مُعْجِزَاتُ الحَبِيبِ ..
........................
مَنْ ذَا الَّذِي بِهُدَاهُ رَبُّكَ قَدْ أَمَرْ ؟
أَعْطَاهُ قُرْآنَاً كَرِيمَاً كَالدُّرَرْ
فَمَحَى بِهِ شَبَحَ الظَّلَامِ عَنِ الوَرَى
وَبِفَضْلِهِ قَدْ لَاحَ نُورٌ وَانْتَشَرْ
وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ مُغَسِّلَاً
مِنْ كُلِّ سُوءٍ يَعْتَرِي كُلَّ البَشَرْ
إسْرَاؤهُ لِلْمَسْجِدِ الأَقْصَى غَدَا
فِي لَحْظَةٍ كَالبَرْقِ أَوْ لَمْحِ البَصَرْ
وَالمُعْجِزَاتُ أَتَتْهُ فِي مِعْرَاجِهِ
فَدَنَى وَنُورُ اللَّهِ قَدْ مَلَأَ النَّظَرْ
وَالجِذْعُ حَنَّ إليهِ شَوقَاً إذْ بَكَى
لَمْ يَحْتَمِلْ بُعْدَاً فَأَضْنَاهُ الضَّجَرْ
قَدْ كَلَّمَ القَتْلَى بِبَدْرٍ بَعْدَمَا
جَافُوا وَأَنَّبَهُمْ جَمِيعَاً وَاحْتَقَرْ
سَمِعَ الأَنِينَ مِنَ القُبُورِ وَقَدْ رَأَى
تَعْذِيبَ مَنْ فَعَلَ الحَرَامَ بِلَا حَذَرْ
نَطَقَ الحَصَى فِي رَاحَتَيهِ مُسَبِّحَاً
وَلَهُ حَنِينٌ مِثْلُ تِحْنَانِ الشَّجَرْ
وَاهْتَزَّ مِنْ خُطُوَاتِهِ أُحُدٌ وَلَمْ
يَرْفُضْ لَهُ طَلَبَاً فَأَصْغَى وَاسْتَقَرْ
وَبِسَاحَةِ الزَّورَاءِ أَذْهَلَ صَحْبَهُ
فَالمَاءُ مِنْ يَدِهِ الشَّرِيفَةِ قَدْ هَمَرْ
وَبِرِيقِهِ العَذْبِ الطَّهُورِ عَجَائِبٌ
إذْ أَبْرَأَ العَينَ التِي فِيهَا ضَرَرْ
وَمَلَائِكُ الرَّحْمَنِ تَحْرُسُهُ إذَا
مَا لَاحَ تَهْدِيدٌ قَوِيٌّ أَوْ خَطَرْ
وَأَضَاءَتِ الأَنْوَارُ يَثْرِبَ بَعْدَمَا
وُلِدَ الحَبِيبُ وَزَانَهَا ذَاكَ الخَبَرْ
لَكِنَّهَا حَزِنَتْ عَلَيهِ فَأُطْفِئَتْ
أَنْوَارُهَا لَمَّا تَوَفَّاهُ القَدَرْ
هُوَ سَيِّدُ الثَّقَلَينِ مِشْكَاةُ الهُدَى
هُوَ مَنْ لِأَجْلِ مَقَامِهِ شُقَّ القَمَرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .