يَحْلو الحَديث
جَفّتْ حُروفُ لِسانِ الضّادِ في زَمني
والعَجَزُ جَرّعَها الأدْنى مِنَ الوَهَنِ
مالتْ إلى لَغَطٍ أدْمى سلاسَتَها
فأصْبَحَتْ تُحْفَةً في مَتْحفِ الزّمَنِ
كأنّما اللغَةُ الفُصْحى أُريدَ لَها
بأنْ تُشَوَّهَ في المَبْنى ولمْ تَلِنِ
مَرْسولَةٌ بِكلامِ اللهِ منْ دُرَرٍ
مِنْها يَفُوحُ عبيرُ الَفَرْضِ والسُّنَنِ
يَحْلو الحَديثُ بها عِلْما ومعرِفَةً
والطّفْلُ جِسْمُهُ لا ينمو بلا لَبَنِ
خَلْفَ السُّطورِ يُحاكُ العِلْمُ والأدبُ
والتّبْرُ تَكْنِزُهُ الأسْفارُ والكُتُبُ
تَرقى بَنَحْوِهِ صَوْبَ الفِقْهِ كَوْكَبَةٌ
لَها مِنَ الأدَبِ المَخْتومِ ما يَجِبُ
تُرَتِّبُ الحَرْفَ في أرْقى مَراتِبِهِ
حتى كأنّ خُيوطَ الفَهْمِ تُنْتَخَبُ
تُبْنى الحروفُ على الأوْزانِ قائِمَةً
والنّظْمُ فنٌّ إلى الإبْداعِ يَنْسِبُ
أذْواقُنا لُغَةٌ والحِسُّ صانِعُها
والشِّعْرُ مِنْ رَحِمِ الإحْساسِ يَلْتَهِبُ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .