بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 18 مارس 2025

تقولين بقلم الراقي اسامة مصاروة

 تقولينَ

1

تقولينَ إذا كُنّا ضعافًا لِنَسْتسْلمْ

فلا المالُ يفنى بل يزيدُ، أَلمْ تعْلمْ؟

فكُنْ واقعيًا كي تعيشَ وَلا تندمْ

ألمْ ينصَحونا منْ يعشْ صامتًا يسْلمْ؟

أقولُ تعلَّمنا لأَجدادِنا مجدُ

لهمْ في مجالاتٍ حضاريةٍ عهْدُ

إذا ذلَّنا قومٌ يسوقُهمُ وغْدُ

فذلكَ ضعفٌ ما لهُ في الدُنى نِدُّ

تقولينَ كيْ ترتاحَ نافقْ لذي كُرسي

ولا تنتَقِدْ حتى المُراوِغَ كالنِمْسِ

فنِمْسُ بلادِ العُربِ قدْ شذَّ عنْ أمسِ

لقدْ صارَ ذئْبًا في قصورٍ مِنَ الرِجسِ

أقولُ أنا بطبعي لا أهادِنُ طُغيانا

وأرفضُ إذلالًا وأكرَهُ عُدوانا

إذا اسْتُقْبِلوا ذلًا وضعفًا وبُهتانا

فلسْتُ أنا من يقْبلُ البومَ إخوانا

تقولينَ إنَّ الصمتَ معدنُهُ غالي

بعكسِ كلامِ الناسِ ذي المعدنِ البالي

وحتى الزعيمُ العبْدُ في قصْرِهِ العالي

يسودُ بلا حقٍّ وحتى لهُ قالي

أقولُ غريبٌ أمرُ أبناءِ عدنانِ

وأمثالِهم من رهطِ أبناءِ قحطانِ

نُعلِّمُ أبناءَ العروبةِ الفاني

منَ القولِ والأمثالِ ذُلًا لِسلطانِ

تقولينَ اخضعْ للقويِّ لكيْ ترقى

ففي عصرِنا هذا تذلّلْ لكيْ تبقى

فكُنْ حذرًا جدًا فمثْلُكَ قد يشقى

إذا لمْ تُقَطَعْ ثمَ في حُفرةٍ تُلقى

أقولُ أصومُ الدهرَ لا أرتضي ذُلًا

ولا أبتغي عيشًا ذليلًا ولوْ خلّى

حياتي بِجاهٍ كاذبٍ زائلٍ أحلى

فموتي بعزٍّ صادقٍ خالدٍ أغلى

تقولينَ هذي الأرضُ ليستْ لِشُجعانِ

وليستْ لِمَنْ يشكو وليستْ لِفُرْسانِ

لقدْ أصبحتْ أرضُ العروبةِ للجاني

مشاعًا فلا معنىً لأمجادِ أوْطانِ

أقولُ إذا الحكامُ ذلّوا لأغرابِ

وذلَّتْ لحكّامٍ ممالكُ أعرابِ

فلا عِشْتُ يومًا إنْ فتحْتُ لهمْ بابي

وقابلتُهمْ ذلًا وضعفًا كأصحابي

د. أسامه مصاروه

تقولينَ

تقولينَ أشعاري تسامتْ بِهجراني

كذلكَ أفكاري تنامتْ بِحرماني

فهلْ يا تُرى سعدي مَنوطٌ بِأحزاني

وَفرْحي بإقصائي وحتى بِنسياني

أقولُ بأنَّ الوصلَ دربي وإيماني

بدون وصالٍ منكِ هدمٌ لأركاني

إذا رُمتِ هجري سوفَ تنهارُ أوزاني

وحتى بحورُ الشعرِ أيضًا وألحاني

تقولينَ ليسَ الهجرُ أمرًا لِعصيانِ

وَدوْسٍ على زهرٍ وقطْعٍ لِأغصانِ

بَلِ الهجرُ حثٌّ مستمِرٌ لإتقانِ

وخلْقٍ لإبداعٍ جديدٍ وإنسانِ

أقولُ النوى يا بهْجةَ القلبِ أعياني

وقوّضَ فكري بل وسهَّدَ أجفاني

ألا إنَّ في هجري سبيلًا لإذعاني

ودربًا لإذلالي وأيضًا لبُهتاني

تقولينَ قهري كنزُ ماسٍ ومُرجانِ

ودونَ عذابٍ لا يُحفَّزُ وجْداني

فهجري إذًا نفعٌ ودفعٌ لأشجاني

وصمتي كصمتِ الصخرِ في قعرِ وديانِ

أقولُ النوى والبعدُ نصرٌ لسجّاني

وهجري بلا عُذرٍ حديدٌ لقضبانِ

أيا عشقَ عمري جفّفَ البعدُ شرياني

وحطَّم قلبي حينَ غادرتِ أحضاني

تقولينَ إنّ الشعرَ والحُزنَ صِنوانِ

هما قلبُ صبٍّ والهوى روحُ هيمانِ

فلا تكْتّئِبْ فالحزْنُ لوحَةُ فنَّانِ

وإبداعُ قلبٍ مُرْهفِ الحسِّ ولْهانِ

أقولُ إذا كانتْ همومي بِألوانٍ

كأزهارِ روضٍ أو فراشاتِ بُستانِ

فها

 هوَ قولي بل وها هوَ إعلاني

هواكِ أيا حبّي هوى قدسِ أوطاني

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

سحر التفاصيل بقلم الراقي معز ماني

 ** سحر التفاصيل ** روعة الأشياء ليست في الجليل بل في أدق التفاصيل حيث الحسن  لمن يبصره قليل وبين السطحي والعميق حكايات تروى  وقول وقيل .....