حلم الضياء
سِرْتُ الطَّرِيقَ بِدَرْبٍ حالِكِ الظُّلَمِ
تَذْرُو فُؤَادِيَ رِيحُ اليَأْسِ وَالألَمِ
تُطوِّقُ الروحَ أطيافٌ معذِّبةٌ
تَسْرِي كَسَمٍّ بِبُطْءٍ مُفْسِدًا نَسَمِي
أنّى التفتُّ، وجوهُ الغدرِ تحرِقُني
كأنَّهمْ نارُ غَدْرٍ أَخْمَدَتْ هِمَمِي
ناديتُ: يا ليلُ، هل في الصُّبحِ مُتَّسَعٌ؟
أم أنَّ صبحَ المُنى قد ضاعَ في العَدَمِ؟
قالَ المسيرُ: اصْطَبِرْ، فالضوءُ مُبتدأٌ
والحلمُ يسري كنورِ الفجرِ في الظُّلَمِ
إنَّ الحياةَ ظلامٌ حين يخذلُنا
ضوءُ الأماني، ويُطفى النورُ في القممِ
كم من ضعيفٍ هوى يشكو مواجعَهُ
وكم قويٍّ طغى في البطشِ كالأجمِ
لكنَّ للدهرِ أحكامًا مسطَّرةً
لا ظلَّ يبقى، ولا نارٌ بلا حَطَمِ
فاصبرْ فإنَّ الليالي سوفَ تُنصفُنا
وإن تطاولَ حزنُ القلبِ في الألَمِ
لا تيأسنَّ وإن جارَ الزمانُ بنا
فالموجُ يَرمي زُهورَ الحُلمِ للعَلَمِ
كم كادَ لليلِ فجرٌ أنْ يطيلَ بهِ
لكنَّهُ انجابَ والأضواءُ لمْ تَغِمِ
إني سأسعى، فإنْ طالَ الطريقُ بنا
فالضَّوءُ يَأتي، وإن طالتْ يدُ الظُّلَمِ.
كلمات: عبدالله محمد سالم عبدالله عبدالرزاق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .