الغواني
▪️هيثم محمد النسور
هَـيَّـا نَـهِـيْــمُ بِـنَـشْــوَةِ الْأَنْـخَــابِ
مِنْ غَـيـرِ إِثْــمٍ أَوْ عَـسِـيْـرِ حِـسَـابِ
وَنَـعُــبُّ مِـن رَاحٍ تَـعَـتَّــقَ شَـهْــدُهُ
وَرَحِـيْـقُــهُ يُـجْـنَـى مِـنَ الْأَعْـنَـــابِ
حَيْثُ الْـغُـصُـونُ تَـمَايَلَتْ أَعْطَافُهَـا
لِـتَـضُـوْعَ مِـنْـهَا نَـفْـحَـةُ الْأَطْـيَــابِ
صَـفْـرَاءُ فِي الْأنْخَابِ تَفْعَلُ بِالْحَجَى
صِـنْـوَ الْـحِـسَـانِ تُـطِـيـحُ بِالْأَلْـبَـابِ
يَـشْكُـو لَهَا الْقُمْرِيُّ شَـجْـوَ مَوَاجِدِي
وَكَــآبَــةِ الْأُوْجَــاعِ مِــلْءُ إهَــابِـــي
فِي جَـلْسَـةٍ كَـانَ الْـعُـقَـارُ رَفِـيـقَـنَـا
دَارَ الْـكَـــلَامُ بِـهَـا عَـنِ الْأحْــبَـــابِ
وَالْكُـلُّ شَـمَّـرَ لِلْـحَـدِيـثِ لِـسَـانَــهُ
مُسْتَـغْـرِقًـا بِـالْـبَـوْحِ فِـي إطْــنَــابِ
وَتَـنَـاثَـرَتْ عُـقَـدُ الْـكَـلَامِ بِـبَـوحِـنَـا
وَدُمُـوعُـنَـا ثَــرَّتْ نَـزِيـفَ سَــحَـابِ
وَالْـكُــلُّ يَـنْـدُبُ لِلـنَّـدَامَـى حَـظَّــهُ
نَـدَمَ الأَسِـيـفِ وَخِـيـفَـةَ الْـمُـرْتَـابِ
آهٍ لَـيَـالِـي الْأُنْـسِ كَــمْ رَاقَــتْ لَـنَـا
عَـهْـدٌ تَـقَـضَّى فِي صِـبًـا وَتَـصَـابِـي
تَـاهَـتْ بِـصَحْرَائِي النُّجُـومُ فَمَزَّقَـتْ
بُـرْدَ الْـعَـفَـافِ لِـتَـرْتَـدِي جِـلْـبَـابِـي
وَالْلَـيْـلُ يَـسْـتُـرُ نَـفْسَـهُ مُـتَـخَـفِـيًـا
فَـالـصُّـبْـحُ فَـضَّـاحٌ لـِكُـلِّ حِـجَـابِ
وَعُـرَى الْأَوَاصِـرِ فُـتِّـقَـتْ أَوْصَـالُـهَـا
حَـتَّـى اسْـتَـوَى الْأحْبَـابُ بِـالْأَغْـرَابِ
أَوَ مَـا كَـفَانِي مَا احْتَمَلْـتُ مِنَ النَّوَى
وَتَـقَـطَّـعَـتْ مِن هَـجْرِكُمْ أَسْـبَـابِـي
فَـمَـتَـى تَـجُـودُ بِـقُـرْبِـكُـمْ أَيَّـامُـنَــا
فَلَـعَـلَّ كَـفَّ الدَّهْـرِ يَـرْحَـمُ مَا بِــي
لَوْ كَـانَ لِـي أَمَـلَ الْـفِـرَارِ مِنَ الْأسَـى
لَطَـوَيْـتُ عَــرْضَ الْأَرضِ دُوْنَ إِيَــابِ
حُلْـمِي مُـسَجَّى فِي حُـرُوْفٍ صِغْتُهَـا
لَـمْ تُـبْصِرِيْهَـا فِـي سُـطُـورِ كِـتَـابِـي
وَلَقَدْ سَأَلْتُـكِ مَـا الَّذِي طَعَنَ الْهَـوَى
لَـكِـنَّ سُـؤْلِــي ظَـــلَّ دُوْنَ جَـــوَابِ
يَـا لَـوْعَـتِـي لَـمَّـا رَأَيْــتُ لِـحَـاظَـهَـا
دَبَّـتْ دَبِـيْـبَ الـنَّـارِ فِـي أَعْـصَـابِـي
شُـرُفَاتُ فِرْدَوْسِ الْجِنَـانِ عُـيُـونَـهَـا
لَـكِـنَّـهَـا مَــقْـــفُــولَــةَ الْأَبْـــــوَابِ
وَالنَّـرْجِـسُ الْـوَسْـنَـانُ فِي آمَـاقِـهَـا
قَـدْ دُثِّـــرَتْ بِـسَــتَـائِــرِ الْأَهْـــدَابِ
نَقَشَتْ شُـمُـوعُ الْحُسْنِ فِي وَجَنَاتِهَا
كَـلـِمَـاتِ سِـحْـرٍ صَـعْـبَـةُ الْإِعْـرَابِ
وَكَـأنَّـنِـي وَالـنَّـارُ تَـسْـرِي فِـي دَمِـي
ظَـمْـآنُ يَـجْـرِي خَـلْفَ وَهْمِ سَـرَابِ
ثَـلْــجٌ وَنَـــارٌ فِـي الْـفُــؤَاد ِتَـلَاقَـيَــا
جَـــالا بِـبَـيــتٍ مُـرتَــــجِ الْأَبْـــوَابِ
يَا آسِــرِي مَـا هَـكَـذَا شَـرْعُ الْـهَـوَى
رَشَـأُ الْـمَـهَـا يُــرْدِي أُسُـودَ الْـغَـابِ
وَعَجِبْتُ كَيفَ سَمِعْتِ قَوْلَ حَوَاسِدِي
يَسْتَهْزِئُـونَ وَمَـا سَـمِـعْـتِ عِـتَـابِـي
مَـا أَسْعَفَتْنِـي فِي الْقَرِيضِ قَرِيحَتِـي
وَخَـلَا مِن الـدُّرَرِ الْـحِـسَـانِ جِــرَابِـي
بحث هذه المدونة الإلكترونية
السبت، 29 أبريل 2023
الغواني ▪️هيثم محمد النسور
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
جمال الموج والصامت الأزرق بقلم الراقي بن سعيد محمد
جمال الموج و الصامت الأزرق ! بقلم الأستاذ : ابن سعيد محمد موج المودة لماع و مبتسم يهدي التهاني في حب و إشراق ...
-
لما أغفو... في ذكرياتي أرتمي. لا أرى سواها في منامي في صدر الشوق أحتمي يتغزل في تفاصيلها قلبي دون فمي بكل ألوان الحب و الغرام أرتل و أتيه...
-
وإن سألوك عني، ماذا تقول؟ طفلةٌ، تغارُ عليَّ بجنون، تشعرني بعظمتي وكأنني الملكُ هارون! لا تبغي جاهًا، بل قلبًا حنون، يحتويها ولحبها وكرامته...
-
حِوارٌ في زَمَنِ الوَجَع زياد دبور* نَتَشارَكُ ذاتَ الهَواءِ نَتَنَفَّسُ ذاتَ السَّماءِ لَكِنَّ الفَرَقَ بَينَنا مِقدارُ رَغيفٍ أَو جُرعَةِ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .