إلى روح والدي
عمر بلقاضي / الجزائر
الى روح والدي بمناسبة الذكرى الثانية لوفاته رحمه الله واسكنه جنانه
***
الموتُ حقٌّ ولكنْ يجرحُ الكَبِدا
ويوجبُ البؤسَ والآلامَ والنَّكدَا
فيعلنُ الدَّمعُ حزْناً موسمًا مَطِرًا
مِن شدّة الوَجْدِ يُوهي الصّبرَ الجَلَدَا
ماذا تفيدُكَ أقوالٌ بِتعزية ٍ
إن كان قلبُك بالأحزانِ مُتَّقدا
لكنَّ كلَّ عزاءِ المرْءِ في أمَلٍ
عند الرّحيمِ يعيدُ العقلَ والرَّشَدا
ما غابَ من لمعتْ أخلاقُه وغدَت ْ
للفوزِ والقُربِ عند اللهِ مُستَندَا
أكْرِمْ بذي عفّةٍ عليا وذي شرَفٍ
قد كان يُغنيه عن ذي اللُّؤمِ ما وجَدَا
قد كان يقنعُ بالأرزاق في ثِقةٍ
ما ضاق بالعُسرِ في الدّنيا وما حَسدَا
يسعى ويكدحُ في طُهرٍ يعزُّ به
ولا يمدُّ إلى أهل الرُّيوعِ يَدَا
عانى الأمرِّين في عهد الجهادِ وما
رامَ الغنائمَ لمَّا الإنتصارُ بَدَا
رَبَّى بَنيهِ بما يُعلي كرامتهمْ
علمٌ وطُهْرٌ ونُبلٌ في الورى وَهُدَى
أبي صديقي تمتّعْ بالرّحيلِ فذا
حادي النُّفوسِ إلى أرض النَّعيمِ حَدَا
لا يُخلفُ الله ما جاء الكتابُ به
الله ينجزُ أهلَ الفضلِ ما وَعَداَ
حسبي افتخارًا بمن تزهو القبورُ به
لمّا أتاها بنورِ الحقِّ مُعتقِدَا
وبالفضائلِ والآياتِ يحملُها
قلبٌ طهورٌ بحبِّ الصّالحاتِ شَدَا
تسعون حولًا من الإيمان خالصةً
ألا تنجِّي فؤادا كالغمامِ نَدَى؟
ظنِّي جميلٌ فربُّ النّاسِ يرحمُ منْ
لغيرِ خالقهِ الرَّحمنِ ما سَجَدَا
بقلمي عمر بلقاضي / الجزائر