حكم الحياة
عَرَفْتُ الكَيْدَ مِنْ صَنْعِ الدَّهَاءِ
وَأَخْشَى الشَّرَّ يَسْرِي فِي الخَفَاءِ
فَكَيْدُ المَرْءِ إِنْ صَارَ احْتِيَالًا
تَسَامَى فِي الخِدَاعِ وَفِي الرِّيَاءِ
وَإِنْ بَسَطَ الجَنَاحَ بِغَيْرِ حَقٍّ
تمرَّغَ في الدناءةِ والشقاءِ
فَكَيْدُ المَرْءِ يَجْلُبُ كُلَّ شَرٍّ
وَيُوقِعُهُ بِأَسْبَابِ البَلَاءِ
وَإِنْ كَانَتْ قُوَاهُ بِغَيْرِ حَقٍّ
فَسَارَتْ فِي الفَسَادِ وَفِي البَغَاءِ
وَكَمْ مِنْ مُدَّعٍ زَيْفًا يُرَاعِي
تَوَارَى خِزْيُهُ بَيْنَ العَنَاءِ
وَكَمْ مِنْ ظَالِمٍ وَلَّى وَأَمْسَى
حَدِيثَ النَّاسِ فِي طَيِّ الفَنَاءِ
فَمَا أَفْنَى المُلُوكَ سِوَى عُلُوٍّ
يُزَيِّنُ حَطَّ أَشْرَارِ القَضَاءِ
وَأَعْظَمُ كَيْدِ مَنْ غَدَرَتْ يَدَاهُ
وَأَخْفَى سِرَّهُ كَيْدُالنِّسَاءِ
فَلَا تَأْمَنْ لِدَهْرٍ فِي جُحُودٍ
وَلَا تَأْمَنْ لِذِي قَوْلٍ جَفَاءِ
فَحُكْمُ الدَّهْرِ أَنْ تَبْقَى شَرِيفًا
وَإِلَّا كُنْتَ فِي سُفْلِ الدُّهَاءِ
فَكُنْ لِلحَقِّ نَاصِرَهُ وَبَادِرْ
وَدَعْ عَنْكَ التَّبَاهِي بِالصَّفَاءِ
فَإِنَّ الدَّهْرَ لَا يُبْقِي كَرِيمًا
وَلَا يَبْقَى بِهِ غَيْرُ العَطَاءِ
فَكُنْ فِي النَّاسِ مِثْلَ البَحْرِ جُودًا
وَإِيَّاكَ اللُّجُوءَ إِلَى الخَفَاءِ
فَإِنَّ الدَّهْرَ مِضْمَارٌ كَرِيمُ
وَمَنْ يَغْفَلْ سَيَلْقَى بِالفَنَاءِ
فَكُنْ لِلنَّاسِ كَالمِصْبَاحِ دَوْمًا
وَلَا تَسْلُكْ سَبِيلَ الأَشْقِيَاءِ
بقلمي: عبدالله محمد سالم عبدالله عبدالرزاق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .