أنا والعرافة.......بقلم الشاعر ماهر محارب

أنا والعرافة

تهت وحرت في
أمري
فلا الليل ليل
ولا النهار نهار
وأصبحت كالمجنون بلا عقل
فشكوت همي بعد الله إلى أمي
فحزنت وبكت عليّ
وأمسكت بيدي
وقالت ياولدي
لنذهب إلى طبيب معروف
يداوي قلبك الحَزَنِ
أجبتها بأني طوع
للأمر ياأمي
وذهبنا إلى طبيبنا
المعروف
ليكشف الهم والغم
فاحتارالطبيب في أمري
وقال علاجك ليس عندي
ولا تبحث عند طبيب يداوي
بالكتب غيري
وصار يهمس باذن أمي
بصوت خافت حزن
بأن علاجه عند عرافة
تختص بالسحر
والحجب
عرافة تسخر الأنعام
تفك الطلاسم
والأسحار
تحرك السحاب
وتحقق الأحلام
تحاكي النجوم
والكواكب والأقمار

ياويلتاه ماذا حلّ
بي
هل هيّ من الله أم فعل شرير
شقي
أمي تناديني تكلمني لم يبق وقت ياولدي
سأقطع بك الفيافي والبحار
والجبال
وسنرحل إلى تلك
العرافة الشمطاء
التي تلاعب كرتها
الزجاجية بأعجوبة واتقان
ومن شعاع الشمس تجمع السراب
وتحاكي الطيور لتجلب لها الأخبار
وتشعل نارها وترمي ببخورها
وتملأ المكان غيوماً وضباب
مع حروف مبهمة
ليس لها جواب
وقالت لي ياولدي
ادفع وبيض الفال
وسأجلب لك كل
السعادة
وأفتح لك كل
الأقفال

وضعت أمي ليرة ذهبية
بقطعة من حرير
فأشعلت العرافة
اللهب من جديد
وحركت الطيور
مع كراتها ونظرت
اليّ بنظرة قاسية
وبعدها ابتسمت
وحصلت منها على اشارة جميلة
باصبعها وقالت كم أنت صبور
ياولدي
على حملك كل
الأهوال

اذهب اذهب لا تتردد
ابحث ابحث باستعجال
كيس أسود
شحم أصفر
شعر ورق ملح عصفر
وقطعة جلد لضبع أحمر
وضع تحت شجرة رمان
فاحرق وارمي
ورماداً أنثر
فسترجع ياولدي مسرور
الوجدان والخاطر
وارتشف ماشئت
من شهد الشفاه
وأهنئ
فقلبك طيب
يحب الحياة
ماهر محارب