُ الحياةِ و الوِجْدان
على قَوافِل الغُبارِ يَمْرَحُ الصِّبْيان
لَنْ تَموتَ الحُروفُ تَكْرَهُ الكِتْمان
غَرامي كَواحَةِ ماءٍ تَحْتَ ظِلِّه الظَّلِيل
كَحَديقَةٍ غَنَّاءٍ كَعِطْرِ الحُلْمِ الجمِيل
آلامُ لَيالِ سَهْرٍ لِهذا الفُؤادِ العَلِيل
ما دَهْرُهُ إلاَّ أنْ يُعانِقَ يُقَبِّلَ الخَلِيل
بَعْدَ أن أهْلَكَهُ هَذا الظّمَأُ الطَّويل
تاهَ في دَرْبِ الأمَلِ و نورِهِ الضَّئِيل
مُنْذُ أعْوامٍ العَيْنُ تُراقِبُ المُسْتَحِيل
فالحُرُوفُ كُلُّها آمالٌ قَبْلَ الرَّحِيل
طنجة 15/07/2021
د. محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

طبول الحرب بقلم الراقي راغب احمد العلي الشامي

 طبولُ الحرْبِ دُقَّتْ في زماني         فعانی النَّــــــاسُ منها ما أُعاني بدايَةُ حـرْبــنا كانــت بخُــسْرٍ           لبـــيتٍ قد حــــــ...