نداءٌ في هُدوءِ رمضان
اقْتَرَبَ مُنْتَصَفُكَ، يا رَمَضانُ،
وَقَلْبِي ما زالَ يَرْقُبُ الأَمانِيَ العالِقَةَ،
بَيْنَ نُورِ الفَجْرِ وَهَمْسِ السَّحَرِ.
اللَّيْلُ يَتَّشِحُ بِالسُّكُونِ،
وَالسَّماءُ تُعانِقُ الأَرْضَ بِنِداءِ التّائِبِينَ.
تَتَساقَطُ الذُّنُوبُ مَعَ تَسْبِيحِ السّاجِدِ،
وَتَتَأَلَّقُ الأَرْواحُ كَأَنَّها قَطَراتُ نَدى،
تَغْسِلُ قُلوبًا أَنْهَكَها التِّيهُ.
يا شَهْرًا نَبَتَ في القَلْبِ نُورُهُ،
كَيفَ تَمْضِي سَرِيعًا كَأَنَّكَ طَيْفُ حُلْمٍ؟
كَيفَ تَنْثُرُ بَرَكَتَكَ وَتُغادِرُ،
تارِكًا في الرُّوحِ عَطَشًا،
لا يَرْوِيهِ إِلَّا لِقاؤُكَ مِنْ جَدِيدٍ؟
اللَّيْلُ يَطُولُ، وَلَكِنَّهُ في حَضْرَتِكَ لَحْظَةٌ،
وَالعُمْرُ يَمْضِي، وَلَكِنَّهُ في ظِلِّكَ نَعِيمٌ.
يا رَمَضانُ، نِصْفُكَ قَدْ مَضى،
وَنِصْفُكَ الآخَرُ يُلَوِّحُ بِالمَغْفِرَةِ لِمَنْ أَقْبَلَ،
وَبِالرَّحْمَةِ لِمَنْ نَدِمَ،
وَبِالعِتْقِ لِمَنْ بَكَى في صِدْقِ الرَّجاءِ.
فَاجْعَلْنا مِمَّنْ أَدْرَكُوكَ بِقُلوبٍ نَقِيَّةٍ،
وَخَرَجُوا مِنْكَ بِرُوحٍ جَدِيدَةٍ،
لا تَضِلُّ طَرِيقَ النُّورِ بَعْدَكَ أَبَدًا.
وَاجَعَلْنا نُجُومًا تَهْتَدِي بِنُورِكَ،
حَتَّى في ظَلامِ الدُّهُورِ.
بقلم رانيا عبدالله
2025/3/16
٨:٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .