بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 22 أبريل 2020

قل للذين مروا من هنا أن الموت لم يعد كما كان.......بقلم الاديب الشاعر خالد فريطاس الجزائر

قل للذين مروا من هنا أن الموت لم يعد كما كان
وأن مجالاته متدفقة في معنانا اليوم أكثر من أي وقت مضى
قل لهم أن يهادنوا نرجسيتهم
وإن لايتسرعوا في اللجوء تذاكر الجنة
فمعظم.الأشياء باتت لا تعني أشيائها في خطاب الحروف
والأنفاس لم تعد قادرة على كتم بعض صهيلها المتوارث
الموت هو الحقيقة وهو العنوان الأسود للعنوان
قل للذين يثابرون ويسبحون على أرصفة إغتصبها غبار
قادم من حصان طرواده
قل لهم أن المنطق ليس له آلهة هنا ولا قمر ينير هرطقة الفوضى في زمن رحيل المكان
ولا أطلال تقف على أطلالها حين هبوب نسيم الشبق الجبلي
لن يتلو عليك أحد ترنيمة صدقني حين يموت حصانك
ولن تستطيع إكمال ما تبقى من عشبك الطري ومشاهدة أجترارك في الجزء الأخير من الحكايه
ستطلق عنانك لعنانك ليعانق ملكوت الوقت وتصبر ما تبقى من هامش ربيعك للربيع القادم
وتحاول تهريب فوهة وقتك متخفيا من كتاب الزمان
قل للعابرين من.هنا أن عمال النظافة لم يعودو منذ أسبوع
فهل هناك قليل من الضل لنرتاح فينا
عمال النظافة يقتلون تجاعيدهم بالتصوير البطيئ فلا داعي
لإثارة القلاقل كل شيئ على مايرام راقب فقط كيف يكبرون
كيف يربون غبارهم ليبيعوه في سوق الشمس غدا
راقب بصمت كيف تنتحر كلمات البؤساء في فاتورة عصية الأثمان
هل هناك تلة تستطيع غفران ما صب من حماقاتنا وتخبئنا بعيدا عن جنود الشمس
الموت لم يعد كما كان يا صديقي فهو هناك يلمع حذائه فوق حجر الأثمد
لن يكلف نفسه مرة أخرى بإتقان نهايتنا ونحن نتشبث بقرمزية ليلنا الحريري الشاهد العيان
نعم سنملأ دلائنا ونرتبها في رفوف الإنتظار بلا ملل
ونحاول إيجاد خطة أخرى لعناق طوق الياسمين
نلون عواء الريح قرب حنجرة الخريف كي لا يقتلنا النشاز
نطوي أرواحنا ونكويها وننتظر حوافر الغيب في صهيل الحصان
لم يعد للموت ثلاث حروفه تتسلقه تحت وقع الأشلاء كسائر أيامه الأخرى
ها نحن اليوم نشهق لعنتنا على أدراج التعب
ونبحث عن غليل نرقع به مائنا بعد الضهر
ونغسل به فراشتنا اللتي اتسخت ذات وحل حين فات قطارنا وهج الأوان
قل للذين مروا من هنا أن الموت ينتظر من يقرب خطاه الى خطاه
ويذكره بما.كان عليه عهده الأول وما سيؤول اليه منتهاه
فهل منكم.يا ساده شجاع يعرف كيف يأكل كتف الزمان
من يعرف ان يكتم غيضه حين تخرج الأشياء عن حيز الأشياء
ويفقد اللون صبغته ويخرج عاريا ليجلس على الشط.المهجور حتى تتورم قدماه
ويحافظ على الذيل الطويل ويخرج محتواه لبرج الأمان
قل للذين مروا كم كان عمرهم جميلا بين أنياب أغرقتها الدماء عناقا
كان لابد لهم أن يوقضو احلام القمر تلك الليلة وأن يحملو معهم تعاويذهم وفؤوسهم فالمستذئبون في كل مكان
كان لابد للخفافيش من إخفاء غياهب الكهف حين تجولت دورية الرياح الأخيره
ونحن كعادتنا نرقع كراسة أوساخنا ولا نأبه بالمدخنين في أروقة الغليون المزاجي
نحاول اعطاء حس سادس للتنقيط وشكل آخر للإنسان
قل للذين مروا من هنا ماذا فعلتم بالبيض حين إختزلتم دفئ الأعشاش فوق رماح الرماة
وماذا تركتم خلف التلال المنكوبةغير الكلاب والرعاة
شيئ ما يحاول قراءة نفسه كل صباح ويحضر الجميع من التجوال
هناك وحش خرج على سيطرة المروضين في عرض ووهان
نعم سوف يفوز الجميع بكرية صغيرة تسكن رقعة جلده
ويفعل الجميع فعل الفعل الذي لم يكن في الحسبان
قل للذين مروا من هنا لا يوجد وقت لتستدركوا وقتكم الذي ضاع منكم في ترقيع وطنيتكم بماء الورد
لم يعد تاريخ الموتىيحتمل المزيد من تزوير الشهادات فجميع الشهداء مضوا ولم يرجعوا ليخبرونا عن شكل الفردوس وتراب الجنة الزعفراني
لم تعد دائرة الكذب تحتوي ما يفوقها من حشو خفيف
ولم تعد أسنان اللذين يأكلون التراب تتحمل مزيدا من الحب المعطر بالرضاب المقدس للحسان
هنا خلف ما بعد الموت يتنبأ الناس بما بعد رمي النرد
يخفون تجاعيدا تكونت سرا مع هطول مطر إبريل عند منتصف الليل
يمشي الوطنيون كما يمشي النمل الى غاية ما
ويحاولون تلميع الكواليس منذ أول طلقة بارود
وينامون في جبهة تحريرهم يوما أو بعض يوم
وكلب العدو باسط ذراعيه يضحكه شكل التزوير الجميل
وكيف مرر قانون حفظ الموتى بسلاسة شديدة فوق الأركان
ما بعد الموت ستحرق بلادي كفنها البكر
وتجرد اللذين أحرقوا بقرة اليتامى على تبن الولاده من هويتهم المتعددة الجنسيات
ويعاود الشتاء صب ما تبقى فيه من لون الثلج المحلى بالزمهرير في بئر برهوت قرب الأعشاش المنهكة والثعبان
قل للذين مروا من هنا لا شيئ سيبرر ما فعله بعد اليوم
فصراع الحضارات أوشك على الإنتحار في ذراع المخلصين
الحمقى
وجميع الرهبان اللذين كانوا داخل الدير قدت صلعتهم من قبل بعدما أكلوا صلبانهم
ولن تقبل شهادتهم عند العزيز ولا صواع سيكيل لهم شعير الماعز والخرفان
خالد فريطاس الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

كم أحلم بقلم الراقي توفيق السلمان

 كم أحلمُ  أن أخرجَ من ثوب  الإنسان  أن أغدوَ قطرة ماءٍ من شلّال أو دمعة أمطار كم أحلمُ  أن أحيا كالريحِ كالنسمةِ كالإعصار  كالنور وكالضوء...