بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 20 مارس 2025

في حضرة النور والغياب بقلم الراقية رانيا عبدالله

 في حضرة النور والغياب


ها هي العشرُ الأخيرةُ...

تطرقُ الأبوابَ بثقلِ الرجاء،

يحملها الليلُ بينَ طياتِه،

يوشوشُ للمآذنِ: آنَ أوانُ الدعاء.

تهفو الأرواحُ كأوراقٍ تساقطت من شجرةِ العمر،

تبحثُ عن نسمةِ قدرٍ تُعيدها إلى الجذور.


ليلتي الساكنةُ ليست كسائرِ الليالي،

ففي القلبِ موقدٌ من الشوقِ،

أمدُّه بحنينٍ لا ينطفئ.

رحلتِ يا أمي،

وتركتِني بينَ زمنين...

أحدُهما يطرقُ بابَ السماءِ،

والآخرُ يطرقُ بابَ الذكرى.

كم مرةً ناديتُكِ حين كان الليلُ يزفُّ إلينا دعواتِه،

حين كنتِ تهمسينَ بآياتِكِ،

ترفعينَ يديكِ كمن يصنعُ للحبِّ أجنحة!


ليلةُ القدر...

تعبرُني كريحٍ طيبةٍ،

أبحثُ في ثناياها عن ظلِّكِ،

عن عطركِ الممزوجِ بالبخورِ والدعوات.

كان دعاؤكِ حصنًا...

والآن، أنا الواقفُ وحدي،

أُعيدُ ترديدَهُ بصوتٍ يرتجفُ بينَ الغيابِ والرجاءِ.


اليومُ الواحدُ والعشرونُ،

عيدٌ يمرُّ، لا وردَ في يدي،

لا قبلاتٍ على يديكِ،

لا ضحكاتٍ تسري في الأرجاءِ.

فقط صورةٌ تتوسطُ القلب،

أطويها كلَّ ليلةٍ،

أنامُ على أملِ أن تزوريني في حلمٍ لا يغيب.


يا أماه،

إن كان للقدرِ سرٌّ يُفشى،

فليكن أن الأرواحَ لا تفنى،

إنها تحلقُ حولَ من يُحبّون،

تسمعُهم وإن لم يروها،

تلمسُهم بلمحِ الدعاءِ،

تهديهم بردًا من رحمةِ السماءِ.


فليكن دعائي لكِ الليلةَ قدرًا...

يُبلّغُكِ السلامَ حيثُ النورُ، حيثُ السكينة،

حيثُ لا وجعَ ولا فراقَ... حيثُ أنتِ،

وحيثُ يضيءُ الأبدُ بابتسامتكِ.


بقلم رانيا عبدالله 

2025/3/20

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

نداءات إلى الأمة الخامدة بقلم الراقي عمر بلقاضي

 نداءات إلى الأمة الخامدة عمر بلقاضي / الجزائر إلى الأمّة الإسلامية الغافلة النائمة التي أحاط بها الأعداء وتنكَّر لها الأبناء ************* ...