✈️
الإقلاع من بوسطن
✍️ عبد الله سعدي
على مدرجٍ يلمعُ تحت ضبابِ الأطلسي،
كانت الطائراتُ تُلوّحُ بأجنحتها
كطيورٍ مهاجرةٍ تبحثُ عن دفءِ آخر.
بوسطنُ، مدينةُ المرافئ والعقول،
تركتُها خلفي تتلألأ كصفحةِ كتابٍ لم يُغلق،
فيها نهرٌ ينسابُ مثل موسيقى هادئة،
وفيها وجوهٌ بقيت معلّقةً على زجاج الذاكرة.
حين ارتفعت الطائرة،
صارت الأضواءُ حباتِ لؤلؤٍ متناثرة
على صدرِ الليل،
وصار قلبي يرفرفُ بين مقعدي
وما تركتُه هناك من كلماتٍ غير مكتملة.
الإقلاعُ ليس حركةً في الهواء فقط،
إنه ارتحالٌ من ذاتي إلى ذاتي،
خروجٌ من ضيق اللحظة
إلى اتساع الغياب.
وها أنا أُحلّق،
كأنني أكتبُ قصيدةً مفتوحة،
يخطّها جناحٌ أبيض
على صفحةٍ زرقاء لا تنتهي...
---
عبد الله سعدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .