بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 6 أبريل 2023

لَكَ أن تُوغِلَ.... بقلم الشاعر خالد صابر

 لَكَ أن تُوغِلَ

فِي دَمِ الشَّيْخِ جِرآحًا

يآ ابْنَ مائِير


وَ تَغْتآلَ

فَرْحَةَ الصَّغِير

وَ تُعْدِمَ  عرائِسَ الأَطْفآل

لَيْلَةَ العِيد


لَكَ  أن تُغِيرَ

يآ ابْنَ مائِير 

عَلَى غُصْنِ الزَّيْتُونِ الأخْضَرِ الأعْزَل

وَتُزْعِجَ قَيْلُولَةَ اليَمآمِ وَ الحَمآمِ وَ البُلْبُل

فِي بِيسآن وَ يآفآ وَ تَلِّ الزَّعْتَر


وَ تَزْرَعَ النآر

فِي سَمآوآتِ غَزَّة وَ جِنِين

تُمْطِرُ عَنآقِد فُوسْفُور

وَ تُنْبِتُ دُمُوعَ وَ جُثَت وَ أَنِين


وَلَكَ أن تَتَغَوَّلَ

فِي الإِيآرَةِ وَ المَسْجِدِ وَ الدِّير

يآ ابْنَ مائِير 


تُنَكِّلُ 

بِالعَوْسَجِ وَ اليآسَمِين

وَ تُحْرِقُ الزَّعْتَرَ وَ اللَّيْمُون

تُفَجِّرُ المَآذِنَ وَ المُصَلِّين

وَ تَطآرِدُ الدُّعآءَ مِنْ شِفآهِ الخآشِعِين


وَ لَكَ أَيْضًا

أَنْ تَعْتَقِلَ

سَمّآعَةَ الآذآن

وَ تَسْجُنَ، وَ تَسْحَلَ، وَ تَقْتُلَ

 صَوْتَ الآذآن

لَكِنَّ رَنِينَ الآذآن

تَوْأَمُُ لِلمَكآن

قَبْلَ صَوْلَةِ الرُّومآن

وَ إلىَ مآ بَعْدَ

 حَشْرَجَةِ الشُّمُوسِ وَ الأقْمآر


لَكَ

كُلُّ هٰذا

وَ أَكْثَر

يآ ابْنَ مائِير


لَكَ

أَنْ تَتَوَغَّلَ

كَمآ شئْتَ وَ اشْتَهَيْت

فِي رُقْعَةِ الحآضِر

لَكِنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ سِدْرَةَ المآضِي

وَ لآ شُرْفَةَ الآتِي

فَأَنْتَ إلىَ الزَّوآلِ مآضٍ


إِنَّ سآعَتَكَ

بَيْنَ العَتَمَةِ وَ الفَجْر

وَ سَتَنْجَلِي بِكَثِيرٍ قَبْلَ الظُّهْر

فَأَنْتَ حِيَنَ لَنْ تَجِدَ مَنْ تَقْتُل

نَفْسَكَ سَتَقْتُل


وَ نَحْنُ

هآ هُنآ مُزْمِنُون

لِهَوآءِ فَلَسْطِين مُدْمِنُون

مَصْلُوبُون، مُعْتَقَلُون، مُقَتَّلُون

مُبْتَسِمُون

يآ ابْنَ مائِير


مُبْحِرُونَ

فِي نَهْرِ الأَلَم

 صَوْبَ بَحْرِ الأَمَل


نَحْنُ

هآ هُنآ مُزْمِنُون

مَزْرُوعُون، مُزْهِرُون

فِي تُرآبِ فَلَسْطِين

مَعَ بُذُورِ العَوْسَج، وَ لَوْنِ البَنَفْسَج

فِي خُشُوعِ النُّجُومِ، وَ لَحْنِ الفُصُول

فِي بَشآعَةِ القَتْل ، وَ فِي شَسآعَةِ المَوْتِ 

وَ  فِي دُمُوعِ  وَ سنآبِلِ الحُقُول


قَدْ 

نَنْحَنِي عِقْدًا وَ جِيل

 وَ نَكآدُ نَخْتَفِي  فَصْلًا أو فُصُول

وَ لَكِن لآ تَحْتَفِي

يآ ابْنَ مائِير


فَنَحْنُ 

لآ نَمُوتُ

وَ لآ نَنْدَثِر


نَحْنُ

لآ نَمُوتُ

وَ إِنْ رَوَتْ دَنآءَةُ سِلآحِكَ

تُرآبَ فِلِسْطِينِنآ مِنْ طُوفانِ دمائِنآ 


 لآ نَنْدَثِرُ

يآ ابْنَ مائِير

وَ لآ نَنْقَهِر


هآ هُنآ

وُلِدْنآ

مَعَ طَلْعَةِ الشَّمْسِ الأولَى

 وَ حِينَ نَدْفَنُ قُلُوبَنا وَ عِظآمَنا

فِي رَحِمِ  فِلِسْطِينِنآ 

نَنْمُو كَألْفِ مُسْتَحِيل

نُزْهِرُ ألْفَ فَصْلٍ وَ جِيل

لِقَدَرِنا القَدِيم

فِلِسْطِين…


بقلمي خالد صابر


دبلن، ١٩ ماي ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

طيور غصني بقلم الراقي محمد الخزامي

 طيورُ غصني وروحي إن تخاصمُكِ فإني أموتُ من اشتياقي والتمني  وشمسُكُ إن تغادر عن سمائي يتوهُ العمرُ مني رغم أني أذوبُ من الحنينِ إلى هواكِ و...