بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 31 أغسطس 2025

المولد النبوي بقلم الراقي الحسن عباس مسعود

 المولد النبويّ

    🌺ا🌺ا🌺 

                             شعرالحسن عباس مسعود 

          🖊✏🖊✏🖊✏🖊✏


الــحُـسـن غــــرَّدَ والـجـمـال فـــرددي

يــــا أرض يــــا مـحـظـوظـة بـمـحـمدِ


وبــــدا الــحـديـث مـنـغـمـا مـتـمـايدا

كـالـغصن مـن فـعل الـنسيم الـمغتدي


مـن بـعد طـول الـبؤس ظَـلَلَكِ الـهدى

فـحـظيت أجــود مــن كـنوز الـعسجد


فـلـتـهـنـأي بــــالآي فــــي إعــجـازهـا

فــاقـت حـــدود الـعـالـمين لـتـسـعدي


فـاض الـهدى فـي هـديه يـثري الورى

فـلـتـنـهـلي مــــن فــضـلـه وتــــزودي


هَــرَعَـتْ لـــه مـــن مُـفْـرَدَاتِ قَـرِيـحَة

كــــل الـلـغـات تــريـد طـلـعـة أحــمـد


والـسـجـع والإطــنـاب هـــام تـشـوقـا

مـــــن غــيــر إحــجــام ودون تــــردد


كُـــلُّ الأطــايـبِ والـجـواهـرِ أفـــردتْ

صــفـحـاتـهـا حـــبـــا بـــكـــل تـــــودد


ووهـبـتُ مــدحَ الـنُّـورِ كــل مـشاعري

كَـفَـرَاشَـةٍ بـالـشَّـمسِ راحــت تـهـتدي


أنَّــــى لِــشِـعـركَ يــــا عُــكَـاظُ تــألـقٌ؟

أيــنَ الـفـخامةُ فــي قـوافـي الـمَرْبَدِ؟


والـشـمسُ قــدْ عـثـرت وزل سـراجها

إذْ هَــالَـهَـا نُــــورُ الـحَـبـيـبِ الــمُـوْفَـدِ


فـتـلعثمتْ فـي الـصبحِ تـرقبُ وجـهَهُ

وتـــزيــل آثـــــار الــنـعـاس الـمـجـهَـد


وتـقـول: يــا عـيـنيَّ مــا هــذا الـهدى!

هـل عـدتُ فـي أمسي وهلَّ من الغدِ؟


مــــن طــيــنِ آدم والأديـــمُ اشـتـاقَـهُ

فــانـسـلّ مـنـهـا بـالـهُـدى الـمـتـجدد؟


أمْ أُمَّـــــةٌ مـــثــل الــخـلـيـل، وربُّـــــهُ

سَــــوَّاه حــتــى بِـالـمَـكَارِمِ يـغـتـدي؟


وحــديـثُـه الــعــذبُ الــفُـرَاتُ بــلاغـةً

أَمِـــنَ الـكـلـيمِ أتـــى لــسـانَ مُـقَـلِّـدِ ؟


وبـصـوتِـه أمـــم تـسـبّـح ، هـــل أتــى

داود يـــصـــدح عــنــدهــا بِـــتَــوَدُّدِ؟


أمْ بَـــــرْءُ عــيــسـى نـــالــهُ بِـــبَــرَاءَةٍ

فـأتـى لــدى الاحـقـاب خـيـرَ مـوحِدِّ؟


حُــلــوُ الــجـمـالِ كـيـوسـفـيٍ مُــذْهـلٍ

قـصدالورى يُـزْكِي اهـتِدَاءَ الـمهتدي؟


بــل أنــت أحـمـدُ فـي الـسماء مـحمدٌ

يــا مـصطفي بـالخَلْق والـوَجْهِ الـندي


ســــوَّاكَ أحــســن خــالــق فـتـقـدرت

فــيـكَ الـصـفـات الـصـافيات الـمـورد


مَـــنْ نَـــالَ مـثـلـك أنْ يـكـونَ مُـؤَدَّبَـاً

أدب السما في الأرض أعجب مشهد!!


أنْــطُـرْ " عــلـى خُـلُـقِ عـظـيمٍ " لَأْلَأتْ

فـــي دولـــةِ الأخــلاقِ شِـيـمَةَ أحـمـدِ


واقـرأ " تَـقَلُّبَكَ " الذي " في الساجدي

ن" عـلى مـدارِ الـخلقِ صِـبْغَةَ مـهتدي


مــــا جــئــتَ إلّا والـنـجـومُ مـشـوقـةٌ

لــلـكـوكـبِ الـــــدُّرِّي بـــيــنَ تَــهَــجُـدِ


ولِأرضــنــا بـــدتْ الـنـجـومُ وضـيـعـةً

فـالـنور أشــرقَ فــي جـبـينِك سـيـدي


حــريــةٌ تــبـدو عــلـى وجـــهِ الـسَّـمَـا

وتــقــولُ لـلـظـلمات : هــيـا فـابـعـدي


قــدْ جــاءَ مَــنْ رَفَــعَ الـحقوقَ مُـؤَيَّدَاً

أنـــعـــمْ بِـــذِكْــرِ مُــحَــقِّـقٍ ومُـــؤَيَّــدِ


فـمـحى الـظـلامَ عــن الـضياء مـحررا

مـــن كـــل لــيـل فــي الـزمـان مـقـيد


كــــمْ زَلَّ قِـسْـطـاسٌ بِـــلَا قِـسْـطَـاسِهِ

وارْتَــــدَّ مـعـصـوبـاً وعــــاراً يــرتــدي


بــئــسَ الـعـروبـةُ إنْ نـــأتْ بِـشِـعَـابِهَا

عــــنْ فَــصْـلِـهِ بـالـحـقِّ نَــحْـوَ تَـــرَدُّدِ


ضَــلَّ الــورى إنْ أَحْـدَثُـوا مِــنْ بَـعـدِهِ

عَــلَــمَـاً يُــبَــايَـعُ بــالـقـلـوبِ وبــالـيـد


إنـــي وجـــدتُ زمـــانَ غــيـرِكَ تـائـهـاً

يـرجو الـسَلامةَ فـي اعْتِدَاءِ المُعْتَدِي!


يـــا ذا الــزمـانُ عَـجِـبْـتُ مـــنْ زلاتــه

تــهْـوي إلـــى غـيـرِ الـحـبيبِ الـمُـنْجِدِ


مــنْ قــالَ: قُـرْآنِـيُّ أرْغَــبُ عَـنْ هُـدَىً

فـــي سُــنَّـةِ الـمُـخْـتَارِ جَـــاءَ بِـمُـسْـنَدِ


وَبِـقَـائِـلٍ: كـــمْ طَـــابَ فـــي أخـلاقـهِ

لَـــكِــنْ نُــحِــيـلُ خِــطَــابَـهُ لِــمُـجَـدِدِ!


ومــــرددٍ: مـــا أقـــدَمَ الــزمـنَ الـــذي

قـــدْ جَـــاءَ مِـنْـهُ ونـحـنُ نَـرْفُـلُ لِـلْـغَدِ


فــلَـكَـمْ أســأتــم ،أم هــمــت بـثـقـالها

فــــوق الــعـقـول جـهـالـة كـالـجـلمد؟


قـد أبـطلت حـججُ الـهدى زيف الهوى

مَــــنْ يَــعْـشَـقُ الــقـرآنَ قَـــرَّ بِـأَحْـمَـدِ


والـحـقُّ أفـصـحَ فــي حـكـيمِ كـلامِـهِ

وأبــــــانَ لــلألــبـابِ قـــــدرَ مــحــمـد


اللهُ يَـــرْصُــدُ مَـــــنْ يُـــجَــدِدُ دِيــنَــهُ

بـهـدى الـحـبيب الـعـهدُ خـيـرُ مُـجَـدَدِ


عــرف الـزمـان وضـاعـة فــي زيـفكم

ورصَــدْتُ خَـيْـبَتَكَم بِـأَحْـسَنِ مَـرْصَـدِ


فـلـقد كـذبـتم والـنـهى مــا أفـصـحت

عـــمــا يــصــيـب قــلـوبـكـم بِــتَـمَـرُدِ


شــهـدت عــلـى أحـقـادكـم أفـواهـكم

والــسـوء مـــا ســاق الـقـلوب بـمـقود


والأرض قــد شـهـدت وقـال صـياحها

قـــــول الــبــيـان كـمـصـقـل ومــهـنـد


عــلــقــوا بِـــأَوْثــانٍ تَـــجُــرُّ ذُيــولَــهَـا

وتـحـطمتْ فــي الـنَّـفسِ قَـبْلَ الـمعبد


جَـهِـلـوا شَـمَـائِـلَكَ الـمـجـيدةَ سـيـدي

وتــعــثــروا فـــــي غِــيِّــهِـمْ بِـــتَــرَدُدِ


سـجـدوا لـفـرعونَ الــذي أســرَ الـنُّهى

بِـــتَـــجَــبُــرٍ وتــــكـــبـــرٍ وتَــــعَـــمُـــدِ


وبــنـى لــهـم هــامـانُ صــرحـاً زائـفـاً

حَــسِــبُـوهُ أيـــنــعَ بــاتِّــقَـادِ الــمَـوْقِـدِ


ولـبـئـسَ مـــالُ الـمـجرمين سـيـنتهي

وسـيُـحَرَقُونَ بِـمَـوْقِدِ الـذَّهَـبِ الـرَّدِي


خَـدَعَـتْـكَ يـــا قـــارُونُ كـــلُّ مَـفَـاتِـحٍ

وخَـــزَائِــنُ الأوهـــــامِ نَــحْــوَ تَــبَــدُدِ


انــهـض زمـــان الـعـابـثين وقـــل لـنـا

مـــــاذا دهـــــاك بــضـيـعـة وتــبــلـد؟


عــلــمْ زُهُــــورَكَ أنْ تُــجِـيـدَ عَـبِـيـرَهَا

وَتُــطَــيِّـبَ الــدنــيـا بِــذِكْــرِ مــحـمـد


وأرحْ عيــون الـقـحـطِ كم سهـــرت له

وتأرقت ترجو ظـهـــــــــــــورَ الـمـولدِ


ذكـــراكَ كـــمْ نَـزْهُـو بِـطِـيبِ نـسـيمِها

ونعطــــــــــــرُ الدنيا بــذكـركَ سـيـدي


وصحائفي فرحت وقد كتبـــــــــت بها

أخـــبــارُ أحـــمــدَ بــالـمِـدَادِ الأجــــودِ

لا تسلني بقلم الراقي سمير الغزالي

 ( لا تَسَلني )

البحر الوافر

بقلمي : سمير موسى الغزالي 

 أَتَدري كَمْ أُعاتبُ فيكَ ظَنّي

 أُحبُّكَ و الأَماني لم تَخُنّي

و أَحبسُ في الضُّلوعِ لهيبَ وَجدٍ

وأَكتمُ في الجَوى آهاتِ أَنّي

و وَهمٌ قد يُذيبُ القَلبَ شَوقاً

على وَتَرِ اليَقينِ هُنا نُغَنّي

تبوحُ العَينُ والأَحداقُ سِرّاً

و سَمعُكَ ذاقَ مِنْ هَمسي و فَنّي

وتَعلمُ أَنَّ ما فينا غَرامٌ

وعَينُكِ داعَبتْ قَلبي و عَيني 

و لَنْ يَجني الوشاةُ هُنا نَعيماً

و أَنتَ رُبا النَّعيمِ وحسنُ ظَنّي

وتعلمُ يا أَنيسَ الرّوحِ سُؤْلي

فَإنْ أَمعَنتَ في هَجري فَثَنِّ

فَإِمّا الشَّوقُ يَطويكُمْ إِلينا

و إِمّا الهَجرُ يَطوي السُّهدَ عَنّي

هَجيرُ البُعدِ أَلهَبَ مُقلَتَينا

و مَلَّ القَلبُ مِنْ طَبعِ التَّمَنّي 

أُجيلُ على مَناهِلِها عُيوني

و غَيرُكَ في المَناهِلِ ما رَوَنّي

تَمامُ الحُبِّ مَحبوبٌ تَأَنّى

وموتُ الحُبِّ في سِفرِ التَّأَنّي

ولا يُجنى الوِدادُ بِغَيرِ صِدقٍ 

و كَمْ هَلَكَ الوِدادُ على التَّجَنّي

كَما تَشقى الأُمومَةُ في بَنيها

أُحِبُّكَ لا كإِبنٍ في التَّبَنّي

أُمَنّي النَّفسَ باللُّقيا وإِنّي

أُذيبُ الرّوحَ باللُّقيا أُمَنّي

عَصَيتَ العاذِلينَ و جِئتَ حُبّاً

خَذَلتَ الواشياتِ وقد وَشَنّي

نَعيمُ الوَصلِ قد جَرَّبتُ دَهراً

عُيونُ الهجرِ بَعدَكَ قد بَكَنّي

على ذِكرى حَبيبٍ نَاحَ قَلبي

عُيوني باكياتٌ لا تَسَلني

و أَبكي ضاحِكاً مِنْ فَيضِ وَجدي

 فَهَل يُجدي التَّصَبُّرِ والتَّثَنّي ؟

دعوة الحق في ميلاد سيد الخلق بقلم الراقي عبد العزيز بشارات

 دعوةُ الحقّ في ميلاد سيّد الخلقِ 

.ـ-----------------------------------

قد زادكَ الحـقُّ تَبجـيـلاً وتـعـظـيـمـاً

لـمّـا حـبـاكَ مـــن الإســلام تـكريـمــا

حُـمّـلـتَ حِــمّـــلاً وأثـقــالاً مُــؤرّقــةً

وبـات في المـكر مَن عاداكَ مَسمـوما

فمـا وهَنتَ، وقُـدتَ الـرّكبَ مُـنـفـرداً

لم تَـخش فـي الله جبّـاراً ومَـشؤوما

قد ساوَمـوكَ عـلى الـدُّنيـا وزيـنـتَـهـا

فاخـترتَ دينَـك تعـظـيـمـاً وتسلـيـمـا 

وعــشــتَ للـهِ تــرقـى فـي مَــوَدَّتِـــه

آوَيـتَ كــلَّ ضـعـيـفٍ كان مَـحـرومــا

يا سـيّد الخلـقِ يا خـيرَ الورى خُـلُـقـاً

ألـهَـمـتَ قـومَـكَ تحـلـيـلاً وتـحـريـمـا

صـدَعـتَ بالحقّ فاهـتزّ الـورى وَجِـلاً 

لـمّـا أردتَ لأهـــل الكــفـــرٍ تــقــويـمـا 

مَـنَعـتَ فارسَ والـرومـانَ سـطـوتَـهـم

وقُدتَ جيشاً مضى في الكُفر تحطيما 

صُـنتَ الأمـانةَ لـمّـا عـشـتَ تَـحـمِـلُـهـا

إلى يـمـيـنِـكَ نَصلُ السّـيفِ مَـضمـوما

أتـاكَ جـــبــريـلُ فـي يـومٍ خُـذِلـتَ بـهِ

حـتّـي يواسـيـكَ مَجـروحاً ومكلـومـا

ذكَـــرتَ دعـــوةَ إشـــفــاقٍ وتـكــرُمــةٍ

كانت لـقـومِـكَ كـالمـيـثـاقِِ تَـعــمـيـمـا

عُــذراً فَـديتُــكَ مــالاً حُــزتُ أو ولـداً

هَـل صـار فـينـا كـتـابُ الله مَـرحـومـا

مـاعـاد قُـدوةَ قــومــي للـعُــلا شــرفٌ

بل لاعبٌ صـار بيـنَ الـنّـاسِ مَـعـلـومـا

قد خالـفـوا حُكم شرع الله وابتدعـوا

أحـكـامَ أرضٍ تَـزيـدُ الـدينَ تـعــتـيـمـا

وأصبـح الـذِّكـرُ يُـتـلى فـي مـآتِـمِــهـم

وفـي المـقـابـرِ حـتـى بات مــوهـومـا

وحـامـلُ الذكــرٍ يـزهــو في شـهـادَتـه

وإن تـــلاهُ فَـلــن تـلـقــاهُ مــفــهــومــا

أســـقــاعُ دينِـــكَ يا مَــولايَ مــزّقَــهـا

أشـتـاتُ قــومٍ بـيـومٍ كان مــشــؤومـا

ڤأصـبـحـت خِـرَبــاً دانَـت لـطـاغــيــةٍ

والـشّـعـبُ سـارَ مـعَ النّخَّاس مَهـزومـا

يا سـيّـدَ الخـلـقِ هـل أدرَكتَ حـالـتَـنـا

نَـرجـو دعـاءً لِـمَــن والاكَ مَـحـســومـا 

ثـمّ الصَّـلاةُ عــلى مَــن فـاقـنـا خُـلُـقــاً

أضـحَـت رســالَـتُـه عَــدلاً وتـصـمـيـمـا


---------------------------

عبد العزيز بشارات/ أبو بكر/فلسطين.

30/8/2025

قلوب تئن بقلم الراقية رفا الأشعل

 قلوبٌ تئنّ .. 


ف ـ لسْ ـ طينُ فيك الرّؤى تحتضرْ

عدوّ يكيدُ شديدُ الخَطَرْ


وشدو البلابل صار صدى

وقد أخرس الموتُ لحنَ الوتَرْ


ففي الق ـ دْ ـ سِ أعداؤك استأدوا

وشعبٌ هناك يذوق الأمرْ


و غ ـ زَّ ـ ةُ كادَ العدوّ لها 

وصبّ عليها لظًى مسْتَعِرْ


أغ ـ زّ ـ ةُ مسّكِ حرّ الضّنَى

عدوّ محا منك أحلى الصّورْ 


وتذوي كرومٌ وزهر الرّبا 

بأرضٍ سقتها دماء البشرْ 


عدوّ يصبّ كؤوس الرّدى

وشعبٌ يبادُ .. وقلبي انكسرْ


يعيشُ غريبًا على أرضهِ 

عليه تسلّ سيوفُ القدَرْ


يجوعونَ يفترشونَ الثّرى

وما من مُحَامٍ و لا منْ ثأرْ


وصارتْ خيامٌ لهمْ سكنًا

وهذا الزّمانُ بهمْ قدْ غدرْ


وأشباح موتٍ تجوبُ الرّبا

وغابتْ نجومٌ وغابَ القمَرْ


قلوبٌ تئنُّ غزاها الأسى

وتسكنها لوعةٌ لا تقرّْ


ويلهو بها الموتُ فوقَ الثّرى

وتحتَ الرّكامِ وبينَ الحفرْ


تعانقها سكراتُ الرَدى

وليلُ الفناءِ عليها يمرْ


ومنْ سرمدٍ ليلها لا يفوتُ

بطيء .. طويل وداجٍ عكِرْ


تسدّ عليهمْ دروبُ الحياة

يسيرونَ للعدمِ المنتَظَرْ 


وكمْ قدْ رثيتُ يتيمًا بكى

من الجوعِ .. من لسعِ حرٍّ وقرْ


وما أيقظتْ زفراتُ الأسَى

ضميرَ الحياةِ لشكوى البشَرْ


أرى للقريبِ ضميرًا غَفَا

وقلبًا تصلّبَ صارَ حَجَرْ


وألبسهُ الذُلُّ أسْمالهُ

وجرّعهُ الدّهرُ كأسَ الكدرْ


بكيتُ وتبكي عيون السّما

بدمعةِ غيمٍ همتْ كالدّررْ


         بقلمي /رفا الأشعل

          على المتقارب

المحبوب بقلم الراقي عبد الرحيم العسال

 المحبوب

صلى الله عليه وسلم

=============

قالوا : محبوب تعشقه؟

قلت : وأكاد أجن به

في قلبي حفرت صورته

وعيوني أسر نواظره

مكي المولد نشأته

وبطيبة عاش لمبعثه

لو قلت : جميل أظلمه

ومدحت الحسن لخاطره

فالله تعالي صوره

أكرم بحلاوة صورته

البدر غدا. لا يعدله

والشمس غدت من قسمته

بالله عليكم أنشدكم

لو قلت جننت. ألام به؟


(من مجموعتي: اشواق مسلم) 

(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)

بتوبة صغيرة بقلم الراقي محمد محمود البراهمي

 بتوبة صغيرة 

**********

بتوبة صغيرة في وجه كتابي

أبريء نفسي من أخطاء الطفولة 

الخوف يسلب روح الحياة

وجبيني معتل" بوجع لم يذكر

في حروف العلة 

الوقت ينفرد فوق وجهي 

بعباءة من سمرة الرمل

تورق في جوف الربيع طفلا

مختنق أنا من غيابي في جمعة الملائكة 

واليوم أقف على ناصية باكية 

هذه الأشياء في داخلي رخيصة

لا تعنيني

هذه الرياح بجفاء التراب 

والشمس 

هذا الهواء الملوث في داخلي 

يسكن بيت العنكبوت الوهن

غبي "هذا الحزن الذي لا يغني 

وينفي آثر البكاء

شهيّ هذا الخداع الثمل 

في وجه الصباح 

يضحك في داخلي وكأنه 

يقف في صفوف المهنئين 

من يوقف هذه الصراعات 

في بيوت المتوجسين

ويدفع فاتورة أدوات التجميل 

باهظة الأثمان؟؟

من يعلم الناس أن الوقت 

العائد من الموت 

لا يجوز له التمثيل والتقبيل 

في صالونات الذعر؟؟

مازال الولد المهذب يخجل

من حضور المسرحية 

برفقة حبيبته

في ذاكرة القدامى وجدنا أن 

أنصاف الرجال غير مهذبين

لا يهابون اليوم الذي يموت 

فيه المهرج 

ويتسلق الوجع روح الأشجار 

والأنهار 

ويقف الجميع أمام الجوعى 

يبحثون عن الطعام الغائب

في ناصية كاذبة

اليوم أبحث عن بديل لي 

كي أسلمه للجلاد 

يقف بديلا عني ..

في صفوف المذنبين

يمنح الخوف غطاءا ليخرج 

من أصابع المعذبين

ماذا أفعل وأنا ..

مثل الوقت المعدوم؟؟

أبحث عن عودة الروح لحبيبتي

تخونني السنوات والهجر والشمس 

وكأننا جميعا على موعد 

مع أصابع الغد والقيود 

السكون لا يمنحني الراحة

بل يأخذ من جسدي قطرات الماء

 كسيف يقطع من قلبي العمر المجنون

مكبل أنا بدم القصائد يا الله نجني

امنحني مايملأ داخلي طمأنينة النفس

ويأخذني من البكاء

من الوقوف في الطرقات حافيا وأنا

لا أنتعل سوى الحزن

أو هب لي أجنحة براق بيضاء

كي أصلي الفروض الفائتة

الشاعر محمد محمود البراهمي

كل مرة معك بقلم الراقية لينا شفيق وسوف

 ....كُلِّ مَرَّةٍ مَعَكَ....

في كُلِّ مَرَّةٍ كُنتُ أَرْفُضُكِ،

كُنتُ أُثْبِتُ لِنَفْسِي

كَمْ أَنَا مُهِمَّةٌ عِنْدَكَ،

وَعِظَيمَ اهْتِمَامِكَ بِوُجُودِي.


هِيَ النَّفْسُ الأَمَّارَةُ بِالحُبِّ،

تُحِبُّكَ كَثِيرًا وَتَخَافُ عَلَيْكَ..

مِنِّي!

وَتَخَافُ مِنْ غَدْرِ الأَيَّامِ وَالبَشَرِ.


لِيَرْتَاحَ قَلْبِي، لِتَطْمَئِنَّ الرُّوحُ أَكْثَرَ،

لِتَحْلُوَ اللَّحَظَاتُ وَالحَيَاةُ مَعَكَ.


رَأَيْتُ عُيُونَـكَ، فَطَارَ قَلْبِي حَنَّ وَوَرَق،

لِتَكُونََ كُلُّ مَرَّةٍ حُبّاً مُتَجَدِّداً،

عِشْقاً أَكِيداً لا وَهْمَ فِيهِ،

بِصِدْقِ الرُّوحِ..


دُونَ تَخَلٍّ، بَيْنَ النَّفْسِ وَالرُّوحِ ارْتِبَاطٌ،

لِيَكُونَ الحُبُّ أَبَدِيّ الحُضُورِ،

مُمَيِّزاً بِرَاحَةٍ جَسَدِيَّةٍ وَيَوْمِيَّةٍ جَمِيلَةٍ.


في كُلِّ مَرَّةٍ سَأُحِبُّكَ أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلُ،

لا أَعْلَمُ سِرَّ هَذَا الحُبِّ، لَكِنَّهُ شُعُورٌ جَمِيلٌ،

وَاحَتِياجٌ لِدَيْمُومَتِهِ في حَيَاتِي.


أَوْ لَرُبَّمَا هُوَ رَدُّ جَمِيلٍ لِعِرْفَانِ الشِّفَاءِ،

بَيْنَ يَدَيْكَ،

وَلِعَدَمِ التَّرَدُّدِ في حُبِّكَ عَلى مَرِّ الأَيَّامِ.


أَوْ لَرُبَّمَا هِيَ صُدْفَةٌ.. قَدَرٌ.. حُلْمٌ.. أُمْنِيَّةٌ..

أَوْ لَرُبَّمَا صَلَاةُ عِشْقٍ.. دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ،

كَرَمٌ إِلَهِيٌّ عَظِيمٌ،

يُرَدُّ بِهِ الرُّوحُ وَالأَنْفَاسُ..


بَلْ رَائِحَةُ الغَارِ وَالرَّيْحَانِ،

وَ مَطَرُ الحُبِّ وَسَنَابِلُ العِشْقِ وَالأَرْضِ،

رَائِحَةُ البَنَفْسَجِ وَاليَاسَمِينِ مُجْتَمِعَةً،

أَجْمَلُ عِطْرٍ كَوْنِيٍّ بِالحُبِّ..


لِلْعِشْقِ لِلعُمُرِ: أَجْمَلُ لَحْنٍ وَنَغْمٍ وَعَزْفٍ،

لِلْجَمَالِ عُنْوَانٌ، وَمَنَارَةٌ لِكُلِّ زَمَانٍ.


بقلمي لينا شفيق وسوف.. سيدة البنفسج.

قرابين المعبد بقلم الراقي د.سعيد السعودي

 قصيدة / قرابين المعبد


قصيدة نثرية رمزية  


د. سعيد السعودي


طَأطِئوا رؤوسَكم... لا ترفعوها،


واترُكوا الكهَنةَ في الغارِ.


ها أنتم... كَهَنةُ المَعبدِ،


بِعتُمُ الرّبَّ بدينارِ.


 


تركتمُ الدَّمَ المُقدَّسَ


في أروقةِ القصر،


لطفلٍ أبكى السَّماءَ...


فيا وصمةَ العارِ.


 


تسابقتم على ذَبحِ الوليدِ،


وكان الكبشُ مَصلوبًا،


فلم ينزل فداء الدمِ


وأبصارُكم عَمياءُ كالأحجارْ.


 


ذَبَحتُمونا قَرابينَ لمَعبدِكم،


وصلَّيتُم على موتي بأسفارٍ،


فلا غُفرانَ من ربٍّ يُواسيكم،


ولا ندما سيحميكم من العارِ.


 


فما شقَّت عَصا موسى بِيَمِّكمُ،


ولا سَكنَ الذُّبابُ ..رأسَ جَبّارِ،


أحرَقونا... وكان الصَّمتُ شيمتَكم،


وأغرَقونا... فلا مُنقِذٌ من القارِ.


 


حَظائرُكم


تَعُجُّ بنَسلِ إبليسَ


وريحُ الذُّلِّ


تَهفُو على مَجالِسِكم...


وتَهدُونَا


بِلا ذَنبٍ،


إلى غَدرٍ


لِخَوّانٍ وأشرارٍ،


 


سكبوا جحود قلوبهم


مسحوا تاريخ جدودهم


هدموا المساجد والكنائس


وتناقلوا هذا من الأقدار


 


 


لن نسامِحَكُم...


حَتّى يَدخُلَ الجَمَلُ


 في سَمَّ الخِياطِ،


حتّى تَبكِي السَّماءُ دَمًا،


وتهُبُّ النارُ في الدّارِ،

طيف أمي بقلم الراقي صالح سعيد الخللو

 طيف أمي

*********


بعض الدواء حروف 

وكل الشوق لا يغادرنا 

وبعض الحروف لها روح 

نسكنها حيناً وحيناً تسكننا

هي الأقدار والظروف 

تجمعنا ومن ثم تفرقنا 

فنقبض على جمر الخوف 

وفي النفس تراودنا أمانينا 

***

جاءت كطيف في حلمي

قالت لا تحدثني

اهدأ

انظر في تفاصيل وجهي

واقرأ

أنا كل أحلامك البريئة

كل أمانيك الخبيئة

أسرارك

وحكايات الطفولة

أنا تلك الزاوية المعتمة

بين جدران الفؤاد

يردد فيها الصدى آهاته

أنا كل الدموع الحبيسة بين جفنيك

صرخات الوجع

بؤس الحرمان

سجان الأمان

أنا

نبضات الشوق

أسترق السمع لهدهداتك عندما تنادي

أمي

اشتقت لك أمي

عشر سنين عجاف

ولم تنته غربتي

غزا الشيب لحيتي

أمي

افترشتِ لحدٍ

والتحفتِ بالثرى

أمي

طيفك يسامرني

حناناً يغمرني

في غربتي

فبعض الدواء حروف 

وكل الشوق لا يغادرنا 

وبعض الحروف لها روح 

نسكنها حيناً وحيناً تسكننا

***

كلمات صالح سعيد الخللو

الوصية الأخيرة بقلم الراقي سعيد العكيشي

 الوصية الأخيرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إلى الماء المتخفي بالماء

متى كان للعطش مخالب؟

لازلنا نقرع أبواب السماء

بأنامل الدعاء

ونحسد طائرا يسبح

في غيمة بيضاء


إلي الظمأ الذي يشرب ماء الصبر

 وينسي الإرتواء

كم يلزمنا من الانتظار لنرضع الحرية

من ضروع الهراوات؟


إلى الأحلام المقصوصة أجنحتها

المقعدة على حواف الوسائد

متى يرتدي الخريف معطف الربيع

ويخرج لمصافحة المطر؟

وتتخلى العصافير عن مواسم الهجرة


إلى الصبية التي خبأت قبلاتها 

في جيوب الريح

وسقطت في دفاتر العيب

لا تضعِ عمرك يرتجف داخل

قفص الخطيئة


إلى المقابر الجماعية وهي تقيم

موائد حزن فاخرة للمطحونين

استضيفِي رأس الحرب

واتركِي فروعه

للموت يمارس وظيفته


إلى اللغة المصلوبة في ألسنة

الشعراء

ولم توقظ صباحاً

 ولم تواسِ مساءً


إلى الظلال الهاربة من لوم الشمس

إلى أحضان الجدران

وتكتب وصية الحياة الأخيرة

على راحة يد شاعر

لا أحد يقرؤه،

ولا أحد ينقذه منها.


سعيد العكيشي/ اليمن

وقصيدة حوت الجمال بقلم الراقية حنان عبدالله

 وقصيدة حوت الجمال أنيقة 

بانت لقارئها بكل سليقة 


مدت جناحيها لتظهر أنها 

كانت تعيش عزيزةً وطليقة


حتى تملكها الغرام بحبله 

فغدت بعروة شوقها موثوقة 


ضاقت عليها الأرض ذرعاً وانثنت 

لا تستبينُ إلى َ الوصال طريقة


شق الفراق مساره في قلبها 

  فسعت تذوق الهجر من ابريقه 


تعساً لقلبٍ حين كابد هجرهُ

ذاك الذي ترك الفؤاد لضيقه 


 طاوعتهُ في كل أمر رأفةً

وعشقته وأنا عليهِ شفيقة


أنا من تعمقتُ الوداد بحبهِ

وأنا جروحي من يديهِ عميقة


حلّ الفراق وفيَّ حلت حسرةٌ

شبت بأعماق الفؤاد حريقة


كم بتُّ في فرقاه أخشى الروح أن 

تنسى الزفير وأستعيد شهيقه


أحلامُ عمري بالسهاد تكدست

لفراقهِ والعين فيه غريقة


#حنـان_همس_القوافي

ضباب طريقي بقلم الراقي السيد الخشين

 ضباب طريقي


قلت لنفسي 

وأنا في منعرج طريقي 

سأختفي 

لكي لا يراني أحد 

كرهت ترصد العيون 

كفاني قصائدي 

هي لن تمحى 

 وكلماتي 

فوق الياسمين  

وتبقى روحي لا تستكين 

وهي تهتز في صدري 

سجنتها إلى حين 

وأملي أن أصل إلى غايتي 

وأنا بين ركام إحساسي 

أنام وأخاف أن أصحو 

وقد غرقت في أحلامي 

وعدت إلى أجمل أيامي 

هي كانت لي 

والورد لي 

والعصافير تشدو بجانبي  

فلا عودة للوراء  

ومكاني

يضيع من أمامي

وأنا متمسك بآمالي 


    السيد الخشين 

   القيروان تونس

ثمة لحظات بقلم الراقية ندي عبدالله

 ثمة لحظات

 فى الصبح الذي يتنفس

 لا تقاس بالوقت 

بل بما توقظه

 فى القلب 

من رجاء وسكون 

كأن الكون

 ينصت لدعوة صادقة 

فما زلت ألمح

 من رماد العمر 

شيئاً 

من بصيص النور 

يهب الروح نبضة

بل نبضات فى بسمة أمل 

الشمس أيضاً

 فى كل صباح ملهمة جيدة 

تهب الحياة بلذة 

ونحن نقضم الوجع 

فى انتظار الغد المورق بالنعناع 

نحمل الشمس بالروح

 كلما أتى المساء

 معه لسعة برد الغياب  

 فيمتد

 الليل كوشاح مثقل بالحنين

يتسلل بين الأزقة

ويترك على الجدران رائحة وداع قديمة 

تركت القلب يخفق 

بذكريات لا تنسى

وكأن النجوم متعبة

تلمع ببطء

 كما لو أنها تحاول

 أن تتذكر

 أسماء الراحلين 

والقمر وحيد

يراقب الطرقات

  التي تلاشت فيها 

الأصابع 

حتى غابت....، 

  قد لا تعود

الحروف تترنح

 قافيتها

 بالحنين 

وانا و القلم

 تزدحم فينا المشاعر 

حد الهذيان 

فى انتظار 

أن أعيش

 على هيئة دعاء 

واكتبك قصيدة 

على هيئة نجاة، 

" ندي عبدالله"

سفينة العاقل بقلم الراقي الزهرة العناق

 .... سفينة العاقل ....

سفينة العاقل لا تبحر على نزوات عابرة، بل تشق أمواج الحياة بوعي يتخطى عواصف الغرور.

شراعها الصبر، ومجاديفها الحكمة، و بوصلتها نور البصيرة.

لا تغريها موانئ الزيف، ولا ترهقها أمواج الجدل، بل تمضي ثابتة نحو شاطئ يعرفه القلب قبل العين.


العاقلُ في رحلته لا يحمل أثقال الضغينة، ولا يربط قلبه بحبال السراب، لأنه يعلم أن كل ما يثقل الروح يغرق السفينة.

هو يكتفي بزاد غني بالصدق و النقاء، و يؤمن بأن الريح إن خانت يوماً، فالسماء لا تخون.


سفينة العاقل هي للأرواح المتزنة، تعبر بها من ضيق الدنيا إلى سعة الطمأنينة، ومن ظلمة الحيرة إلى الطريق المستقيم.


فكن لسفينتك رباناً واعيا، ولا تترك مجاديفك لغيرك، و ازرع في قلبك بوصلة من يقين، لتبلغ مرفأ الأمان حتى و إن طالت الرحلة.


✍️ الزهرة العناق ⚡ 


31/08/2025

نحن في مطار بوسطن بقلم الراقي عبد الله سعدي

 نحن في مطار بوسطن


هنا، حيث تختلطُ اللغاتُ كطيورٍ مهاجرة،

وتتشابكُ الوجوهُ كخرائطٍ لا تنتهي،

يقفُ المسافرون على أبواب الرحيل،

يحملون حقائبَهم، وأحلامًا مؤجلة.


في المطار، كلُّ نظرةٍ نافذة،

كلُّ خطوةٍ سؤالٌ معلّق،

وكلُّ مقعدٍ انتظارٌ طويلٌ

لأرضٍ تُفتح أو تُغلق.


هنا، يتوزّع القلب بين المحيط والسماء،

بين حنينٍ يلوّح من بعيد،

وبين أفقٍ جديدٍ

قد يولد من غيمةٍ عابرة.


مطار بوسطن—

ليس بوابةً للرحيل فقط،

بل مرآةٌ للذاكرة،

حيث نعرف أننا دائمًا

نبدأ من السفر،

ونعود إلى أنفسنا.


بقلم عبد الله سعدي

تطريز ستشرق الشمس بقلم الراقية سلمى الأسعد

 تطريز (ستشرق الشمس)

  ستشرق شمس لنا في بلاد

   تجرعت الحزن دهرا حزينا 


    تزفّ الحياةَ بألوان طيف

    بهيّ الرواء رقيقاً حنونا


    شعاعٌ له يُسكر الناظرينا

    ونور ٌله يسعد المتعبينا


     رعانا الإلهُ بفيضٍ كريمٍ.  

      عظيمِ السناءِ فكان المعينا


       قلو بٌ سترتاحُ فيه بسعدٍ

     يجرُّ الشقاءَ على الحاقدينا

 

      أَنُبصرُ فجراً لنا بانبثاقٍ

      كنبعٍ يُرَوّي لظى الظامئينا؟


      لنا في الغداةِ زهورٌ ستنمو

     وإصرارُ عزم ٍأبى أن يلينا


    شعورٌجميلٌ يداعبُ قلبي

    بأنّ الحياةَ ستفخرُ فينا


    أتينا إليها بحلمِ الرجاءِ

    كشعبٍ أبى أن يعيشَ حزينا


    سنحيا بحبٍّ ونمضي بعزمٍ

    ولن نتهاونَ أو نستكينا

سلمى الاسعد

أيها الذبيح بقلم الراقي سعد الله بن يحيى

 أيها الذبيح 

.............

أيها الذبيح 

لو كنت مبصرا 

لما يدور حولك 

حين تمر عليك الأهوال 

ويخبرك القاصي والداني 

وينغمس شعورك كرق هوت به الأحوال 

ماهي ردة فعلك 

عندما ترى ابنك يسألك 

وحفيدك يقلب خجلا توسد ذلَّك

تشهد نار عذابك 

وأنت تشاهد من يرثي خنوعك 

نفسك وهواها 

طمعها وعجز تقاها

ألا تستحي 

شاخت فيك النخوة 

وشابت فيك العيوب 

كيف ستلقى رجولتك

 إن احتكمت 

لأرض تدوس عليها 

 فضيحة ألمت بك 

ومرايا وجهك شاحبة 

أنت الذبيح ساعة النداء

والمعلق على مشانق التاريخ 

سقط اسمك في مكب الرعب 

هل ينفعك ترميم سلطانك 

أو قل هل ينفعك 

ما اتبعته وجعلته حاشيتك نكرانك

أيها الذبيح 

الساخط بالوكالة 

المتيم بالعمالة

الزمان سيجمع غضبه 

ويرد للمظلوم هيبته

حينها لن ينفعك سمو البسالة 

ولا تكبر النذالة 

النذل يبقى نذلا

من أشر الناس 

مقيمٌ في الحثالة

أيها الذبيح 

كيف ستتوراى عن أنظار الطفولة 

يوم يجمع الجمع 

ويشار إليك بالمهانة 

الويل لك 

يوم ترفضك الأعذار 

وتعلق في رقبتك الآثام.


. بقلمي سعدالله بن يحيى

وهج لا ينطفئ بقلم الراقية ندى الروح

 #وهج_لا_ينطفئ

قال لها...

دعيني أغرس 

في كوكبك البعيد 

شتلة حلم بائس...

و أتوارى في مقلتيك

 الحارقة لأصير نجما

 يخترق المجرة...

دعي أنفاسي المتوهجة

 تنطفيء في صدر

 المساءات النائمة

 في ملكوت عينيك...

ليستكين قلبي 

في حضن جمرة...

يا إلهة الحب!

دعيني أدوّن أحزاني 

في ذاكرة النار...

 لتغفو أحلامك

 على جلد الرماد...

أنا العاشق الذي 

لم تغفر له الفضيلة

 زلة حبك يوما...

قالت له...

دعني أخبرك أنني

 قد تُبتُ عن اقتراف

 خطيئة الشوق

 لكي لا أتورط في

 فتنة ليلك الطويل...

و كُفَّ عن إضرام

 العشق في غصن

 قصيدة...

فقصائد عينيك

 وهج لا ينطفيء...

#ندى_الروح

الجزائر

معلقة الظل والفسيفساء بقلم الراقي أحمد عزيز الدين أحمد

 مُعَلَّقَة الظِّلِّ والفَسيفساء

 ــــــــــــــــــــــــ

شِعر: أحمد عزيز الدين أحمد

ــــــــــــــــــــــ


في صَحارى الذاكرة،

تَسبَحُ الأنهارُ مقلوبةً،

ماؤها حِبرٌ أسوَدُ

يَكْتُبُ أسماءَ الأطفالِ

على أبوابِ المقابر.


غزّةُ،

امرأةٌ من زجاجٍ ملوَّن،

كُلَّما ضَرَبَها القصفُ

تَحطَّمَتْ إلى آلافِ المرايا،

لكنَّ كُلَّ مِرآةٍ

تعكسُ وجهَ شَهيدٍ جديد.


يا أرضَ الزيتون،

أيُّ نَبيٍّ خَبَّأ سرَّهُ في تُربتِك؟

كلَّما مَسَّكِ الرصاصُ

أزهرتِ بالدمِ القاني،

وصارتْ جذورُكِ

سُيوفًا خضراءَ

تُقاتِلُ في عروقِ الأرض.


إسرائيلُ…

تُدَوِّنُ تاريخَها بالحِصار،

تَغزلُ خُيوطَها من جثثِ الطفولة،

وتَخطُّ حدودَها

بمَحابرِ الدموعِ

وأقلامِ البارود.


والعالمُ…

مسرحٌ من كراسي صامتة،

يُصفِّقُ للقاتلِ بالأعينِ الزجاجيّة،

ويبيعُ للضحيةِ صكوكَ صبرٍ

مزخرفةً بختمِ الخُذلان.


لكنَّ فلسطينَ…

عصفورٌ يَرقُصُ على سلكِ الشوك،

يرتِّلُ آياتِ الرفضِ،

يُرتِّلُ أذانًا من جَراحه،

ويُهَدْهِدُ صراخَه باليقين.


ها هو البحرُ،

أزرقٌ كأحلامِ يتامى غَزّة،

يُطْعِمُ الموجَ قلوبًا محروقة،

ثم يَغنّي:

"مَن أرادَ العَدالةَ،

فليستَمِعْ لِلصَّمتِ

حينَ يَنهضُ من تُرابِ الشهداء!"


في الليلِ،

الأرضُ تُبدِّلُ جلدَها،

تُرتدي قُبَّعةً من قمرٍ جريح،

وتُعلِّقُ على صدرِها نجمةً فلسطينية

أكثرَ بريقًا من كلِّ سُقوفِ السماءِ.


القدسُ…

حَجرٌ يَبكي،

وحائطٌ يُصلِّي بدموعٍ غَيرِ مرئية،

ومآذنُ ترتفعُ كأصابعٍ

تُشيرُ إلى السَّماءِ:

"لن تَصمُتَ الأرضُ،

ولن تَنهزمَ الحجارةُ."


وهناك،

في عُمقِ الليلِ،

فَتى يَحملُ حَجَرًا أكبرَ مِن قلبِه،

يرميه نحوَ دبّابةٍ،

فيتفتَّتُ الجُرحُ إلى أجنحةٍ،

ويُحلِّقُ الدمُ إلى أعالي الغيوم.


يا فلسطين،

يا أنشودةَ الرُّوحِ

في زمنِ البَشاعة،

ستبقينَ نَجمةً سريالية،

تُضيئينَ على جدارِ العالم

سطرًا أزليًّا:


"هُنا يَنهَضُ الحُلمُ

رَغمَ أنيابِ الرّصاص،

وهُنا يَكتُبُ الدَّمُ قَصيدتَهُ

حينَ يَصمُتُ الكَون."


                    بًقُلَمً / أّحًمًدٍ عزيز أّلَدٍيِّنِ أّحًمًدٍ 

                                    ،،،،، شاعر الجنوب

دين الزيف بقلم الراقية منبه الطاعات غلواء

 °•°•°•°•°دين الزيف"°•°•°•°


دينٌ لديكَ وفي قلبِكَ شِــركٌ

وبِـهِ تـدّعي الــورعَ المـــتين


تُظهرُ للنـاسِ التقـوىٰ صِـيانةً

وفؤادُكَ للرذائلِ حفيظٌ أمين


متديِّنٌ في الظّـــاهرينَ وفي

باطنِكَ الكُفــرُ الخَفِيُّ الدفين


لو كانَ دينُكَ بِالقلبِ صدقَت

دعواكَ في الظهرِ رزي مُشين


وكيفَ تدّعي الإيمانَ والهوىٰ

يمـلأُ فــؤادَكَ والشــرُّ قريــن


دعِ الدعاوىٰ فدعواكَ مُجردةٌ

مِن كـلِّ بُرهــانٍ وفعـلٍ رَزين


وهبْتَ نفسَكَ للشيطانِ طوعًا

فأَنتَ مِنهُ في العمىٰ المُستبين


فغُبنٌ أَن تدّعي الدينَ والهُدىٰ

لغيرِكَ في الدّنـيا وفي الـدِّين


غُـــ🪶ـــلَواء

غزة ليست برسم البيع بقلم الراقي محمد ابراهيم ابراهيم

 🌍 غزة ليست برسم البيع 🌎

يريدون بيع غزة .......

لم أيها الزنادقة ...؟؟؟!!

غزة برسم البيع......

من يشتري غزة ؟!!!!

من يشتري أرض النضال....

ومنبع العزة...

غزة برسم البيع ......

فهل من مشتر......

أيها المتخمون العرب!!!!!

يامن تغرقون في بحر من النفط....

وفي نهر من ذهب.....

الكل أحجم عن شرائك وانسحب....

وحده القابع في عاصمة القرار.....

قد رسى عليه المزادالمثار.......

🌎🌎🌎🌎🌎🌎🌎🌎🌎🌎

قتلوا شعبا يريد الحياة.....

يريد أن يعيش كما يعيش باقي البشر....

في سلام وثبات......

لا تحت شظايا القنابل......

و قصف الطائرات......

لكنهم قتلوه....

جوعوه.....

لم يتركوا وسيلة تميت....

إلا وجربوها بأجسادهم....

فلم يفلحوا......

لم يعد هناك شيئا...

اسمه خطا أحمر.....

فكل الألوان أزيلت.....

أصبح بالإمكان فعل أي شيء.....

سحلا.....ذبحا...جوعا......

لافرق......

المهم النتيجة والهدف.....

إبادة شعب.....

عن بكرة أبيه.....

هكذا يريد سيدهم....

ذاك الوسيط النزيه!!! 

تاجر الصفقات والربح الكريه.....

🌎🌎🌎🌎🌎🌎🌎🌎🌎🌎

غزة أيها المعتوه.....

ليست للبيع......

فما زال أهلها يقاتلون......

يسطرون أروع الملاحم....

يستبسلون......

رغم الجوع والحصار....

غزة ليست للبيع أيها الأشرار.....

إنها مجد عزتنا....

وعنوان الفخار 

🌎🌎🌎🌎🌎🌎🌎🌎🌎🌎

الشاعر:محمد ابراهيم ابراهيم 

غزة ليست برسم البيع 

سوريا

31/8/2025

رصيف الأوجاع بقلم الراقي أبو أيوب الزياني

 _رصيف الاوجاع 


ليتهم كانوا يعرفون 

طريق الوفاء قبل 

الرحيل 

فكل الحقول يقتلها 

القحط بفصل الخريف

يسرق بهجتها.. 

إن لم تدر سماؤها بغيث

الحياة 

وعلى عتبة الانتطار

يموت الشوق ويتبدد 

الحنين...! 

وتنزف الروح تضيع

الأماني من القلب 

يرحل الحلم وحيدا 

يعم الضجر كل الأماسي 

وتختفي الوجوه 

خلف الغمام تأتي الغصات 

تدغدغ الأرواح تشهق 

القلوب

ويسلك طريقها 

الاغتراب...! 

لا تستفيق من نومها

تلك العيون... 

ليرسم حزنها لوحات

على وجه الحياة

نفوس متعبة يسرقها 

الحزن....! 

يبدد فرحتها أرق الليالي

تتلبسها الخرافة 

يكبلها السراب...!


_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)

بين السطور الناقصة بقلم الراقية مليكة إسلام

 *بين السطور الناقصة *


بين السطور الناقصة تختبئ الحكايات،  

وصمت الكلمات يحكي أسرارًا بلا نهايات.  

أنين قلب ضاع في انتظار صامت،  

وصدى أمل يذوب خلف غبار الأيام.


هناك حيث لا تصل العيون ولا تقف الأقدام،  

تولد المشاعر في ظلّ الأوهام.  

بين السطور الناقصة نبحث عن الحقيقة،  

ونزرع ضوءًا خافتًا وسط الوحدة العميقة.


هل تسمعني هناك، بين حروف مفقودة؟  

ينبض الحنين في طيات الروح المتعبة.  

فلنكمل السطر معًا، نملأ الفَراغ أملًا،  

ونرسم طريقًا جديدًا بين السطور الناقصة.


— بقلم✍️ 

مليكة إسلام 🌿

حجر حجر بقلم الراقي عماد فهمي النعيمي

 حجر حجر


لم تعد الجبال تسمع

الأودية ابتلعت أصواتنا

والرياح تصفر في خواء المدن

كأننا ظلال تبحث عن جسد


حجر حجر


أمة أغمضت عينيها

لتنام على وسادة من دخان

فكيف ينهض 

من أكلته نار الغفلة

وكيف يرى 

من باع حدقته للظلام


حجر حجر


الأرض كف جرح مفتوح

تستغيث بمطر لا يأتي

وتلد قمحا مخلوطا بدم

وثمارا بوجه متفحم

فمن أنتم؟

السيوف صدئت في غمدها

والكلمات ذابت في ألسنة الخطب

والمذلة صارت ثوبا يوميا

نرتديه مع الخبز والماء


حجر حجر


سماؤنا توزع صواعقها 

على الركع

وتترك الغاصب يقيم عرسا

على أنقاض القلوب

فيا أبناء الغفلة

المجد لم يمت

لكنه دخل في قبو النسيان

ينتظر صاعقة توقظ الحجر

وتفجر الدم في العروق


حجر حجر


نار الزمان

 نارنا

حين غدونا غرباء

عن ملامح أرواحنا

حين انصهرنا

وتمايعنا

فلم يتبق سوى الحجر


حجر حجر


عماد فهمي النعيمي / العراق

عطر الياسمين بقلم الراقي فيصل النائب الهاشمي

 *عطر الياسمين*  


الشَّاعِر فيْصَل النَّائب الهاشِمي


فلٌّ يعطّر عالمي بهواها  

ويفوح عطر الياسمين سناها  


أرنو إليها هائمًا بل والِهًا  

مترنّمًا بجمالها وبهاها  


تاهت حروفي دونها وتلعثمت  

وبدت بلا روحٍ بغير صداها  


فنمت رياضٌ في سماي بحبها  

يزهو ويزهر في الدجى لنداها  


وسقى النسيم ورودها من همسه  

فتراقصت أنسامه بلقاها  


وغفت على صدري القصائد كلها  

وترنمت شوقًا على ذكراها  


فانسابت الأشواق بين حروفنا  

ترخي ضياءً يحتفي برباها  


يمّمت قلبي نحو فاتنتي التي  

ما كنت أهوى دون أن ألقاها  


لاحت بقلبي أسرجته بحبها  

وتناثرت حلل الهوى برقاها  


إني عشقت الحبّ يسكن خافقي  

ووهبتها عمري فما أغلاها

غيرتي الهوجاء بقلم الراقية سماح عبد الغني

 غيرتي الهوجاء 


بقلم الصحفية/ سماح عبدالغنى 


عجباً لك أيها الغائر فى ثنايا الروح 

كلما خاطبت امرأة زاد انقلابي

وأنت بكل برود تستفز الروح 

وأنا هنا يجن جنوني 

وأنت تتسامر وتضحك 

وتقول لها أنك اشتقت 

وتمدح سمارها وعطرها 

وأن جمالها لا مثيل كقدرها 

غيرتى هوجاء لا تتقاعس

ولا تعلم كيف تتغافل وتنسى 

إلى أن أدركت أنك تخاطب قهوتك

ضحكت وضحكت 

حتى أني من الضحك 

 لا أتمالك نفسي 

عجباً لك أيها الغائر فى ثنايا الروح 

تستفزني وتستفز غيرتي دون أن تعلم 

وتباً لك يا غيرتي العمياء وتبا لهذا الحب 

وسوس له الشك 

فيا غيرتي الهوجاء 

أنا هنا يجن جنوني وأغار من كل شئ 

حتى من قهوتك التى تلامس شفتيك

يعود لفطرته بقلم الراقي عبد العزيز عميمر

 يعود لفطرته :  

يريد أن يبكي بكاء مرّا، يعصر ألمه في حفنة دموع حارّة ،مالحة

يزيل كتل السحاب السوداء التي سدّت الدنيا بسوادها في عينيه ،وجعلته يعيد حساباته السابقة .

. هم يحسبونه قويّا ولا يملك دموعا،والدموع للأطفال والنساء في عرف مجتمعه، فالرجل لايبكي وإن فعل تحوّل لمرأة .

.أكيد لا يصدّقون دموعه،فليس من عادته فعل ذلك ! فالرجل يعيّر بدموعه،ولا يريد أن يتحوّل إلى مهزوم ،الصورة غير مقبولة معه،لقد أشبعهم نكتا وضحكا،وخفّف عليهم ،ورفق بهم ،كان جسرا لعبور أحلامهم ،ومتجرا لمشترياتهم ،فهو سهل المنال.

كان يجد سعادة عندما يبتسم الآخرون لإشارة يده التي تحمل حلمهم ،هو فأل خير عليهم ،يثير ابتسامتهم من بعيد دون 

دغدغة ،وضع نفسه في قوقعة بسلوكه وما تعودوا منه، هو الشيخ وهو الكبير،كبير القلب قبل عدد السنين،هو لايتذكّر غضبه وصياحه في وجوههم، رغم صوته القويّ ،بركانه مكبوت ! 

ألا يحقّ له البكاء !؟ كم يتمنى ذلك ! لا يقدر ،وإلاّ ألغى مبادءه وقفز على حكمته،يالها من حكمة تمنع الدمعة الحارّة من السقوط، وتُصوّرُه حجرا لايرقُّ ،هذا ما طُبع في أذهانهم،فكيف يهدم تمثلاتهم عنه ،ويريد أن يبقى في تمثال السند والعون! 

هم مسموح لهم البكاء ،يتلقون القبلات والمناديل المعطّرة لتجفيف حبّات الجوهر المتساقطة من المآقي ،أمّا هو.......!

أكيد لايبكي، ولا يثور ،يوزّع النكت فقط! قلبه يتلظى من الجمر،يحبس ألمه داخليا ويضغط بكلّ قوّة حتى لا تظهر التعبيرات على وجهه فهناك قارئ اللغة الجسدية ويفتضح أمره،وينتقل الخبر من أذن لأخرى !وماذا يفعل مع وجدانه!؟

يظنّ أنّ الطبيعة هي التي تغلب، ألم تتلبّد السماء بالسحب !؟

ألم تسقط الأمطار !؟معناه السماء تبكي ! وبعدها تجد راحة في زرقة السماء وفي صفائها،فقطرات المطر،عفوا،بل الدموع أزاحت

غضب الطبيعة وقلّلت من صوت انفجار رعدها، وهو إنسان لكنه جزء من الطبيعة ،فالبكاء محتوم ،بل محبّب للنفس،تتنفّس وترمي بركانها ،وتعود الضحكة تعانقه وتضع له وسام الشجاعة،وليترك الناس يخوضون في كلامهم وينعتونه بشتّى الأوصاف،لكن الأكيد فقد أطفأ جمرة الهيجان ،وأصبح مثله مثل الطفل والمرأة،حيث سمح لنفسه بالبكاء ولو خفية ،يحبّ الدموع فهي حارّة ومالحة ،كم يتلذّد حينما يعترضها بلسانه ويلعقها،هي مالحة ،وهي مليحة تداوي النفس المقهورة .

منذ أن بكى تغيّر حاله،أصبح يلبس مايعجبه هو ولا ينظر لذوق الناس،ويأكل مايريد،وأحيانا يميل لسلوك المراهقين ،يضحك فتتعالى الهرمونات وتفرز مادة السعادة،خلّصته الدموع وأصبح مثل الناس ،هو ليس قديسا ولا مثالا ،ولا ضحية،هو ابن وقته فقط ،أعطته الدموع قيمة الثقة بالنفس وتعزيز الشعور بإثبات ذاته ،بعدما رمى أصنام توهماته وهشّم مرآة الآخرين الذين ينظرون إليه من خلالها ،طوبى لمن عرف نفسه ،وتماهى مع سلوك الطبيعة ،وتشبّع بطبعها .

استنتج أن الدموع جسر لعبور الفرحة والمتعة ،ولا تكون البسمة إلا بعد عَبرة جارية،كلاهما في عجلة سيكولوجية لا تهدأ

( البسمة و الدمعة ) وكل واحدة يأتي دورها،هي الحياة تدور ،وتدور ،ولكلّ واحد منّا سكتة،عندما يتوقّف النبض ،وتأتي دورة أخرى لحياة أخرى منتظرة .

أقتنع أن يعيش حسب الفطرة وما جبلت عليها ،ويتماهى مع الطبيعة،فهي مبرمجة بحكمة ولغرض معيّن ،فلماءا يبغض فطرته 

ولا يبكي ،فالبكاء حقُّ مشروع ،وهو دليل صيحة الميلاد و الحياة

لكل من يأتي لهذه الدنيا .

الكاتب الجزائري: عبد العزيز عميمر

وطني العربي بقلم محمد عبد المرضي منصور

 وطني العربي 


بلادي تَحْتَ راياتِ الفســــــــــادِ

وظُلْمُ الناسِ يفْتِكُ بالعبــــــــــــادِ

فحقُّ الناسِ أصْبح كالهَشيــــــــمِ

وجُـور الحُكْمِ يَنْعقُ في البـــــلادِ

كلابُ النـــــــاس تكسبُ كلَّ عِزٍّ

وخيرُ الناسِ غُلِّفَ بالرَّمـــــــــادِ

يقولُ العُرْبُ إنَّ الحــــــــــقَّ آتٍ

وقال الغـرْبُ حَرْبِي بلْ جِهــادي

فكيفَ لعـــــارِفٍ في الفجرِ يُعْلِي

أذانَ الفجرِ والأنثى تُنــــــــــادي

وعِنْدَ غُروب شمْسي كيف أفطـر

وأرضُ العربِ يغتصبُ الأعادي

فأين صلاح الدين في زمنِ العبيدِ

وهل مِن عُمرَ يأتي بالجيــــــــادِ!

ربُّ النِـــــــــــــاسِ أنت الله ربي

فكـسْرُ القلبِ أحملُ بالفُــــــــــؤادِ


محمد عبد المرضي منصور

الشمس لا تغيب بقلم الراقية نور شاكر

 || الشمس لا تغيب ||

بقلم: نور شاكر 


يريحني السكونُ حينًا

وحينًا أراه كموتٍ يكبسُ على أنفاسي

سرتُ في دروبِ الصمتِ والهدوء

أبحثُ عن مكانٍ يحتضنُ روحي المُنهَكة


أطلبُ من الحياةِ رغباتٍ

لعلّها بعيدةُ المنال

لي رغبةُ الشمسِ عند الغروب

أن أغيبَ دون أن أشرقَ من جديد

روحي أبوابُها موصدة

ومفتاحُها ضائعٌ في متاهاتِ الأماني

الأماني الضائعة


سرتُ بأقدامي الحافية

على أرصفةٍ من وجع

وكان يُخيّلُ إليّ دومًا

أنها مكسوّةٌ بعشبٍ أخضر

لي رغبةٌ بالمغيب، كالشمس

لكن الليلَ حتمًا لا يطول


فعُدتُ لأشرقَ من جديد

عدتُ كما كنتُ: نورًا يُضيء

عدتُ بهيبتي

لملمتُ أجزائي المتناثرة

وأحييتُ من رمادي ما اندثر


عدتُ ثائرةً في وجه الأعداء كالحروب

أعددتُ الأقواسَ والنّبال

وأقمتُ حربًا…

لن أنكسر، فأنا جناحُ صقر

لن أغيب، فالشمس لا تموت

والليل لا يدوم…

لن أغيب.

امضِ بنا يا نهر بقلم الراقي عبد الرحيم جاموس

 اِمضِ بنا يا نهر ...!


نصٌ بقلم : د. عبد الرحيم جاموس


يا نَهرَ الشَّوقِ،

يا نَفَسًا يَنهَضُ ...

مِن أعماقِ العَطَشِ،

ويا وِردةً أزليَّةً ...

 تَفوحُ على جَبينِ المَساءِ،

اِمضِ بنا...

فالعُيونُ أرهَقَها الانتظارُ،

والقُلوبُ ما زالَت تُسافِرُ خَلفَكَ،

تَطرُقُ أبوابَ البَحرِ كالأمنِيَّةِ...

***

اِمضِ...

فإنَّ اعوجاجَ الطُّرُقِ ...

لا يَكسِرُ إرادتَكَ،

ولا المَسافاتُ تُطفِئُ نَشيدَكَ،

والبَحرُ يَعرِفُكَ،

يَفتَحُ ذِراعَيهِ ...

كأمٍّ تُلَبِّي نِداءَ وَلَدِها العائدِ...

***

يا سيِّدَتي...

لَكِ الوَفاءُ إذا ضاعَ الوَفاءُ،

ولَكِ الأحرارُ ...

إذا تاهَتِ الطُّرُقُ،

ولَكِ ما في الرُّوحِ ...

 مِن نَذْرٍ ووَعْدٍ،

أنا كُلِّي لَكِ،

ليسَ لي سِواكِ...

أنتِ البَدءُ والنِّهايةُ،

أنتِ الأرضُ ...

التي لا يَشيخُ حُلمُها،

ولا تَسكُتُ أناشيدُها...

***

وها أنا أُبصِرُ ...

 في الأُفقِ بُزوغَ فَجرٍ جديدٍ،

تَتَفَتَّحُ فيهِ زُهورُ الحُقولِ،

وتَضحَكُ ...

 المآذِنُ والكنائِسُ معًا،

ويَرتَفِعُ صَوتُكِ ...

 نَشيدًا لا يَكسِرُهُ عَسفٌ،

ولا تُطفِئُهُ رِيحٌ...

***

اِمضِ بنا يا نَهرُ...

فالآتِي أجملُ،

والحُلمُ أرسَخُ،

والوَعدُ باقٍ،

إلى أن يَصِلَ المَصبُّ..

فنَصِلَ معَهُ...!

د.عبدالرحيم جاموس  

الرياض/ الأحد 

31/8/2025 م

أنت وحدك بقلم الراقي عمران عبدالله الزيادي

 أنت وحدك سر وجـودي 

أنت عنــواني الــوحـيـد 


أنت كـل الكـــون عندي 

أنت وحــدك ألـف عيـد 


يا حبـيـبي الـكل حـولي

وأنت كلــــي ما أريــــد 


أنت كـــل مـــــا أمــني 

أنت مكــــنوني الــفريد 


أنت أنـت الـــروح أنـت 

أنــت من أهــوى أكيــد  


يا حبيـبي لا تــقـول لي 

تهت في الــدنـيا بعــيد 


أو تســــلني هــل رأيت 

العـمر فـي قـلبي رغــيد 


كُلنـا قد سُـقــيـــنا مــن 

مآســــيـنـا الــــمـــــزيد 


كُـلـنا قد بنــيــنا كُلــــنا

نلــــقى الـــــوعــــيــــد 


لا تســلنـــي أن قـــلـبي 

نال ما يبـــغي سـعــــيد 


عمران عبدالله الزيادي

قانون سكسونية بقلم الراقية آمنة ناجي الموشكي

 قانون سكسونيا.د.آمنة الموشكي 


قانونُ سَكْسُونِيَا فِي كُلِّ أَرْضٍ بَدَا

حِقْدًا عَلَى الْعَدْلِ وَالإِنْسَانِ وَالنِّعْمَهْ


كَأَنَّهُ الْمَوْتُ فِي أَعْمَاقِ مَنْ سَلَكُوا

دَرْبَ الْجَحِيمِ الَّذِي يَغْلِي بِهِ دَمُهْ


فِي صَيْحَةِ الْحَقِّ حِينَ الْحَقُّ مُنْتَهَكٌ

وَالْعَدْلُ مَغْلُوبٌ وَالأَهْوَالُ فِي لَمَّهْ


وَالنَّافِذُونَ عَلَى أَبْوَابِ مَنْ قُهَرُوا

قَدْ أَعْلَنُوا الْمَوْتَ لِلأَحْرَارِ فِي الأُمَّهْ


لَنْ يَنْتَهِيَ الْقَهْرُ وَالإِذْلَالُ مَا بَقِيَتْ

أَفْكَارُنَا تَشْتَكِي التَّضْلِيلَ وَالْعَتْمَهْ


وَالْمُسْلِمُ الْحُرُّ بِالإِرْهَابِ مُتَّهَمٌ

وَالْأَرْضُ مَسْلُوبَةٌ وَالدَّارُ وَاللُّقْمَهْ


قَانُونُ سَكْسُونِيَا قَدْ صَارَ مُعْتَمَدًا

فِي الْكَوْنِ وَالْكَوْنُ فِي هَوْلٍ مِنَ النِّقْمَهْ


آمنة ناجي الموشكي

اليمن ٣١. ٨. ٢٠٢٥م

حاضر في غيابه بقلم الراقي سليمان بن تمليست

 تَصْدِيرْ 

القصيدةُ تُعالجُ ثُنَائيّةَ الحضورِ في الغيابِ، من خلالِ تصويرِ البطلِ الذي يتحوّلُ بعد رحيلهِ إلى رمزٍ خالدٍ، يتجاوزُ الفردَ ليصيرَ جماعةً وصوتًا وذاكرةً حيّةً في الوعيِ الجمعِي.

شعلةً لا تنطفِئ، ومثَلا سامقا نوره يهدي القُلوبَ، ويَكشِفُ الماكرينَ ويُلهِمُ المخلصينْ.

*****

حَاضِرٌ فِي غِيَابِه

*****

رحلَ البطلُ … وما رحلْ،

ما زالَ صوتهُ،

لعنةً لعدوِّه،

طوفانَ حقٍّ لن يَكلْ.


بهِ الدنيا احتفَتْ،

والغيبُ وشَّحهُ الشهادةَ،

وسامَ عِزٍّ مُكتَملْ.


ولصبرِهِ،

أسطورةٌ 

سَتكُونُ لِلأجْيالِ 

باعِثةَ الأمَلْ

  ورَسُولةً 

خَرَّ لها الجَبلْ.


سيظلُّ

عنوانَ النضال،

والمقاومةِ الأصيلةِ،

والمُثُلْ.


قُدوةً

ِلمَسِيرةِ الأبطالِ

،في ساحِ النِزالِ المحتمَلْ


غِيابُه ... كَحُضُورهِ،

سَيقضُّ صَحْوَ الظُلمِ

والخُذْلانِ،

ويُرِي

المهادنينَ والمتآمرين

ظِلَّ صُورَتِهِ،

فتُربِكُ ... من تورَّطَ واحتفَلْ.


بقلم ✍️ سليمان بن تملّيست 

جربة في 2025/08/31

دموع من الألم بقلم الراقي عبد الرزاق حمود الجعشني

 💔 دمــــوع مــن الألــم 💔


من أعماق القلب وأوجاع الروح..

ها هي ذي دموعي تُنقشُ على صفحةِ الخدودِ سطوراً من لوعةِ الصمتِ وألمِ الوداع.

يا لقَسوةِ تلكَ اليدِ التي كانتْ تمسحُ دمعَ الأمسِ، فإذا بها اليومَ تُذيقُ القلبَ كأسَ الغدرِ، وتنسجُ من أشواكِ الوعدِ أكليلاً لحُبٍّ ظنَّهُ القلبُ سرَّ الخلود.


في ربيعِ العمرِ، حينَ تفتَّحَتْ زهرةُ الأماني، وغنَّتْ قمريَّةُ الحُلمِ على غُصونِ الشوقِ، أهديتُها جوهرَ قلبي في طبقٍ من وَرِدِ الشَّباب.

ظننتُ أنَّ العَهْدَ خيطُ فضَّةٍ يربطُ روحَيْنِ في مِئزَرِ الأبد، فإذا هو خيطُ شَبَهُ وَاهٍ، تمزَّقَ مع نسمةِ أولِ ريح.


ما أقساكِ يا حبيبةَ الأمس!

أتذكرينَ تلكَ الأمسياتِ التي كنا نسري فيها معَ النَّجمِ، وتحتَ جنحِ الدُّجى نخيطُ من أحلامنا رداءً للغد؟

كنتِ آنذاكِ تقسمينَ بأنَّ جراحَ الحبِّ لنْ تلمسَنا، وأنَّ يدَ الزمنِ لنْ تفصلَ بينَ كفَّيْنا.

فماذا كانَ إلا أنْ مرَّتْ أيامٌ، فإذا بكِ تنسلِّينَ من بينِ ذراعيَّ كظلِّ حمامةٍ مرَّتْ، تاركةً وراءَكِ غُصناً يابساً وقلباً ينزفُ الأسى.


ها هي ذي الدموعُ تسيلُ، لا لأنَّ الفراقَ ألمٌ فحسب، بل لأنَّ الجرحَ يأتي من يدٍ كانتْ تُعَلِّمُ القلبَ معنى الأمان.

إنَّ الغدرَ من حبيبةٍ تُزيِّنُ لهجتها كلماتُ الحبِّ، كالسَّيفِ الذي يخرجُ من غِمْدِهِ الحريريِّ ليَطعنَ في الصميم.


يا للعجب! كيفَ للوردةِ التي سقيناها معاً أنْ تتحوَّلَ إلى شوكةٍ في خاصرةِ الروح؟

وكيفَ للعيونِ التي كانتْ تُحدِّثني بلغةِ الوفاءِ أنْ تنظرَ بعيداً فلا ترى إلا غبارَ النسيان؟


لكنْ.. لنْ ألومَكِ.

فربما كان الحبُّ بحراً من الأوهام، ونحنُ بحَّارةٌ غرُّونَ، ظننَّا أنَّ كلَّ نجمةٍ تهتدي بنا إلى شاطئِ الأبد.

سأحملُ ذكراكِ كما يحملُ الغيمُ ندىَ آخرَ الليل:

قطرةً تذوبُ بينَ الحينِ والحين، تذكِّرُ العالمَ أنَّ هنا كانَ قلبٌ… أحبَّ… ثمَّ انكسر.


وداعاً أيَّتُها الحبيبةُ التي لمْ تعرفْ للوعدِ معنى.

