عُدْ يا عيدُ
شعر الحسن عباس مسعود
تـراقـصـت طــربـا مــنـك الأغـاريـد
يــا عِـقـدَ دُرٍّ بـدا مـن حـسنه الـجيدُ
تـطـل فــي فـرحـة الآفــاق مـبتهجا
كـأنـك الـعطر قـد هـامت بـه الـغيدُ
يـصـدك الـناس أن صـاروا بـلا فـرح
وحـــــل فــوقــهُـمُ هــــم وتـنـكـيـدُ
ويـرسـمـون حـكـايـا الــهـم عـابـسـةً
فـيـقصِم الـمهجة الـخضراء تـسهيدُ
ويـكتمون شـهيق الـحب فـي صلف
لــيـمـلأ الــنـفـس أشــجـان وتـنـهـيدُ
فـــلا حـبـيب تــؤم الـشـوق طـلـعته
ولا عـــدو مــضـت أيــامـه الــسـودُ
وسـاهم الـناي فـي الأوجـاع منفعلا
أبـكـى الـكمان وأربـى دمـعَه الـعودُ
أهَــامَ وجـهُك فـي ضـيعاتهم ثـملا؟
كـــأنْ عـبـثتَ وبـيـن الـقـوم عـربـيدُ
إن كـان مـوعدهم بـالنصر هـاجرهم
فـلـيـس ذنــبـك أن تـاهـت مـواعـيدُ
فـهـم تـولوا عـن الأمـجاد فـي سـفهٍ
وراح يــرتـع فـــي الـدنـيا الـرعـاديدُ
وســـــار بــالـغِـي أفــــواهٌ وألــسـنـةٌ
وصـــار لـلـكـذب الـمـعـسول تـرديـدُ
فــغـادر الــصـدقُ مـسـتـاءً لـهـجـرته
وحــــل لــلـزيـف إطـــراء وتـمـجـيدُ
وهم تجنّوا على الخيرات ما شكروا
ولـــم يــجِـئْ بـالـهـدى لـلـه تـحـميدُ
وقـطّـعوا بـالـهوى أرحـامـهم وبـغـوا
عـلـى صــلات لـهـا أم شـاع تـبديدُ؟
يـحلو بـك الـعمر يـا أنـفاس زنـبقة
يـمشي حـييَّا عـلى ريـحانها الـعودُ
قم يا صغيري وهم لا تبتأس خجلا
لأنــت غـيث الـندى تـشتاقك الـبيدُ
وأنـت من مبهرات السعد قد شربت
مـن كـأس عـذبك فـي الدنيا أناشيد
تـلك الـربوع أضـاعت حـلمها بطراً؟
عـد وابـعث الأمـل الـمفقود يـا عـيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .