رسائل لم يقرأها الغياب..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-#ثم..
ها هو القلب الذي لطم نصفه غيابك..
يوليك نصفه الآخر..
لتباركه صفعة أخرى..
ويكتمل الانكسار..
حتى آخر ما في الروح من تمرد..
أيا تلك المعجونة من طينة القسوة..
لماذا تحملني إليك ريح الوشايات؟!..
بينما تنبذني الأكتاف التي لطالما حملت أصحابها في صدري..
نعم.. اعتدت خسارتك..
حتى آخر قبضة من أثر التشبث..
ودونتك في عداد هزائمي قبل أن ألمسك..
من قبل أن ألتقيك حتى..
ولكن لم أكن أعلم أن الهزيمة تلاحق المنتصر أيضا..
منذ أول قيامة في صدري..
وأنا أقسم لهم.. بكل خطاياي التي لم أكفر عنها بعد..
بسقطاتي اللا معدودة.. التي لا أعرف لها سببا.. إلا محاولة السير على قدم واحدة.. خشية أن ألمس قدسية الحصى وأنا لا أدري أي عثرة تجهز المكيدة..
بجنوني، بحماقاتي، وغضبي من الأرض وهي تركل قدمي.. دون أن تعتذر..
من الريح.. حينما تعصف بأوراقي اليابسة..
فتسَّاقط على أديمك دون خريف.. فأغدو في عداد الآفلين قبل أن تتزين المواعيد..
أقسمت لهم..
بحنقي من الكرة الأرضية..
وهي تعقد ألوية العناد.. ألا يجمعنا مكان..
لتصير الغربة غربتين..
غربة المكان..
وغربة الجفاء..
في وجوه أولئك الذين يقهقهون في مقاهي المساءات النائية سخرية وشماتة..
وهم يلعبون الورق على شرف آخر قطرة حبر في عروق آهاتي..
في المسافة بين الصمت والصمت..
وفي المسافة بين ذبول الزهر في كفي.. ووساوس الشيطان التي تنمو في مخيلتك الخصبة..
تموت طبطبة ما، كل ليلة.. ليزهر خنجر..
أقسم لهم.. أني أحترق..
منذ أول غابة مددتها لك هنا.. فاعشوشب على صدرها البكاء..
حتى منتهى الرماد..
منذ حشاشتي الخضراء..
التي اندس في جذرها ماؤك..
وحتى ذلك الرحيل المملوء بالظمأ والملح..
تبارك امتدادك في داخلي.. تلك الدموع..
على رسلك..
يا تلك البعيدة جدا.. قيد أنملة من منبت الروح..
القريبة جدا.. قاب أزلين من فزع أو أكثر..
أنا وحدي الذي راهنت عليك من بين كل الذين تدربوا على مضغ مرك.. من بين كل الذين تناولوه كفرض مدرسي واجب النفاذ..
منذ عرش على نوافذي اضطراب الريح حين ذكرك..
...منذ اسمك..
منذ أنين الأزقة.. وشجار العصافير..
أنا وحدي.. الذي تجرعتك وجعا وفرحا وقلقا وحديث وحده يلكمه الجنون.. وهو معصوب البصيرة مصفودا إلى ظهره..
لم تكن تكفي.. محاولة واحدة للغناء على سبيل الهرب..
لم يكن يكفي أن أقلع.. تاركا كل هذه الألحان خلفي..
وشاية جاهزة.. غير مدفوعة الثمن..
لم يكن يكفي أن أستعيد السر.. تاركا النميمة للناي المثقوب..
مهما استحلفته.. سيخبرهم..
حينما يطلبونه لحفل الوداع..
في يد يحملون زهرة..
وفي الأخرى يقبع آخر خيط.. يعيد الأمس الذي ولَّى..
آااه يا ذلك الموت..
ألا تعرف كيف تضم معنا أشياءنا؟!..
انتهى..
(نص موثق)..
النص تحت مقصلة النقد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .