يا غزّة صبرًا
تضيقُ على تلكَ البقــاعِ الأضــالعُ
وتُوسِعُ في ذرفِ الدّموعِ المدامِعُ
وتكوي جبينَ الشِّعرِ حُرقةُ خافقٍ
تشبُّ كنــــارٍ لو تفورُ المواجِعُ
أكانَ صَدى الأشعارِ يخفي أنينَها
وكلُّ بَيـــــانٍ بالجراحِ يُنازع؟
فما حالُ أبيــاتٍ إذا اليوم بُحتُها
وتبكي على نزفِ الجراحِ المطالِعُ
بماذا أخطُّ الآهَ فوق دفـــاتري
فكلُّ مِدادٍ أثقلتْهُ الفواجعُ
لِغَزَّةَ تبكيني القوافي ، ومَنْ أنا؟
سِوى كاتبٍ عنها بدمعٍ يُدافِعُ
لكِ اللهُ يا أرضـًا تمـــوتُ بِعِزّةٍ
وتحيا ، فما زالت تجودُ المراضِعُ
وما زالَ في الزّيتون زهرٌ يَلُفُّهُ
وفي الصّخرِ عزمٌ تعتليهِ الطّلائعُ
بِفَجْرٍ تطلُّ الخيلُ فوقَ ظُهورها
رجالٌ وتعلو في الزُّنودِ القواطِعُ
هنيئـــًا لأرضٍ قد رواها مُدَجّجٌ
بِصبرٍ ، وفي صبرِ الرّجالِ المصانعُ
لقد كان في "يحيى" عزيمةُ ثائرٍ
وتزهو على ذاكَ الرُّكــامِ الأصابعُ
دمٌ في ثراكِ اليوم يا غزّةَ اصْبِري
فما ضاعَ حقٌّ والنّفوسُ تُصارِعُ
أدهم النمريني.