** ساعي البريد في الزمن الفريد **
قال شهريار ...
ساعي البريد لم يأت بعد ؟
فضحكت شهرزاد وقالت ...
أما زلت تؤمن بالوعد ؟
ألم تدرك أيها الملك
أن الرسائل الورقية
قد نامت في المهد ؟ ..
قال : القلم بريد القلب
وزارع الحب على الكلمات
والحبر هو عطر العشاق
ووشم الحب في النبضات ..
قالت: كلام جميل لكن الجوال
قتل المسافات ..
واغتال فينا لهفة الانتظار
وأطفأ نور اللحظات ..
قال: آه من هذا الزمان
حيث يولد الحب
بزر القبول
ويدفن بزر الحجب
بلا طقوس أو عويل ..
قالت: يا شهريار كان الحب
جنونا ومقامرة ..
كان القلب يخفق لمحة
ويجتاز الأسوار مغامرة ..
كان اللقاء نظرة مسروقة
ورسالة تخبأ في الظلال
وكان العاشق يموت عشقا
فإن لم يقتله الهوى
قتله الدلال ..
قال: واليوم صار للحب
عيد وتجار
رسائل قصيرة
كأحلام لا تعانق النهار
وها هي العبارات تذبل
في قسوة الأزرار
وأصبح العشق صفقة
بلا نار ولا انتظار
قالت: فليكن لنا في الذكرى
بعض وفاء ..
لنضيء قناديل الحنين
في عتمة الجفاء
فمهما تغيرت الدنيا
ستبقى القلوب أوفى بريد
وسيولد الحب من جديد
رغم موت ساعي البريد ...
بقلمي : معز ماني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .