بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 9 مارس 2025

حكاية الراعي سليم بقلم الراقي اسامة مصاروة

 حكاية الراعي سليم

أتانا ربيعٌ ذاتَ عامٍ مُميَّزا

بكلِّ مزايا الحُسْنِ كانَ مُجهّزا

فبالوردِ والأزهارِ الأرضَ طرّزا

وحتى المراعي بالنباتاتِ عزَّزا

نسيمُ الصبا بالعطرِ قد غمرَ المدى

ومالَ على الأزهارِ يقْطُرُ بالندى

فعادَ سليمٌ باسمَ الثغْرِ منشِدا

يقودُ إلى المرعى قطيعًا تعدّدا

تعالى ثغاءُ الجائعينَ من الخرافْ

ورائحةُ الأعشاب هيّجتِ الضِعافْ

ولكنَّهم ساروا كما الجُندِ باصطِفافْ

بدونِ خروجٍ بالتفافٍ أوِ انْعِطافْ

خرافٌ وأبقارٌ تسيرُ إلى السُهولْ

بكلِّ انضِباطٍ وشوقٍ إلى الحقولْ

ووادِ تعافى مِنْ مُعانقةِ السُيولْ

كما اسْتيْقظتْ أزهارُهُ منْ رحى الذبولْ

وكانَ سليمٌ حينذاكَ بلا وجلْ

فسارَ بطيئًا حالمًا دونما كسلْ

ولكنْ رفاقُ الدربِ كانوا على عجلْ

فرائحةُ البرسيمِ تدْفعُ للعملْ

لذا لمْ يجدْ بدًا من السيرِ مُسرِعا

وليسَ لأنَّ الحشْدَ كانَ مشجِّعا

ولكنْ لكيْ يختارَ للحشْدِ موقِعا

يكونُ مُريحًا بل قريبًا وَنافِعا

تسابقتِ الأغنامُ شوقًا إلى الغديرْ

وغارَتْ كذا الأبقارُ فانطلَقَ المسيرْ

فهلْ سمِعتْ أنعامُهُ ربَّما الخريرْ

وهبَّتْ إليهِ قبلَ عاصفةِ المصيرْ

بدا اليومُ منذُ البدءِ بالنورِ مشرِقا

وللسيرِ قربَ الماءِ أيضًا مُشوِّقا

فأنتَ ترى حشدَ الطيورِ مصفِقا

كأنَّ نسيمَ الصُبحِ كانَ مُعتَّقا

هناكَ ترى كلَّ الطبيعةِ في حُبورْ

بدونِ اضطهادٍ أو مَفاسدَ أو غرور

بدونِ نفاقٍ للزّعاماتِ في القصورْ

هناكَ ترى الدنيا بأجنحةِ الطيورْ

وقبْلَ غُروبِ الشمسِ عادَ معِ القطيعْ

بقلبٍ سعيدٍ شاكرٍ كرَمَ السميعْ

توقَّفَ مشدوهًا إذِ اخْتَبَأَ الجميعْ

فَمُحْتَّلُّ أرضي في مَجازِرِهِ فظيعْ

توقَّفَ لا يدري أيرْجَعُ أمْ يقودْ

إلى البيتِ أنعامًا بشوْقٍ إلى رقود

فماذا إذا أيضًا تجاوزَتِ الحُدودْ

تُرى هَلْ تَعي الأنعامُ هذا أوِ الجنودْ؟

وما كادَ يَمشي خُطوتينِ إلى الأمامْ

ودونَ انْتِباهٍ للْبَنادِقِ في الظَّلامْ

أتاهُ الرَّدى مِنْ كلِّ صوبٍ وَمِنْ لئامْ

لا يَخْشَوْ

نَ ربًا ذا عِقابٍ وّذا انْتِقامْ

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

أرض بور بقلم الشاعر رضا بوقفة

 أرضٌ بور أنا البورُ، صمتي يلفُّ المكانَ، حزني دفينٌ، لا صوتَ يُعلنُ عنهُ، أحيا بين فصلٍ قاسٍ وفصلِ هوانِ، أوراقي شاحبةٌ، كأحلامٍ تُدفنُ. في...