الجزء العاشر من قصيدتي
"رهين النكبات" المُكوَّنة من
320 رباعية
226-250
226
كُنْتُمْ رُعاةً وَذوي شرَفِ
بالنَّفْطِ صِرْتُمْ ذوي قَرَفِ
فالنَّفطُ كانَ لعْنَةَ الْخالِقِ
حتى يُعيدَكُمْ إلى الشَّظَفِ
227
يا ويْلَكُمْ إذْلالُكُمْ ذلَّنا
حتى نَسينا مِثْلُكُمْ أَصْلَنا
هُنْتُمْ فهانَ الْعِزُّ والشَّرَفُ
حتى الْهَوانُ ويْلَكُمْ مَلَّنا
228
عروشُكُمْ يا أيُّها النُظُمُ
وُجودُها سَيّانِ والْعَدَمُ
بألْفِ ألفِ ثرْوَةٍ تُشْتَرى
حتى بِها العاهِرُ يَنْتَقِمُ
229
مِنْ كلِّ حُرٍّ رافِضِ الذِّلَّةِ
ورافضِ الإذْلالِ للْمِلَّةِ
لِقَتْلِهِ الرَّصاصُ والْمَدْفعُ
حتى يَدومَ الْحُكْمُ لِلثَّلَّةِ
230
يا زمانَ الْخِيامِ عُدْ علَّهُمْ
يقاوِمونَ مُنْتِنًا ذَلَّهُمْ
ظنّوا بِأنَّهُ مُخَلِّصُهُمْ
مِنْ غَضَبِ الشُّعوبِ يا ويْلَهُمْ
231
أيْنَ الْفِرارُ إنْ أتتْ صَحْوَةُ
مَنْ غلَّفَتْهُمْ سابِقًا غَفْوَةُ؟
هلْ هِيَ غفْوَةٌ إلى الأبَدِ؟
أَلمْ تَزَلْ فيهمْ وَلوْ جذوَةُ؟
232
تُثيرُ نيرانَ الإباءِ بِهِمْ
أوْ قِيَمًا تَموتُ في شَعْبِهِمْ
بَعْدَ زمانٍ مِنْ خُنوعِ وَمِنْ
ذُلٍّ طويلٍ ليْسَ مِنْ دأْبِهِمْ
233
مِنْ غُرْبَةٍ لِغُرْبَةِ الْغُرْبَةِ
مِنْ نكْبَةٍ لِنكْبَةِ النَّكْبَةِ
خطيئَتي أوْ زَلَّتي يا تُرى
ما هِيَ كيْ أُعْلِمَكُمْ توْبَتي؟
234
أحْمِلُ غُرْبتي على كَتِفي
وأَصْطَلي النيرانَ مِنْ شَغَفي
وَشوْقِيَ الْجارِفُ للْبَلَدِ
يحْرِقُ أعْصابي وَزِدْ لَهَفي
235
يا ليلَ غُرْبتي ألا تَنْجَلي
حتى بنارِ الشَّوْقِ لا أَصْطلي؟
هلْ غُرْبتي يا ربَّنا قَدَري
أمْ أنَّ مِنْ ضعْفِيَ ما ابْتَلي؟
236
مِنْ صُنْعِ أيْدينا فقطْ بلْوَتي
مِنْ فقْدِنا عناصِرَ الْقُوَّةِ
يا أُمَّتي هلْ لكِ مِنْ عَوْدةٍ
لِعِزّةٍ تعيدُ لي سلْوَتي؟
237
لكنَّها يا ويْلَتي حَطَّمتْ
أحْلامَ قلبي والأسى ضَخَّمتْ
قدْ كنْتِ نورًا ساطِعًا في الدُنى
ماذا جَرى حتى الدُنى أَظْلَمتْ؟
238
ماذا جَرى وما السَّبَبُ؟
قدْ لامَستْ إنجازَنا السُّحُبُ
قدْ كُنتِ رمْزَ الْعِلمِ والْقِيَمِ
لمْ تسْتَطعْ إذلالَكِ الشُّهُبُ
239
ماذا جرى لِأُمَّةِ الْعَرَبِ؟
أَلمْ تَكُنْ تُذْكَرُ في الْكُتُبِ؟
أمْ أنَّ أجْدادَكِ مِنْ زُحَلٍ
قدْ هبَطوا والْكُلُّ معْ ذَنَبِ؟
240
يا أُمّتي قومي امْسَحي همَّنا
وَدمْعَنا وَنَشِّفي غَمَّنا
لا مُسْتَحيلٌ لسْتِ مَنْ علَّمتْ
كلَّ الشُّعوبِ في الدُنى عِلْمَنا
241
تذَكَّري الغَربَ وَأحْقادَهُم
وَقتْلَهُمْ بالظُّلْمِ أضْدادَهُمْ
تاريخُهُمْ دامٍ عنيفٌ وما
قاموا بِهِ يلْعَنُ أجْدادَهُمْ
242
هلْ تذْكُرينَ كمْ قُرًى أحْرَقوا
وكمْ مِنَ الأَرْواحِ قدْ أزْهَقوا؟
يا أمَّتي هلْ لَكِ أنْ تفهَمي
أعداؤُنا الْغَرْبُ وَإنْ هَرْطَقوا؟
243
إنَّ الصِراعَ بيْننا دأْبُهُمْ
ويَدَّعونَ الأمْرَ مِنْ رَبِّهِمْ
نحنُ نعيشُ حسْبَ أخلاقِنا
فلْتَفْهَمي الشَّيطانُ مِنْ حِزْبِهِمْ
244
إلى متى خِداعُهُمْ يَنْطَلي
عليْكِ؟ والْمَكْرُ ألا ينْجلي؟
هلْ عَمِيَتْ يا ناسُ أَعْيُنُكُمْ؟
إلى متى بِجَهْلِكُمْ نبْتلي؟
245
يا أُمّتي هيّا ارْفِقي وارْحَمي
ابْنّكِ مِنْ مُسْتَقْبَلٍ مُظْلِمِ
قادِرَةٌ أنْتِ إذا حرَّرْتِ
نَفْسَكِ مِنْ عمالَةِ النُّظُمِ
246
يا قوْمَ نَفْطٍ اذْكُروا قَبْلَكُمْ
قوْمَ ثَمودَ والقُرى وَيْلَكُمْ
وَقوْمَ عادٍ مثلَكمْ اذْكُروا
حتى وَإنْ طالَ الزمانُ لَكُمْ
247
نفسُ الْمَصيرِ وَإنْ عاجِلا
وَإنْ يَكُنْ مِنْ ربِّنا آجِلا
لا ليْسَ لَكُمْ مَفَرُّ مِنْ مَقْتِهِ
وَسوْفَ يأتيكُمْ بِهِ قاتِلا
248
يا أمَّتي فَلْتَحْذَري الْكاذِبا
وَخاصَّةً مَنْ جاءَنا غاصِبا
وَلْتَفَهمي الصِّراعُ لنْ ينْتهي
وبيْنَهُم لنْ تَجِدي صاحِبا
249
يا أُمّتي الْغَرْبُ أَلَدُّ الْعِدى
بالرَّغْمِ مِما لَكِ مِنْهُمْ بَدا
هُمْ لا يُبالونَ بِنا افْهَمي
ومِثْلُهمْ إبليسُ هلْ يُهْتَدى
250
يا أُمّتي الأغْرابُ أعْداؤُنا
لا أهلُنا ولا أَشِقاؤُنا
مُصيبَتي أنَّ العِدى إخْوتي
فلا تَهُزُّ الْعُرْبَ أشلاؤُنا
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .