بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 4 نوفمبر 2020

رَحلَ الخليل *د٠جاسم الطائي

 رَحلَ الخليل *

(من البحر الكامل)
غادرْ زمانَكَ إنْ قَصدتَ أمانا
واحملْ حُطامَكَ روحَها وجَنانا
يا كلَّ عمري ما رضيتُ بغيرِهِ
كيف ارتضيتَ بغفلةٍ هجرانا
من كان للقلبِ الشَّقيِّ إذا هوى ؟
من كان للحُلمِ الندي وكانا؟
من كان للّيلِ الحزينِ إذا دَجى
وتأوَّهَدت نجماتُه فتوانى
من كان للعينِ السخيةِ إذْ جرى
سيلٌ فرمَّمَ جُرفَها أجفانا
مذ كنتُ آوي في الشَتاتِ بحُضنِهِ
وعلى يديهِ أودِّعُ الأحزانا
غادِر زمانَكَ إنْ أردتَ أمانا
وأهْجُر وراءَك بردَها الجُدرانا
فبكلِّ زاويةٍ تراءى طيفُهُ
يَبكي فراقَكَ مُهجةً ومَكانا
أَوَيَا رفيقَ الدربِ كيفَ خذَلْتَني؟
أفَلَمْ تَكُن تَحيا على ذِكرانا
أمْ هكذا قد قلتَ ثم هَجرتَني
لنتيهَ مِنْ بَعدٍ عسى تلقانا
هل ما زرعتَ ارتَدَّ عودُهٌ يابساً ؟
أمْ تلكَ أرضي اسْتَقفَرَت نيسانا
أم ذي سنينُ العمرِ لاحَ خَريفُها
فأسْتَعجَلَت فيكَ الرحيلَ أوانا
أم تلكَ عينُ العهدِ غابَ بَريقُها *١
أم غادَرَت هاءٌ له الأَيْمَانا*١
فتَوشَحَت بالبؤسِ دالُ محبةٍ *١
وتَنَاثَرَتْ أشلاؤها صَوّانا
غادِر زمانَك إنْ أردتَ أمَانا
صوتٌ يزلزِلُ فيكَ ذي الأركانا
ويقضُّ مضجعَ مقلةٍ سكرى بخمرِ
دموعِها مزدانةً ألوانا *٢*
قدرٌ تخطَّفَ زهرتي فَسألتُهُ
لِمَ عِفْتَني لأصارِعَ النسيانا
وصَلَ الكتابُ نهايةً مأمولةً
وتساقطَت أوراقُهُ أدرانا
لا عشتُ إنْ غابَ الخليلُ للحظةٍ
ذاكَ الرجا أودَعتُهُ الرَحمانا

*١* حروف كلمة عهد ( عين ، هاء ، دال )
* ٢* البيت مدور

د٠جاسم الطائي
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، ‏‏ليل‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏ماء‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

دعني أغوص بقلم الراقي مروان هلال

 دعني أغوص في بحر عطرك... فأنا المفتون بهواك ... إن كان وصفك في الجمال قصيدة... فديواني يعجز عن الكلمات... أحببت نظرة من عينيك فريدة... ما ر...