سأمضي، وحيداً كالسَّحابةِ في كفِّ الريح، أبحثُ عن غيمةٍ أخرى تروي ظمأَ هذا القلبِ العطشان.

أما دموعي، فستبقى تنقشُ على الخدودِ قصيدةً… تقولُ للقادمين:

"احذروا.. فالحبُّ أحياناً.. قد يكونُ وجهاً جميلاً للغدر."


✍️ بقلم: عبدالرزاق حمود الجعشني 🇾🇪 اليمن

مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بقلم الراقي عصام اليماني

 مولد الرسول صلى الله عليه وسلم

🌹الشاعر محمد اليماني🌹

في يوم مـولـدهِ السـمـاءُ تَـزيَّنت

وتَـنــاثـرت دُرَرٌ بـكـــــل مـكـــانِ

وتَـشقَّــقَ الإيـوانُ بـين تَـعـجُّــبٍ

مـــن غـيـرِ زلـــــزالٍ ولا بُـركــانِ

والفُرسُ ذاهِـلـةٌ فقد خمدت لهـم

مـن غَـيـرِ مــــاءٍ حِــدَّةُ الـنـيـرانِ

ومن الجحـيم حجـارةٌ تُلقى على

قــومٍ أرادوا الـبـيـت بالـعـــدوانِ

وتحـقـقــت للـجَـدِّ رؤيــاه الـتـي

شَغَـلَـت فُحُـول العِلـمِ والعِـرفـانِ

فالـنـورُ صار هو الرسول محـمـدٌ

خـيـر الـبَـريَّـــة حــامــلُ الـقـرآنِ

مـن يـوم مـولـده رعـــاه مُـعـلـمٌ

لـيُـعِـــدَّهُ لـسـعـــــادة الإنـســـانِ

فـاللَّـــــه أدَّبـــهُ وخـيــرُ مُــؤدِّبٍ

ربُ الـبـريَّـــة مـالــــه مــن ثــانِ

والمعجزات على الرسول تتابعت

مــن يـوم مــولـدهِ بـغـيـر تـواني

فالمرضـعــات أبَينَ أن يُرضِـعـنَـهُ

بـحـثـــاً وراء الـبــارقِ الــرنَّــــانِ

وحليمـةُ في البيت تندُب حظـهـا

كانـت من اللـبـنِ القـليـلِ تُـعــاني

لم يُجدِهــا بَحـثٌ ولا نَـصـبٌ ولا

سَـعِـدَت بترحـــابٍ من الـجـيرانِ

ظـلَّـت تُـفـكِّـر لَيلَـهـــا ونـهـارهـــا

لن تستطـيع عـطـيـة الـفُـرســـانِ

حتى إذا رَغِـب الـجـمـيع إيابـهـم

خَشـيت مـغـبَّــة نـظـــرةِ الأقـرانِ

رضيـت بإرضـاع اليتـيـمِ محـمـدٍ

كي مايكـون لـهـــا من الـغـلـمــانِ

فتحسس الثدي الضَمــورِ فهلَّلـت

قـد صـــار مُـكـتـنـزاً مـن الألـبـانِ

قـد كـان للمـلـكين مـعـه حـكـايـةٌ

دلَّت على حـفـــظٍ مـن الـرحـمـنِ

إذ وسَّــداه الأرضَ ثُـم تـرقـرقـت

بالـدَّمـع عَـيـنٌ في تُـقَى وحـنــانِ

والقلب قـد شـقَّـاه حتى يُخـرِجـا

علـقــاً يكـون ذريعـة الـشـيطــانِ

كـي لايـكـون لـــه عـلـيـه ولايــةٌ

فالـقــول مـنـسـوبٌ إلـى الأديـانِ

هذي طفـولـتك البريئـة قـد رَنَـت

للـعـيـن أزهَــى مـا رأت عـيـنـــان

👈أسألكم الدعاء للشاعروجميع المسلمين

🌴جزاكم الله خيرا🥀

💥عصام اليماني💥

ً🤲صلوا على النبي🤲

كوني لي بقلم الراقي عبد المجيد المذاق بن محمد

 كوني لي، أو لا تكوني 

فسوف أزلزل قلاع العشق 

وأحرق رسائل الحب 

و أفقأ عيون العشق 

لكي لا يعشقك أحد من بعدي 


و سأغزو بلاد الصب أركب النور 

والنار

 أشق السحاب كسيوف البرق 

مخلفا أكبر إعصار 

أيرضيك أن يصيب قلبي الدمار؟

يا عدالة السماء 

إنها لي الماء والهواء 

هي الداء والدواء 

نارها وجليدها حد سواء

أريد أن أسجن فيها سجنا 

غير محدد 

إني أطالب بالمؤبد 

 والحرس 

علي مشدد 

أو أشنق بوريد 

من جيدها المتفرد 


أرجو من مفتي الديار 

إن كان على العشاق يغار 

أن أشنق في العشق 

بذل المرة ألف مليار 

وإن راقت وأحنت 

غسلوني بدمعة من مقلتيها 

كي أتطهر 

وكفنوني 

بوشاحها بريح الجنان معطر 

واجعلوا قبري تحت السقيفة 

فإني أخاف عليها من البرد والمطر


قلم /عبد المجيد المذاق بن محمد

حياة المحن بقلم الراقي الهادي المثلوثي

 *------------{ حياة المحن }------------*

دعك من جلّ المهاترات وممّا يسيء ويعيبُ

فالدّنيا وفيرة الخيرات وبفرص النّعيم تـنوبُ

والحياة مقاومة واجـتهاد ولا يجدي الهروبُ

فلا بدّ لك في الحياة مكان ودور ولك نصيبُ

فبالعلوم تـزهـر القوة وبالعمل تعمر الجيوبُ

وبالإيمان تصفو المشاعر والأفكار والقلوبُ

                     ******

فكن لبيبا وارسم ما تريد ولا تتلكّأ في العملِ

وتقدّم بثبات فإنّ العزم هو سبيل بلوغ الأملِ

فلا نجاح لمن يتعلّل بالملل ويشكو من الكللِ

ويعتبر الحياة حظّا ولا يدرك أنّه علّة الفشلِ

والغريب ألّا يعترف أبدًا أنّه مصاب بالكسلِ

ولا يقلّ من أمسوا ضحايا للاحباط والتّرهّلِ

                      ******

فما نعاني من دوام للجهل والضعف والتأزّمِ

سـببه ما فـينا من نفوس لا تؤمن بقوّة العزمِ

وتميل إلى التّوكل والقدر بدل العمل والحزمِ

فتكفر بالمسؤولية وتـنفر من الواجب الملزمِ

وتحوّل الذكاء إلى احتيال والقناعة إلى تبرّمِ

فانتشر الشعور بالتشاؤم والشكوك والتّوهّـمِ

                       ******

وإذا التقى الغـباء واليأس خـيّم شعور الوهنِ

وإذا كثر التّحيّل والشكّ تلتهب دواعي الفـتنِ

والواقع يضجّ بمشاهد التّناحر وصور العفنِ

وكأنّما الحياة لا تكون بدون توتّرات وشجـنِ

وفي افـتعال شتّى المشاكل نتميّز بدقّة التفنّنِ

وقد ألـفـنا التّأزّم وقبلنا بحياة البؤس والمحنِ

*----{ بقلم ا

لهادي المثلوثي / تونس }----*

السبت، 30 أغسطس 2025

عظم بلا نخاع بقلم الراقية قبس من نور

 ** عَظمٌ بِلا نُخاع ...

   .............................

وَ بِكَ هَدهَداتٌ يَسكنُها البُكاءُ ...

فَعلامَ تَبكِي وَ قدْ ذَهبَ النُّخاعُ ...

وَهَنَ العَظمُ و اشتَعلَ القَلبُ شَيبا ...

أَعَلى نَعشٍ فارغٍ يُقامُ العَزاءُ ...!؟

فَسَلْ القَريضَ عَنٔ مُرِّ لَفظِه ...

وَ سَلْ العيونَ أَفي مِلحِها دَواءُ ...

مَصلوبٌ أَنتَ على لَوحٍ قَديمٍ ...

فَلا يَداك حُرَّتان وَ لَنْ يَشتَهيكَ وَعاءُ ...

وَ لَمْ يَبق في الأشلاءِ غَير نَبضٍ ...

تُحيِّي بِه مَنْ راحوا و جاءوا ...

فإنْ مَرَّ بِكَ غَزالُ الحي ...

        - فغُضْ الطَّرفَ -

أبالحاجِبين يَصادُ الغزالُ ...!؟

وَ كُلَّما ضَيّقتْ الحِبالُ خِناقَها ...

- سِيانٌ - أَهو حلالٌ أَمْ بِغاءُ ...

فَما دامتْ الهُمومُ بِقلبِكَ عابِثةً ...

فَما لَكَ في جَمالِ الليلِ بَقاءُ ... 

وَ ما دامتْ الأفراحُ عَنْ أرضِكَ راحِلةً ...

فَبِربِّك مِنْ أَين سَيأتي الشِّفاءُ ...!؟

مَأساةٌ عَلى الطريق نُقابِلُها ...

مرهقةٌ هي ... وَقدْ أَرهقني الإملاءُ ...


         بقلمي : قَبسٌ من نور ... ( S-A )

                         - مصر - 

* الكلمات ساخرة قد تصل إلى قلوب البعض و قد 

لا تصل فداائماً و أبداً المعنى في بطن الكاتب ...

فلا تأخذوا بَعضاً مِنها عَلى مَحملِ الجد ...

أيها الزمن المعسول بقلم الراقي محمد محمود البراهمي

 أيها الزمن المغسول من قطرات ندى الليل

المملوء بأسرار أخجل أن أذكرها

أيها المقيد في جداول الضرب

بوجع القصائد 

التي تملأ دقات الساعة بلا حساب زمني أذكره 

هل وجدوا لك اليوم بوصلة تقودك

في كل الاتجاهات ؟؟

آتيت اليوم بلباس غريب يشبه ملابس المقاتلين 

كأنك جنرال عائد من حرب

لا أدري لما آراك مفلس الضحكة؟؟

هل أنت خائف أن تتسلق جدرانك الشمس؟؟

أو تلهو فوق فراشك الشياطين

أو يأكل القط خبزك المبلل اليوم؟؟

الكل لم يحضر مائدة العشاء

ويفرون من أول نقطة

من يعيدك إلى أول خطوة في مناهدات النساء؟؟ 

يا غريب الوصف والوجه والشارع 

والدار

أيها الخائف ك لص أمسكه شرطي عنيد

آراك لست الواثق كجنرال عائد يحمل 

ماء البحر بلا ملح

وفي جسده ألف رصاصة تذكار وهدية

أيها الذي تطعن أقلام البائسين جسده أحسبك تجاوزت زمن التعذيب

وإلقاء المسامير في الطرقات

لعلك تحجبت عن مشاهدة كور الحداد

وهو يصنع حدوة الحصان في منظر

مأسوي للغاية 

أيها الزمن الفائض من قبلات مسروقة 

ملفوفة في ريق الحرير وجسد الماء

آتيت إليك اليوم وفي يدي الفأس 

التي حملتها بصمات جدي

لتأخذها يديك التي استعبدتها أچساد

النساء 

وأرسلتها أسواق النخاسة

خدعك الطائف الغريب أيها النقي

واسترسل دمك ك مطر على قارعة

أرض يابسة

 كنحاس منصهر فوق جلود عشب 

وضحك عليك من أعماق المكر

حين أوهمك أن الأرض لا تدور

لم تفهم مرة مكر الأصابع

التي دست السم في خيوط العنكبوت

كي تعرقل خطوات العودة

وتقتل الظل المغشو عليه 

في الطريق 

حتي تزيل آثر خطواتك التي ستعيدك إلى المنزل

وتغلق نوافذ الذاكرة في تلك البلاد 

الجريحة

ولا يتبقى سوى أطلال تلك الزهور البلاستيكية 

  الشاعر محمد محمود البراهمي

حروب الشياطين بقلم الراقي طاهر عرابي

 "حروب الشياطين"


هذه القصيدة تأخذك إلى قلب عالمٍ مقلوب، حيث يسود الطغيان والخراب، ويصعد فيه صوت الشياطين البشرية، بينما تتخبط براءة الضحايا في فوضى لا تُحتمل.

هي محاولة لرصد الألم، والذكريات الممزقة، والصراعات التي تمزّق الداخل والخارج، بأسلوب يكشف عن سؤال البقاء والمعنى في زمنٍ بلا رحمة.

المعارك تبدأ من نهاياتها، وتفقد بداياتها،

بين البدايات والنهايات، جرح بحجم الأرض…



حروب الشياطين

قصيدة للشاعر والمهندس طاهر عرابي

دريسدن – 30.06.2023 | نُقّحت 30.08.2025



كلُّ الطغاةِ لبسوا جلودَهم بالجشع،

تقطرُ منها رائحةُ العُثِّ والعبث،

وغيومٌ، كفقاعاتِ البراكين،

تزفُّ الجفافَ إلى الوجوهِ الرمادية.


قحطٌ في النفوس،

ومزارعُ وردٍ محميّةٌ بزجاجٍ بريء،

تذبلُ بلمسةِ خيانةٍ للانتماء.

سماءٌ دامسةٌ بلونِ جدران الأفران،

والخبزُ رحلَ مع عبثِ الطغاة في القمح،

وخرائطُ الخراب مطويّةٌ تحت ألسنةِ الصامتين.


فكلُّ شيءٍ يوحي بوجودهم،

مطمورًا تحتَ مناجمِ الجشع.

نراهم… لكنَّ الخوفَ العظيمَ ينهانا،

فنستعيرُ الشفقةَ لسترِ قوّتنا.


2

وصلتنا رسالةٌ مشفَّرةٌ بتقنيةِ المجرمين،

بلا عنوان،

بلا يدٍ آدميّةٍ تمسكُ القلمَ والحرف.

رموزُ الصفرِ والواحدِ

تبدِّلُ الأخوّةَ بالتيه.


“لن تعودَ الحياةُ كما كانت.

انتظروا نظرتَنا اللاهبة.

سندمّر الأبنيةَ والشوارع، ونقتلُ الآلاف،

نشرّدُ، ثم نعيدُ الحياةَ،

كأنّ الأرضَ قد انقلبت من جديد.


نعدُكم بالرخاء بعد الدمار،

فلا رخاءَ دون هزيمة الآخرين.

والآخرون… ليسوا نحن، أسيادَ القوّة.


إنها إرادتُنا أن نكونَ بثقافةِ الزنبقةِ الوحيدة،

فلا مكانَ إلا لزنبقٍ مُهَجَّنٍ

بنظراتِ الأسياد.”


3


لفّتنا الحيرةُ مثل سيجارةٍ كوبيةٍ دست بين شفاهٍ مرتجفة،

مثل شفاهِ سمكةِ الخفّاش، حمراءٌ تترهّلُ بالرّهبة،

وصعدَ الدخانُ من أفواهٍ ذابلة


علقت صخورٌ ثقيلةٌ في هواء الغرف،

وصارَ مشوارُ الجندي ينتهي على عتبةِ البيت،

وداعُه من أهله أشبهُ بقتله بين أحبّته.


لم يدخلْ خندقًا ليدافعَ عن وطنه وكرامته،

ماتَ بشريحةٍ ذكيّةٍ زُرعت عند ولادته،

حرصًا على زواله… وقتَ الحاجة.


من يدري أين شرائح الفناء،

ومتى تتساقط الأجساد مثل تفاحٍ غزاه الدود

دون علمِ الشجرة؟


المدارس تطلي كتبها بالسواد المنتحر غضبًا،

من تعميمه على الجميع،

والتلاميذ يظنون أن درسًا في مادة العبثية

ليس فيه امتحان.

سيُقدَّم عبر انفجار القنابل،

ويبقى لهم حرية الإجابة.


أي حرب تكون لنعود بلا معنى؟


خرج التلاميذ وقالوا:

تعالوا نبحث عن مجرى النهر.

لقد احترقت أشجار الصفصاف على ضفّتيه وجفت،

الضفادع فاغرةُ الأفواه وكأنها تصرخ في العظم،

وربما ابتلعه القنابل العنقودية فصار بخارًا تائهًا.


أي مكان سنختار له إن وجدناه؟

نأخذه إلى بيوتنا إن بقيت،

أو نصعد به إلى السماء.

حقًا، لم نفكر بشيء أصعب من البقاء،

ونحن من يتحمل مسؤولية جريان الماء.


حزنوا وغنوا أغنيةً عفوية:

يكذبون، حتمًا يكذبون.

لن يعود شيء كما كان.

النهر تبخر، والضفدع مظلوم،

سنبات الليل بحسٍّ مسموم.

ما كان لهذا أن يكون،

لولا أنهم عنّا غافلون.


4


تبهت ألوان الأعياد،

وترتدي الأمهاتُ الحِداد،

ويبقى الخوف على أطراف الوسائد.


ونحن نحلُّ معادلات فيزياء الطغاة:

قنبلة تقع على لغمٍ أرضي، والنتيجة:

بركان برائحة الحزن،

وثقبٌ في السماء،

ولا بقايا للفرح سوى دموع على الوسائد،

قبل النوم وبعد انقشاع الظلام.

يرتب الحزنُ وجوده ويحتلّ الجسد وكل الكلام.


كان لدينا أغنيةٌ رنّانة،

تعزف على الغيتار في الهواء الطلق،

وفيها يكثر الرّقّاصون مثل أسراب الحمام.


غيّرنا الأحلام،

وعزفنا على الغيتار بلا أوتار،

فكثر الباكون على الحياة.

لا تمثلونا في شقائكم، نحن أبرياء.


لن تعود الحياة كما كانت،

والشياطين مختصر الكراهية في قذيفة.

والذكريات الأليمة كراهيةُ الأجنّة في البطون.


أي مولودٍ سيفرح بميراث الخراب؟

ماذا نعلّمه؟

كيف نصنع منه حبيبًا،

ونصفُ الحياة قد جرى في أهواءِ الشياطين؟


ذكرياتُنا تحولت إلى صرخاتٍ في الظلام،

ولن نفيق على ضحكة.


أصبحنا نضحّي حتى بأقلام الرصاص،

ونكتبُ بالإصبع على الرمل،

لا نريد تاريخًا لا يُقرأ.


عشقنا بديع الزواحف والنمل،

انحرفنا، انجرفنا، وتعفّننا في صمت.


الكلُّ مهيّأ لأن يبقى مسكينًا،

متلعثمًا في ساعات العمر،

وصامتًا كلما احتدم الحوار،

وشطب المربّع الأول من مكوّنات الحياة.


وصار التاريخ نسيًا منسيًا،

في هوامش الكتب المهجورة.


الحرب من الخارج، الحرب من الداخل،

الحرب زهرُ المجرمين وثمرةُ الطغاة،

ونحن نلتهم النار قبل أن تحرقنا.


5

يقولون حين نولد: أنتم نجومٌ ساطعة.

لم نرَ النجوم تشبهنا بشيء،

والقمر صار غبارًا أو حجرًا بلا نور.


صرتُ أتمنى أن يبقى كلُّ شيء على حاله:

شمعةٌ وعلبةُ كبريت،

إبريقُ شايٍ أسود،

وقليلٌ من الحطب،

دخانٌ نعشق رائحته من زيتونةٍ تنتمي لنا.


القادم أخطر:

زوبعةٌ تلد الخراب دون حياة،

تدمّر علبَ السجائر،

وتحزن كلَّ أشكال الرفاهية،

حتى أغنية العرس القديم سيطولها القهر.


والشمس تنطفئ قبل أن تشرق،

والعالم يفتح أبوابًا لا نريد دخولها…

أبوابًا تُفتح للخلف.

وفي الخلف تموت الهاوية.


كنتُ أظن أنني أملك حلمًا،

فيه حبٌّ رحيم،

واسترخاءٌ على بساطٍ من أعشاب البساتين.

لكنني أيقنت أنني أحببتُ سطورًا وهمية،

لم يفهمها أحد.


والكل مثلي،

تحت عباءة خيوط العناكب،

نهتزّ ونتشبّث ببعضنا،

حتى تنقطع الأزرار،

وتتهرّج الخيوط.


نمثلُ اليقين على قصبة،

وطريقُنا خيطٌ مجدولٌ من شعرِ الحسرة.


صيدُنا البقاء حتى نرى اليوم الأخير،

فنكون آخرَ الحروف في فوضى العالم.


صرنا نراهن في الحياة على الحياة،

مثل مصباحٍ يخشى ذهابَ زيته،

فتراقص مع اللهب،

ونسي الضوء ليعلن الحداد.


لسنا عنقَ زجاجة،

وأجسادُنا ليست لخمرِ المهووسين

بغطرسة الإنكار والفقد المريح.


ها نحن نعيش،

ننتظر موتهم قبلنا،

لعلّنا نفرحُ فرحةً وحيدة،

تكفي قبل الدخول في الغيب.


لكنّه كُتب بقلمٍ لا يتعب،

قلمٍ يكره القنابل،

ويميلُ إلى لغةِ السلام،

لغة الأرض، وبساط حروف الإنسان، وولادة الكلام.


طاهر عرابي – دريسدن

خيانة العهود بقلم الراقي أحمد عبد المالك احمد

 خيانةُ العهود


بقلم: د. احمد عبدالمالك احمد 


ما بالُ أقوامٍ إذا ضاقَتْ بهِمْ سُبُلٌ

خانوا القلوبَ، وأودَعوا في الغَدرِ عُذْرَا؟


شَهَروا الجِراحَ، وكانتِ الأيّامُ قد

سَتَرَتْ جِراحًا، فاستباحوا السِّرَّ جَهْرَا


نَثَروا عُرْيَ القولِ بينَ لِسانِهِمْ،

فإذا انكَشَفَتْ أرواحُهُمْ، لَعَنوا الدَّهْرَا


والدَّهْرُ ما خانَ العُهودَ، وإنَّما

خُنّا العُهودَ، فصِرْنَا الوَيْلَ والنُّكْرَا


يا مَنْ يُذيعُ سُرورَهُ أو بُؤسَهُ،

اكْتُمْ فُؤادَكَ، لا تُبِحْ للمَوْجِ سِرًّا


فالناسُ نارٌ، إنْ قَرُبْتَ جُذوعَها،

أَلْقَتْ عليكَ لَهِيبَها حِقْدًا وغَدْرَا


فابْكِ الإلَهَ إذا بَكَيْتَ، فإنَّما

دَمْعُ الخُضوعِ يُطْفِئُ الأوْزارَ جَمْرَا

رحلة مضنية بقلم الراقي محمد سامر الشيخ طه

 (رحلة مضنية)

  تطول المسافاتُ

  بين الحياةِ وبين الحياةِ

  ونحن على الدربِ 

   نجهَدُ في السير

   نركض نعدو نطيرُ

   إلى الأمنياتِ

ولا شيءَ نحصدُ

في زحمة العمرِ

غير َ الوعودِ

وبعضَ الفتاتِ

   ***********

تضيق العباراتُ

تمتدُّ مثقلةً في الضلوعِ

ترتِّبُ ألفاظها في خشوعِ

ويعتذرُ النطقُ

لا شيءَ يظهرُ فوق الشفاهِ

سوى الحسَراتِ

 وآهاتِ قلبي الذي يتمزَّقُ

شوقاً لما هو آتٍ

وليس بآتِ

   ************

تعودُ المسافاتُ

نحو الوراءِ

تعفِّرُ ما قد تبقَّى 

على الغصنِ

من ذكرياتِ

وتقطفُ بعضاً 

من اللّمحاتِ

التي ضيَّعتها السنونُ

فصارت

وقد نال منها المنونُ

 كمثلِ رفاتِ

    **********

أرى الكلَّ يمضي مع الكلِّ

في عالم الوهم

متجهاً في جميع الجهاتِ

أرى الأمر يبدو

عصيَّاً عن الفهم

فالكلُّ يرجع خالي الوفاضِ

وليس لديه من السعي

خلفَ الحياةِ

سوى الترَّهاتِ

    **********

إلام سنبقى

نضيِّع ما قد تبقَّى

من العمر لهثا وضنكاً

وحزناً وخوفاً

من النائباتِ

أليس من العدل أن نستقرَّ

وقد أخذ العمر منَّا الكثيرَ

من السنواتِ

ومازال يأخذ منَّا

ونحن نسيرُ

بصبرٍ ووهنٍ 

إلى آخر العمر 

نحو المماتِ

              ٢٩ - ٨ - ٢٠٢٥

        المهندس : سامر الشيخ طه

سأترك خطاي بقلم الراقية ماري العميري

 سأترك خطايَ

على أرصفةٍ تبللت بأحلام الرحيل،

أعلّق قلبي

على نافذةٍ تهبّ منها رائحة الأوطان.


العمرُ يهرولُ،

كغيمةٍ تتبعها أسرابُ الضوء،

وأنا أستظلّ بظلّك،

أجمع فتات الدفء

من محراب انتظارٍ لا ينتهي.


كم يشبهني الربيع

حين ينثرُ أوراقه على طرقاتٍ عابرة،

ثم يرحل...

ويتركني ألوّحُ لما لا يعود.


يا صدى الروح،

خذني إليك قوسين من الأمل،

فقد أتعبني السفرُ،

وأرهقني التيهُ

بين محراب الشوق،

وغربةٍ تزرع في صدري

أشجار الحنين.


في ليلٍ غريب،

أجلسُ على عتبات الفكرة،

أستجدي من القمر بعض عزاء،

أحاور ظلّك

كأنّه آخر ما تبقّى منّي.


كل الأشياء تنام،

إلا قلبي،

يُحصي ملامح الفقد

كحارسٍ أرهقه السهر،

ولا يجد سوى دمعةٍ

تتدلّى على شفاه الفجر.


أمدُّ يدي نحو الغد،

فأراه هشًّا كالزجاج،

أكتب على صدر الريح:

لن يضيع العمرُ

ما دمتَ فيه،

ولو جاءني الشتاء

بألف ثوبٍ من الصقيع.


ماري العميري

نواح الملح بقلم الراقي رشيد الصنهاجي

 / نواحُ الملح /


في خاصرةِ الموج

تمشي الأمهاتُ 

على عصيّ من صبر

يُطاردنَ صدى الأسماء

التي ابتلعتها الأعماقُ

كأن البحرَ قبرٌ يتنفّس.


تغزلُ الريحُ على مناديلهنَّ

خرائطَ من دموعٍ يابسة

كلُّ وشاحٍ قصيدةُ فقد

وكلُّ خطوةٍ سؤالٌ معلّق

أين رحلتم

أإلى وطنٍ آخر

أم إلى قاعٍ لا عودةَ منه


الأمواجُ تتهامس

كانوا يفتّشون عن كسرةِ خبز

عن نافذةٍ لا تُغلقُ بالواسطة

عن سماءٍ لا تبيعها المحسوبيّة

عن وطنٍ لا يطرد أبناءه


لكن البحرَ أدارَ ظهره

ابتلع الحلمَ

وتركَ للأمهات

جثثًا من الغياب

وأصواتًا تتردّد في صدر الليل

وطنٌ يضحكُ من خرابِ أبنائه

ويتركُ الأمهاتِ وحيدات

يغسلنَ وجوههنّ بملحٍ لا يجف.


في خاصرةِ البحرِ  

تمشي الأمهاتُ على ظلِّ الغياب 

ينادين أسماءً  

ابتلعها الموجُ ولم يُجب 

كل وشاحٍ يحمل قبرًا

وكل دمعةٍ تقول: أيُّ وطنٍ هذا.


/ رشيد الصنهاجي /

/ تلقائيات /

على قدر عينيك بقلم الراقي الطيب عامر

 على قدر عينيك و ما يسكنهما من 

نظرات الوئام يأتي المساء مكللا

بفضيحة السرور ،

يلهمني كيف أنشأ من قريب 

من بسمة ربانية تشرب رحيق

الكلمات ،

أو من لهفة فوق العادة هي توأم 

مدهش لوقفتي على أعتاب الغروب ،


علمتني قهوتي كيف أصلح بطعمك 

البعيد نكهة الوقت في أوصال وجودي ،

و كيف أكتبك على مهجة الآفاق 

بحرف من شكر و امتنان ،

كيف أذوب في تفاصيلك لأجتمع 

من جديد في متاهات جمالك ،


كل سطر إليك يعلمني كيف أقرأني 

على لسانك الراسخ في الرحمة و نعمة

الوداد ،

و كيف أقرأ سجل الليل بلغة أخرى 

غير لغات الأنام ،

أبجديتها بنت بارة بقداسة 

الإلهام ،


كل كلمة أقطفها من بساتين تجليك 

مبللة برذاذ عطرك ،

و كل عبارة مصابة بك حد 

بشكل صحي للغاية يحاكي خطواتك ،

كل فاصلة تفاخر حرفي بأنها تنحدر 

من نسل الفواصل في صمتك الشجي ،

و كل علامة استفهام تسألني عن لغز 

البياض الذي يكتسح نصوصي 

الخجلى كلما ذكرتك بين السطور ،

و كل علامة وقف تأبى إلا أن توقفني 

لتستفسر عندي عن سر تلك البهجة 

التي تسبقها أو تليها كلما كتبت

لك أو عنك ،


يا انثى من صميم النور ،

كلما جلست تزاحمت الألغاز 

حول ثوبها ،

و كلما مشت الهوينة على رمش 

الحياة ،

مال الدرب كل الميل لشبهة الملاك 

فيها ،

و فرش لها نفسه غيما و مطرا يليه

ورد و أمومة ،

أما إذا ابتسمت نازعني البحر فيها 

و من خلفه نوارس السفر ،

و لسان موجه ينادي ،

إنها موجتي الشاردة 

التي فرت مني ذات صباح ،

مع أغنية و منتهى الإنشراح. ...


الطيب عامر / الجزائر...

الإقلاع من بوسطن بقلم الراقي عبد الله سعدي

 ✈️ 


الإقلاع من بوسطن

✍️ عبد الله سعدي


على مدرجٍ يلمعُ تحت ضبابِ الأطلسي،

كانت الطائراتُ تُلوّحُ بأجنحتها

كطيورٍ مهاجرةٍ تبحثُ عن دفءِ آخر.


بوسطنُ، مدينةُ المرافئ والعقول،

تركتُها خلفي تتلألأ كصفحةِ كتابٍ لم يُغلق،

فيها نهرٌ ينسابُ مثل موسيقى هادئة،

وفيها وجوهٌ بقيت معلّقةً على زجاج الذاكرة.


حين ارتفعت الطائرة،

صارت الأضواءُ حباتِ لؤلؤٍ متناثرة

على صدرِ الليل،

وصار قلبي يرفرفُ بين مقعدي

وما تركتُه هناك من كلماتٍ غير مكتملة.


الإقلاعُ ليس حركةً في الهواء فقط،

إنه ارتحالٌ من ذاتي إلى ذاتي،

خروجٌ من ضيق اللحظة

إلى اتساع الغياب.


وها أنا أُحلّق،

كأنني أكتبُ قصيدةً مفتوحة،

يخطّها جناحٌ أبيض

على صفحةٍ زرقاء لا تنتهي...


---

عبد الله سعدي

مرايا الهوى بقلم الراقي ربيعي محمد

 #مرايا_الهوى


أيا أنثى، على وجهِ المدى تتزيَّني

شمسَ المشارقِ أو نجومَ الغُربانْ


عراقيَّةٌ… والنخلُ يشهدُ بَوحَها

بدجلةَ، بالعُشّاقِ والولهانْ


ومصريَّةٌ… فيها المَحاجرُ فتنةٌ

كأنّها نيلٌ، يُغنّي الأزمانْ


وشاميَّةٌ… والوردُ يزهو وجهَها

دمشقيّةُ السحرِ، تُسكرُ وجدَانْ


ونجديَّةٌ… بالبادياتِ كأنّها

قصيدةُ رملٍ، في هُبوبِ الرَّمْلانْ


وسودانيَّةٌ… في بسمَةٍ قد زانها

دفءُ القلوبِ، ونورُها الفيضانْ


وتونسيَّةٌ… كالرملِ فوقَ شواطئٍ

تُهدي المدى، قُبَلاً بلا نُقصانْ


وجزائريَّةٌ… في الثغرِ نارُ محبَّةٍ

كالأوراسِ، عِزيمةٌ وإيمانْ


وفارسيَّةٌ… في العينِ بحرٌ ما لهُ

شَطٌّ، ولا يُدرى لهُ شُطآنْ


وأندلسيَّةٌ… والموشَّحاتُ حُلِيّها

فإذا غنَتْ، طربَتْ لها الألحانْ


ومغربيَّةٌ… في الحُسنِ قَصْرُ مَراكشٍ

في مقلتيها زهرُها الفتّانْ


أقولُ: النساءُ كرامةُ الروحِ،

بِهِنَّ تصانُ الدُّنيا ويعلو الشانُ.


---


بقلم/ ربيعي محمد

من روائع الحياة بقلم الراقي بسعيد محمد

 من روائع الحياة ! 


بقلم الأستاذ : بسعيد محمد  


الأهداء : ألى ذوي العقول الطيبة ،وإلى ذوات النفوس الملائكية الجميلة ،إلى كل من اتخذ الجمال الروحي والفكري والخلقي لباسا فاخرا وأنيقا ،ودربا مخضرا مزهرا ،و سماء حبلى بالخير و السعادة والأخاء وقيم الوجود الخالدة 


يا شذى الورد ،يا نشيد العصور 

يا محيا زها بكل سرور  


يا جمال الشعاع في الصبح يغشى

كل روض مدبج بالزهور  


يا رواء المساء ينعش فكرا  

و يثير المنى و كل سروري 


عطرت روحك الحبيبة دهرا 

سامقات ذوات حسن مثير 


كم ر نا قلبك الوديع لماض 

ضم أمجاد أمتي في حبور 


تلك بلقيس ألهمتك المزايا  

و سمت للعلا و نجم مثير  


عمد من صروح عز تسامت 

منحتك السنا وعزم الصقور 


كم رسمنا من الشعور وجودا 

ذا جمال و رونق و حبور


و صنعنا من الفؤاد صروحا 

خالدات خلود عزف أثير 


يا للقيا ضمت نعيما وودا 

و أريجا سرى بعذب نمير  


متع رفرفت تنير سماء   

و و رحابا تزينت ببدور 


متع العمق و الفؤاد فضاء 

آسرات لنشوتي و حضوري 


متع ثقفت قوانا و جوبا 

لربيع وشى المدى بعبير  


و علت تبتغي النجوم ابتغاء 

و رواء يشفي جراح الدهور  


كم لقاء حوى النفوس ابتساما  

سكب الحسن في الحشا وضميري 


و ابتسمنا لموطن و ترا ث 

و صباح ذي رونق و سفور


و نفخنا في النشء كل جميل  

و عظيم يقد صلب الصخور


أنت ،ما أنت أنت ناي جميل  

و رنيم يحيى فؤاد الكسير  


أثلج الصدر والحشا ووجودا 

يتهادى في مخمل وحرير  


يا محيا ضم الورود ونفحا  

منح العمق باسمات العصور 


يا لثغر ضم الروائع ضما  

وابتسام يزيل كل الشرور  


ألهم الطهر و الصفا و و دادا 

و فضاء من روعة و حبور  


و لحاظ حوت ربيعا زكيا  

 ورياضا ذوات وقع مثير   


لست أسلوك يا سنا و سماء 

ضمت الحسن ,و انفتاح الزهور 


لك في لجة الفؤاد قصور 

شامخات شموخ تلك البدور


طلل عابق بعمقي يحيا  

و رنيم شدا بشدو الطيور  


يا لذكرى تظل تحفر عمقي 

بمزيح من لوعة و سروري 


يا لذكرى منحتها كل روض  

وخميل مخضوضر مسرور 


أنت في عمقي الجريح كنار 

هو مني كخافقي و سميري 


لك من مولع وفي سلام  

و أريج من عابقات العصور !!!


الوطن العربي : / 29 / رجب / 1446ه / 29 / جانفي / 2025م

رسائل إلى صبح بقلم الراقية أحلام الزامكي

 رسائل إلى صُبح.

رسالة (٣ )


و لأنَّكِ لم تسألي لم أُجِب. ليسَت في طباعي ـ كما تعلمين ـ المُساوَمةُ في إبراءِ وجوهِ الكلام؛ أردتُ ـ فقط ـ ألَّا أكونَ ممَّن خصَّهُم الجاحِظ بقوله:" يُعرَف الأحمقُ بثلاث، وذكرَ منها: أن يُجيبَ عمَّا لم يُسأل عنه.


بعضُ الخِلافِ أبكمٌ يا صُبح ؛ لا يُكلِّفُنا جلسةَ قراراتٍ ليليَّة، لا يُشكِّلُنا ـ كما شاءـ دُمى مُفرَغة تحرِّكُها خيوطُ حيرة من خلفِ سِتار، لا يبتزُّ ترابَنا الأبديَّ لنبكي، لنصرُخ، لنُعلنَ احتجاجَنا، ولا هوَ حتى يملكُ جوازَ سفرٍ مطبوع بموعدِ انتهاءِ مُدَّة .

خلافٌ غير مُنتهي الصلاحيَّة؛ لكنَّه أنيقٌ بما يكفي ليرتديهِ كلانا في مواسمِ العِتاب، خلافٌ من نوعٍ سرياليٍّ مجنون ؛ يلوحُ من بعيدٍ بألفِ معنى ، لنختارَ نحنُ معنانا المُحايِد.

لا أُخفيكِ ـ رفيقتي ـ أنِّي لم أفقِد قبلَ الآن نحوَكِ البوصلة، بدا لي أنَّ بيننا كثيرًا من طواحينِ الهواء و سِكَكِ الحديد و أفدانٍ من تُرابٍ مُتمرِّد لا يخضعُ لأوراق ثبوتيَّة ؛ لكنِّي لا أعرفُ ماذا كانَ بعدَها !

أَقفزتُ أنا من خصاصِ النافذة؟! 

أم أنَّكِ مَن أضاعَ أوراقَ العُبور؟!

تذكَّرتُكِ اليومَ وهي تمطر !

لا أعرفُ كالعادة وجه الشبه بينَكِ وَ المطر!

 ربَّما هو حُزنٌ ناعمٌ يهطلُ على عُشبةٍ منسيَّة أسفلَ صخرةٍ عمياء في ليلٍ غجريٍّ رتيب !

حُزنُ المطرِ مُوجِعٌ يا صُبح ، لطالما كانَ المطرُ نافذتَنا الأخيرة لنفرَح؛ 

لكنَّهُ هذه المرة كان حُزنًا عريضًا، عانقَ البيوتَ العتيقة و التلالَ والمآذِنَ في صمت،قبَّلَ وجناتِ الشجر في شوق ؛ فانحنَت بحياءٍ نبيلٍ بلا عَتَبٍ عن غياب،

تذكرتُكِـ ـ ياصُبح ـ حين لاحَ لي وجهُ المدينةِ وهو يغتسلُ بالحزنِ الأنيف ، وقفتُ أرقبُهُ كما يقفُ الحالمونَ على أعتابِ المُدن التي تلفظُها الخرائط ؛ فتنجو من مناجلِ الجغرافيا و متارسِ كُتَّابِ التاريخ الجديد .

سمعتُ نُواحَ المزارِبِ على الأسطحِ المَنسيَّة ، طقطقةَ الطيورِ المُبتلَّةِ بأجنحتِها لإغراءِ الشمس بالمُكاشفةِ بسرِّها المعهود ، رأيتُه نهمًا يبتلعُ بيوتَ الصفيحِ ، كراتينَ المُشرَّدِين، و قواريرَ المُتجوِّلين التي جمعوها من حاراتِ المدينةِ الشاردة ، لكنَّه أعادَ ترتيبَ الحكاية بطريقته؛فحكمَ بعودةِ القوارير لمواطنها الأولى..

مثلكِ هو يا صبح قاتلٌ أنيق؛ لكنه أيضًا مُتعَبٌ مَهزوم؛ ظل يركضُ طويلا طويلا حتى استراحَ أخيرا على صدرِ البحر، في قلبِ المدينة.

فتيقَّنتُ ـ يا صُبح ـ أنَّكِ في هذا التوقيتِ ـ تماماـ قد استرحتِ للأبد.


أحلام الزامكي💞

ميلاد الرسول بقلم الراقي عبد الكريم عثمان

 ميلاد. الرسول 

     يا. سيد. الأكوان. ذكراك. بالأذهان

     ناديت. بالسلام. عقيدة. عنوان

     وشائج. الأقران. تسامح. غفران

     صنائع. المعروف. غراسها. قيعان


     شرائع. السماء باتت. بلا أوزان 

     أصاب. بالجنون. أدب. كالعميان    

     في. حضرة الإله. مكاره عصيان

     همومنا. اقتناص. كرامة. الإنسان


     يا سيد . الأديان. في هذه. الأزمان

     نساق. كالعبيد. نباع. كالثيران.   

     يجوع. الوهيد والشيخ والغلمان

     ليحطموا الٱمال. ليسرقوا. الأوطان


     أشكو.لكم أشكو. نوازل. الطغيان

     فلتسأل. القيوم. المالك. الرحمن 

     من ضيع. المظلوم من أحرق. الغيطان

     فلينزل. العقاب. من عنده طوفان 

     عواصف. هوجاء. تزلزل. الأركان

     قواصف. صماء كي تصعق العدوان  

         عبدالكريم عثمان ابو نشأت عمان الاردن

أدمنت حبك بقلم الراقي د.محمد الصواف

 (( أدمنت حبكِ ))

بقلمي :

د.محمد الصواف


أدمنتُ حبكِ

حتى ملأ قلبي وفاض

حتى ملأ صدري وكثرت الآهات


لا الليلُ يهدأ في غيابكِ

ولا الصباح يصحو بالميعاد

فأنتِ نبضي، وهمسي، ونبضُ الحياة


كلُّ الحب ... 

من القلوب قد سلبتِه 

لأجلكِ صنعت المعجزات

فكيفَ أعيشُ وبعضي فيكِ

والباقي ضاعَ في النظرات؟

عمري ما عادَ مِلكي

أهديتُه لكِ… 

لتبقي أكثر في الحياة.


في غيابكِ يموت الوقت

ويغدو الورد رمادًا

 والسكونُ عاصفات

فلا تكوني حلمًا عابرًا…

بل كوني نبضاً 

لا يعرف السُّبات

ماذا بحبكِ أفعل؟

وعيوني تراكِ كلَّ النساء…

بل كلّ ما في العمر من أمنيات


هل تتحققُ أحلامُنا؟

وأصحو من بعدِ سُبات؟

أم نبقى نُلاحق ظلَّنا

في طرقٍ تجهل النهايات؟


كلما سألتُ قلبي:

أين أنتَ؟

بكى…

واعتذر عن الجواب،

فما عاد يعرفكِ…

إلا وجعًا يسكن في السراب.


بقلمي :

د.محمد الصواف

٣٠ / ٨ / ٢٠٢٥

وطن جريح بقلم الراقي يوسف مباركية

 *** وطن جريح ***

قلبي تيقن يا وطن

أن الدماء لك فداء

قلبي تفطن يا وطن

حين أبصرهم غثاء

نفسي تئن من المحن

و ليس يشفيها البكاء

و الصبر ذاب كشمعة

و الليل طال بلا ضياء

و اليأس يغرز نابه

جرحا يهدد بالفناء

إلا من الله الذي

يخفي السعادة في الرجاء.

**********************

الشاعر الجزائري: يوسف مباركية

Youcef Mebarkia 

/ Algerian poet

موعد مع الحسناء بقلم الراقي رشيد اكديد

 *موعد مع الحسناء* 

في ليلة مظلمة سوداء

تسللت إلى شرفة الشقراء

كان الليل حالكا يراقب الأجواء

والنجوم تتغامز في استحياء

والبدر أخلف موعده عن السماء

والنوم يداعب جفون العذراء

وأجساد الورى كالجثث من العناء

والوشاة يتخافتون بلا ضوضاء

طرقت بابها وجلا أتنفس الصعداء

 فتحت باسمة وجهها وضاء 

والعيون تتلألأ نورا وضياء

وأنفاسها عذبة كريح هوجاء 

أمسكت يدي وسألتني في استغباء 

مالذي جاء بك ليلا إلى الأنحاء؟

ألاتخشى من الأنواء والأعداء؟

وأن يراك الأهل أو الغوغاء؟

فيقتلوك وتموت ميتة الجبناء

أو تصيبك اللعنة فتنبذ في الخلاء

أجبتها والعرق يتصبب كالماء

إنه العشق قد سرى في عروقي يا حواء

فعجزت عن مقاومة الحب والداء

عقلي بالعشق حائر والفؤاد مستاء

وأنا بين الحياة والموت كالتعساء

عشقتك بشغف وكل أملي الإرتواء

وجن جنوني وطار الكبرياء

جفونك مرافئي وشفاهك لي دواء

والخصر قلعتي والخدود ملجئي للاحتواء

والجدائل أمواج تتقاذفني برفق واعتناء

لن أبرح محرابك ولو علقوني على النخلة العلياء

لن أنساك حبيبتي ولو أهدوني ملايين النساء

حبك سيبقى شامخا رغم الداء والأعداء

وإن غدرني أهلك والحساد سأكون من الشهداء

 *رشيد اكديد-المغرب*

بتاريخ : 28\8\2025

ولقد تمكن من فؤادي بقلم الراقية أماني الزبيدي

 وَلَقد تَمكَّنَ مِن فؤادي عندما

طَرَقَ المَسامِعَ صوتُهُ وتَرَنَّما


همسُ جَرَى جَرْيَ النسيم بليلتي

وسقى رقيق القولِ قلبي زمزما


وانا اللبيبُ إذا أتاني طيفهُ

شَرَدَت حروفي واللسانُ تَلَعثَما


عَجَبي على مَن صَدَّ كُلَّ مُتَيَّمٍ

وَلِشَدوِ صَوتكَ قد هوى واستسلما


دارَ الحديثُ فَدارتِ الدنيا معي

وكأنهُ غيثٌ على جدبٍ همى  


وَسَألتُ قلبي هَل أصابكَ عِشقُهُ

مُترددا وَأًجابَ قلبي رُبَّما 


وَسَما بِنا ذاكَ الغرامُ مُباهياً

مَن مِثلنا ذاقً الهوى وَتَتَيَّما


وَتصافَحت عَبْرَ البلادِ قلوبنا

والحبُّ شعرا في القصيدِ تكلَّما


بِنَدَى الوفاءِ تَوَضَّأت أقلامنا

والشَّوقُ مِن نَبضِ الحنينِ تَيَمَّما


وَبِغَفلَةٍ ضاعَتْ مواثيقُ الهوى

حُلُمٌ بانيابِ الحقيقةِ أُعدِما


قَصرُ مِنً الأوهامِ قامَ بليلةٍ

ما إن بَدًت شَمسُ النهارِ تَهَدَّما


           أماني الزبيدي

أتصدق بقلم الراقية سماح عبد الغني

 اتصدق


بقلم الصحفية/ سماح عبدالغنى 


          أتصدق 

 َ بأني فى لحظـــةٍ أتغير

  وعنْ كلِّ هذا الحبِّ أتحول

  أبداً فالله حبُّكِ كان التمني 

 وأصبح عمرا أطمع فيه 

وأعيش حياتي فى الجنة

    أنت الذى وصلت لروحي 

   وفتَحْت بابا للأحلام 

كان يوما مغلقا

    فلك الحياةُ تبسّمت  

والحب أصبح كضوء الشمس 

بعد أن كان مبهما 

     والكونُ أصبحَ مُنذْ عشقتك

 يفتح لي ذراعيه 

وانطلقت كل عصافير الحب 

ترفرف لي بجناحيها 

أنت الذي وصلت لروحي بالهوى 

    حقيقةً كملت الأركان 

      قدراً لقلبي رضيت به

 وحُكمَاً كان منزلا 

كما الأية على الرسل 

لتهدى قلبى العاصى 

    أنت مَنْ جعلْتُ القلْبَ

 لك وطنا ومسكنا

 وجعلت من وتينى 

محرابا تراتل فيه أيات عشقك

 ليسيل فى أعماقى جدولا 

ينساب على قلبى 

أحبك يا من ملكت الروح 

وروحى إليك تستسلم

معراج الصعود بقلم الراقي سامي الشيخ محمد

 معراج الصعود 14

فجر الانتصار 


نار حارقة ودخان على الغاصب المعتدي الغدار

جمر على وجه الأرض

 تحت أقدام الغزاة العابرين

هطل حميم على وقع النداء الأكبر 

حي على الفلاح

الله أكبر

نور يسعى في العلا والآفاق الرحيبة 

من رأس الناقورة إلى أم الرشاش

يبهر الكون بحسنه والدروب الواصلة للحمى

آناء الليل وأطراف النهار

رجال عاهدوا الله على النصر والشهادة

 في غزة العزة والكرامة والفخار

تبارك الحق النور المبين والضياء

إلهنا سيدنا ومولانا العزيز المقتدر

 الجبار

الفجر آت آت رغم الدمار والموت المُعجّلِ 

والحصار


د. سامي الشيخ محمد

سحابة الحب بقلم الراقية حنان عبدالله

 سحابة الحب كانت تُستقى ماكا 

ما إن هجرت الهوى العذري أظماكا


قُل لي متى الشوق يُطفي نار شُعلته؟

قُل لي متى الروح تستروي وألُقاكا؟


تلك السعادة كانت لاتفارقنا

لولاي كانت ولولاها ولولاكا


و في دجى الليل نستفتي النجوم معاً

 أين الوصال كما توحي سجاياكا


طال العذابُ وطال الهجر موعدهُ

والعين تبكي ونبض القلب ينعاكا


والروح تنشد عنك الليل تسألهُ

عن لوعة الشوق بي أشتاق مرآكا


والشعر بعثر فيك النثر مرثيةً

تُبكي الحجارة مما فيك قد حاكا


إن كنت حيّاً فجد لي بالوصالِ غداً

وإن كنت ميتاً سألتُ الله رحماكا


#حنـــــــان_همس_القوافي

أغوتني مرآة روحك بقلم الراقية سامية خليفة

 أغوتني مرآة روحك


 كما مرآة النهر أغوت نرسيس

أغوتني مرآة روحك 

كما مرآة الحقيقة عكست 

على شاشة الوجود نورها

وجهك الوضاح أضاء حياتي

إنها المرآة تشدو لنا

أغاني الحياة

بدفء صوتها 

فلا تستغرب

إنِ المرآةُ حدثتني عنك

عن نبض صراعاتك

عن غصة اختناقاتك

 عن لمعة تأملاتك

تماهيت بك

حتى أمسيت لي

أنا

في حلمي وصحوتي

حتى امسيت لي كتاب معرفة 

ووعي وصدق ونقاء

فيا مرآتي

كوني لي نجمتي التي أحاكيها

فينبلج من وجهي النور والضّياء

كوني لي انعكاسا يسمو بروحي

لأعانق به الحق فتتسع لي الآفاق 


سامية خليفة/ لبنان

كسور فظيعة بقلم الراقي سعد الله بن يحيى

 كسور فظيعة 

................

كثرة الكسور 

بقرت صدري 

أأبكي مودتي ..؛

أم أبكي وعدي ..؟؟

يدثرني السخط 

فهل أرمي ودي..؟؟ 

أوردتي قطعتها ، بيدي مزقتها 

في طي العدا ؛

أجاري دمعتي 

بلوة أمتي..!!

الغوث صفة 

والعون رماد 

من علو سقطت 

فهل سأعلو ..؟

لأقتطف دمعتي ،

لأرجع هيبتي ،

غضبي معراج 

و ثورتي مجداف 

في بحر دمع 

لا يجبر كسري

أين الكبار ..؟؟

وطموح الوقار 

أين مضت الأنوار 

وفجر البدار ..؟

نلنا النذالة تنوب عنا 

والعز وهم هجير 

وسام الكرام حزن مشوه 

موبق مزيف مؤرق..!! 

بالسخط ينطق 

نكبتي ؛ كسور فظيعة 

في جسد هزيل 

من قلة وصل الخلان 

ومن كثرة الطعان 

لم تطل يدي ، يد الأمان 

أحيا ومنايا في الحنايا ،

أمل لعله ، يبدل النوايا 

ويسود الصفو في السجايا .


. بقلمي سعدالله بن يحيى

تأمل ولا تحكم بقلم الراقية عبير ال عبد الله

 ‏تأمّل ولا تحكم

‏تأنَّ، إذا ما رأيتَ الوجوهَ

‏فليسَ الجميعُ كما يدّعونْ

‏وراءَ العيونِ خُطىً مرهَقاتٌ

‏وراءَ السكونِ نداءُ السكونْ

‏تأنَّ، ففي القلبِ جرحٌ قديمٌ

‏تخفّى وراءَ ابتسامِ الجبينْ

‏تأنَّ، فقد عاشَ بعضُ الورودِ

‏شتاءً طويلًا، بغيرِ الحنينْ

‏فلا تُسرعنَّ بحكمٍ مُطلقٍ

‏على من تراهُ، على من يبينْ

‏فبعضُ العيونِ تُخفي اشتعالًا

‏وبعضُ الجسومِ تُخفي الأنينْ

‏تأملْ بصمتٍ، بعينٍ رقيقةٍ

‏كأنكَ تمسحُ دمعَ الحزينْ

‏كأنكَ تعرفُ ما لا يُقالُ

‏وتمشي بقلبٍ نقيٍّ حنونْ

‏ولا تسأل الناسَ: لم أخطأوا؟

‏ولا تُطفِئ النورَ في الحائرينْ

‏فربّك يعلمُ ما في الصدورِ

‏ويغفرُ ذنبَ الكسيرينَ حينْ

‏أتاهم على بابِ ضعفٍ وألمٍ

‏ولم يجدوا غيرَه من مُعينْ

‏فكن عونهم لا قاضيًا في الطريقِ

‏ودعْ عنكَ حكمَ الزمانِ الدفينْ

‏وسِرْ خفيفًا كنور الصباحِ

‏كنقطةِ ماءٍ على غصنِ تينْ

‏ولا تلوّثْ نقاءَ الفؤادِ

‏بظنٍّ، وأحكامِ نفسٍ دفينْ

‏فكلُّ امرئٍ فيه سرٌّ دفينٌ

‏وخلفَ الملامحِ ألفُ سجينْ

‏فإن كنتَ حرًّا بحقِّ الشعورِ

‏فدعهم... ودعْ قلبَكَ المستكينْ


بقلمي عبير ال عبد الله 🇮🇶


6/6/2024

انتظار شمسي بقلم الراقي السيد الخشين

 انتظار شمسي 


 عندما يغيب القمر  

ويطول السهر

وينتابني الأرق 

من كثرة الشوق

وأنسى من أنا 

في لحظةجفاء  

أطير مع أحلامي

فوق السماء

لأكتب قصيدة   

عرفان لإنسان  

سأقول كل الكلام 

الذي لم أقله من زمان 

وأنتظر الصباح

لأعود ومعي روحي 

خفت أن أفتقدها 

في الفضاء 

وأنا أنتظر شمسي  

لتنير دربي

بعد ظلام ليلي 

وغياب قمري


   السيد الخشين 

   القيروان تونس

الجمعة، 29 أغسطس 2025

على حافة الموت بقلم الراقي جاسم محمد شامار

 (على حافة الموت)

في حدائق النار

كان أزيز الرصاص 

ورائحة الدخان والرماد

تُصيبني بالدوار٠٠

أهذي على حافة الموت

فتستيقظ في عيوني البساتين

يتوهج النور بين أغصان

أشجار الرمان٠٠

يرسم ظلالًا

على النهر والجدار٠٠

تعبق الأرض النديّة

بشذا الطين والماء

وأريج العشب المبلل بالندى

يسافر مع نسمة الصباح.٠

أُمراء الحرب

كانوا قساة٠

يسوقوننا إلى الموت

يصنعون في دهاليز الكذب

من الموت انتصارًا

ويحتفلون برائحة البارود

وصوت الرصاص.

وأنا أرثي الحياة…

شذا الطين والماء

ورائحة العشب المبلل بالندى

مع نسمة الصباح…

هذيانٌ على حافة المو

ت.

     د. جاسم محمد شامار

بين الفكين بقلم الراقي طاهر عرابي

 بين الفكين


هذه القصيدة رحلة في هوّة الإنسان المطرود من ذاته ووطنه، بين قسوة الواقع وغربة الروح. هي تأمل في الصراع المستمر بين القوة والظلم، بين الصمت والغفلة، وبين الانكسار والأمل. القارئ مدعو هنا لأن يكون شاهدًا على الانهيار والصمود معًا، وأن يرى ما يحدث “بين الفكين”.



بين الفكين

قصيدة للشاعر والمهندس طاهر عرابي

دريسدن – 05.08.2023 | نُقّحت 29.08.2025


1

وما كنا هاربين، كنا مطرودين

من وطن وأعناب ورايات على القمم،

تركونا فقاعات وسط الانهيار.


حتى في عناقيد مرجان البحر،

نغفل عن لؤلؤٍ يتأرجح في الخلجان،

ونشهد تكالب الضباب الأبيض،

الخارج من زفير السماء، غير مبالٍ بوضوح النهار.


حتى الضوء انكسر،

أرخى نفسه على الضباب مصابًا بالفزع.


نتلكّأ…

نبحث عمّن يقول: “اغفلوا حتى يمرّ الوهم.”


من نحن؟

ونحن نمرّ، نعبر، وننظر، نترنّح تحت حجر السقام.


2

كانت كل الجهات مفتوحة،

كفم الحوت،

وفي بحرٍ من عواصف الفزع،

حيث تتوحّد اللوعة في الأفواه،

وتجفّ الوجوه من فرط الحيرة.


تبقى الغفلة ملاذًا أخطر من الصمت.

فنلوذ بالصمت، لعلّ الغفلة تُغفل عنا،

ونرى الفطنة تقاوم بين فكي القوة والظلم.


من ينصرنا ونحن بين الفكين، مطرودون بأصابع مكسورة؟


لم نرَ من يعيدنا إلى المدن السخيّة،

فصبرنا يومًا وليلة، وغفلنا عن اليوم التالي.


كم مرّة صلّينا الفجر دون فجر،

وخيّل لنا أن المأساة تكفي لبدء الانصهار،

والانصهار مع الخاسرين لكل شيء،

مثل ذوبانٍ في الصقيع،

وكلّ شيءٍ يفوح بعبق الخاسرين،

الواقفين على خارطة المكافآت،

لن يُنتج زعترًا بريًّا.


فلِمَ الورع في الكهوف؟

مَن يحمل كهفه… يدخل الوداع.

حملونا نعوشنا، وحملناها، حالمين بالعودة.


3

نحن المطرودون وصلنا عراةً من هول الضياع،

ونسينا رطوبة الفرح،

وصرنا نكتب بهباب فحم المواقد

مواقيت التنقّل والمطر،

وولادة العشب في شقوق الصخر،

وندون وقت المؤتمرات لنتعرّف على كذبٍ أرقى.


غرباء في أرضهم،

وهم ينتظرون الغيم…

كما تنتظر الخراف المطر،

غير عارفين أن المطر قد يأتي عاصفةً بلا عشب،

وتموج جموع الخراف بلا مأوى.


4

قتل المألوف في الحياة منذ ولادة البشر،

وقبول الخير والشر، وأعيدت المأساة.


والمألوف: صيام عن النزوات،

وإلغاء الأنانية،

لكي لا تترهّل الشعوب وتفترس آخر لقمة في الأخلاق.


حلمٌ كاد أن يشيخ في العقول،

ونتحوّل إلى صقور الموت،

نفترس أجنحتنا قبل الطيران إلى السماء النقيّة.


لا بد من الاصطفاف لنكون عظماء.

نحن مذنبون بلا جريمة،

وهم يقلّبون الوجوه والدفاتر،

ويتساءلون بلغط المتشكّكين:

هل كان لنا شيء أبهى من بهجتهم لنقتل؟

أم أننا مسحوقون من رذاذ العفن البشري،

الخارج من كهوف سوداء،

بعد تخمّر الغيظ واللؤم وحبّ الوجود المقلوب؟


5

لم نُكافأ في بستان الحصاد،

حتى لو زرعنا ما يكفي لخبز العسل في مواسم العيد.

قالوا: ابتعدوا، للجراد حقّ في خبزكم.


مشرّدون على حافّة اليقظة،

ونخشى السؤال،

قبلنا أم لم نقبل بقدرٍ يصوغه المجرمون،

نبقى على حافة النسيان وتحت مطرقة الذكرى.


وجوه لا تترك بصمات الوئام على عيوننا،

كانوا يتهيّأون لرسم الوقاحة على مزهريّة الورد،

استبدلوا كل شيء،

وجلسوا دوننا،

دون جملة تشير إلى أننا ننتظر معنى الوجود.


اختلفنا مع الغزاة، وتعثّرنا بالمتأهّلين للسيادة، بتاريخٍ انقضى،

وما كان لنا حق في تاريخ نكتبه.


اختلفنا مع لون العَلَم فوق بلاط الأسياد:

أهي بوصلة المستضعفين؟ أم بركة الشياطين؟


نصف ألفيّة مضت، ونحن نبتسم للغرباء،

ولم نمسك بشعاع ينطلق من الأفواه

ليضيء الأخلاق.

كيف نعبر من تحت غطاء ليس لنا؟


6

أغلقنا أنوفنا من كثرة المصائب،

حتى التهمنا صمتنا البريء،

لنرى يومًا آخر من أيام الصبر،

نحافظ على البقاء، كما وعدنا أنفسنا.


وعلى هذه الأرض نحبو حاملين دفئًا،

لنمسك شيئًا يدلّنا أننا أجمل من ظلالنا في وحشة السكون،

ونمسك بأملٍ لا ينام، رغم الخراب.


على وجه الأرض يحارب المجنون بقايا الظلال،

ويخسر في كل الحياة… ويُكافَأ لكونه معتوه.


لم نتعلّم الغفلة، ولم نكن غافلين،

لكننا عرفنا ما هو أقوى منا إن غدر،

والغدر حاسه منزوع من القيم.


نمضي، سادة الطرقات والأبواب،

وفي وجوهنا تبقى الأبواب تُغلق

كلما شكونا الغربة ولوعة العودة.


7

كم خشينا النوم لئلا نُوقَظ على صوت المأتم،

أوطان تتمزّق كالجريد،

طرائف، طوائف، وشيوخ قبائل،

يمتلكون ما يكفي… لنموت ألف مرة،

وبيدهم عقلهم الذي تجمّد عند الذين لم نراهم.


نرجو من الخوف أن يهدأ،

فإن افتُضح أمرنا به، صارنا عبيدًا بلا وعد أو وعيد.


طار سهمنا في الريح، وثقب الرجاء،

فصار نصف الفجيعة مشبوهًا،

ونصفها الآخر مغطّى بأمل سرّي.


سنبقى… ونبقى،

فلا كيل يولد إن لم يكن فيه النجاح للحق مصيرًا سرمديًا.


تعالوا نرسم حدودًا للانتظار،

لعلّنا نقترب أكثر من الحق.


مرّ ألف قطار، وبنوا ألف جدار،

أزالوا عنا المحطات والمخيمات،

وقالوا: تشرّدوا… مرات ومرات.

غرق البيت، وتفتّق الثوب،

وظهرت السواعد لوأد التراب في التراب.


مقززة هي روعتهم في التخبط،

ونحن… نمسك بالحياة كعنقود عنب.


8

نمقت التكهّنات، ونحرّق أصابع الزمن،

لتسقط عقارب الساعة، ويصير الضياع مشروعًا.


على أفواههم يرقص شيطان الكذب،

ولم أعد أميّز الكلام،

ألسنة مربوطة بخيوط من نسيج متقلب الألوان، مجهول الغايات،

يتقن أن يحشو نفسه بصفة “المراقب”…

ويترك الخراب يراقبنا.


لن نقبل ببطاقة دعوة لحضور حفلة نسيان الوطن،

لن نلبّي الهراء في كؤوس الخداع،

ولن نموت برقمٍ يُنسي حتى الأخلاق،

حين تُنسى وتُباع.


صدري قد اختبر البقاء بين صخرتين،

وبينهما ألف حجر.

قل لي: هل ما زلت صابرًا؟

عن أي شيء نتحدث،

إن كان في قلب النار خشبها من توابيت الانتظار،

وبقايا حلم يتصدع؟


وصور المفقودين قناديلنا في الطرقات،

هي صورة شعب تلحّف الصمود، ولن يكون مفقودًا في هذا الوجود.


نادينا… وننادي:

ما زال صفر الحياة شريدًا،

وأنتم… ما زلتم راية لقارب مفقود،

يضيع في البحر… ولا يضيع فينا.

أيتها المراسي، اصنعي بحراً لنرسو فيه بأمانينا.


طاهر عرابي – دريسدن

المال مال الله بقلم الراقية فاطمة الزهراء بابللي

 المال مال الله 


خلف المشاهد حسرةوشجون

 للعارفين بصائر وعيون 


في كل شيء حكمه قد لا ترى

 لله في أمر العباد شؤون


 الله قدر كل شيء كائن 

أمر العباد مقدر موزون


 المال مال الله مالك ماله

 كل عليه مكلف مأمون


 يشقى الغوي بجمعه ونمائه

 لم يتعظ من حرصه قارون

 

ويحل كل وسيلة في جمعه

 يوم الإدانةخاسر وخؤون


 المال يبقى بعده لوريثه 

ووريثه بيد الردى مرهون


 فلمَ التصلف والتعالي فوقها ؟

سل ما جنى متجبرمأفون


لم تجده يوم الفراق كنوزه

 لا تمنع الموت الزؤام حصون


 سهم المنية يا أميمة قاتل

 من حان وقت رحيله مطعون 


لا يكنز الذهب المرصع عاقل 

وغدٱ سيعرف أنه مفتون

 

ترى جفونٱ للعيون ومالها

 عند التبصر بالمصير عيون


بقلم... أ.. الشاعرة فاطمة الزهراء

شمس الوداد بقلم الراقي عماد فهمي النعيمي

 شمس الوداد


وُدٌّ يُــضـيءُ الـقَـلْـبَ إِنْ حَلَّ الـنَّدَى

وَيَـفِـيـضُ فِــي الأرْواحِ كَـالْإِمْـــدَادِ


وُدودَةٌ تَـمْـشِـي الهَوِينَى إِذَا مَـشَـتْ

تَــمْـحُــو الأَذَى وَتَــفُــكُّ كُـلَّ قِــيَـادِ


وُدادُهَا شَمْسُ السَّماحَةِ فِي الدُّجَى

وَسَـنَـا الــمَـرْؤُوَةِ فِـي ظَـلامِ سَوَادِ


إِنْ صَافَحَتْ كَفَّ الزَّمَانِ تَـبَـسَّمَـتْ

أَيَّــامُـــهُ وَتَــرَاقَــصَـــتْ أَعْـــيَـــادِ


وَإِذَا تَـكَـلَّـمَـتِ الـحُـرُوفُ تَرَاقَصَتْ

مِـنْ صَـوْتِـهَـا الأَشْـعَـارُ فِي الأَوْرَادِ


فِي صَمْتِهَا تَغْفُو الحُرُوبُ وَتَـنْثَـنِي

خَـجَـلًا جِـرَاحُ الـحُـزْنِ وَالأَحْــقَـادِ


وَإِذَا نَـظَـرْتَ بِـعَــيْـنِهَا تَلْقَى المَدَى

زَهْـرًا يُـضَاحِـكُ نَـبْـضَـكَ الـمُـنْـهَادِ


هِيَ طِفْلَةُ الأَمَلِ الجَمِيلِ إِذَا سَرَتْ

تَــنْـمُــو الــحَـيَـاةُ كَــأَنَّـهَــا إِنْــشَـادِ


فَـامْـنَحْ وُدَّكَ مَـنْ يَـصُـونُ عُـهُـودَهُ

فَـالْــوُدُّ يُــذْبَـحُ إِنْ غَــدَتْ أَصْــفَـادِ

عماد فهمي النعيمي/العراق

سفر الميلاد بقلم الراقية أفيستا حمادة

 سِفرُ الميلاد – بين الحلم والنبوءة


✍️ Avista Hamade


في الليلة التي نامت فيها المجرّات على كتف العدم،

انسلختُ عن جلدي،

ورماني الزمن في جوف آية لم تُكتَب بعد.


علّقني على عصب الريح،

كقنديلٍ يترصّد عبور الأرواح.


طفولتي كانت سبحةً من نجوم مكسورة،

تساقطت في بئر من حليب أسود،

وكل حبّةٍ فيها كانت بابًا إلى ذاكرة لا أملكها.


مشيتُ نحو القلب،

حيثُ الفرحُ ظلٌّ للهاربين،

والألم أميرٌ بلا تاج،

وحيثُ الحاضر يتغذّى من نخاع القرون الغارقة.


كنتُ أظن أن الأمان حارسٌ من نور،

حتى سُرقتْ دميتي على يد ريحٍ لها ألف وجه.

تدحرجتُ من صندوق اليقين

إلى فم الفراغ.


الآن،

أخشى أن أعلّق ضفيرتي على حبل الفجر،

فتلتقطها الغربان من نافذة الأفق.

تُبدّل النجوم شفرات العودة،

فتتكلم الغربة بلسانها،

ويجري في عروقها حبر الوحدة.


أنا لستُ زهرةً سقطت من نخاع الندى...

ولا ثمرةً تُبشّر بالموسم الأخير.

أنا الهامش الذي يقرأ سيرة الضوء في منفاه،

والليلُ في داخلي يتيم… يتيم،

يتوضأ بدموع الحنين،

يسأل الله: متى ينفطر الصباح؟


أرسمُ مزارعَ من مرجان تصلّي للعاصفة،

وأرمشُ مع السحاب على حدّ الغياب.

أعانق الكواكب وهي تنسلّ من جلد السماء،

وأغسلُ الحبّ بمطر الكلام،

ثم أدفنه في صدري،

حتى ينهض كعشبٍ يعرف أسرار الأرض والموت.


أنا المعلّقة بين ظلال الطفولة وشيخوخة الأزمنة،

والحكماء يسرقون مني غبار أعمارهم.

أجرُ كفني المُبتسر على شفرات اللحظة،

تائهةً في أضرحة الصمت،

ساجدةً في أنين الرجاء،

سابحةً حتى في ارتعاش الأمل.


جئتُ كرقّ خرج من قلب طوفان،

لكن البحر نسي أن يُلقيه على اليابسة،

وبقي الصدق يلوّح من شرفات جدي...


سأمشي فوق جمجمة القرون بقدمٍ من لهب،

وأزرعُ في تربة اللامعنى بيوض الأكوان.


ففي مملكة الرماد،

لا يخشى الموت من ظلٍّ

يبني قصوره من فم الفناء.


حتى إذا هويتُ في بئرِ ما قبلَ الوجود،

فلا فانوس هناك،

ولا صدى،

إلا همسًا يتردّد في خاصرة العدم:


"تلك الشروخ في روحك، ليست ندوبًا يا صغيرتي،

بل علامات عبورٍ إلى زمنكِ الهادئ،

حيثُ يولدُ الضوء من رماد الصبر،

لا من أفلاكٍ بعيدة."


آفيستا حمادة ⚘️


@الجميع

لا تعنف ابني بقلم الراقي الزهرة العناق

 ... لا تعنف ابني ! لا تلمس ابني ولا تضربه، فأنت المعلم وصوت القيمة قبل الكلمة. أنت من تصنع في القلوب الطمأنينة، وفي العقول نورًا، وفي النفو...