أرضٌ بور
أنا البورُ، صمتي يلفُّ المكانَ،
حزني دفينٌ، لا صوتَ يُعلنُ عنهُ،
أحيا بين فصلٍ قاسٍ وفصلِ هوانِ،
أوراقي شاحبةٌ، كأحلامٍ تُدفنُ.
في جوفي غناءُ طيورٍ يصدحُ،
وسنابلُ ترقصُ مع نسيمِ الصباحِ،
حولي ورودٌ تزهو بكلِّ الألوانِ،
تفوحُ عطورُها، كأنهارِ ارتياحِ.
لكنني أنظرُ، حسرةً تملأُ عيوني،
كأني روحٌ عطشى، تبحثُ عن الأمانِ،
أنا البورُ، صمتي يلفُّ المكانَ،
حزني دفينٌ، لا صوتَ يُعلنُ عنهُ.
في ليالي الشتاءِ، المطرُ يهمسُ حزينًا،
يروي حكاياتِ أرضٍ جافةِ الجنانِ،
وأنا أتوقُ، أن أكونَ أرضًا تُزهرُ ياسمينًا،
تُغرسُ فيها الآمالُ، وتثمرُ الأفراحُ.
لكنني أعلمُ، أن الدهرَ لا يلينُ،
وأن الرياحَ، لا تعودُ بالزمانِ،
أنا البورُ، صمتي يلفُّ المكانَ،
حزني دفينٌ، لا صوتَ يُعلنُ عنهُ.
في الربيعِ، أرى الأزهارَ تتراقصُ فرحًا،
وأسمعُ لحنَ الطيورِ، يُطربُ الآذانَ،
لكنني لا أستطيعُ، أن أشاركهمُ فرحًا،
فأنا البورُ، أرضٌ لا تُثمرُ الأغصانَ.
في الصيفِ، النجومُ تلمعُ في السماءِ،
والنسيمُ يهمسُ، بألحانِ الأماني،
لكنني لا أستطيعُ، أن أعيشَ الهناءِ،
فأنا البورُ، أرضٌ لا تعرفُ المعاني.
بقلم الشاعر رضا بوقفة
وادي الكبريت
سوق أهراس
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .