. سرب من العبادات
أمسينا نرقب هلال رمضان
أيظهر الفجرَ أو قبل نجم السماء ؟
اشتاقت إليه أرواحنا
يلفّها بالتّقى ويعالجها كالدّواء
يا فؤادي أبشر قد حلّ رمضان
فاسجد لربّ السّماء والأسماء
لا تَسَل أين الطرب، واسأل
أين صرح النفس من ذاك البناء ؟
أين الغنى من فحوى الجمال
وأين إطلالة الجوع وسقية الماء ؟
أين القرآن وأين الصلاة
والعفاف من جشعٍ وأين السّخاء ؟
كلّ الطّعام والشّراب حلّ
وكلّ حلال حرام إن تغذّى بالأهواء
دع القلوب ترقُّ بدموع الذّكر
لطالما روت الدّموع طوب البناء
وافرح لخبر استهلاله شهرا
يُحدّثك الإمساكُ بخيط الإلتقاء
رمضان يا شهر القرآن
جئت للصّائمين بالرحمة والنّقاء
أنت موسم المتعة الروحية
قد جبلت النفوس على الصّفاء
تصوم فيك المشاعر والجوارح
بين السجّاد والمصحف والآداء
والذكر كالغيث بمطر الحسنات
يملأ القلوب خشوعا وبالسناء
التهليل والتكبير والحمد
حبّات سبحة في يد الآباء والأبناء
تزهو المساجد بالتراويح
ويعمّ النّور فيها كلّ الأرجاء
نتقرّب الى اللّه نرجو عفوه
وأكفُنا مرفوعة بالرّجاء والدّعاء
من لطائفه أن تفرح الأسرة
بجمع شملها في جلسة الإيخاء
ترتقي بالحبّ وتُحرَم بصومها
عن الرّفث والفسوق والإيذاء
ومن لطفه أن تصفو القلوبُ
وتتذكر بجوعها فاقة الفقراء
فيه ليلة خير من ألف ليلة
ثوابها قيّام الصّيف والشّتاء
شهر الصّبر وكبح الشّهوات
وجمع الزّاد نِعمةً ليوم اللّقاء
ولمَن صام وصلّى واحتسب
الريّان مفتوح والحوض للإرتواء
رمضان سرب من العبادات
أجني صيده وأبقى على الوفاء
مهجة الحنين إليه مغفرة
وعتق للروح من ألم الأحشاء
بقلمي: دخان لحسن. الجزائر
2 رمضان 1446 هجرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .