بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 30 نوفمبر 2025

شمس العشق التي لا تغيب بقلم الراقي وليد جمال محمد عقل

 شمس العشق التي لا تغيب

أخطو بخُطى حائرة،

لا تعرف أيَّ دربٍ تسلكه،

وكيف الوصال؟

فقد أصابني سهمُ العشق،

وصرتُ مُكبَّلًا بالأقدار.


أنظرُ إلى السماء فأراكِ

شمسًا ساطعة،

فأنظر إليكِ بانبهار،

وفي قلبي يثورُ بُركانُ نار.


أركبُ سفينةَ العشق،

وصهيلُ الخيل يتبعني،

وركابي صار وودّعني،

فأصبحتُ أنتظرُ رأفةَ الأقدار،

وأيَّ دارٍ أسكنها،

ومن يكون بالجوار؟


أنتِ الوحيدةُ ساكنتي،

حتى وإن فرّقتنا الأقدار،

سأظلُّ في رحالِ سفينتكِ،

وسأظلّ أكتب عنكِ كلَّ الأشعار،

ستظلينَ مدينتي وحبيبتي

وكلَّ الأوطان.


يأخذني نسيمُ العشق

برياحٍ مُحمَّلةٍ بأشواقي واشتياقي،

وتنهمرُ من أجلكِ دموعي

كالأمطار،

وتحلق طيورُ الحب

تُطمئنني،

وتقول لكِ إنني…

في انتظار.


              

      بقلم 

     وليد جمال محمد عقل

زهرتي بقلم الراقي محمد احمد دناور

 (زهرتي)

من بين

أزهار ربيع الكونِ

ومعارض الجمال

كنتِ

 تعويذتي

المقدسة

تبادلينني الحب.....بالحب

وكنتِ

ومازلتِ

رمزَ الجمال

ألوانكِ من ثوبِ

الربيعِ

جذابةٌ

تسرُ الناظرين

حديثكِ. يضوعُ

أبخرةً.. وشذىً

وفوحاً

من عبير

تتربعين...... ردهاتِ

قلبي

وقاعاتِ

وشرفاتِ...... العاشقين

معطاءة خيرة

تبهجُ النفوسَ

ياإلهي...كيفَ

اعتراكِ

خريفُ الذبولِ

ألا ليتَ شعريْ ...... كم؟


 قصيرٌ

عمر

الزهور

أ ...محمد أحمد دناور

سورية حماة حلفايا

حلقة مفرغة بقلم الراقي اسماعيل جبير الحلبوسي

 حلقةٌ مُفرَغة…


خاليةٌ من كلِّ فَرَحٍ دُنيـاي،

وموصَدَةٌ نوافذُ النُّور…


الدُّروبُ غريبةٌ،

تثاقَلَتْ فيها الخُطوات.


أبحثُ في كلِّ زاويةٍ عنِ ابتسامةٍ

وسُرور…


لِمَ الحُزنُ خَيَّمَ على عالمي؟

الماضي يؤلمني،

وحاضري كبَّلَ أفكاري،

وقادمُ الأيامِ أَخْشاها…


كأنّني مَسلوبُ

الإرادةِ والشُّعور…


خريفُ العُمرِ أَخمَدَ في داخلي كُلَّ ثورة،

والقلمُ يرتجفُ بين أناملي،

وبُركانُ الشِّعرِ

لم يَعُد ثائرًا،

وأصابَه الخوفُ

والفُتور…


صَحراءٌ قاحلةٌ قِرطاسي،

أصابَه القَحط،

والرِّيحُ تَعصِفُ به،

ودواوينُ أشعاري

أَلقَيْتُها في اليَمِّ

أو أَوْقَدْتُ عليها

في التَّنُّور…


ويرهقُني التَّرقُّبُ والانتظار،

وظلامُ الأيامِ

يُقَيِّدُني.


لا أستطيعُ الخروجَ من شَرنقةٍ

نُسِجَتْ حولَ أفكاري،

كأنِّي

في

حلقةٍ

مُفرَغةٍ

أدور…


………………


إسماعيل جبير الحلبوسي

أهواك بقلم الراقي عبد العظيم علي عفيفي الهابط

 قصيدتي أهواك 

أهواك ياذات السنا أهواك 

أنا لا أريد من الحياة سواك 

لك دمعتي لك بسمتي 

وكل شيء في الحياة فداك 

لكن دعيك من الدلال وناره

فبذا الدلال مرارتي وهلاكي 

لاتبخلي بالحب لا لاتمنعي 

أعطي كما الرحمن قد أعطاك 

أعطاك من عاج يدين فكفكفي بهما 

أيا روحي دموع الباكي 

لا تبخلي بالحب لا لاتمنعي

فالجود حمدك والعطاء سناك 

دكتور عبدالعظيم علي عفيفي الهابط 

مصر

على ديارنا مروا بقلم الراقية قبس من نور

 ** عَلى ديارِنا مَرّوا ...

................................

وَ عَلى ديارِنا مَرّوا ...

فأعجَبَهم سامِر الحَيِّ ...

و أقروا : مَا رأوا مِثلَه شَمشاً ...

وَ لا لاحَ في لَيالِهم مِثلُه قَمرُ ...

لَيتَهم عَلى دِيارِنا ما مَرّوا ...

لَيتَهم بالرَّحيلِ ما عَجلوا ...

نَهبوا الفؤادَ وَ تَركوا صاحِبَه ...

أَيعيشُ بِدونِ الفؤادِ في الحياة جَسدُ ...!؟

يا سارِقِي الصّواعِ تَمهَّلوا ...

ما نَفْعُ الصواعِ وَ فِداكُم الثَّغرُ ...!!

و الله لَو أَومأُوا إلينا باللَحظِ ...

لَناخَتْ لَهم الرّوحُ وَ الجَسدُ ...

- فبالله يا ذنبُ - فَليَشفعْ الحُبُّ ...

لِمَنْ لِخِلّانِهم في الهَوى صَدَقوا ...

لَو كانَ مَمْشاهم في عَرضِ البَحرِ ...

لَتَبِعنا الخُطا وَ استُعذِبَ الغَرقُ ...

فَما حِيلةُ المَجنونِ في سَكراتِه ...

وَ كُلُّ سُكرٍ بِطيفِكم يُستَجَدُّ ...

طوبى لِمَنْ أحيا مُجونَ الوَصلِ ...

فَعلى البئرِ لا يُطلَبُ الصَّبرُ ...

كُلُّ شيءٍ لَنا فيه أَخذٌ وَ ردُّ ...

إلّا الهَوى كُتِبَ عَلى أصحابِه الجَبرُ ...

قَدْ قُلتُ فيكُم ما لَمْ يَقُلْه صَبُّ ...

و اشتَهيتُ مِنكُم ما لَمْ يَشتَهِ عُمر ...

وَ لا أمرؤ القيس مِنكم بِبعيدٍ ...

وَ لا عَنترةُ وَ لا زُهيرُ ...

فَخَيرُ القوافِلِ سِراجُها ذَهبُ ...

فَلنَقُدّ الخِيامَ وَ لْتُكشَفُ الحُجبُ ...

هَذة الأيامُ لَنا في أُخراها مَغفِرةٌ ...

فَلنَستغفِر الله و يُغفَرُ الذَّنبُ ...

فَيالَيتَهم بالرَّحيلِ مَا عَجِلوا ...

لَيتَهم يَوماً إلى أحضانِنا رَجعوا ...


           بقلمي : قَبسٌ من نور ...( S- A )

                              - مصر -

اخاديد السراب بقلم الراقي صلاح زكي

 أخاديدُ السَّراب..

اصرخْ

لن يسمعَك أحد..

فالأرضُ خَواءٌ...

ضاعَ منها الرَّجاءُ...

اصرخ..

لن يغضبَ لك أَحَد..

الفضاءُ الرَّحبُ 

تاهَ فيه الغَضب..

اصرخ..

لن يستجيبَ لكَ القَدر..

فلَمْ تُرِدْ الحياةَ..

و لم تُرد النجاةَ....

فما عساها ترجُو النيرانُ

 من الحَطب..؟!..

متى كافأ الخانعينَ القَدَرُ ؟!

فكيفَ الوصولُ..أينَ المَفرُ..؟

لِتبكِ عَيناكَ.. 

أوصالُك بسلاسلِ الخَوفِ 

مُكبَّلةٌ.. 

القلبُ مِنكَ يَكادُ يَفرُّ..

تسيلُ أَخاديدُ الوجعِ بجفنَيكَ..

لن يَرى آثارَ الجُرحِ  

في عينيكَ أحدٌ....

مُت غيرَ مأسوفٍ عليكَ..

 ألا تَدري سرَّ الحياةِ..؟

طَريقُ النَّجاةِ

صَرخةُ نارٍ ولَهَب

الأرضُ تنتظرُ الحياةَ..

والسَّماءُ غَاضبةٌ..

أبدًا لن يُجدي البُكاءُ

انهضْ ،و سِرْ..

إن السَّعادة في النَّصب..

أيُّها المنتظِرُ من الأيامِ مُعجِزَةً

ضاعَ في الانتظارِ عُمرُكَ

وَلَّى و ذَهَب..

اصرخْ لا تكتُمَنَّ صوتَ الحياةِ..

فلن يُكفكفَ دَمعَك أحد ...

لن تنزفَ لك إلا عَيناكَ 

لن يُداويَ جُرحَك أحد..

وجعًا ، ألمًا ، صبرًا  

وكثيرًا مِن غَضَب...

لا تَنتظرَنَّ من النَّاس عونًا..

 فلَنْ يسمعَكَ أَحَد ...

   ..............................

  خاطرة..بقلم...صلاح زكي...

................................

لم اعد تلك المنارة بقلم الراقي عبد الكريم نعسان

 ١_(*لم أعد تلك المنارة*)

لم أعد تلك المنارةْ


زادني الشيبُ شعوراً بالخسارةْ


لم أعد أهوى القتالْ


وصعوداً للجبالْ


في خيولّ وبغالْ


نحمل الأطنان من تلك الحجارةْ

      ***


شابَ رأسي يا صديقي


واختفى ضوء بريقي


بعدما كنتُ جديراً بالإمارة


      ***


صار عكّازي رفيقي


في مساراتِ الطريقِ


ورفاق العمر غابوا


قد تواروا خلف خيطان الستارةْ


كلّ شخص كان قربي


غيّر اليوم مسارهْ


لم يعد يذكر عهداً


حين كان الشخص في أوجِ افتقارهْ


هكذا الإنسان صاحِ  


حين ما عاش الحضارةْ

        ***

بحر خيرٍ كان فينا


حين كنّا نمتطي ظهر الحمارةْ


كان حبّ الناس يعلو


فوق أموال التجارة


كانتِ الأطيار تشدو في البراري


شدوها الموزون لحناً لا يبارى


كانتِ الأزهار تنمو



فوق حيطان المغارةْ

     ***


كلمات:

عبد الكريم نعسان

نحن قوم لا نكسر بقلم الراقي أحمد عبد الرؤف

 نحن قوم لا نُكسر

بقلمي / أحمد عبد الرؤف

——————————————-

نحن قوم لا يُعكـــر صفـــوها 

نبح الكلاب المستــمر بأرضها

 

وإذا مشيت ولـــم تبالِ بمالها

عادت إليك تجــر في أذنابهــا

 

وكم شربنا مـن كؤوس العز لا

نهتز من طعن الزمان بظهرها

 

نرتقي فوق السحاب بعزمنــا

لا نهاب الموت وإن تمـــادى 

حدها


نعلو بعزتنا ونحفــظ عهــدها 

والأرض تشهد هيبة أصحابهـا 


من جاد بالشر استكان لرعبهـا 

حتي تهــاوى راكعــاً من بأسها 


إن الحياة إذا ضربت بطولهـــا 

عادت إليك بطــولها وبعر

ضها

===================

بنور الله مضينا بقلم الراقي إسحاق قشاقش

 (بنور الله مضينا)

بنور الله قد مضينا

وبسُنة رسوله قد اهتدينا

وعلينا تكالبت بعض الناس

وظنوا بأننا هُزمنا وانتهينا

مع إننا ما زلنا للوطن حُراس

ومن الحر وب كم تهجرنا وعانينا

وقدمنا شه داءنا وأقدس الناس

وبالعهود كلها قد وفينا 

وما زال لدى البعض إلتباس 

بأننا على أبناء شعبنا قد جنينا

وعلى سلا حنا قرعوا الأجراس 

لنخضع ونسلمهم كل ما لدينا

وللع دو نستسلم ونكتم الأنفاس

وتأتي الكلاب لتقبض علينا

فلتخسئ أمة فقدت الإحساس

وكأننا ما تجاورنا ولا تآخينا 

ولا في لبنان نحن من الأساس

ولا النصر للجميع قد هدينا

وبنا عمت الأفراح والأعراس

بعدما د بالدماء قد روينا

فهذه الحفنة يجب أن تُداس 

لأنها بالبشر لا يجب أن تُقاس

وعن نداء الحق ما يوماً توارينا 

بقلمي إسحاق قشاقش

برد الشتاء ودفء حبيبتي بقلم الراقي صلاح الورتاني

 برد الشتاء ودفء حبيبتي ..

جاءني طيفها

في خيالي

أنعش أحلامي

عشتها أحلى

لحظات وليالي

مع طيف حبيبتي

وجهها كقطعة ثلج

أتأمٌله أنسى آلامي

أعود لذكرى الصبا

يوم كنا نمرح ونشدو

مع الطير الشادي

يا جنة روحي

مبددة سهادي

دفء فؤادي

مزيلة همي وبعادي

يعم الثلج بلدي

تتراقص وتتمايل

الأغصان

يعزف لي طيفها

أعذب الألحان

أرحل حيث الذكريات

أيامنا الخوالي

عشناها

أحلى ليالي

نتسامر حتى الفجر

في همسات لطاف

بسمات خفاف

تطلع الشمس

تزيد وجه حبيبتي ضياء

وبهاء

تهمس لي كفاك تعبا 

ينتفض العصفور

يبحث عن رزقه

أعود لحلمي وذكرياتي

تعاودني آهاتي

لحلم آخر وغد آت

ويتواصل سقوط الثلج

لأتواص

ه‍ه‍ه9.   ل مع أحلامي 

وأمنياتي ..

صلاح الورتاني

أمي ويوم الرحيل بقلم الراقي وديع القس

 أمّي .. ويوم الرحيل ..!! شعر / وديع القس


/


أمي رحلت منذ خمسٌ وعشرون عاماً بتاريخ 30 / 11 / 2000.. ولن يرحل عطر القداسة وشذى المحبة..


الرحمة والغفران لأرواح الراحلات .. وبالعمر المديد والسعيد للأمهات الأحياء.؟


/


سالتْ دموعي على الخدّينِ في هطلِ


تُقاسمُ الحزنَ في صدق ٍ وإيمان ِ


/


حاولتُ أسمعُها ، والدّمعُ يغرقني


والدّمعُ يخفي جمالا ً دونَ عرفان ِ


/


فجاوبتنِيْ بتنهيد ٍ .. وفي ألم ٍ


وآخرَ الغُصصِ ، كانت بصمتان ِ


/


صمتٌ يسائِلني ، هلْ ليْ بعافية ٍ


صمتٌ يجاوبهُ : شوقي لأكفان ِ .؟


/


مهما كبرتُ فيا أمّي : أنا ولد ٌ


مادمت ِ في عالم ِ الأحياء ِ سلوان ِ.؟


/


وإنْ هرمتُ سيبقى حضنك ِ السّكنَا


وأسترقّك ِ .. جوعانا ً بعطشان ِ .؟


/


أمّيْ وطعمُ الرّدى ، مرٌّ مذاقته ُ


أوجاعهُ أبدا ً ، غمٌّ بأحزان ِ


/


لا ترحلِي فحنانُ الأمِّ مجمرةٌ


وفي رحيلك ِ يغدو البردَ أطعان ِ


/


ما كنتُ أعلمُ إنَّ اليتمَ يفقدني


إكسيرَ روح ٍ منَ التّحنان ِ حيران ِ


/


هرعتُ أمسكُ بالأحضان ِ هامتها


والويلُ أسبقُ منْ حبّي وأحضاني


/


وأسدلتْ جفنهَا رخوا ً تودّعنِي


وفيْ الشّفاه ِ كلام ٌ دون َ تبيان ِ


/


تلكَ اليدان ِ تدلّتْ حنو َ باردة ٍ


والدفءُ فارقها هجرا ً بتيهان ِ


/


وحينما أقفلتْ عيناك ِ بارقهَا


صارتْ حياتي يتيما ً دون َ عنوان ِ.!.؟


/


الأمُّ أقدسُ مخلوق ٍ وما خلقا


!.حبٌّ وعلمٌ وأنعامٌ .. بولهان ِ


/


منارةُ البيت ِ بالأنوار ِ سيمتها


ونفحةُ الطِّيب ِ بعدَ الله ِ رضوان ِ


/


وإنْ سألتُ عن ِ الأحباب ِ ما كثروا


تبقينَ وحدك ِ في صدقٍ ووجدان ِ.؟


/


رمزُ الضّحايا بماء ِ العين ِ تحملنَا


والقلبُ بحرٌ بجمر ِ الحبِّ مزدان ِ


/


وكتلةٌ من لهيب ِ الحبِّ تغمرنا


كموقدٍ قلبها .. حبٌّ بنيران ِ


/


يا أقدس َ الكائن المخلوق ِ من بشر ٍ


يا أنبل َ القلب من حبٍّ وإيمان ِ


/


تركت ِ عطرك ِ في روحي وفي جسدي


وسوفَ يبقى لصيقا ً دونَ أزمان ِ..!!.؟


/


وديع القس ـ سوريا

المنام بقلم الراقية فاطمة البلطجي

 "المنام" 


دخلت قرية السلام 

      خلسةً والناس نيام

          أبحث عن شيخ كبير 

               قالوا بالغيب علّام


يبيع النصيحة بدرهم 

      وبالدينار يفسّر أحلام

             قلت يا شيخي جئتك 

                   في أمر أوليه اهتمام


إئتمنت صديقاً يوماً 

      على سرّ في الغرام

           ونمت قريرة العين 

                  فرأيته بالمنام ! 


قال إروِ ما رأيتي 

       يا ابنتي عن الغلام

            علّها تكون رؤية

                 أو أضغاث أحلام


قلت خان الأمانة

      وعليه ألقي الإتّهام

            وراح يفشي سرّي 

                   ويزوّر بالكلام !


وسلّ سيفه حتى 

     لمع من حدّه الحسام

          صحوت خائفة وظنّي

                محض كابوس وأوهام


قال بل رؤية تخبرك

      عمّا يُحاك في الظلام

           حصّني بأيات نفسك

               تبعث في الروح السلام


ليس أهل للأمانة

       ويريد منك الإنتقام

             كان ذاك هاتفاً

                 ولو لم يُكتب بأقلام


وأنا لست بساحرٍ 

      ولا بالغيب علّام

            ولكن عُرفتُ بصدقي

                  في تفسيري للمنام


قلت إستحقّيت الفاً 

     على ما اجتهدت بالكلام

             قال لا أريد مالاً 

                  ولا من الذهب جرام


تقبّلي مني نصيحة 

     كي تعيشي بسلام

          إجعلي في القلب سرّك 

                  وغلّفيه بالرخّام


كي لا يثرثر يوماً 

         عن طيب نيّة فيُلام !


أدين لك يا شيخي 

      بكل إمتنان واحترام

           وكلامي صلاة وسلام

                   على النبي في الختام


فاطمة البلطجي

لبنان /صيدا

تمضي الليالي بقلم الراقي علي الربيعي

 تمضي الليالي..

تمضي الليالي والفجر يأتي مطلعه..

  ويطول ليلي في الغياب لا أهجعه..

هل تدركين يامن سكنتِ جوانحي

 معنى السهاد حال الغياب ما أوجعه..

القلب إن فقد الهوى فيمن هوى

  كالطفل في اليتم فقد من يرضعه.. 

كالحقل أينع ثم أذبل زرعه

حين غاب عن حقل الفؤاد من يزرعه..

هبت رياح تَقحُّلٍ تدع الفؤاد

 كالزرع جف كون المزون لا تتبعه.. 

تذبل خلايا في الفؤاد وتكتسي

    حلل السواد في عزاء حب روّعه.. 

ويعيش أوهام الليالي في السهاد

      وبؤس إرهاق الكوابيس تفزعه.. 

يهتف يناديك الفؤاد لترجعي

       لتداوي أوجاع الليالي الضائعه..

تعيدين للدنيا ابتسامة حسنها

      وتزيحي عن قلبي عناءً أوجعه.. 

==========

بقل

مي..

علي الربيعي...

همس الحنين بقلم الراقية فاطمة حرفوش

 " همس الحنين"

            بقلم فاطمة حرفوش _ سوريا 


عندما يضجّ الصدر بالحنينْ ،

وتتّقد الأشواق بنار الوجدْ، 

وتخفق الرؤى بحنوٍ ترنو للأفق البعيدْ،

فتغتال المسافاتُ البعيدة أنفاسَ القربْ،


أتوسّد بهدوء زند الليل،

وأطرق باب الأحلام بلهفة عاشقٍ

توشّح بقميص البعدْ


أصلي صلاةَ الغائب، وأبتهل لإله الحب

لعلّ طيفًا يَهدهِدُ وحشةَ المساء،

ويزيح ستائرَ الغياب

عن نوافذ القلبْ.


وحين يطلّ نورك البهيّ،

يداعب حلمي بحضوره الشهيّ،

ويمسح غبشَ الغياب عن مرآة الروح،

تسكن الروح في محراب الحب

وتنتشي بحلاوة القربْ

عندما أحببتك بقلم الراقي علي عمر

 عندما أحببتك

ياسيدتي 

أعتلى قلبي 

عرش الغرام 

كقطرات الندى 

على بتلات زهور 

الكاردينيا البيضاء 

كريحان ضوء القمر 

في حدائق سماء 

مرصع بلآلئ الوجد 

بنجوم ملكوتية تشع 

ضياء 

وفي محراب عشقك 

كراهب بوعد مقدس 

بت أتلو صلواتي ورودا 

شذاها جداول عطر 

تنعش خافق روحي 

الحزينة 

وأطوف مع فراشات 

الشوق 

حول عرشك هائما 

لأتمم فروض عشقي 

على خد ياسمينك 

المشتاق لع

ناق اللقاء

//علي عمر //

كأنك لي..هكذا حلمت بقلم ندي عبدالله

 " كأنك لي — هكذا حلمت-""


كأنك لي…

كأن الليل كله ينهار على صدري.... 

ليترك لك

 مساحتك

وأنا أتنفسك

 كما يتنفس البحر أمواجه.... بلا تراجع-

كل نظرة 

منك تصنع انفجارًا صغيرًا في روحي.... 

توقظ صمتًا 

لم أعد أعرفه—

وتجعل قلبي يصرخ باسمك قبل أن يعرف اسمه... 

ابتسامتك

 ترتب عالمي... 

تسرق خوفي وتزرع شمسًا دافئة 

في شراييني

حتى يصبح قلبي طفلًا

 يعرف الأمان فيك وحدك... 

نبض القلب أنت

كل خطوة نحوك

كأنها صلاة لا تؤمها إلا الروح.... 

كأنها همس يدفعني إلى الضوء.... 

حتى أترك الظل خلفي.... 

كنت أحلم بك…

معنى الإحتواء 

سند لبعض الوقت بالعمر... 

ثم صرت حقيقة تتسلل بين أوصال نفسي... 

صرت الحرف الذي يكتبني.... 

والنبض الذي لا يكف عن الهمس : 

أنك راجع بالأحلام  

وانني فى الإنتظار....،، 

 " ندي عبدالله "

زمن المراثي بقلم الراقي عماد فاضل

 زمن المراثي

ثَوْبُ الأصَالَةِ رغْمَ القيلِ وَالقَالِ

أغْلَى لصَاحِبِهِ مِنْ ثَوْبِ مُخْتَالِ

يَا صَاحِبِي قَدْ تَفَشّتْ في الفَضَا حُجُبٌ 

سَدّتْ منَافِذَهُ مِنْ بعْدِ إقْبَالِ 

بِفَيْضِ أوْبِئةٍ لَيْسَتْ تُجَامِلُنَا

وَلَسْتُ مغْتَبِطًا مِنْ قَسْوَةِ الحَالِ

وَمِنْ نُفُوسٍ أمَاتَ الغِلًُ رِقّتَهَا

فَأفْسَدَتْ بِأذَاهَا راحَةَ البالُ

قُلُوبُهـمْ منْ فراغِ العقٍلِ عَاطِلَةٌ

كَعَقْلِ فَاخِتَةٍ في جِسْمِ أفْيَالِ

مَا أمْهَلَ اللّهُ في الأزْمَانِ مِنْ أمَمٍ

إلّا وَأهْلَكَهَا مِنْ بعْدِ إمْهَالِ

رَأْسًا علَى عَقِبٍ أمْسَتْ عَوَاقِبُهَا

تَصْلَى اللّظَى تحْتَ أنْقَاضٍ وَأطْلَالِ

قَارُون أمْسَى بِأمْرِ اللّهِ مُنْتَهِيًا

وَغَصَّ فرْعَوْن فِي بَأْسٍ وَإذْلَالِ

رَبّاهُ أنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْكَ مَرْحَمَةً

وَاحْمِ البَسِيطَةَ مِنْ هَوْلٍ وَإهْمَالِ


بقلمي : عماد فاضل (س . ح)


البلد : الجزائر

وطن بين الضلوع بقلم الراقي صالح سعيد الخللو

 وطن بين الضلوع

**************


طفلتي 

صغيرتي 

ضلعي وشرياني 

فراشتي 

حملتك بين أضلعي سراً يسرني 

ويسري كمجرى الدم في كياني 

أميرتي حبيبتي سيدتي مولاتي 

ياسمينة أزهرت على الأغصانِ

فرحتي وسر سعادتي 

بؤساً بلا صدرك باردة أحضاني 

نشوتي ودندنة الأوتارِ

يتيمة بلا اسمك كل الألحانِ

معزوفتي قصيدتي أنتِ

سليم معافى أعاني 

وطني 

أرضي 

سموي وسمائي 

بلا عينيك تباً لكل الأوطانِ

أحبك وأعشق عينيك 

وبلا عينيك أنا .. أنا بقايا من إنسانِ

سيدتي 

غاليتي 

مولاتي 

برد الروح وصد الوصل آذاني

بُعد الجسد عن الجسد يؤرقني 

أدمنتك ويا لروعة الإدمانِ

هادئة أنتِ .. صامتة أنتِ

عاصفة الشوق تحمل كل الأماني 

في ذكراك لذتي وملاذي  

ويعطيني المزيد من الأمانِ

لا أرض بها أرضى 

بين الأضلع هناااااك هناك مكاني 

الصبر حلتي وحيلتي 

صبراً يا قلب ورفقاً بالضلوع المحاني 

الحب قدرٌ مقسومٌ

وقدري أن أبقى في حالة هذيانِ

رياح غاضبة تصدمني 

فأتخبط كالسكرانِ

أقسمت أنك غايتي غاليتي 

وحلفت بكل الأيمانِ

أن أبقى على عهدي 

إن لقيت أشد العدوانِ

فلا وطن لي فيأويني 

سوى ذ

راعيك ودفء الأحضانِ

***

كلمات صالح سعيد الخللو

رنين من حقول الصمت بقلم الراقي بوعلام حمدوني

 رنين .. من حقول الصمت

أمضي رفقة الليل

و الذاكرة مبللة

بخيالات الظلام

تسيل من خصر ..

شمطاء

كلما غفت الأيام

في سماء تنتعل ..

القضبان

و تؤثث زئير الندم .

أسير ..

بين ظلمة الزنازن ،

غيوم تقلق السحاب

و الضباب قامة ..

مجهولة

تقتفي أثير الأنين

ثم تختفي ..

بأرحام غريبة ،

حرائق بأطلال السراب

تلوح برماد الألم ،

قديمة ..

منبوذة الوشم

كعويل أصم

يدمي أثر المسير

بخطى جروح ..

 منسية ..

أمضي ..

بهامة الغد ،

شهب يستبق

حلكة الظلم

على أرصفة

تطل من شرفات ..

الحياة ،

أسري ..

على جناح الأمل

لأعالي الفجر

و أحتفي ..

أحتفي بلوحة ..

خسارات رهيفة

أنتشلها من حبر ..

الجسد .

أقبل شفاه الغد

في طريق اللانهاية

بتجاعيدي الجريحة

و أتدفق من بريق ..

الأبد ،

عهد انتفاضة

على ورم الغدر ،

مترع بإيقاع الود

في سمفونية ود ،

حيث تراقص نوتات ..

الوهج

زئير الوجدان .

و ميض الحنين

لا يفنى ..

تصطاده فراشة الربيع

تحت جنح الأمل 

،

صهيل عيون ..

تبرق ..

بشموس الإحساس ..

..

بوعلام حمدوني

يا نيل بقلم الراقي يوسف حاج خوجلي

 ***.........يانيل.......٠***

يا نيل عمرك بالقرون تواصلا 

وظللت رمزا للخلود مؤصلا 

الموج أرخ للزمان وشاهد 

كم من حاكم ارسى العدالة واعتلى 

وكم من ظالم تبت يداه 

ذهبت خطاه على طريق المزبلة 

مازلت وعدا صادقا متدفقا 

عذبا فراتا في الشفاه فبللا 

ما غاب يوما او تقدم عذره 

او عاد يوما بالجفاف تعللا 

شق الرمال واقبل مسرعا 

فسقى الحقول الذابلات المهملة 

ملأ الوجود نضارة بشبابه 

فاتانا يسعى للامام مهرولا 

تجد المراكب وقد نصبن شراعها 

كالطير حلق في الفضاء تسللا 

والغيد تنشر كالورود عبيرها 

والعطر اوحى للخدود وقبلا 

والموج من فرط الهيام تلاطم 

غنى وانشد فوقهن تغزلا 

ما عشت يوما في الحياة بغيره والقلب دوما ان رأه تهللا 

تجد الامان اذا اتيت مؤانسا 

اسرى اليك وبالحياء تدللا 

ما من شاعر خبر الجمال وقدره 

الا وفاض من القصيد واجزلا 

النيل وحي للغرام وملهم 

ملك القلوب العاشقات وكبلا 

انت نهج للامام وللعلا 

ما سارت الاقدام غيرك انملة 

مازلت اهلا للعطاء وسره 

لك في النفوس ما حيينا منزله 


......يوسف حاج 

خوجلي....  

             الخرطوم

سفر بقلم الراقي رياض جاب الله

 قَصِيدَةُ [سَفَرٍ]

لَمَّا عَزَمْتُ رُكُوبَ الفَضَاءِ

وَجِلْتُ

كَطَائِرٍ بِقَفَصِ المَجْهُولِ

ارْتَعَدْتُ


وَحدَانِي شَغَفُ طُيُورٍ سَبَقَتْنِي

إِلَى السَّمَاءِ،

هَمَسَتْ لِي فَانْدَفَعْتُ،


أَمْسَكْتُ بِالمَقْعَدِ الوَثِيقِ،

كَالطِّفْلِ يَحْنُو عَلَى صَدْرِ أُمِّهِ

حِينَ مُعَانَقَةِ السُّحُبِ،

فَسَكَنْتُ.


وَالصَّوْتُ يَخْفُتُ حَوْلِيَ الْآنَ..

وَالأَنْ أَسْمَعُ دَقَّاتِ قَلْبِي فَارْتَعَدْتُ،


بِعَيْنِيَ الَّتِي تَوَشَّحَتْ

بِالدُّمُوعِ،

حُزْنًا لِفِرَاقِ الأَحِبَّةِ وَدَّعْتُ،


إِلَهِي فَاجْعَلْ لِي عَوْدًا

فِي سَفَرِي،

وَاكْتُبْ لِي مُعَانَقَةً

لأَحِبَّتِي مَتَى رَجَعْتُ،


هَذِهِ الحَيَاةُ..

مَرْكَبٌ عَلَى جَنَاحِ طَائِرٍ،

تَحْمِلُ ذِكْرَى كَغُصْنٍ مُزْهِرِ،


وَأَمَانِينَا الخَفِيَّةُ

فِي القُلُوبِ،

تَدْرُفُ كَعِقْدٍ مِنَ النُّجُومِ

إِلَى خَرِيفِ العُمُرِ يَجْرِي.



       بقلمي _ رياض جاب الله _ تونس

إمام الوجد بقلم الراقي سليمان بن تمليست

 إمامُ الوَجدِ


*****


مُدَامُ اللَّيلِ لِلرُّوحِ الغَرَامُ


وَحُبِّي فَوْقَ مَا يَصِفُ الكَلامُ


إِذَا أَحْبَبْتُ زُفَّتْ لِي الثُّرَيّا


وَصَلَّى لِلْهَوَى البَدْرُ التَّمامُ


وَأَلْقَى النُّورَ مِنْ عَلْيَاءِ عَرْشٍ


عَلَى مَنْ أَدْمَنُوا عِشْقِي وَهَامُوا


فَأَرْسُونِي عَلَى مِحْرَابِ عِشْقٍ


وَقَالُوا ذَاكَ فِي الوَجْدِ الإِمَامُ


وَحَتَّى العَاشِقَاتُ عَرَفْنَ أَنِّي


قَصِيدٌ لَا يُعَاتِبُهُ المَلَامُ


فَصِرْتُ المُفْرَدَ الجَمْعَ المُعَنَّى


بِوَجْدٍ لَا تُحِيطُ بِهِ الأَنَامُ


نُجُومُ اللَّيْلِ مِنْ حَوْلِي اسْتَضَاءَتْ


وَمِنْ فَيْضِ الرُّؤَى وَلَّى الظَّلامُ


*****


بقلم ✍️ سليمان بن تملّيست 


جربة في 2025/11/30


الجمهوريّة التونسيّة

لا تنسوا زوجات الشهداء بقلم الراقي محمد فاتح عللو

 لا تنسوا زوجات الشهداء

١ـ يـا شـــاعـرَ الأحــرار ذكّــرهــم بــنـا 

       وجّـه لـهـم بـعـضاً من الأبيـات 

٢ـ علّ الحديث لـهُـم يلاقـي مســـمـعـا

       فيرقّ قلبٌ صدّ عـن مأســـاتـي

٣ـ زوجي الشهيد قضى ليصنع نصركم 

        بذل الدمـاءَ لتنـعـمـوا بسـباتِ

٤ـ عـامٌ مـضــى لـم يـفـطـنـوا لـبـنـاتـه

       ولزوجه أعطوا سخيفَ فُتاتِ

٥ـ يا شـاعـر الأحـرارِ ، بـيـتـي كـومــةٌ

       سلبوا الأثاث وفـجّـروا آهاتـي

٦ـ لـم يــتـركـــوا بــابـاً ونــافـــذةً بـــه

        حتّى الحديدَ وأبسطَ الحاجاتِ

٧ـ بـعـد التحـرّر ضـاعـفـوا أجـرَ الـبـنـا

         والرملَ والإسـمـنـتَ والـلـبـنـاتِ

٨ـ هل أكمل العيش الـمـريـر بـخـيـمـةٍ؟

         مع دمعتي مع خيبتي وبـنـاتـي

٩ـ باللــه أخــبــرهــم بـحــالـي عــلّــهُ

         لا يشمتَ الشـبّـيح من دمعـاتي

١٠ـ لا خـيـرَ فـي نـصـرٍ يـعـودُ بحسـرةٍ

         لـذوي الشـهـيـد ويثمر الخيباتِ

#محمّد_فاتح_عللو

حروفنا بقلم الراقي قاسم علي الطشي

 حروفنا 

......


حروفنا إن لم تكن لمن بعدنا

كمرجع يستفاد منها

عقيمة من

 الإنجاب 


فاجعل من صفحات كتابك

طيورا تسافر بك

جيلا بعد 

جيل


وإن متّ ، تبق إشراقاتك

مسافرة واسمك خالدا

يتلألأ


فلنجعل من حروفنا وكلماتنا

همسات ونسمات ونغمات 

يستفاد منها وتنعش

الأبدان 


ويطرب لها 

السامعون


قاسم علي الطشي


من ديواني (إشراقات الكلم )

صراع الأشواق بقلم الراقي أدهم النمريني

 صراعُ الأشواق. 


تَشتاقُني، وأنا لَهـــا أشتاقُ

ما بيننـــا تتزاحمُ الأشواقُ


فهي الغصونُ تبثُّ دمعَ أنينِها

وأنا بِريحِ خَريفِها الأوراقُ


الشّوقُ صفعاتُ البعادِ، ونحنُ لو

نُخفي الجَوى،أفشتْ بهِ الأحداقُ


فالعينُ مرآةُ القلوبِ، وسرُّها

يرويهِ إنْ أَبْدَتْ به المهراقُ


وإذا تلوعتِ العيونُ بشوقِها

مالَتْ بثقلِ دموعِها الأعناقُ


النأيُ ليلٌ مظلمٌ ، أينَ الصّباحُ

يَقودُهُ الإفصــاحُ والإشراقُ


والنأيُ سمٌّ قاتلٌ، هل يُبْرِئُ الـْ

أحبابَ من داءِ النّوى ترياقُ؟


أدهم النمريني.

ملامح ضائعة بقلم الراقي فاضل المحمدي

 (( ملامحٌ ضائعة ))

سِرْبٌ مِنَ الأَحْلَامِ يَطِيرُ كَالْعَصافِيرِ

يَأْخُذُهُ الخَوْفُ عِنْدَ هُبُوبِ الأَعاصِيرِ

كَمُهَاجِرٍ إنْ طالَ بِهِ العُمْرُ أَعْوامًا

وما مَرَّهُ الشَّكُّ يَوْمًا بِعُمْرٍ قَصِيرٍ

آخِذًا شَغافَ القَلْبِ مَعَهُ

لَيْسَ يَدْرِي بَعْدَها كَيْفَ يَكُونُ مَصِيرِي؟!

كَسَيِّرٍ بِخُطىً تائِهَةٍ

ما أَقْسَى خُطايا وَهِيَ لا تَدْرِي أَيْنَ مَسِيرِي!!

لَكِنَّها تَدْرِي لا أَحْلامَ مِنْ بَعْدِها

إنْ تَقَدَّمَتْ خَجْلَى تَرْجُو بَقائي

أَوْ تَعَمَّدَتْ حُزْنًا مِنْ جَرّائِها لِتَأْخِيرِي

كَمِ احْتاطَ لِأَجْلِها قَلْبِي؟

خَشْيَةَ الظُّلْمِ بِرِفْقَتِي أَوْ خَشْيَةَ تَقْصِيرِي

مُلامٌ .. مُلامٌ أَنَا حَتّى بِمَشاعِرِي

أَوْ بِسُوءِ تَقْدِيرِي

وما قَوْلِي لِلائِمٍ بِعِتابٍ لِصَراحَتِي

أَوْ ناصِحٍ صادِقٍ بِتَحْذِيرِي؟

وما مَعْنَى النَّوايا وَهِيَ صادِقَةٌ؟

إنْ خانَها الحَظُّ بِقُرْبِي أَوْ خانَنِي فِي الصِّدْقِ تَعْبِيرِي!

رُوحٌ تَبْدِي الحُبَّ مِنْ كُلِّ نَبْضَةٍ فِيها

كَأَنَّها قِصَّةٌ مِنْ حَبْكِ الأَساطِيرِ

أَوْ كَحُرُوفٍ كُتِبَتْ عَلَى رِمالِ شَواطِئٍ

يَجْرِفُها المَوْجُ بِالهَدِيرِ

أَحادِيثُ نُسِجَتْ بِكُلِّ حادِثَةٍ تَجْمَعُنا

كَذَّبَتْها بِكَثْرِ التَّحَسُّسِ أَوْ شَيْئًا مِنْ نَواعِيرِي

وَتَلاشَتْ كَصَفاءِ مَرايا تَرَى نَفْسَها فيها

فَكَيْفَ تَرانِي عَيْناها بَعْدَ تَكْسِيرِي؟

حَتّى مَلامِحِي بِتُّ لا أَعْرِفُها

فَكَيْفَ بِمَلامِحِها إنْ نَظَرَتْ مَكانِي

وَلَمْ تَلْقَ بَعْدِي سِوَى

مَلامِحٍ أُخْرَى وَلَكِنْ لِغَيْرِي

د.فاضل المحمدي 

بغداد

رأيت وجهك وجه أبي بقلم الراقية سماح عبد الغني

 رأيت وجهك وجه أبى

بقلم الصحفية/ سماح عبدالغنى 

بَحَثْتُ فِي وَجْهِكَ رَأَيْتُ وَجْهَ أَبِي

وَكَأَنَّ الزَّمَنَ تَوَقَّفَ وَلَمْ يَأْخُذْهُ لِحْظَةً مِنِّي

رَأَيْتُ وَجْهَكَ الْبَشُوشَ وَبَسْمَةَ السِّنِّ مِنْكَ

كَأَنَّي أَرَى أَبِي أَمَامِي

تَشَبَّهَهُ فِي كُلِّ تَفَاصِيلِهِ

يَدَاهُ الَّتِي تَسْكِبُ حَنَانًا وَلَا تَمَلُّ مِنْ الدُّعَاءِ

وَعَيْنَاهُ حِينَ أَسْعَدُ كَانَتْ تَلْمَعُ بِالسَّعَادَةِ

وَأَنْ طَلَبْتُ مِنْهُ شَيْئًا كَانَ يَأْتِي بِالزِّيَادَةِ

بَحَثْتُ فِي وَجْهِكَ رَأَيْتُ وَجْهَ أَبِي

طَيْفًا يَلْمَعُ بِوَجْهِكَ وَكَأَنَّ الزَّمَنَ تَوَقَّفَ

وَأَصْبَحْتُ فِي سِنِّ الطُّفُولَةِ وَلَمْ يَكُنْ الدَّهْرُ يُمْضي

كَأَنَّ الْعَصَافِيرَ تَزْقَزِقُ بِحِضْنِ قَلْبِي

وَكَأَنَّ شِرْيَانَ قَلْبِي أَصْبَحَ يَنْبِضُ بِالْحَيَاةِ

بَحَثْتُ فِي وَجْهِكَ بِشِدَّةٍ رَأَيْتُ قَلْبَهُ الْحَنُونَ

رَأَيْتُ فِيكَ الْأَمَانَ تَحْتَوِينِي مِنْ جُنُونِي

قُلْ لِي بِاللَّهِ عَلَيْكَ هَلْ سَتَمْنَحْنِي السَّعَادَةَ ؟!

هَلْ سَتَظَلُّ دَائِمًا بِقُرْبِي وَتَحْتَوِينِي مِنْ جُنُونِي؟!

هَلْ سَتَبْقَى مِثْلَ أَبِي وَتَحْمِلُ الْمَسْؤُولِيَّةَ ؟؟

هَلْ سَتَظَلُّ حَبِيبًا وَخِلًا يَحْنُو وَأَثِقُ فِيهِ لِلْنِهَايَةِ ؟!

بَحَثْتُ فِي وَجْهِكَ رَأَيْتُ وَجْهَ أَبِي

وَكَأَنَّ الزَّمَنَ لَمْ يُرِدْ أَنْ أَعِيشَ الْيَتْمَ بِكَ

وَجَاءَ الْقَدَرُ بِكَ لِتَكُونَ مَلْجَأً 

وَيَدًا تَحْمِينِي مِنْ غَدْرِ

 تَجَاعِيدِ السِّنِينَ

لسان الحكمة نطق بقلم الراقية نجية زراعلي

 لسان الحكمة نطق وتكلم..

أخبرنا أن:


 كل ألم سلام يقرأه عليك الأمل..


ويوصيك بطرد التأفف والملل..


وكل عطل في أي أمر أو تأخر..


هو فرصة تمنحك وقتا للتدبر..


وكل ما كان في ظاهره محنة..


هو في جوهره وعمقه لك منحة..


فتمهل في حكمك ولا تستعجل..


ودع الأحداث والحقائق تستكمل..


 دون تسرع لكشف ما هو مستتر..


فتضيع حقوقا وصلت نصابها وأنت بها مستهتر..


ن.ج.ي.ة. ز

راعلي نجية من المغرب

كأني قتيل بقلم الراقي بهائي راغب شراب

 كأني قتيل 

بهائي راغب شراب

..

ألملم أحلامي الكثيرة

الكثيرة

بحجم أنات صدري الأسير

في منطقة الأعراف

والتوقع العالي

لولوج الجنة الأخيرة.


أحلامي

لا تتسع لها صفحات

الحياة

كل حلم له ..

بصمة الجدارة

وكل حلم

يأتي وحده ..

بلا شريك

يمازحه

يهون عليه افرازات الشوق الملبد بالخوف


في الليلة الأخيرة

وقبل استسلامي..

لفراشي البارد

تدفقت طوفانا

حاصرتني ..

أحلامي

بيد كل واحد منها

وردة ..

وقنبلة..

تخيرني ..

أي طريق

رسمت

لرحلتي البعيدة،

أي علامات وضعتها

على هوامش دفتري البليد،

وأي ..

ابتسامات مارقة،

تسللت

إلى قلبي

المتأهب

للمعركة الأخيرة.


سلاحي الحصين..

حلم قديم،

قديم

تسلل خفية

عن سيوف حراس الظلام

المتمترسين

أمام كوات الصباح

يمنعون

خيوط الوجود البهي

من اقتحام الصمت المريب،

يقيدني

بأكفان القبور

البالية.

..

كأني

قتيل..

وكأني..

كل يوم..

أبعث من جديد.


#*#

بهائي راغب شراب

من يا وطن من ؟بقلم الراقي أبو العلاء الرشاحي

 ـ من ـ يااااوطن ـ من ...!؟


ـ من بدد الأيام 

  وضوء الفجر شتت

  وتركنا بلانهاااار ..!؟


ـ ومزق الصورة

  المضيئة لنا وشوهها 

  فصرنا بلا إطاااار..


ـ وحول جمعنا 

  الحالي يباباً فلا زهوٍ

  لنا باقٍ ولا اخضرااار..


ـ من لملم الأهات 

  مع العاهات ليصنع 

   من حضارتنا غُباااار..!؟


ـ فقسمنا إلى أجزاء 

  وبلور جرحنا الماضي

  بلا تريث أو وقاااار..


ـ وكنا قد توحدنا 

  لنبني لنا وطناً ففوجئنا 

  بمن لا يعملون على غرااار..


ـ أبو العلاء الرشاحي 

  عدنان عبد الغني أحمد 

  اليمن ـ إب

صافح الشوق بقلم الراقي سعد الله بن يحيى

 صافح الشوق..

صافح الشوق المنحدر مسيري

من عيون المها يسألها مصيري

من هو نصل الوصال و نصيري

أذلك الحسن أم هو الود بصيري

نور قلبي يردع يتحدى تقصيري

يا حبا في زمام الحنايا أسيري

يدس الشوق شوقا زاد عسيري

تراءت سهام استفزت ضميري

شعورا لم أعهده أراه زفيري

كأنها آهات تندفع برغم تأثيري

لم أرَ له شبيها يعيد تذكيري

بإحساس اتسع يوجهه تفكيري

أهو سحر أخرجني عن شعوري

بعثر ما طاب لي حب و تبريري

أم أن شغاف القلب تريد تحريري

من ماض لم يكشفه تفسيري

من يكون هذا جابري و مجيري

شبيه مغتر مستتر في تقديري

يراود ذاتي عنوة ليكون عشيري

و ملاذ الروح و رفيق عينٍ قريرِ.

. بقلمي سعدالله بن يحيى


مسافر إلى نفسي بقلم الراقي خالد البطراوي

 مُسافِرٌ إلى نَفسي

*********

مُسافِرٌ أنا بَيْنَ نَفْسي

وَنَفْسي...


ابحَثٌ عن مَجهولٍ

في نَفْسي...

يأتيني كُلَّ حينٍ

في نَومي وصَحوي...

يُفزِعُني حينًا

كَكَابوسٍ...

يُلازِمُني لِطُلوعِ

شَمسي...

ويَفرَحُني حينًا

لأَنهَضَ كَمَلِكٍ عَرشي...

على بِساطٍ أَحمَرَ

أَمشي وأَمشي...


يُوقِفُني صِياحُ ديكٍ

لِصُبحٍ يَأتي...

أَنهَضُ مُتثاقِلًا...

أَبحثُ عن قارِئِ فِنجانٍ

أو كَفّي...

عَساني أَعرِفُ المَجهولَ...

وما يَجولُ بِنَفسي...


عن خَبايا لا زِلتُ

أَجهَلُها...

عن حُلمٍ يُلازِمُني،

عن زَلّاتِ لِسانٍ وقَلَمٍ،

ورَغباتٍ في خاطري

تَمضي وتَسري...


وأنا المَجهولُ دَوْمًا،

أَحفِرُ في خَبايا الذاتِ

عن ذاتي...

عن ذاكَ الذي أَراهُ كُلَّ حينٍ

في داخِلي يُزَلزِلُني،

يُقيمُ عُرسي

ويَحمِلُ نَعشي...


يُحدّثُني، يُطارِدُني،

ويُسعِدُني ويُغضِبُني،

ويَقرَعُ جَرَسي...

لأَعيشَ العُمرَ باحِثًا

عن نَفسٍ داخِلَ النَّفس...


يُساوِرُني حَنينٌ، وشَكٌّ ويَقين...

لأَظَلَّ حامِلًا دِرعي

ومُستلًّا لِسيفي...

مُسافِرًا... حائِرًا...

أَبحثُ عن نَفسٍ

في دا

خِلي، في نَفسي...

************

خالد محمود البَطْراوي

ما اصعب الغياب بقلم الراقية هاجر سليمان العزاوي

 هاجر سليمان العزاوي

ما أصعب الغياب


بني ما زال الحضن دافئا

وهمسك بات من المسمع سراب


إن مر الشوق للفؤاد سائلا

أين هم رقاد العين وكل الأحباب 


يا مناي لمٓ من دنياي غاربا

وشيك هو أمري شقي بالصعاب


إن التاع القلب لرؤياك عاصما

فما نجاة لي إلا في كفن وتراب


أرديف الشغاف للعذر غائبا

عصي القرب في حضرة الغياب


قد دنى رسمك لدربي حالما 

 تغازل وروده شهقة اللبلاب 


أسألها فقد بالميل مالت

حبال الأقدار أن ذلت لها رقاب


عد للديار فما عدت أدري 

أطيفك مر أم هي طرقة الأبواب


بقلمي : هاجر سليمان العزاوي

3

0 - 11 - 2925

    العراق

قبل ابتسامة الفجر بقلم الراقي جمال بودرع

 /قَبْلَ ابْتِسَامَةِ الفَجْرِ/


كَعُمُرِ السَّنْدِيَانِ لَيْلِي…

طَوِيلٌ… طَوِيلٌ… طَوِيلٌ…

اسْتَحْضَرْتُ أَشْجَانِي

وَخِيَابَاتِي

وَحَتَّى ابْتِسَامَاتِي…

رَحَلْتُ.. 

وَ عُدْتُ قَبْلَ ابْتِسَامَةِ الفَجْرِ

و قَبْلَ عًبوس وجْنَتيْ البدْر

بَلَغْتُ ضِفَافَ طُفُولَتِي

أُرَاقِبُ لَفَّةَ قِمَاطِي

أُقَبِّلُ لَمْسَةَ أُمِّي…

وَأَسْتَنْشِقُ دَفْءَ أَيَّامِي الأُولَى

أَغْتَرِفُ مِن نُورِهَا مَا بَقِيَ مِن أَمَلٍ…

تَحَرَّكَتْ نَسَائِمُ الغَدِ عَلَى وَجْهِي

تَحْمِلُ صَدَى ضَحِكَاتِ الطُّفُولَةِ

أَصْوَاتَ العَصَافِيرِ

وَخَرِيرَ المَاءِ فِي الفَنَاءِ

هَمْسَ الأَشْجَارِ

وَرَائِحَةَ الأَرْضِ المُبْتَلَّةِ بِالنَّدَى…

كُلُّ شَيْءٍ هُنَاكَ

مَا زَالَ يُذَكِّرُنِي أَنَّ قَلْبِي لَمْ يَنْسَ

وَأَنَّ حَنِينَ الرُّوحِ

أَقْوَى مِن كُلِّ غِيَابٍ…

وَأُخْتِتَمُ بِرُؤْيَا قَلْبِي:

أَنِّي أَعِيشُ فِي حِضْنِ الأَيَّامِ

أَحْمِلُ دَفءَ المَاضِي

وَأُقَبِّلُ نُورَ الذِّكْرَيَاتِ

كَيْ تَبْقَى رُوحِي

فِي سَلَامٍ مَعَ الحَنِينِ…


بقلم :جمال بودرع (رَجُلٌ مِنَ الزَّمَنِ الغَابِرِ)

خطى لا تساوم الريح بقلم الراقية زهرة بن عزوز

 خطى لا تُساوِمُ الريح

خطايَ…

تمضي على صمتٍ ثقيلٍ كالجبال،

تشقُّ الظلالَ قبلَ أن تولدَ الشمس،

وتترك خلفها وقعًا لا يُمحى،

كالنار التي لا تُذوبها الرطوبة،

كالحديد الذي لا يلين أمام صلابة اليد.

******

أمشي…

وأعرف أن الريح قد تهبّ على وجهي،

لكنها لا تملك أن تغيّر مسار قلبي،

ولا أن تكتبَ لي أمرًا جديدًا،

فخطايَ ليست مملوكةً للهواء،

ولا تُربط بالغياب أو بالحضور.

******

خطايَ…

تشدّ جسدي مع كل خطوةٍ جديدة،

وتخبرني أن الطريق ليس لعبًا،

ولا موضعًا للاختباء،

ولا مَتنفسًا للجبناء،

بل حلبةٌ للنار والظلّ،

ولكل ما يختبر الثبات.

******

أمضي…

وأرى في الرمادِ ما لا يراه الآخرون،

أرى في الفراغ وجهًا صامتًا

يعكس كلّ الجوانب المخفية من روحي.

وأعرف أن الصمت ليس هروبًا،

بل هو مساحةُ الالتقاء مع الذات،

حيث تولد الخطوة الصادقة،

حيث يُكتشف أن المشي بلا مساومة

هو اللغة التي تفهمها الروح وحدها.

******

خطايَ…

تتعلّم من الصخور صلابةَ المواقف،

وتتعلّم من الجمر حرقةَ العزم،

وتتعلّم من الليل أن الصمت ليس عجزًا،

وأن الريح مهما علت

لا تملك أن تحني الشجرة التي تعرف أصلها.

******

وأمضي…

حتى لو انطفأت الأنوار،

حتى لو غابت النجوم،

حتى لو هبت الريح على الجبال،

تظلّ خطايَ تسير،

كأنها وحدها تعرف سرّ الكون.

******

خطايَ…

تكتب في الرمل قصائدَ صامتة،

تفتح أبوابًا على ما خلف العدم،

تُعرّي وهمَ السكون،

وتزرع في القلب شعلات لا تموت.

******

أنا…

أعرف أن الخطوة التي لا تُساوم الريح

هي أكثر من مجرد حركة،

هي إعلان وجود،

هي صرخة صامتة،

هي جدار من نورٍ وسط العاصفة،

هي صبرُ النفس على اختبار الزمن،

هي الحرية التي لا تُقاس إلا بصدق القلب.

******

خطايَ…

لا تنحني للريح،

ولا تبتسم للظلام،

ولا تتراجع أمام الشك،

ولا تسقط أمام خوفٍ مؤقت.

كل خطوةٍ منها

حكايةٌ عن الصلابة،

عن الوضوح،

عن الالتزام بالعهد مع الذات،

حتى لو خذلني العالم،

حتى لو ضاعت الأصوات،

حتى لو بقيتُ وحيدًا في المدى.

******

وأمضي…

أسمع صدى خطايَ في الصخور،

أرى ظلّي يُكرر في الهواء كل تردّد،

وأعرف أن الخطوة الثابتة

هي ما يخلق معنى الوجود،

وما يجعل الإنسان إنسانًا،

ولا شيء غيره.

******

خطايَ…

تجعلني أقف أمام كل العواصف،

كأنّي من معدنٍ لا يصدأ،

كأنّي صوتٌ في قلب الريح،

كأنّي حافةٌ من نورٍ وسط الليل،

كأنّي جذرٌ في صحراءٍ عاصفة،

كأنّي أنا وحدي أكتب التاريخ بخطى صلبة.

******

أمضي…

ولا ألتفت للريح،

ولا أختبئ خلف الأصوات،

ولا أساوم على شعلة قلبي.

فكل خطوةٍ ثابتة

تخبرني أن الطريق ليس ملكًا لأحد،

وأن الحرية تبدأ حين يثق الإنسان بنفسه،

ولا يساوم على وجوده.

******

خطايَ…

تستمد قوتها من الصمت،

ومن ألم التجربة،

ومن وجهي الذي لا يعرف التراجع،

ومن القلب الذي لا يقبل غير الصدق.

تسير بلا خضوع،

تسير بلا خوف،

تسير بلا أي مراوغة،

وتعرف أن كل خطوةٍ منها

هي جزء من الحقيقة الأبدية:

أن الإنسان وحده من يقرر مصيره،

وأن الريح مهما علت

لا يمكنها أن تغيّر الخطوة الصادقة.

******

وأمضي…

وأرى في كل خطوةٍ أمامي

مزيجًا من الألم والفرح والرهبة،

وأعرف أن كل لحظةٍ من المشي

هي امتحانٌ للنفس،

وأن المشي بلا مساومة

هو أعظم مدرسةٍ للحياة.

******

خطايَ…

تظل ثابتة كحدّ السيف،

صادقة كالمطر على الجمر،

صامتة كالصخر،

قوية كالعاصفة،

وأمضي معها…

لا أنحني،

لا أساوم،

ولا أخاف.

******

وأعلم…

أن كل خطوةٍ من هذا النوع

تخلق إنسانًا جديدًا في داخلي،

تزرع أرضًا خصبة في قلبي،

تجعل

ني أرى الحياة كما يجب أن تُرى:

حرة، صادقة، بلا مساومة، بلا خوف،

خطوة وراء خطوة،

خطوة لا تُساوِم الريح.


بقلمي/زهرة بن عزوز

البلد/الجزائر

الشق بقلم الراقي طارق الحلواني

 الشقّ ق.ق

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كانت حياته كعربة قطار تُسحب على القضبان:

لا التفات، لا اختيار، لا انحراف. يخرج كل صباح في التوقيت نفسه، يشدّ ربطة العنق كأنها صمّام أمان يمنع داخله من الانحراف.

يعود مساءً، ويهبط في بيته كما يدخل العصفور عُشه؛ بهدوء يُشبه العادة أكثر مما يشبه الراحة.

زوجته تحفظ صمته أكثر مما تحفظ ملامحه.

تضبط يومها على مواعيده، تعدّ له قهوته كما يحب، وتُخفِض صوت التلفاز قبل أن يشعر بالانزعاج.

كانت تراقب تغيّره بصمت.. كمن يرى الغيم يتكاثف، لكنه لا يجرؤ أن يقول: "ستمطر".

لم يكن تعيسًا.. لكنه لم يكن حاضرًا كما كان.

ثم ظهرت أخرى.. بلا موعد.

كأن بابًا انفتح فجأة في جدار الأيام.

لم تكن مدهشة، لكن كلماتها اخترقت سكونه:

قالت إن وجهه يبدو "مرتبًا أكثر من أعظم جدول أعمال".

ضحك.. بلا سبب، بلا حساب. ضحك كما لو أنه تذكّر نفسه. بعدها بدأ يتأخرقليلًا..ثم كثيرًا. جرّب قميصًا جديدًا،حلّ أزرارًا كان يراها عنوان وقار، أمسك الهاتف أكثر مما يمسك نفسه، وتسلّل ليلًا حاملًا ضوء الشاشة.. يخشى أن تكشفه الصدفة. ضميره يطارده، وهو يراوغ، يحاكم نفسه، لكن جلسة الحكم دائمًا "مؤجلة".لم يكن ما فيه حبًّا، ولا خيانة. كان شرخًا.. شرخًا داخليًا تأخر كثيرًا عن الظهور.

- وذات صباح، وهو يستعد للخروج،اهتز الهاتف في جيبه.. رنين حادّ قصير، يعرف تمامًا من المتصل، وارتباكه سبق يده.

- نظرت إليه زوجته سريعًا، وسألته بصوت معتاد:

- "هترجع النهارده؟"

وقبل أن يفكّر،

اندفع الكذب من فمه:

- "ده المدير العام.. لازم أردّ عليه."

الرنين توقف.لكن الصوت استمرّ في صدره.

في تلك اللحظة شعر أنه يقف بين عالمين؛بين سؤال بسيط من زوجته، وصمت ثقيل من هاتف يعرف سره.كأنه لأول مرة لا يعرف أين يقف.. ولا أين ينتمي. أدرك أن الانقسام لا يُرى من الخارج، وأن الانفلات ليس حرية دائمًا، وأن الإنسان قد يهرب.. لكنه يهرب إلى قفصٍ آخر.

مدّ يده إلى الباب، وتردّد. بين أن يدفعه ليفتح حياته،أو يطرقه من الداخل..كأنّه هو المحبوس.وبدا له أن كل شيء من حوله ثابت، إلا ذلك الشرخ..الذي لم يَعُد يستطيع إخفاءه.


طارق الحلوانى 

نوفمبر ٢.٢٥

أنين وحنين الشعر والوطن بقلم الراقي وسيم الكمالي

 *أَنِينٌ وَحَنِينٌ لِلشِّعْرِ وَالْوَطَنِ*

*بِقَلَمِ*

*وَسِيمِ الْكَمَالِي*

*الخَمِيسُ ٢٧ نُوفِمْبَر ٢٠٢٥*


هَلْ أَخْتَارُ بَلْدَةً غَيْرَ بَلْدَتِي؟

وَهَلْ أَخْتَارُ مَدِينَةً غَيْرَ مَدِينَتِي؟

صَارَتْ تَمُوتُ مِنْ بَدَايَتِهَا قَصِيدَتِي،

كَمَا يَمُوتُ الْجَنِينُ قَبْلَ الْمَخَاضِ.

قَصَائِدُنَا أَمْسَتْ بِلَا طَعْمٍ وَلَا لَوْنٍ،

كَمَا أَلْوَانِ رَايَتِي...

وَالْحُزْنُ بَاتَ يَسْكُنُ كُلَّ وَرِيدٍ مِنْ أَوْرِدَتِي...

فَكَيْفَ السَّبِيلُ أَيُّهَا الشِّعْرُ

إِلَى مَوْطِنِي؟

إِلَى ذَاتِي؟؟

فَكُلُّ الطُّرُقَاتِ الَّتِي نَمْشِي عَلَيْهَا

مُشَوَّكَةٌ...

وَحَدَائِقُ الْوُرُودِ لَمْ نَعُدْ نَرَاهَا...

فَكُلُّ مَا نَرَاهُ دَمٌ وَحُرُوبٌ...


وَهَلْ أُهَاجِرُ مِنْ مَلَامِحِي...

وَأَتْرُكُ وَجْهِي فِي مَرَايَا الْغُرْبَةِ؟

وَهَلْ أَخْلَعُ جِلْدِي كَيْ أَرْتَدِي وَطَنًا

لَا يَعْرِفُ اسْمِي، وَلَا يَقْرَأُ وَجَعِي؟


صَارَتِ الْحُرُوفُ تَتِيهُ فِي فَمِي

كَأَنَّهَا تَبْحَثُ عَنْ مَأْوًى،

عَنْ حِضْنٍ دَافِئٍ،

عَنْ نَافِذَةٍ لَا تُطِلُّ عَلَى الرَّمَادِ.


يَا شِعْرُ، أَمَا تَعِبْتَ مِنَ النَّحِيبِ؟

أَمَا سَئِمْتَ مِنْ حَمْلِ النُّعُوشِ عَلَى السُّطُورِ؟

كُلُّ بَيْتٍ نَكْتُبُهُ صَارَ قَبْرًا،

وَكُلُّ قَافِيَةٍ نَرْثِي بِهَا أَنْفُسَنَا.


أَحِنُّ إِلَى تُرَابٍ لَمْ يَعُدْ يَعْرِفُنِي،

إِلَى شَجَرَةٍ كُنْتُ أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا،

إِلَى ضِحْكَةِ طِفْلٍ

لَمْ تُلَوِّثْهَا صَفَّارَاتُ الْإِنْذَارِ.


أَيْنَ الْمَدَى؟

أَيْنَ الْأُفُقُ الَّذِي كُنَّا نَحْلُمُ أَنْ نَبْلُغَهُ؟

كُلُّ الْجِهَاتِ صَارَتْ مَنْفًى،

وَكُلُّ الْجِهَاتِ صَارَتْ وَجَعًا.


لَكِنَّنِي، رَغْمَ كُلِّ شَيْءٍ،

سَأَحْمِلُ قَلَمِي كَمَنْ يَحْمِلُ سَيْفَهُ،

وَأَكْتُبُ...

عَلَّ الْقَصِيدَةَ تَكُونُ آخِرَ مَا يَمُوتُ فِينَا.

أتنتقد عشقي بقلم الراقي سامي رأفت شراب

 أتنتقد عشقي

بقلمي مهندس/ سامي رأفت شراب 

أَتَنْتَقِد عِشْقِيٌّ ،

إِنَّنِي فِي ذَاكَ الدَّرْب 

لَسْتَ بِخَبِير

يَا سَيِّد العِشْق ، أَنْتَ 

المُعَلِّم ، وَأَنَا مَازِلْتُ 

أَدَرَس التَّعْبِير

فَمِنْ أَيْنَ تَأْتِي فَصَاحَتي

لِأَكْتُب لَكَ الشِّعْر 

وَأَنْتَ الخَبِير ؟

بَسيط جِدًّا فِي 

مَشَاعِرِيِّ ، تَارَةً أَحْبُو 

وَتَارَاتٌ كَسَيْر

كَالْنَّعَّاب فِي عُشّه 

غَرِيب ، أَلَا تَطْعَمهُ الهَوَى 

حَتَّى يَطِير

وَ تَأْخُذنِي بَيْنَ أَضْلُعكَ ،

إِنَّنِي أَبِغَيّ دِفْء 

حَنَانكَ الغَزِير

لَا تُلَوِّمنِي ، وَلَا تَنْتَقِد

إِنَّنِي فِي سَحَر 

عَيْنِيِّكَ أَسَيْر

طِفْل أَنَا فِي الهَوَى ،

أَمَّا أَنْتَ بِذَاكَ 

الدَّرْب كَبِير

لِقَدّ بَنَيْت بِفُؤَادِيِّ 

أُسُس الْغَرَام ، وَشَقَقْت 

لِلْوَجْد غَدِير

لَمْ أَجَّجَت نَار الأَشْوَاق ،

لَمْ قَيَّدَت فُؤَادِيٌّ 

بَهَوَاكَ يَا خَبِ

ير

بقلمي مهندس/ سامي رأفت شراب

بين عشقين بقلم الراقي اسامة مصاروة

 بينَ عِشْقَيْنِ


كُنْتُ نِسرًا في الأعالي خالِيا

كُنْتُ نجْمًا في الّليالي عالِيا

كُنتُ حُرًا لا أُبالي بالْهوى

كُنْتُ حتى عنْ وِصالي سالِيا


فأَنا حيْثُ أولي نظْرَتي

لا أرى إلّا أسىً يا حسْرتي

فبلادُ الْعُرْبِ ما عادتْ لهمْ

عُرِضَتْ للبيْعِ أوْ للْأُجْرَةِ


والْهوى وَيْحَ قلبي قد مضى

مِثْلُهُ الإحساسُ يا ويْلي انْقَضى

فالْهوى قدْ صارَ أيْضًا سِلْعَةً

لا وفاءٌ واكْتِفاءُ بالرِضا


وَغدتْ أوطانُ عُرْبٍ ملْعبا

وغدا الذُلُّ لِغَرْبٍ مذْهبا

والهوى أمسى وأضحى مُتْعَةً

لمْ يَعُدْ حُبُّكَ قيْسٌ مَطْلَبا


ومضى الْعُمْرُ وقلبي موْطِني

حيثُ أحيا هانئًا في مأمَني

لا جوىً ينْتابُ قلبي أو أسىً

بلْ نعيمي في حياتي مسكَني


لمْ أَكُنْ أعلَمُ أَنّي في الغَدِ

سوفَ أَهْوي في نعيمٍ مُزْبِدِ

لمْ أَكُنْ حتى عليمًا بالْهوى

وَإِذا ضِعْتُ تُرى مَنْ مُرْشِدي


وَبنو يَعْرُبَ هلْ همْ إخْوَتي

كيفَ إنْ كانوا عديمي الصّحوةِ

إنَّهمْ صمٌّ وَبُكْمٌ مثْلُ مَنْ

خِلْتُها حينَ الْتَقيْنا صِنْوَتي


يا إلهي كيفَ لي أنْ أهْتَدي

وَشُعوبي تحتفي بالْمعْتَدي

كيفَ لي في ظلِّ حُبٍّ جاحِدٍ

أنْ أرى الْحُبَّ كريمَ المَوْرِدِ


وَسْطَ عِشْقينِ فؤادي ينزِفُ

عِشقِ أعرابٍ ولا مَنْ يُسْعِفُ

وَهوى أيْقونةٍ لا ترْحَمُ

وأنا مِنْ سيلِ نَزْفي أَرْجِفُ


يا لِروحي مِن خطايا أُمَّتي

للأعادي ما بِنا مِنْ نعْمةِ

يا لِقلبي مِن حبيبي الغافِلِ

كلُّ يومٍ في أسىً أوْ أزْمَةِ


وإذا جُنَّ وأضحى يعْشَقُ

في اشْتياقٍ سوفَ حتْمًا يغْرقُ

فحبيبي مثلُ قومي مُحْبِطٌ

مِثْلُهمْ أحلامُ قلبي يسْحقُ


أَلِأَنّي صادِقٌ لا أنْحَني

وأمامَ ظالِمٍ لا أنْثَني

صِرْتُ مدحورًا ومذمومَ الرُؤى

بينما الخائِنُ مِنا يغْتني


وحبيبي ويحَ قلبي يَهْجُرُ

وأنا رُغْمَ حنيني أصْبِرُ

رُبّما أعْرِفُ يومًا ما نوى

ولِماذا ويحَ قلبي يَمْكُرُ


ليْتَكُمْ تُصْغونَ حتى تفْهموا

سِرَّ أوجاعي صُداعي واعْلموا

صاحِبُ القلْبِ الكريمِ الطاهِرِ

عِندَنا يا ويْلتي قدْ يُعْدَمُ


يا بني يَعْرُبَ إنّي أسألُ

يا تُرى ماذا بِوضْعي أفْعَلُ

رُبَّما تُسْعِدُكُمْ أَحْوالُنا

رُبَّما أُسْعِدُكمْ لو أُقْتَلُ د., أسامه الاء مصاروه

نحت القوة من صخر الصبر بقلم الراقي ناصر ابراهيم

 #نحت القوة من صخر الصبر

#بقلم ناصر إبراهيم


حين ترى القارئ يسرد غيبًا بثقة، أو الحكيم يهدأ في الأزمة، فاعلم أن ما تراه ليس موهبة عابرة، بل هو الضريبة التي دُفعت في الخفاء.

هذا الهدوء هو أثر الإعداد الطويل وتكرار المحاولات التي امتلأت بالأخطاء، حيث كانت كل عثرة درساً بليغاً لا جرحاً مؤلماً.

ليست القوة شيئاً يُولد مع المرء، بل هي الحصاد الظاهر لـالكدح الخفي الذي لا يراه أحد. فـالثقة هي نتيجة طبيعية للتحضير لا هبة مج

انية.

موعدنا الساحل بقلم الراقي عبد الصاحب الأميري

 موعدنا،، الساحل

السفير عبدالصاحب أميري

&&&&&&&&&&&&&&_ 

أينما أذهب، 

 أينما أحطّ الرحال ، في حكايات السندباد

في قصص ألف ليلة وليلة

أرى، حبيبة العمر كفراشة تمر من أمامي، مسرعة، 

تخفي حبها

بمنديلها 

 عينيها تدمع،

تسألني 

ما زالت تحبيني 

بلى 

تختفي 

أينما أذهب،، أينما أبحث، 

في أعماق البحار

أراها تارة صبية تلهو وتلعب مع الاسماك،

تارة تسأل الأسماك عن الغرقي

تارة، تقص حكاياتها بعيون تدمع 

أحبني 

بات مجنونا بحبي 

حاربوني

اختفيت خوفاً عليه بين القبور،، أقيم له العزاء على قبر قيس 

 خوفاََ أن يصاب بالجنون 

خوفاً ان يلتحق بالمجنون قيس

 أينما أذهب 

تفر من أمامي كطائر جريح

أبصرت ليلى بين القبور تنشد اشعاري 

 تعزف على قلبي، تنادي باسمي، تقيم لي العزاء

موعدنا،،، على الساحل

سترين العشاق على موعدنا،، على الساحل يلتقون 

لاشك سأراك 

الس

فير عبدالصاحب أميري، العراق

غزالة في مجلس الأمراء بقلم الراقي موفق محي الدين غزال

 غزالة في مجلس 

الأمراء 

سيدة المكان 

مرفوعة الرأس 

فصيحة البيان 

تجيد الحوار 

بعبق الورد 

ولون الأرجوان 

وطعم العسل 

جميلة المحيا 

ثاقبة المقل 

اسكتت إن حدثت

وصغت للحديث 

والجمل 

تحاكي عشتار 

روعتها 

وسيف إن قتل 


لا تظلمن عاشقا 

في سرها 

لاكنها 

ذباحة المقل 

سمراء 

ساحرة 

مياسة 

وهمسها جمل 

****

د. موفق محي ابدين غزال 

اللاذقية سورية

بقاياك في شراييني بقلم الراقية زينة الهمامي

 *** بقاياك في شراييني ***


أشعر أن فقدك يمزّق روحي

كأن جزءًا مني انطفأ برحيلك

وكلما حاولتُ إقناع نفسي

بأن الحياة تمضي دونك

قال قلبي إن نسيانك مستحيل

أنت مني

كأنك شطرٌ من جسدي

فكيف ينهض المرء

وقد بُتر بعضه

أعرف أنك الآن

تهب حضورك لامرأة أخرى

تسقيها اهتمامك ودفء حنانك

وهذه المعرفة

تتسلل كسهمٍ مباغت إلى صدري

والغيرة تغتالني

وكم مرة في ذروة غضبي

أقسمتُ أن أقطع وصلك

أن ألقي ذكرياتك

في وادٍ سحيق لا صدى فيه

وأن أستعيد نفسي من ظلك

حذفتُ رقمك وحظرتك

وأغلقتُ كل الأبواب المؤدية إليك

أيامٌ أعيشها

كأنني في غيبوبة ثقيلة

وحين أفيق منها رغم إرادتي

أبحث عنك

كمن يعود إلى جرحه

ليتأكد أنه ما زال ينزف

ومع ذلك بقيت

في قلبي

وفي فكري

وفي أعماقي

تتسلل في شراييني

كأنك جزءٌ من دمي

لا يُستأصل


بقلمي: زينة الهمامي تونس

سمفونية الحياة بقلم الراقية عبير ال عبدالله

 سمفونية الحياة

لقاءٌ لم يكتمل… ولحظةٌ ظنّت أنها رحلت، لكن القدر عاد ليكتب موسيقاها من جديد.

كانت تجلس في ركن هادئ، تنظر حولها وتستمتع بالهدوء،

نسمة هواء خفيفة لامست خدّها فابتسمت،

وتخيلت عالمًا بلا وجع، ينساب من خيالها كما تنساب الألحان.


على مقربةٍ منها،

جلس رسّامٌ يحمل لوحةً وريشةً وبضع ألوان.

حين رآها، سبقت يداه وعيه،

وبدأتا ترسمانها دون تردّد،

كأنّ وجهها نداءٌ انتظره طويلًا.

كان يبتسم حين تبتسم،

ويحاول أن يحبس هرولة اللحظة بالألوان

كي لا تهرب من بين أصابعه.


أما هي،

فشعرت بظلّ نظرةٍ دافئةٍ تلامس أطراف وعيها.

رفعت رأسها ورأته…

كان يرسم شيئًا يشبهها حدّ اليقين.

أرادت الاقتراب،

لكنها خشيت أن تُفسد جمال اللحظة،

فاكتفت بابتسامةٍ صغيرةٍ بعثتها إليه من بعيد.


ثم رنّ هاتفه.

صوتٌ مستعجلٌ شقّ ما بينهما من لحنٍ هادئ.

قال له أحدهم:

"تعال بسرعة…"

التفت إليها بنظرةٍ تشبه اعتذارًا صامتًا،

ثم جمع لوحته ورحل.


رفعت رأسها بعد لحظات،

بحثت عنه… فلم تجده.

لم يبقَ سوى مقعدٍ فارغ،

وهواءٍ هادئ،

ونصف لقاءٍ لم يكتمل.


غادرت هي الأخرى،

وفي قلبها خيطٌ رقيق من أملٍ خفي،

كأنّ القدر يهمس لها:

"ما زال في القصة بقية."


مرّت سنواتٌ طويلة.

تغيّرت الطرق،

وكبرت الأرواح،

لكن ظلّ تلك اللحظة بقي عالقًا،

لا يشيب،

لا يبهت،

كأنه يُروى من ماءٍ لا ينفد.


وفي أحد المعارض الفنية،

وقفت أمام لوحةٍ تشبهها إلى حدّ الوجع:

امرأةٌ تجلس بهدوء،

تبتسم كأنها تصغي للموسيقى.


كان المعرض غارقًا بضوءٍ أصفر دافئ،

ضوءٍ بدا وكأنه ينتظرها وحدها.


شعرت بشيءٍ يتحرك في قلبها،

شيءٍ ظلّ ثابتًا رغم مرور الزمن.


وقف رجلٌ إلى جانبها دون أن تنتبه.

ثم قال بصوتٍ يحمل زمنًا من الشجن:

"هذه اللوحة رسمتها منذ سنوات…

في يومٍ أعجبني فيه وجهٌ لم أعرف اسمه.

أسميتها سمفونية الحياة

لأنني لم أعرف اسم صاحبتها."


التفتت نحوه

وفي النظرة الأولى عاد كل شيء:

ابتسامتها، لحظة اللقاء…

عاد كما لو أنّ الزمن لم يمضِ يومًا واحدًا.


ابتسمت وقالت بصوتٍ يمشي مثل موسيقى هادئة:

اسمي… حياة.


تأمّلها لحظة، ثم همس:

كنت أبحث عنكِ في كل لوحة…

ولم أعرف أنكِ كنتِ تبحثين عني أيضًا.


فابتسمت وقالت:

"كنتُ أبحث عنك في الوجوه…

وأعود لنفس المكان لعلي أراك مثل أول مرة."



في تلك اللحظة،

أكمل القدر لحنه… وأصبحت سمفونية الحياة.


بقلمي عبير ال عبد الله 🇮🇶

حين تسكنين نبضاتي بقلم الراقي وليد جمال محمد عقل

 حين تسكنين نبضاتي

حين أقرأُ كلماتِك أسكرُ دون خمرٍ،

وكأنني سكنتُ كلَّ حاناتِ العشقِ

أبحثُ عن دواءٍ لعشقي…

أحببتُكِ دون قصدي.


وأشمُّ نسيمَ الربيعِ

وعطرَ الياسمينِ حين أذكركِ،

وأتوهُ وأسرحُ إن رأيتُ صورتكِ

بين خيالي، فتهتزُّ أركاني إجلالًا

لعظمةِ لقائكِ.


أنا لستُ كاذبًا في العشق،

إن قلتُ إنّي أحبكِ، إذن أنتِ من

لمستِ في الحبِّ قلبي.

أهيمُ عشقًا لكِ رغم قلّةِ اللقاء،

تمنّيتُ أن أعيشَ معكِ دهرًا،

وأن أعيشَ معكِ ما تبقّى من أيامي.


سكنتِ في فضاءِ إحساسي،

وخاطبتُ في حبكِ كلَّ النجوم،

وكنتِ أنتِ أجملَها وأعلاها.


سكنتِ كلَّ قصورِ العشق،

وتركتُ من أجلكِ كلَّ شيء،

وأسكنتُكِ بين نبضاتي.


أتعلمين حبيبتي، أنكِ أنتِ

سرُّ حياتي ونغمُ نبضاتي؟

كم عشتُ بالعشقِ مغرمًا

دون حبيبٍ يلمسُ القلب،

حتى وجدتكِ أنتِ،

فهامَ قلبي هيامًا،

وسلّمتُ قلبي بين يديكِ،

فعامليه كيف تشائين.


فرفقًا بقلبي يا سيدتي،

فإن أخطأتُ، فعامليه كيفما تشائين.


 

       

         بقلم 


      وليد جمال محمد عقل

جلست وقهوتي أمامي بقلم الراقية اتحاد علي الظروف

 جلستُ… وقهوتي أمامي  

جلستُ…  

وقهوتي أمامي،  

أفكّر برائحتها،  

وما بالنفس تصنع.  


وبطرفة عين…  

كأن الباب فُتح ولم يُفتح.  


جلستْ أمامي،  

أحاطت بي،  

تسمّرتُ، ليس خوفًا،  

وعيني تدمع.  


قالت: أنا الروح،  

قدس الأقداس…  

واللهِ، ما توقّعتُ ما أسمع.  


اطمأنّ قلبي إليها،  

وبصري لم يتحوّل عنها،  

عجزتُ عن النطق،  

فجلالها أعظم.  


قالت: أرواح الخير  

في السماء تتجمّع،  

ستعود خيرًا…  

فهل تسمع؟  


وأرواح الشرّ  

بينكم تتربّع…  


حاولتُ عبثًا أن أُحدّثها،  

لكن لم ينفع.  


كأن الباب أُغلق ولم يُغلق…  

فهل تصدّق ما رأيت؟  

أم بحديثي لا تقنع؟  


فإن لم تُصدّق ما رأيت،  

فالقلب قد صدّق،  

والروح قد أودعت سرّها،  

وأنا الشاهد…  

أنا الذي لا أنكر.  

بقلمي اتحاد علي الظروف 

سوريا

الغيرة بقلم الراقي أحمد جاد الله

 الغيرة ✍️ أحمد جاد الله

قالوا: مَريضٌ بالظّنونِ، فقلتُ: لا

ما ذاكَ شَكٌّ.. بل طِباعُ الأوفياءْ


فالغيرةُ الجَمْرَةُ التي لا يكتوي

بلهيبِها إلا القلوبُ الأنقياءْ


هيَ لوعةٌ في الروحِ ليسَ يذوقُها

إلا الذي عَشِقَ الحبيبَ بِلا رياءْ


إني أغارُ، وليسَ ذنباً أنني

أهوى الجمالَ بلهفةٍ وصفاءْ


أغارُ من مَرِّ النسيمِ إذا سَرَى

نحوَ الخدودِ مُقَبِّلاً.. وبلا حياءْ


وودددتُ لو أُخفيكَ في طيِّ الحَشَا

عن أعيُنِ الدُّنيا وعينِ الرُّقَباءْ


لا أقبلُ "الإنصافَ" فيكَ، فإنني

حرٌّ، ونفسُ الحرِّ ترفضُ شُرَكاءْ


ما كانَ قيداً ما فَعَلْتُ، وإنما

حرصُ البخيلِ على نفائسِهِ غلاءْ


لو لم تكنْ عيني تراكَ سماءَها

ما خفتُ من غيمٍ يُكدِّرُ ذا الفضاءْ


مَرَضٌ لذيذٌ، لستُ أطلبُ بُرْأهُ

إنَّ المحبةَ دونَ غَيرتِنا هَباءْ


فدَعِ العواذِلَ يهمسونَ بجهلهم

بعضُ "الدَّاءِ" في عُرفِ المحبةِ دواءْ


لو كانَ حُبي فاترًا لتركتُه

نَهْبَ العيونِ تدوسُهُ الغُرَباءْ


قلبُ "البليدِ" ينامُ ملءَ جفونِهِ

والقلبُ يكويهِ لظىً، فيهِ اكتواءْ


مَنْ لم يَغَرْ يوماً بنارِ جنونِهِ

فحنينُهُ كِذْبٌ، وحُبُّهُ كالغُثاءْ


هيَ فطرةٌ في العاشقينَ، وعزةٌ

تأبى الشريكَ، وشيمةُ الكُرَماءْ


هيَ أصدقُ البرهانِ أنَّ غرامَنا

حيٌّ، وفي نبضِ الصدورِ لهُ بقاءْ


لا يُبصِرُ المحبوبَ كنزاً غالياً


إلا غَيورٌ.. صادقٌ.. حدَّ البكاءْ


Ahmed gadallah

مجانين الرضا بقلم الراقي طاهر عرابي

 "مجانين الرِّضى"


قصيدة للشاعر والمهندس طاهر عرابي

دريسدن – كُتبت في 14.02.2025 | نُقِّحت في 30.11.2025


الرِّضى ليس نقيضَ الخصام،

بل صورتُه الأصفى حين يولَدُ من الحبّ.

يتجاوزُ الحبيبُ عبثيّةَ الجدال، لا ليعاند، بل ليُجادل بصفاءٍ

يجعلُ من الخصامِ جسرًا إلى أعماقٍ لا يبلغها الحبُّ العاديّ.

فليس الحبُّ وحده ما نبتغيه،

بل الغوصُ معًا في سرِّ الروح،

لا بالصمت، بل بالحضور المتوهّج في جدليّةِ الرِّضى.


وبهذا اليوم نقّحتُ هذه القصيدة، وأنا أحتفلُ بمرور سبعين عامًا من رحلتي في الحياة؛

رحلةٍ مليئةٍ بالصخب والجدل والبهجة،

وبالبحثِ عن النقاء في كلّ ما حولي.

الحبّ كان حاضرًا دائمًا؛

فلولاه ما خطونا خطوة،

ولا تعلّمنا لغة، ولا عرفنا معنى الوجود.



مجانين الرِّضى


نتخاصمُ في لحظاتِ البهجة؛

فالبهجةُ منصّةٌ تُبعِدُنا

عن كوارثِ العبوس وارتعاشِ الأصابع.

نتبادلُ الاتهاماتِ بقوالبِ العفو

ومنصّاتِ الفرح،

فنوقظُ نوازعَنا الغافية،

وتصحو لعتابِنا بشيءٍ من الفضول،

وكأنّ الغرابة تركتنا،

وغادرتْ مثل ظلٍّ تاه عن جسده،

وخلّفتْنا زغبًا يبحثُ عن شهواتٍ

فوق جلدٍ نبت منه، ثم نسيَه لألفِ سبب.


وبعد الكلام، نخرجُ أنقياءَ

في بهاءِ الوجود،

مثل لؤلؤةٍ نبتت في صدفٍ

يحيطُه البحر،

ولا تدري إن كانت ستستقرُّ

على جبينِ حسناء،

ولا تنسى غفوتَها

طيلةَ السنين.


نصنعُ من المستحيلِ ظلالًا بيضاء

تستبقي ألقَ مراياها،

أو تختارُ أن تصيرَ

زمرديّةَ الوهج.

نُحاورُ بصفاءٍ في سرِّ خيالِنا،

وكلّما قفزْنا إلى مساحةٍ أرقى،

راودَنا ظنٌّ خفيف:

هل نشبهُ عشًّا من الحبّ

لطائرٍ رأيناه يجرّبُ جناحيه،

ويعبرُ السماءَ مزهوًّا؟

وهل كان عيشُنا معًا

هو السرُّ الخفيَّ في تلك الانطلاقة؟


نحكمُ على السماحةِ

بجدليّةِ الرِّضى.

نقول إنّ الشجارَ عابرٌ،

والعتابَ كذلك،

ما لم يتركا في القلبِ أثرًا يؤلم.


فالكلامُ— وإن لان كالعسل—

لا يخلو من أشواك،

والحبُّ، في البدءِ، كان الخيار،

وسيظلّ الخيار؛

فإن تبدّل، انتهى.


لا شيء يوقفُ قطراتِ الندى

إنْ تسلّقتْ عروشَها،

ولا الغيومُ تثني السواقي

عن عشقِها للمطر.


الحياةُ لا تنتصرُ بالقوّة،

بل بالجمال،

وفي الجمالِ تكتملُ البهجةُ

بلا سلالمَ ولا حبال.


لن نتركَ فسحةً يعشّش فيها

ظلامُ الأرق،

ولا بقايا الوقتِ المحروق في غفوتِنا.

وسنُبدّلُ الفصولَ إن مالتْ علينا،

ونجعلُها ورديّةً،

برّاقةَ الجدران ولو من ورق.


ونمضي متشابكي الأصابع،

مجانينَ الحبّ،

نتحدّى رحيقَ الشفق.


إن ركضتِ وهربتِ،

لن أضيّعَ ثانيةً

لأسألكِ عن السبب.

سأركضُ خلفكِ،

وإن سقطتِ في بئرِ العبث،

سقطتُ معكِ،

وإن وجدتِ البئرَ وسادةً،

أغفو معكِ.

وحين نُبعثُ من ظلمةِ الفرار،

سنفرحُ معًا،

ونشكرُ الوجهَ بدهشةٍ وعجب.


مجانينُ الحبّ…

ليس لنا سوى أن نكونَ

عنقودًا، وداليةَ عنب،

وشوقًا لا ينتهي،

حتى لو لامسَ رمشُ العينِ

طرفَ الحاجب.


خذي من كلامي صفوته،

فقد أخذتُه منكِ في الحب.


طاهر عرابي – دريسدن

عيد الجلاء بقلم الراقية آمنة ناجي الموشكي

 عيدُ الجلاء.د.آمنة الموشكي


قُلْ لِلْعدا تبْعُدْ بَعِيدْ

         وَافْتَحْ ذِرَاعَكْ يَوْمَ عِيدْ

نُوفَمْبَرُ التَّارِيخُ يَا

                مَغْلَاهُ تَارِيخٌ مَجِيدْ

سَلِّمْ وَقُلْ يَا مَرْحَبَا

                  بِالأَقْرَبِينَ وَبِالْبَعِيدْ

جَارِي وَنَاسِي كُلُّهُمْ

             أَهْلِي وَنَبْضِي وَالْوَرِيدْ

إِنْ يَبْعُدُوا هُمْ عِزْوَتِي

            فِي قُرْبِهِمْ قَلْبِي سَعِيدْ

يَا رَبِّ وَسِّعْ عَالَمِي

                 فِي كُلِّ رَابِيَةٍ وَبِيدْ

أَبْنَاءُ قَلْبِي كُلُّهُمْ

             هُمْ وَالْبَنَاتُ لَهُمْ نَشِيدْ

فِي كُلِّ رَوْضٍ بَاسِمٌ

                 بِالأُمْنِيَاتِ كَمَا نُرِيدْ

أَفْرَاحُ آبَائِي وَكَمْ

                أَفْرَاحٌ تَأْتِي بِالْعَدِيدْ

مِنْ كُلِّ مَا يَهْدِي إِلَى

             حُبِّ الْحَيَاةِ وَمَا يَزِيدْ

فِي الْبَدْوِ يَبْدُو وَالْحَضَرْ

           أَطْفَالُ بِالثَّوْبِ الْجَدِيدْ

وَالْغِيدُ تَشْدُو مَرْحَبَا

             بِالْعِيدِ دُمْتُمْ كُلَّ عِيدْ


آمنة ناجي الموشكي

اليمن ٣٠. ١١. ٢٠٢٥م

لأني فلسطيني بقلم الراقي حبيب كعرود

    لِأَنِّــي فِـلَـسْـطِـيـنِـيٌّ     

                         

  لَا أَعْرِفُ الْمُسْتَحِيلَ

 لِأَنِّي فِلَسْطِينِيّ 

 يَلْتَهِبُ قَلْبِي نَارًا

 وَ فِي شَرَايِينِي

   إِذَا اغْتُصِبَتْ أَرْضِي

  أَثُورُ كَالْبَرَاكِينِ

وَأُحْرِقُ مَلامِحَ الظُّلْمِ 

فِي وَجْهِ الْمُعْتَدِينَ

 لَا تَهُونُ مُقَدَّسَاتِي 

 وَلَا دِينِي 

كُلُّ مَكَانٍ فِي الْقُدْسِ

 يعْـنِيني

تَارِيخُنَا شَاهِدٌ 

عَلَى مَرِّ السِّنِينَ

 كَمْ غَاصِبٍ هَزَمْنَاهُ

 في الْمَيَادِينِ

أَنَا فِي أَرْضِي 

اذا أَنَا فِلَسْطِينِيُّ

فَالشَّمْسُ تُحْرِقُ 

وَ السَّحَابُ يُغَطِّيهَا

  النِّبَالُ إِذَا انْطَلَقَتْ 

لَن تَعُودُ لِرَامِيهَا

 وَالسُّيُولُ إِنْ غَمَرَتْ

 لَا شَيْءَ يُثْنِيهَا

 فِلَسْطِينُ مَدْفَنَةٌ 

لِمَنْ جَاءَ يَسْبِيهَا 

هِيَ لِلْغُزَاةِ مَقْبَرَةٌ

 وَالتَّارِيخُ يَرْوِيهَا

سِهَامِي لَا تَرْجِعُ

حين أُصَوِّبُ وَأَرْمِيهَا

 وَ فِلَسْطِينُ حُرَّةٌ 

تَكْسِرُ القَـيْـدَ بأَيْدِيهَا

لَا تُغَرَّنَّكُمْ قُـوَّةٌ 

مَهْمَا بَلَغَتْ مَدَاهَا

 فَالْحَقُّ بِالْإِصْرَارِ

 يُحَطِّمُ أقْوَاهَا 

كُلُّ الشُّعُوبِ انْتَفَضَتْ

 وَ النَّصْرُ وَالاهَا

 وَ فِلَسْطِينُ مَاضِيَةٌ 

لِنَيْلِ مُبْتَغَاهَا

 الحرْبُ مَهْمَا طَالَتْ  

 فَلَنَا التَّضْحِيَاتْ

  أَوْجَاعُنَا مَهْمَا اشْتَدَّتْ  

وَ زادتْ الْآهَاتْ

 بِالْحَجَرِ وَالْمِقْلَاعِ 

غَزَوْنَا السَّاحَاتْ

 بِالشُّهُبِ الْحَارِقَةِ

 قَذَفْنَا الْبَالُونَاتْ

 وَبِبُطُونِنَا الْخَاوِيَةِ 

صَنَعْنَا الْمُعْجِزَاتْ

لَنْ نَتْرُكَ لَهُمُ الشَّوَارِعَ

 وَ لَا السَّاحَاتْ

 لَنْ يُدَنِّسُوا أَرْضَ الطُّهْرِ

 وَ الرِّسَالَاتْ 

هَزِيمَتُهُمْ حَتْمًا

 مِنَ الْمُسَلَّمَاتْ 

فَالْحَقُّ دَوْمًا يَكْسِبُ

في آخِرَ الْجَوْلَاتْ

مِنْ غَزَّةَ وَالضِّفَّةِ 

تَنْطَلِقُ الْمَسِيرَاتْ

 فـتَزْهُو الْقُدْسُ 

عَاصِمَةَ الْاحْتِفَالَاتْ 

مِنْ صَفَدَ إِلَى غَزَّةَ

 نُحْيِي الذِّكْرَيَاتْ

 لِأَنِّي فِلَسْطِينِيٌّ 


لَا أَعْرِفُ الْمُسْتَحِيلَاتْ


حبيب كعرود / تـــــونـــــس

 

 





السبت، 29 نوفمبر 2025

مطر يعلو على جدران الحنين بقلم الراقي حسين عبدالله الراشد

 🌟 مَطَرٌ يَعلو على جُدرانِ الحَنين

(القصيدة ٥ من ديوان المَدَى)


كيف أزهرُ والنوافذُ عطشى لخطاك


والليلُ يمتدُّ في صدري كجرحٍ لا ينام


كنتَ إذا مرّ طيفُك تفتّحتْ روحي


واليومَ يمضي النهارُ على قلبي بلا ظلّ


أبحثُ عن ملامحِك في وجهِ الريح


كمن يبحثُ عن مطرٍ ضلَّ طريقَ السحاب


يا آخرَ دفءٍ كان يوقظُ أغصاني


لماذا تركتَ الزهرَ يذبلُ في صمتِ الحنين


كنتَ نهرًا يفيضُ على عطشي


واليوم لا نهرَ… غيرُ فراغٍ يحنُّ إليك


عُد… فصوتُك كان يوقظُ نافذتي


والآن تبكي بلا ضوءٍ ولا خُطى تعرف بابي بعدك


ما عادَ في القلبِ ما يحتملُ الغياب


فكلّ ما حولي ينادي اسمكَ بأنينٍ خفي


يا أنت… يا وجهًا يشبهُ مطرَ الفجر


لماذا جفّت أمطاري يوم غابت خطاك


أشتاقُ حتى تضيقَ بي المسافات


وكلُّ طريقٍ أسلكه يبدأ منك وينتهي إليك


يا من تركتَ في الروحِ فجوةَ بحر


لا يسكتُ هديرَها إلا بعضُ حضورٍ منك


أحنُّ إليكَ كما يحنُّ المساءُ لضوئه


وكما يسعى القلبُ خلفَ نبضٍ فرَّ منه


قل لي… كيف يمضي العمرُ دون ظلك


وأنا ما خُلقتُ إلا لأسكنَ في صدًى من خطاك


عُد… فالنوافذُ صارت بلا مطر


والزهرُ لا يفتحُ إن غابَ عليه دفءُ يديك


وإن لم تعد… سأظل أفتّشُ عنك


في الريح… في المطر… في كلِّ وجهٍ يشبهُ شيئًا منك


وتعلمُ أني ما كتبتُ حرفًا إلا إليك


وكأنَّ كلَّ الحروفِ خُلِقَتْ كي تعودَ إليك


فإن ضحكتِ عاد الربيعُ إلى نافذتي


وإن حزنتِ هوتْ شموسي وانكسرتْ سمائي


يا أنثى لو مرَّ طيفُها على سقمي


لتفجّر الحزنُ دفئًا… وذاب ليلُ احتراقي


وما زلتِ دهشةَ قلبي كلما لاحَ طيفُك


وما زلتِ نبضًا يوقظُ روحي إن خذلتها الحياة


أحبك… لأنكِ الوطنُ الذي لا يرحلُ عن قلبي


ولأن حضوركِ وحدهُ يمنحُ العمر معنى أن يُعاش


--


✍️ بقلم الشاعر


حسين عبدالله الراشد


لكل عقل طريق… وهذا طريقي بين النقوش، حيث تلتقي الحروف بالعاطفة ويولد من الحنين ربيعًا.


#ديوان_المهابة


#ديوان_المدى


#أشعار_بوعلي


#حسين_عبدالله_الراشد


#لكل_عقل_طريق


#قصائد_الحب


#مطر_الحنين

اشتياق غامر بقلم الراقية سلمى الأسعد

 اشتياق غامرٌ

وتمر ايامي سراعا

تنقضي

والعمر يجري مثقلا

بغيابكم

يا فلذة الكبد المعاني

لهفة لبعادكم


والعمر يجري لاهثا

للقائكم


فلعلكم

تأتون للبلد الذي أبعدكم

وأنا كطير ساكن

 في ظل حلم مورق

يرنو لكم


وأنا كطير هائم

مشتاقة أحضانه

للقائكم


وأنا اشتياقي غامر


وأحبكم

أدعو لكم

أحيا بكم

أترقب الأيام علّي  

أنتشي

 بلقائكم


.

سلمى الاسعد

عبير هواك بقلم الراقي محمد احمد دناور

 ((عبير هواك))

           وحدي والذكريات نديمي

       أسمر والقمر ينير ليلي

       ومن بعيد أحيا على سناك

       ونسيم الشوق حنون

     يحمل لي طيب رياك

     أستاف العبير عنبرا. يضوع

      في كل مكان 

     وياطيب شذاك

دعيني أمس من مسك هواك

وأعبئ قوارير عشق من ندى البهاء

زوادة ليوم الفراق 

ولربما أبحرت في لازورد العيون

وإذا ما أردتني قتيلا سهام صباك

دعيني أعتصم ببؤبؤ عينيك

ياجزيرة حبي ومداد كلماتي

فظلي على المدى يراعي 

وحروفي الراعشات

أ..محمد أحمد دناور سوريا حماة حلفايا

ثم يخذلك الجرح ويلتئم بقلم الراقي كريم خيري العجيمي

 ثم يخذلك الجرح، ويلتئم..!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


-وكتبتك_حينها..


في عداد الجرحى.. في عداد الأسرى..

وعلى سبيل الاحتياط.. في عداد الذين قَضَوا وهم على قيد العبور إلى المجهول..

وإمعانا في الحرص.. كتبتك في الذين وُقفوا رهن الاعتقال بلا سبب..

ظنا مني بأني وطأت منطقة مقدسة.. لا يعبرها المرء واقفا..

كيف.. كيف.. 

وفي ذمة الريح ألف شتات.. كل منها بعضي حين مضى..

كتبتك، وكتبتك، وكتبتك..

ولم أكن أتوقع أنك بكل هذا العمق.. وبكل هذا الثقل..

كتبتك.. منذ أول سكون.. حتى آخر تمرد..

حتى آخر انقلاب..

لم أكن أعرف أنك أكبر من متاعب اللغة، ومساغب الأرقام.. أعمق من فاقات الحروف، وعثرة المجازات..

أسبق من التردد.. وأصعب من النطق.. 

أكبر من الفواصل والنقاط وعلامات الترقيم..

لم أكن أعي أن ثمانية وعشرين حرفا.. لا تملك القوة لتكتبك كما ينبغي..

كل ذلك الأسى هنا.. كل تلك الحرائق..

وكما تشعلينها وحدك.. ما زالت لديك القوة لإطفائها وحدك..

بكلمة.. بإيماءة.. وربما تلويحة بإصبعين..

وكأنما تودعين ريشة تحملها الريح إلى منفى لم يسكن خريطة الإدراك بعد..

ياه لذلك الكم الهائل من الصمود فيك.. من الجمود.. ومن التحمل..

تخوضين ملايين المعارك.. ثم تعودين..

محملة بالغنائم.. بالفرسان والجياد والسهام..

تعودين.. بأسماء المفقودين.. وتلك العقدة التي يتلكأ عندها الجرح.. ويلتئم..

وعهدة الريح من بقايا الدماء..

تعودين.. محملة بالحطابين والفؤوس وجثث الأشجار.. وأساطير الغناء على شرف الهزائم..والبكاء على أحلام العودة المسكوبة..

تعودين حتى، بتلك الكثبان التي أثارت الزوبعة..

-ثم..

بلا اكتراث..

تطوين الأمس، وتسترخين في مقعدك الأثير..

ويُتْمُ المشاعر خلف الستائر ينتحب..

فتغلقين شبابيك الذاكرة لتنامي..

وعلى زجاجها.. يتساقط أحدهم مطرا.. لا يعجبك هطوله.. ذلك الذي لا يُسمن قلبك ولا يغني من جوع..

ذلك المزدحم بتاريخ غير الذي نام عاريا على ضفافك..

حلما على قيد التدوين..

لا يروقك أن ينافس زحامه فراغك..

ذلك الذي يمسح عن المرايا عَرقَ الصور..

وتلك الملامح الهاربة من ثأر النسيان..

كوني مطمئنة..

فتلك الدالية هنا؛ لم يعد يسقيها ماء الحضور المالح..

بقدر ما يعتني بها ظمأ الغياب..

ذلك الذي اجتهد كثيرا..

ليصنع موتا.. يليق بكل الإسراف..

وكل هذا البذخ..

ذلك الذي أذهب إليه غير مكره..

لكنني ما زلت أكره تلك الأنصاف التي تصنعينها لي كل يوم.. 

الأنصاف التي تترك غصة خانقة في منتصف الحلق.. لا هي تذهب..

ولا هي تبقى..

وتهب موتا.. تذهب إليه الأحلام طائعة..

ولم تغادر الروحُ بعد..

لله جُرحك ذاك..

كم سخي.. لدرجة السفه..

انتهى..

(نص موثق)..


النص تحت مقصلة النقد..


ـــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــ


بقلمي العابث..


كريم خيري العجيمي

وطني بستان الشوق بقلم احمد بالو

 وطني بستان الشوق

عام مضى يا حلوتي 

والشهر يلفظ جراحه

و دقائق الروح تلقي نظرة 

لكتابة قصة النجاة

الشتاء يقترب يعصف حكايتي 

 تناديني شهرزاد 

حدثتني عن الغوطة وبردى

و قصص قاسيون والفيجة

هل دارت نواعير حماة لأشواقي

أم تحدثت للتو عن حمص العدية

لتروي لهيب ذكريات مجنونة 

عام مضى يا أميرة 

لا تنتظر سوى لحظة 

لتكتشف سر وجودي

هنا دمشق برتقالة الحب 

والشهباء ذات الجدائل المطرزة

تنسج حكاية الشوق 

 لاذقية النبض تشدني

كالسندباد أعلن رحلة عاشق 

يا طرطوس كوني سفينة قلبي 

هي القصيدة غادة الكون

ترسمني موناليزا شرقية 

كما رقة الرشيد تناديني 

لدير الزور ملحمة فراتية

أعيد مع التاريخ حكاياتي

و سويداء القلب و درعا النجوى

سلال الخير والعطاء 

على أطراف ادلب أمضي 

لقصة عاشق وصل للحسكة ثملا

بين قاسيون ذكريات 

و من ينابيع الفيجة أرتوي

لذرى الجولان عودة

وغزة هاشم تنتفض 

لتقول لمحمود درويش عدنا

هنا وطني وعام جديد قادم

نشعل قناديل النصر

ليرسم لوحة خضراء للعالم

سورية سر

 اشتياقي 


أحمد محمد علي بالو سورية

غدار يا زمن بقلم الراقية نهيدة الدغل معوض

     غدَّار يا زمن...


ما أغدرك يا زمن

حين تصبّ جام غضبك

على قلب محطّم ومعذّب

يسكب الدموع ويذرف الحنين على فقد الأحبة

فأسافر سيراً على قضبان الزمن

وتأتي رياح الحنين لتودّع وجع الدمعات

فأحتضن شوق الأمنيات

التي تتناثر بين قبور أوراقي المتهالكة

لعلَّ عذابات الكلمات

ترمّم بعض الجروحات

... وتمرُّ الأيام المُثقلة بالشوق والحنين

وتدهس أمامها كل الأماني في الحياة

ولم تترك سوى ضربات قاسية وموجعة

غدَّار يا زمن...

عندما تأخذ أعز ما نملك

وتترك لنا عتمة الذاكرة ناراً تتأجّج وذكريات تقرع على نافذة الصبر

حيث ما زال الجرح ينزف على صدر الأيام

ويتقوقع الألم فوق أنين الذكرى

فتموت قطرات الدّمع من عيونك يا زمن

... ما زالت أيُّها الزمن

تلك الأحاسيس تسافر بعيداً وتغمرني وكأنّها تبلسم جرحاً

ما زال ينزف

غدَّار أنت يا زمن

حين حمّلتني أياماً صعبة

تجتاحني على خسارة فادحة

إلى أحبَّة غادروا

فتتزاحم داخلي أصواتاً تهمس

 وتذكِّرني بأنَّ جرحي عميق وعميق

ومن الصعب شفائه

حيث سافرت روحي عبر المدى تصرخ صرخات روح معذبة

... أيُّها الزمن الغادر

بعد الفراق أصبحت كالصحراء القاحلة

رحلت وتركت لي أثرها الغالي

ليعانق أحزاني

أحزاني في جوفها يرتّل رثاء الألم

... أبحث عنكِ فقيدتي بين الصفحات

وينطلق قلبي من بين ضلوعي

ويسكن هناك حيث ألم النزيف

... وعلى حافة انهياري

تنهمر الدموع خيوطاَ من ألم

وتمرّ الأيام ثقيلة

وجرحي ما زال ينزف الذكرى

فأركب أمواج الصبر تلاطمني بأمواجها العاتية

وقد غرق قارب الصبر

وأصبحت حياتي تسير نحو عالم مظلم حيث ألبستني أيُّها الزمن الغادر ثوب العذاب والقهر...


نهيدة الدغل معوّض..

حوار الطريق بقلم الراقي السيد الخشين

حوار الطريق


أرصفة من جليد 

والطريق طويل

 فلا رجوع للوراء 

وهذا قدري 

من زمن بعيد 

تناثرت أوراق الخريف 

وتعرت الأشجار 

وسكت الكروان 

وكل الأماني تبخرت  

وتلبدت السحب 

وغابت شمس الأصيل 

وخيم الظلام في كل مكان 

 قلت سأقف هنا 

بعيدا عن الضوضاء 

وأترقب 

صحو المكان من جديد

وأواصل طريقي   

خوفا من هدفي يضيع  


    السيد الخشين 

   القيروان تونس

وكنت انت هناك بقلم الراقي سرور ياور رمضان

 وكُنتِ أنتِ هناك

///////

يَهْمِسُ لِي مِنْ بَعيد 

لَنْ تَعثّر على الخلاصِ  

وَقَلْبُكَ يَنْبِضُ قَهرًا وعَناء  

يملؤه وَهُم اللِّقاء  

لكنَّ الشَّوق يَرسُم طيفكِ 

مِنْ وَهَجٍ وَضِيَاء  

لِأَعُود باحثًا عَنْ قَلبي هُناك  

وتبدأ رِحلَتي مِنْ جَديد 

تعثرت بالوَقْت الذي يرحل بعيدًا  

وكأني أهربُ منكِ إليكِ

حنين مكتظ بالأوجاع  

شَمَمْتُ عِطرًا زَكِيًّا

داعبه الهواء  

صحوت مِن غفوتي  

وكُنتِ أنتِ ....هناك 

       سرور ياور رمض

ان

       العراق

القطط لا تنسى بقلم الراقية نور شاكر

 القطط لا تنسى 

قصة قصيرة 

بقلم نور شاكر 


كنتُ أذهب إلى الجامعة طوال تلك الأعوام، وأقصد كل صباح “سنتر الجامعة” لأراجع دروسي وتهيؤي لاختبارات اليوم

 كان المكان يكتظ بالحركة، إلا أن أكثر ما كان يلفتني حقًا هو تلك القطط التي اعتادت أن تحيط بي كلما جلستُ، مع أنني لم أكن أملك ما أقدّمه لها

 كانت تقترب مني كما لو أن قربها مني لقمةٌ تشتهيها، أو دفءٌ تعرف أنه لن يخذلها


كنت أراها كرفقةٍ أنيسة، وكأن حضورها ظلٌّ لطيف يؤنس وحدتي بينما أقلب الكتب صفحة بعد أخرى

 أتمم مراجعاتي ثم أرحل إلى القاعة، غريبةً عنها وعن ذلك الركن الذي صار يشبهني، لكنها بقيت تضيف إلى صباحاتي لمسةً صغيرة لا تُشبه غيرها؛ ففي كل يوم كان هناك قط يقف أمامي، أو يجلس في المقعد المقابل، أو يعتلي الطاولة بجرأة، ولو سمحتُ له لشاركني قهوتي وربما قرأ معي أيضًا


وحين انتهت سنوات الدراسة وتخرجت، افتقدت كل شيء: المكتبة، السنتر، ساحة المشي التي حفظت خطواتي، الأشجار، الأبنية، الزهور التي كنت أقطفها، والتمثال الذي يتوسط ساحة الجامعة… افتقدت الزملاء والأصدقاء، ولم أنكر أنني افتقدت تلك القطط أيضًا


وبعد مدة قررت زيارة الجامعة من جديد جلستُ في ذات المكان، ففاض علي الحنين دفعة واحدة

 رأيت النباتات وقد كبرت، تلك التي كانت يومًا براعم صغيرة، وبعضها لم يكن قد خرج من التربة بعد

 كل شيء تغير… إلا الذكريات، كانت ما تزال واقفة أمامي كأنها لم تغادر قط


غمرني الشوق حتى بللت الدموع أطراف عيني، لكنني وجدت شيئًا لم أكن أتوقع أن أحن إليه… وجدتها تلك القطة التي كانت ترافقني كل صباح

 ركضت تجاهي بلهفةٍ لا تخطئها الروح، كما لو أنني مأواها القديم، أو شخص تعرفه من بين كل الجالسين


جلست أمامي كأننا نفهم بعضنا دون كلام، فابتسمتُ

 وتذكرت حينها من قال لي ذات مرة إن القطط “ناكرةٌ وجاحدة”

 لكنني لم أرَ جحودًا أشد من بعض البشر، ولم أرَ وفاءً أصدق من نظرات تلك القطة

حاشا للقطط مما يصفون.

القطط لا تنسى بقلم الراقية نور شاكر

 القطط لا تنسى 

قصة قصيرة 

بقلم نور شاكر 


كنتُ أذهب إلى الجامعة طوال تلك الأعوام، وأقصد كل صباح “سنتر الجامعة” لأراجع دروسي وتهيؤي لاختبارات اليوم

 كان المكان يكتظ بالحركة، إلا أن أكثر ما كان يلفتني حقًا هو تلك القطط التي اعتادت أن تحيط بي كلما جلستُ، مع أنني لم أكن أملك ما أقدّمه لها

 كانت تقترب مني كما لو أن قربها مني لقمةٌ تشتهيها، أو دفءٌ تعرف أنه لن يخذلها


كنت أراها كرفقةٍ أنيسة، وكأن حضورها ظلٌّ لطيف يؤنس وحدتي بينما أقلب الكتب صفحة بعد أخرى

 أتمم مراجعاتي ثم أرحل إلى القاعة، غريبةً عنها وعن ذلك الركن الذي صار يشبهني، لكنها بقيت تضيف إلى صباحاتي لمسةً صغيرة لا تُشبه غيرها؛ ففي كل يوم كان هناك قط يقف أمامي، أو يجلس في المقعد المقابل، أو يعتلي الطاولة بجرأة، ولو سمحتُ له لشاركني قهوتي وربما قرأ معي أيضًا


وحين انتهت سنوات الدراسة وتخرجت، افتقدت كل شيء: المكتبة، السنتر، ساحة المشي التي حفظت خطواتي، الأشجار، الأبنية، الزهور التي كنت أقطفها، والتمثال الذي يتوسط ساحة الجامعة… افتقدت الزملاء والأصدقاء، ولم أنكر أنني افتقدت تلك القطط أيضًا


وبعد مدة قررت زيارة الجامعة من جديد جلستُ في ذات المكان، ففاض علي الحنين دفعة واحدة

 رأيت النباتات وقد كبرت، تلك التي كانت يومًا براعم صغيرة، وبعضها لم يكن قد خرج من التربة بعد

 كل شيء تغير… إلا الذكريات، كانت ما تزال واقفة أمامي كأنها لم تغادر قط


غمرني الشوق حتى بللت الدموع أطراف عيني، لكنني وجدت شيئًا لم أكن أتوقع أن أحن إليه… وجدتها تلك القطة التي كانت ترافقني كل صباح

 ركضت تجاهي بلهفةٍ لا تخطئها الروح، كما لو أنني مأواها القديم، أو شخص تعرفه من بين كل الجالسين


جلست أمامي كأننا نفهم بعضنا دون كلام، فابتسمتُ

 وتذكرت حينها من قال لي ذات مرة إن القطط “ناكرةٌ وجاحدة”

 لكنني لم أرَ جحودًا أشد من بعض البشر، ولم أرَ وفاءً أصدق من نظرات تلك القطة

حاشا للقطط مما يصفون.

الحب وحي الاكتمال بقلم الراقي محمد أحمد حسين

 الحُبُّ… وَحْيُ الاكْتِمَال

لَا تُظْلِمِ الحُبَّ أَوْهَامًا مِنَ العَتَبِ

فَالحُبُّ أَسْمَى عَنِ الإِفْصاحِ بِالكَلِمِ


إِعْجَازُهُ لَيْسَ فِي حَرْفٍ سَتَنْطِقُهُ

لَكِنَّهُ وَحْيُ اكْتِمَالِ النَّفْسِ مُنْسَجِمِ


يَسْتَنْطِقُ الذَّرَّ فِي جِسْمٍ تُرَافِقُهُ

يَمُوتُ عِنْدَ ابْتِعَادِ الحُبِّ كَالْعَدَمِ


نَحْيَاهُ حِينًا بِدَمْعٍ فِيهِ ملْهِبةٌ

أَوْ بَسْمَةٍ كَافْتِضَاءِ الرُّوحِ لِلنَّغَمِ


نَلْقَاهُ جِسْرًا لأَحْلَامِ النُّهَى وَطَنٌ

يَسْتَوْقِفُ النَّفْسَ إِذَا مَا صَابَهَا سَقَمُ


بِالحُبِّ قَد سَوَّيْتُ مِن رُوحٍ وَقَد نُفِخْتُ

وَفَاقِدُ الحُبِّ قَدْ أَفْضَى إِلَى العَدَمِ


بقلمي محمد أحمد حسين 


التاريخ: 29/11/2025

قسم الحب بقلم الراقي عادل العبيدي

 قسم الحب 

———————-

ضعي يدَكِ بيدي لنقسِمَ سويًّا

قسمَ الحبّ

ردِّدي بعدي، لا تضطربي،

فأنتِ هالةُ القلبِ وسيّدةُ العرش.

قولي “أحبّك” حتى تثملَ أوردتي،

تكلمي بصوتِ الوجد وأنشودةِ المطر،

قولي “أحبّك” لآخرِ المدى… ولآخرِ النَّفَس،

واغمري ليلَ روحي بضياءِ عينيكِ.

إني أقفُ على شفا حُلمٍ لا يكتمل إلا بعينيكِ،

فرددي قسمَ العشق كي ينهضَ الوجد، وتسكنَ موانئُ الدرب.


قولي بعدي:

أُقسِمُ أن أحفظَ نبضَكِ في فؤادي 

وأصونَ ودَّكِ ما دام فيَّ عمر يهادي

أُقسِمُ أن أبقى لكِ،

حُبًّا لا يبهت، وضياءً يرافق أيامي

وأُقسِمُ أن أكونَ لروحكِ ملجأً لا يزول

ولقلبكِ عهدًا لا يتبدّلُ ما دام للعشق وجود.


ضعي كفَّكِ على قلبي، ليعلو اسمي مع نغمة ألحاني 

قولي “أحبّك”… كي يهدأَ هذا الليل المرهق في صدري. وأعانق أحلآمي 

اقتربي…

فالمسافة بيننا تعلّم الريحَ كيف النوى ولوعة الجرح.

قولي “أحبّك” مرّةً أخرى،

فربما تنهضُ في داخلي حياة الأزل،

وتعودُ روحي من النزوح.

فالحبّ — إن صدق —

لا يُطفئه غيابٌ، ولا يعصفُ به الأعصار،

بل يظلُّ وعدًا معلّقًا على شفتيكِ:

أن نلتقي…

حين يكتمل فينا قسمُ العشق من جديد

——————————————-

ب ✍🏻 عادل العبيدي

نأت عني بقلم الراقي عبد الخالق محمد الرميمة

 نَأَتْ عَنِّي وَقَدْ مَلَكَتْ فُؤَادِي 

وَخَلَّتْنِي وَجَمْرُ الشَّوْقِ زَادِي 


عَجِبْتُ لِجَوْرِهَا بِنْتُ الحَنَايَا 

أَتَحْرِقُنِي وَقَدْ حَازَتْ وِدَادِي! 


أَبَاتُ وَدَمْعَتِي تَهْمِي، وَلَيْلِي

"سَـوَادٌ فِي سَوَادٍ فِي سَـوَادِ"


لَقَدْ جَفَّتْ دُمُوْعِيَ، آهِ وَيْلِي

وَصِرْتُ مَكَانَهَا أَبْكِي سَوَادِي


أَلَا يَا آيُ رُدِّي غَمْضَ عَيْنِي 

أَكَادُ أَمُوْتُ مِنْ فُرْطِ السُّهَادِ.


.............................

........بقلم......... ✒️

#عبدالخالق_الرُّمَيمَة_

فيض المحابر بقلم الراقي عماد فاضل

 فيض المحابر

أرَى في الوَرى عِطْرَ الرّؤَى يَتَنَاثَرُ

كَأنْسامِ صُبْحٍ فِي الفَضَا تتَوَاتَرُ

عُصَاراتُ فِكْرٍ تُسْتَطَابُ لِشَارِبٍ

وَمَكْنُونُ قَلْبٍ بِالشّدَا يَتَقَاطَرُ

عَلى نَوْتَةِ الإلْهَامِ يَرْسُمُ لَوْحَةً

بِرِيشَةِ شَادٍ أنْجَبَتْهَا المَشَاعِرُ

قَوَافٍ بِنُورِ العِلْمِ تَخْتَرِقُ المَدَى

وَتَنْسجُ لَحْنًا تَحْتَوِيهِ الحَنَاجِرُ 

عَلَى الصّفْحَةِ البيْضَاءِ يَجْرِي يَرَاعُهَا

وَمِنْ بَحْرِهَا الهَادِي تَفيض المَحَابِرُ

يُحَلّقُ حرْفُ الضّادِ فَوْقَ سُطُورِهَا

كَبَدرٍ تَسَامَى في السّمَا يَتَفَاخَرُ

يَزُفُّ إلَى القُرّاءِ مِنْ كُلِّ لَمْسَةٍ

رَسَائلَ إخْلَاصٍ وَلَيْسَ يُقَامِر

وَمَا النّاسُ إلّا بالقُلُوبِ إذَا اتّقَتْ

وَفِي القَلْبِ تَحْيَا أوْ تَمُوتُ الضّمَائرُ


بقلمي : عماد فاضل (س . ح)


البلد : الجزائر

عبق الذكريات الماضية بقلم الراقي بسعيد محمد

 عبق الذكريات الماضية ! 


بقلم الأستاذ الأديب : بسعيد محمد 


تمهيد : للمكان جماله و سحره ،ورونق ا لذكريات الكامنة في أعماقه ،وللزمن قيمته و بريقه، و لوحاته الطريفة المؤثرة ، وما من مكان أو زمان ضمنا في ما مضى إلا و يحيلنا إلى ذكريات جميلة رافقتنا، ووجوه أحباب وخلان ارتبطنا بهم، وأحببناهم ،أطيب تحياتي لعظمة المكان، والزمان، و الذكريات ،والأطياف الجميلة المحبوبة التي لازمت وجداننا وأعماقنا إلى الأبد ،


أنت لمع السنا و نفح الورود 

و جمال السما و بسم الوجود ! 


أنت شدو الفصول عزفا و لونا 

و صفير المدى أثار نشيدي ! 


يا زمانا ضم الأحبة ضما 

و تهادى بحسن تلك البرود


و حنا يحضن الروائع حبا  

و انتشاء بكل فعل حميد  


رشفت روحك الجميلة حسنا  

و زلالا من جاريات الصعيد 


و رنت للصباح حبا و و جدا  

و مساء ذي روعة غريد  


واستساغت مواعظا و مقالا

من عصور سمت بكل مجيد


أنت أذكيت بالمحاسن قلبي 

و لساني ونظرتي و وجودي 


ومنحت الشعور كل جميل 

و مزايا و ملهمات القصيد  


يا محيا أثارا في انبعاثا  

و لحاظا زكت بنفح جديد 


و خطابا يجري كنهر نمير   

زان كوني بكل معنى سديد


ذكريات مرت كلمح سحاب 

 صبغ الأفق بالأسى و الشرود 


كلما رمت أن أعود لذكرى  

ضمخت مجلسي بنفح فريد 


رفرفت للفضاء ترجو انفلاتا 

 و ضمور ا ذا سكتة و جمود  


كيف أنسى عهدا مضى من نضار 

و وورود أكرم بها من ورود ؟! 


 كيف أنسى طيوب عهد تولت 

و أثارت لواعجي و وريدي ؟! 


وسمت عمقي السعيد بهطل 

ممرع بالجنى و نبت نضيد 


و حنى النيران هاما وفاء  

و ودادا للوعتي و سعودي


رونق الذكريات باق بقلبي  

ذا ورود و نشوة و نشيدي  


 يا لنفح جرى يعم فضاء   

و شعوري و بسمتي و جدودي !!!  


الوطن العربي : الثلاثاء / كانون الأول / ديسمبر / 2024م

سحر النظرة الأولى بقلم الراقي هاني الجوراني

 سحر النظرة الأولى

رأيتُ في وجهِكِ صفوَ السّماءْ

وفي هدبِ عينيكِ يشرقُ ضياءْ


فما مَلِلْتُ من الحُسنِ يومًا

ولا من جمالِكِ ذاك البهاءْ


ونظرتُكِ… آهٍ لتلكَ النظراتِ

تكفي لتمحو تعبَ الشقاءْ


ووقعَ قلمي في هواكِ أسيرًا

فراح يُسجِّلُ سرَّهُ في الخفاءْ


باحَ بشوقٍ وقالَ بصدقٍ

إنّكِ بينَ الورودِ أجملُ نساءْ


حقًّا تغزّلتُ لكنَّ روحي

عجزتْ فقالَ القلمُ بذكاءْ


إنّكِ أبهى من زهرةِ ريحانٍ

وأرقُّ من النَّسماتِ في العلياءْ


يا نورَ أيّامي ويا مُلهماتي

يا لحنَ عمري وزهوَ الغناءْ


ما عاد في قلبي مكانٌ لغيرِكِ

سكنتِ فصارَ الهوى الانتماءْ


يغتالُني الشوقُ إن غبتِ لحظةً

ويُبعثُ قلبي إذا لاحَ نداءْ


ولولا هواكِ لَما أزهَرَ الدربُ

ولا حَفلَ الفجرُ قربَ الضياءْ


وجهُكِ كالآياتِ يملؤني رهبةً

وعطرُكِ يسكبُ سحرَ السماءْ


أمشي إليكِ فتخضرُّ خُطواتي

وتورقُ في صدري حدائقُ رجاءْ


يا من إذا مرَّ اسمُها في خواطري

تَهَيَّجَ قلبي كالنّايِ سواءْ


أشتاقُ صوتَكِ… شوقَ قصيدةٍ

تبحثُ عن وزنٍ وسطَ الهواءْ


فإن قلتِ "أحبكِ" عادَت حياتي

وإن صمتِّ… صار الصمتُ أعذبَ بقاءْ


أبقي على وَحيكِ… فالشعرُ دونكِ

يـبقى غريبًا بلا أرضِ وبلا لقااءْ


بقلمي: 

هاني الجوراني

تتعافى الأبواب بقلم الراقية نور الفجر

 تتعافى الأبوابُ 

حين يطرقها الأحبّة

‏تسعد وتبتهج 

حين تستنشق 

ذلك العطر 

عطر أيادي 

تعودت الطرق 

يا دار كم بابك 

طرقت 

وكم مرة إياه 

أنا فتحت 

وكم من يد 

مدت ومسكت 

وقبلات للغوالي 

أنا أهديت

وبالأحضان 

تحياتي وزعت 

يا دار 

بابك اليوم حزين

وجهه كئيب

فراق الأحبة آلمه 

نغمات الطرق 

اختفت 

والأيادي الطارقة 

رحلت 

ليتها إليك تعود 

والفرح بها يسود 

أمنية هي فقط  

ليتها يوما تتحقق


#نورالفجر

 تونس 🇹🇳

رائحة تسكن ذاكرتي بقلم الراقي عمر أحمد العلوش

 ( رائحةٌ تسكن ذاكرتي )

هي قطعةٌ من الصابون Fa ، مُلقاةٌ على كتفِ مغسلةٍ بصالونِ حلاقةٍ ، رائحةٌ أعادتني سنينَ مضت ، رائحةٌ هبطت في رئتي ، بل غمرت القلب واقتحمت الذكرى كأنها شعاعٌ من ضوءٍ دافئٍ . لم تكن مجرد رائحةٍ ، بل استدعاءً صامتاً للذاكرة ، شعوراً لفّ قلبي كأن الزمن لم يجرؤ على المضي قدماً .


قطعةٌ من الصابون استحضرت عبقها الذي كان يملأ المكان دفئاً وحناناً ، يترك أثراً لا يُمحى في كل زاويةٍ من وجودي . كل استنشاقٍ يعيدني إليها ، إلى ابتسامتها الخجولة ، إلى همساتها التي كانت ترتجف بين شفتيها ، إلى لحظاتٍ كان العالم كله يختزل في صوتها ولمستها ونظرتها التي كانت تجعل الهواء نفسه يبتسم .


لكن الرائحة كانت اليوم مختلفةً ، أرقَّ ، أخفَّ ، وكأن الزمن قد سرق بعضاً من سحرها ، أو أننا نحن من تغيّرنا . هل الصابون تغيّر ؟ أم أن قلبي صار أرقَّ ، وأكثر استعداداً للشوق والحنين ؟ كل استنشاقٍ يفتح باباً ، لكنه يقابلني بمرآةٍ لم تعد تعكس ما كنت أذكره ، بل تعكسني أنا الآن ، وأنا أحاول أن أجدها في عبيرٍ لا يعود كما كان .


حنيني ليس مجرد رغبةٍ في الماضي ، إنه شعورٌ بالحياة نفسها ، بالحضور الذي كان يملأ كل فراغٍ ، بالحب الذي كان يزين كل لحظةٍ . كل فقاعاتِ الصابون تذكرني بأنها كانت هناك ، بأنها كانت تمنح الأفق لونه ، والوقت صمته ، وأن كل لحظةٍ معها كانت أبديةً في بساطتها .


أُغمض عيني ، وأرى ذاكرتها تتراقص في الهواء ، كأن الرائحة تحملها ، تهمس في أذني ، وتدعوني للعودة إليها ولو للحظةٍ . قطعةُ الصابون أصبحت أكثر من مجرد صابونٍ ، أصبحت نافذةً للذاكرة ، جسراً للحنين ، وعطراً للحب الذي لا يزول .


رائحةُ من نحب لا تختفي أبداً ، لا تتغير مثلنا نحن . والحنين يبقى ، يملأ الصمت ، يملأ القلب ، يجعل كل شيءٍ حيّاً مرةً أخرى ، ولو للحظةٍ ، في عبيرِ قطعةِ صابونٍ أخضرَ ، وفي همساتِ قلبٍ ما زال يعرف كيف يحب ، وكيف يشتاق بلا حدودٍ .


✍️ بقلمي : عم

ر أحمد العلوش

حين يقترب الشتاء بقلم الراقي الطيب عامر

 حين يقترب الشتاء أشعر بأن

حدثا ما من جنس دفئك سيحل ضيفا 

في دواخلي ،

تنهض روحي سريعا لترتب خفقانها على منوالك ،

تكنس عبء الإنتظار من ساحة البال ،

و تسقي زهور معناك النائمة في 

شرفات عمري ،


يستفيق قلبي باكرا قاصدا سوق السكينة 

ليقتني لصميمه نبضا يليق بمواقد سمرك ،

يوصي خفقانه بك رفقا ،

و شعرا ،

و يحدثه طويلا عن فلسفة صهيلك 

في براري أيامه ،


حين يقترب الشتاء ،

أصبح كلمة يتيمة تبحث 

في غيوب المطر عن زخات أمومتك ،

و يستحيل معناي إلى طفل يجهش 

بالحنين ،


لا مؤنس له في شوارع القدر سوى 

أثر من وجهك الشبيه بوقار المستحيل ،

تراقبه ذكريات شقية عن كثب 

جميل ....



الطيب عامر / الجزائر....

دع السيف بقلم الراقي أحمد عزيز الدين أحمد

 دعِ السيفَ

                        ـــــــــــــــــــــــــــ


دعِي السيفَ في غَمْدِ الندى يا سَلْمِي فالدهرُ أمسى حالكًا يَسْرِي

وتكسَّرَتْ أوطانُنا بينَ العِدى وتناثَرَتْ كالصَّخْرِ في قَدَرِي

ماذا يفيدُ سيوفَ قومٍ قد غفَوْا ولهم وُجوهٌ غابَ فيها البَرُّ والخِيرِي؟

ومتى يجيبُ صدى الحديدِ إذا دعَا والبَرْقُ أفلتَ من يدِ المُستَجْدِي؟

طالَ المدى، والنفسُ نامتْ هاجِرًا فالفجرُ يُطرِقُ بابَها لا يَرْتَقِي

حتى تمادَى الطغْيُ في أوطانِنا واستفحلتْ أيدي الضلالِ بِمَسْرَحِي

فدعيكِ سلَّ سيوفَ قومٍ ما بقوا إلا غبارًا ذابَ في زَمَرِي

قد ماتَ عزُّ العُرْبِ في أيّامِهم وتناثَرَ التاريخُ في سُفَرِي

وتنفّستْ صَهْيونُ فوقَ ربوعِنا أرضِ الصلاةِ ومَوطِنِ الطُّهْرِ

أرضٍ حمى الرحمنُ قدسَ رُباها وبها تجلّى النورُ في فَجَرِي


بقلم / أحمد عزيز الدين أحمد

            ،،،،،،،،،،، شاعر الجنوب

أحاسيس وأشواق بقلم الراقي قسطة مرزوقة

 "أحاسيس وأشواق"


مضنى هواك سلسال قيدك يجرحني


شعاع الشوق في البعد هم يؤرقني


ألبستني ثوبا على مقاس لا يناسبني


عمري مضى وفي نجواك لا تسعدني


رمت الوداد أشحتَ وبسهم رميتني


أي ذنب ارتكبت بالصدود تعاقبني


لا يا معذبي كف الملام لا تعاتبني


حالك نهاري وليل دامس يقلقني


بلَّل الدمع الوسادة جمره يحرقني


قسطة مرزوقة

فلسطين

                                                     29.11.2025

ببحور الشعر غرقت بقلم الراقي د. محمد الصواف

 (( ببحور الشعر غرقت ))

بقلمي :

د.محمد الصواف 


ببحور الشعر غرقت

أبحث عن بيت

أهديه لمن أحببت

يئست

وحزنت 

فكل بيوت الشعر

اعتذرت

عندما صورتها أظهرت 


قالوا :

هي بشر

أم ملاك

حورية

هبطت

قبل الميعاد


عن وصفها

تعجز كل الكلمات

وعن عينيها فقط

كل البحور 

لا تكفي لقلمي مداد


من جمالها 

يغار الورد

ومن صوتها

تعزف أوتار القلب 

أجمل الألحان


إذا غابت

أسرع الليل 

وإن بانت 

غاب القمر 

في السماء


ماذا عنها أكتب

أحتاج لوصفها أعمار

كل الحروف هزيلة

وكل البحور قليلة

عندما اسمها يقال 


في عيوني أراها

أجمل مافي الكون

وفي قلبي هي

تبقى ... 

النبض والدم والشريان


بقلمي :

د.محمد الصواف

٢٩ / ١١ / ٢٠٢٥

ظلال تسرق وجه الضوء بقلم الراقي محمد رزق حلاوة

 ظلالٌ تسرقُ وجه الضوء

د محمد رزق حلاوة


أطال لي الليل حزناً تهادت

شظاياه فوق الروح مثل الهوامسِ


وأرخي على صدري ستاراً من الأسى

فيسكنه سر تناثر كالأنفاسِ


وأمضي كأني خارج الجسد الذي

تعوّد أن يخفي ارتجافات بؤسي


تناثر شغفي بعدما كان موئلاً

وزاد انكساري مثل وهمٍ يداسِ


وأسمع صوتي في الفراغ مبعثراً

كأن صدى العمر انشقّ عن المآسِ


وأسأل نفسي: أي دربٍ تبخرت

ملامحه؟ أي الحروف الطوالسِ؟


ولم كل ما في القلب يخبو ويختفي

كطيفٍ توارى بين رمل ودساسِ؟


أحاول أن أحمي بقايا ضيائه

فتخذلني ظلي وتمضي للياسِ


ويمتد حولي ليل شكٍ مريب

كقبر قديم يبتلع كل حواسي


وتمرّ بي الذكرى على مهلٍ كأن

يداً من ضباب تربت فوق رأسي


فأشعر أني لم أعد ذاك إنني

غريب تقاد الروح فيه بفأسِ


ولكنني رغم العتامة لم أزل

أفتش عن قبس يوقظ النباسِ


فيا نفس صبراً إن خلف تشتتي

رعوداً ستحيي ما تناثر من غرسي


وسوف يعود الضوء

 ينفض قلته

ويوقظ في الأعماق ما مات بالأمسِ

زلة لهدم القلب بقلم الراقي فاضل المحمدي

 (( زَلّة ٌ لهدم القلب ))

وَكَمْ كانَتْ لَنا لِمَنْ نَهْوى مَواقِفٌ

مِنْ سَيْرِ الخُطى بَوّاحاتِنا

لِصِدْقِ النَّوایا بِكُلِّ حادِثَةٍ

لِحَمْلِ الجُرْحِ سَوِيَّةً

لِفَرْحَةِ الأَعْماقِ في طَرْقَةِ الْأَبْوابِ

سِنِينَ تَتَقَلَّبُ أَيّامُها

بِضَحِكاتٍ مَلَأْنَ الْقَلْبَ شَوْقًا

بِشَكْوَى مِنْ مَتاعِبٍ وَمَخاوِفٍ وَعِتابِ

أَوْ بِمَزْجِ الْمَلامِحِ مِنْ مَسْحَةِ حُزْنٍ

لِكَثْرِ ( الهَلا ) بِلَهْفَةِ التَّرْحابِ

وَأَسْرارِ مُعاناةٍ ضاقَتْ بِها أَضْلُعٌ

في حُضُورٍ أَوْ غِيابِ

وَسَهَراتِ الْمُحِبِّينَ عَلى أَرِيكَةٍ

يُزَيِّنُها طِيبُ الْأَحادِيثِ بِرِقَّةِ الأَحْبابِ

وَرَوْنَقٍ مِنْ مَذاقِهِ الطَّيِّبِ

في مَأْكَلٍ أَوْ شَرابِ

فَإِنْ خانَتْهُمْ لَهَدْمِ القَلْبِ زَلَّةٌ

فَهَلْ لِلْقَلْبِ بابٌ فَأُغْلِقُهُ

لِأَنْسَى رِفْقَةَ الرُّوحِ وَالْأَصْحَابِ؟!

د.فاضل المحمدي 

بغداد

جعلت القلب من شعري منصة بقلم الراقي ثائر عيد يوسف

 جعلت القلب من شعري منصة لأحكي من ثنايا الأرض قصة

لكم أنعمت يا ربي علينا بآيات فلا تدرى وتحصى

وكم فضلت أنسا من ملاك وأخطأنا وتعطي الروح فرصة

يسير العمر كي نرضي إلها فنمشيها إلى الأجساد حرصا

لنا في الأرض ما طابت نفوس وللشيطان في الأضلاع حصة

وأسعى كي أزيد العز عزا فزاد النقص في الإبحار نقصا

إله الناس لم يعص دعاء فهل لمجيب نجوى القلب يعصى

هو الإنسان حرب إثر حرب ولا بيت يهادينا وأقصى

هو الإنسان كم أدناه دين ليجعل منه ألحانا ورقصا

ألا يا شعر كم تسمو طليقا وتحملني على جنحيك غصة


شعر ثائر عيد يوسف


العشق المؤبد بقلم الراقية وسام اسماعيل

 العِشقُ المُؤَبد

وهَجرتُ كُلَّ الناسِ خوفَ فِراقِنا  


وما كانَ خِلّي للحبيبِ مُطيعَا  


سكنتُ هواهُ القلبَ حتّى كأنَّهُ  


كتابٌ على صدرِ الزمانِ وديعَا  


فإن غابَ عن عيني تذكّرتُ وجهَهُ  


فأبصرتُ في روحي ضياءً سَطوعَا  


أحبُّكَ حبًّا لا يزولُ بموعدٍ  


ولا يعرفُ النسيانَ دربًا سَريعَا  


إذا ما تكلَّمنا تفتَّحَ زهرةٌ  


تُغنّي على ألحانِ شوقي ربيعَا  


وإن ضحكتْ عيناهُ طابَ وجودُنا  


فكنَّا على صدرِ الحياةِ جميعَا  


فيا ليتَ عمرَ العاشقينَ مؤبَّدٌ  


فلا يعرفُ الأحبابُ موتًا فظيعَا 


وإن طالَ دربُ العشقِ زادَ يقينُنا  


فلا نخشى في حُبِّنا يومًا ضِياعَا



الشاعرة / وسام إسماعيل

#متابعين

لا تعنف ابني بقلم الراقي الزهرة العناق

 ... لا تعنف ابني ! لا تلمس ابني ولا تضربه، فأنت المعلم وصوت القيمة قبل الكلمة. أنت من تصنع في القلوب الطمأنينة، وفي العقول نورًا، وفي النفو...