*------------- { العناد الأعمى } -------------*
يحـز في نفسي ولا يليق بمثلي تضييع كثير الجهدِ
في جدال لا يجدي ولا ينفع مع أهل الغـباء والحقدِ
والمقرف أن مثل هؤلاء لا يتوقـفون عند هذا الحدِّ
والحال أنهم يتعاطون الشك والعناد كأسلوب للنقدِ
ولا يخلو الأمر من التفنيد والادعاء بوازع الحسدِ
فناقص المعرفة يلجأ إلى الرفض والتحقير والنكدِ
ولا يحترم أهل العلم والاطلاع وأي مفكر ومجتهدِ
ولا يسعى إلى سد نقصه وإنما يتخذ العناد كمعتقدِ
فعقـدة النقص قد تحول دون تطوير عـقلية المنتقدِ
إن أسرى العناد الأعمى مثل ضحايا الغباء المؤبّدِ
فحين تصر على إقناعه يمعن في الإنكار والتشدّدِ
ويعدّ ذلك تصرّفا حكيما يليق به كعارف غير مقيّدِ
فهو حرّ فـيما يرى ويقول وليس ملزما بفكر محدّدِ
وهذا دليل خطر الجهل العنيد ولا حاجة إلى التأكّدِ
وإذا كان الأمر على هذا النحو فما ضرورة التعوّدِ
على تحمل عقم الحوار والصبر على ضحايا العُقدِ
فأنصح نفسي وغيري بتجـنب الجهلة ولـزوم البعدِ
كي أتـقي هدر الوقت فـيما لا يأتي بالفائدة والتجدّدِ
ولا يفضي إلى تطور الفكر وقبول الخلاف والتعدّدِ
فما أرقى حرية التفكير والتعبير بالبراهـين والسندِ
وما أروع حوار الأضداد بلا بغضاء وجحود وصدِّ
ولا داعي لحوار الصمّ لئلا تصاب بالتوتر والتردّدِ
فـتفقد الهدوء فلا تفـيد أو تستفـيد من الضد المرعدِ
إن الاستفزاز أسلوب فاقـد الحجة ودأب كل مستبدِّ
ولا مفر من قطع كل حوار يتـسم بالتهجم والتـوعّدِ
*------ { بقلم الهادي
المثلوثي / تونس } -------*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .