الهٍرْةُ وَالإِمَامُ
فِي البَدْءِ كَانَ الوُجُودُ كُلُّهُ رَتَقَا
يَا رَوَعْةَ الصُّنْعِ مَاذَا اللهُ قَدْ خَلَقَا
الكُلُّ يَسْبَحُ فِي الفَضَاءِ مُنْطَلِقَا
يَسْعَى إِلَى هَدَفٍ فِي الخَلْقِ قَدْ سَبَقَا
الشَّمْسُ فِي فَلَكٍ شُعَاعُهَا حَرَقَا
وَالنَّجْمُ يَرْنُو إِلَيْهَا، دَقّ أَوْ طَرَقَا
فِي بَلْدَةِ البُرْجِ لِلْقُرْآنِ قَدْ قَرَأَ
مَا أَجْمَلَ الشَّيْخَ لَمَّا حَنَّ أَوْ رَفَقَا
خَطَّ السُّجُودُ لَهُ بُشْرَاهُ فَانْطَلَقَ
سَيْرًا مَعَ الذِّكْرِ حِينَ غَابَ وَافْتَرَقَا
فِي لَيْلَةٍ زَانَهَا وَزَادَهَا أَلَقَا
وَسْمُ الخُشُوعِ بَدَا ضِيَاؤُهُ بَرَقَا
طَافَتْ تُرِيدُ العُرُوجَ صَوْبَ هَامَتِهِ
قُطَيْطَةٌ جَابَتِ الأَحْيَاءَ وَالطُّرُقَا
تَغْدُو المَقَادِيرُ قَدْ شَاءَ الرَّحِيمُ لَهَا
يَا رَوْعَةَ الْحَالِ كَمْ يُحْيِي بِهِ الخُلُقَا
هُرَيْرَةٌ أَقْبَلَتْ تُلْقِي رِسَالَتَهَا
فَاسْتَمْسَكَتْ بِالصُّعُودِ تَلْمَسُ الْعُنُقَا
كَمْ عَانَقَتْهُ وَأَعْطَتْ خَدَّهُ قُبَلَا
حَنَّتْ عَلَيْهِ وَحَنَّ، زَادَهَا شَفَقَا
يَا مَنْ رَأَى الدِّينَ فِي الأَزْيَاءِ وَاللِّحَى
المَرْءُ يُهْوَى عَلَى مِقْدَارِ مَا عَشِقَا
قَدْ كَلَّفْتَ نَفْسَكَ فِي الفَّنِّ مَهْزَلَةً
فَصِيتُهَا قَدْ جَرَى وَبَدَّدَ الأُفُقَا
لَوْ غَيْرُهُ أَمَّهُمْ لَاهِتَزَّ أَوْ أَبَقَا
فَالجَاحِدُونَ لَمْ يَتْرُكْ لَهُمُ نَفَقَا
مَا ضَيْرَهُم أَنْ يَرَوْا ضِيَاءَهُ شَرَقَا
كَمْ عَالِمٍ تَاهَ لَمَّا اغْتَرَّ فَانْزَلَقَا
أَهْلُ النِّفَاقِ أَبَوْا أَنْ يَنْشُقُوا عَبَقَا
وَالحَاسِدُونَ مَا لَهُم اِسْتَنْكَرُوا أَلَقَا
الْمَكْرُ لَا يَرْجِعُ إِلَّا لِصَاحِبِهِ
وَالجُورُ مَهْمَا طَغَا أَرَاهُ قَدْ زَهَقَا
دَعْ عَنْكَ كُلَّ بَغِيضٍ وَالَّذِي نَعَقَا
مَنْ جَانَبَ الحَقَّ تَخْمِينًا فَقَدْ حَمَقَا
بِمَسْجِدِ البُرْجِ ظَلَّ الشَّيْخُ يُسْمِعُنَا
الدَّمْعُ يَسْرِي وَالفُؤَادُ طَالَمَا شَهِقَا
عَهْدُ العُرُوبَةِ مَا ضَاقَتْ بِهِ أَبَدَا
هَذِي الجَزَائِرُ مَنْ يَخُونُهَا غَرَقَا
فِي كُلِّ شَيْءٍ تَرَى آيَاتِهِ وَدَقَا
اللَهُ يَبْقَى وَيَفْنَى كُلُّ مَا خُلِقَا
الشاعر التلمساني بوزيزة علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .