بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 25 أبريل 2023

(بين الحرب والحب ) الجزء الثالث.... بقلم الكاتبة ابتسام حمود

 (بين الحرب والحب )

الجزء الثالث

استيقظت صباحاً والمكان حولها كما عهدته مظلما وهادئا، ما هي إلا لحظات ودخل  الشاب وبيده كيس فيه وجبة فطور وزجاجة حليب وبضع الأدوية

رمى عليها تحية الصباح دون أن ينظر إليها وبنفس الوجه المتجهم أمرها أن تجلس لتتناول فطورها وأدويتها، انصاعت لأوامره وتغاضت عن لهجته الحادة، حاولت أن تسأله عما يجول في خاطرها أو تتبادل معه أطراف الحديث لكن صمته كان كالجدار الصُلب يمنع محاولاتها.

مرّ الأسبوع والحال على ماهو عليه، فقط تحسّن صحتها وقدرتها على السير ولو مع بعض الألم جعلاها تعتزم الأمر والطلب بالعودة إلى منزلها، سبقها الشاب وأخبرها أن تستعد للعودة فهي قد شُفيت من جرحها تماماً، توجهت إلى الباب وقبل أن تخرج استادرت إليه، شكرته بابتسامة لطيفة والتي اصطدمت بعقدة حاجبيه والتي لا تشبه صوته حين رد عليها بألا شكر على واجب

استدارت نحو الباب مجددا وعادت وسألته عن اسمه فأجاب برزانة.. فادي

خرجت  ومئات التساؤلات تجول في رأسها كضرب الحديد

من أنت أيها الشاب؟

ولماذا هذا البرود وهذا التجهم؟

ولماذا يعيش في هكذا مكان ؟

نفضت عن رأسها هذه الأسئلة وانتبهت إنها وصلت إلى أول الشارع حيث منزلها، سرّعت الخطى متجاهلة الألم الخفيف الذي يعتريها  مع كل خطوة.

وصلت إلى المنزل وبالفعل كانت جدتها تجلس أمامه تحتضن نفسها وتتمايل يميناً ويساراً تبكي وتتضرع إلى الله أن تعود حفيدتها إليها،

ابتسمت فاطمة وهرعت تجثو على قدميها أمام حنان تلك العجوز الجارف وضعت كفيها حول وجهها ورفعته تخبرها انها هنا أمامها بخير وحية تُرزق،

صرخت الجدة فرحة حضنتها بقوة وزاد بكاؤها وتحول تضرعها لحمد وشكر، راحت تخبرها بما حصل واخبرتها عن ذلك الشاب وشهامته وغرابته وما لبثت أن غفت في حضن جدتها ونامت كأنها لم تفعل من سنين.

بعد أسبوع وبينما كانت فاطمة تحضّر الغداء، إندلعت الإشتباكات مجدداً لدقائق معدودة أخذت جدتها واختبأتا بجوار جدار وقد جلستا القرفصاء متوترتين خائفتين تبتهلان وتتضرعان أن تنتهي هذه المهزلة بسرعة، بالفعل هدأ صوت الرصاص وساد صمت مخيف ليكسر هذا الصمت طرق خفيف على الباب،

هرعت فاطمة وفتحته فوجدت شاباً ملقى على الأرض ينزف نادت على جدتها لتساعدها بإدخاله،  حملت السيدتان الشاب ووضعتاه على السرير وسارعت فاطمة لإزالة الدماء عن وجهه الملئ بالجروح والكدمات وما هي إلا ثواني وصرخت بصوت مختنق

يا الله.. إنه فادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

قيثارة المساء بقلم الرائعة لمياء الشرفي

 قيثارة المساء ... ترغب بالأنتماء حد الأنتهاء!!! فاختلط حُزني والألم!!!..  بـِلذةِ الأبداع....  ونشوةِ الايقاع... وفقدت الاحساس بالزمن !!! ل...