بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 21 أبريل 2023

عـيـد.. بقلم الأديب الشاعر : هيثم محمد النسور

 عـيـد.. بقلم هيثم محمد النسور

حَلَلْتَ يَا عِـيـدُ فَاسْتَشْرَى بِنَا الْكَمَدُ
لَـمْ يَـبْـقَ صَـبْـرٌ عَلَى الْأَرزَاءِ أَوْ جَـلَدُ
يا عِيدُ أَضْرمتَ نَـارَ الْقلْبِ فِي حُـرقٍ
تَـكَـادُ مِـنْـهَـا جُـذُوعِ الـرُّوحِ تَـتَّـقِـدُ
أَيـهْـنَـأُ الْـبَـالُ وَالْـهَـيـجَـاءُ جَـامِحَةٌ
فـأَيْـنَ أَحْـبَـابُـنَـا وَالصَّحْبُ وَالْـوَلَـدُ
أَيْـنَ الْأَخِلَّاءُ كَي أَشْكُـو لَـهُـمْ أَلَـمِـي
فَـقَـدْ تَـمَـزقَ مِن أوْجَـاعِـهِ الْـكَـبِـدُ
وأَيـنَ أَبْـنَـاؤُنَـا شَـــطَّ الْـمَـزَارُ بِـهِـمْ
وشَـتَّـتَـتْهُمْ رِيَـاحُ الْقَـهْـرِ وَابْـتَـعَدُوا
وَكَـيْـفَ تَـهْـدَأُ يَا عِـيـدُ الْجِـرَاحُ بِـنَـا
إِذَا تَـولَّـى رَخَــاءُ الْـعَـيـشِ وَالـرَّغَـدُ
يَـا عِـيــدُ كُـلَّ عَـدِيــمٍ مَــدَّ رَاحَـتَـهُ
يَـسْـتَـجْدِيَ الرِّزْقَ مِمَّن طَبْعُهُ حَـرِدُ
وَقَـدْ تَـأمَّـلَ مِـن دُنْـيَـاهُ مَـكْــرُمَــةً
وَهَـلْ وَفَـا الدَّهْـرُ يُومًا بالَّذِي يَـعِدُ؟
رَغَـائِـبُ الـنَّـاسِ آمَــالٌ مُـحَـطَّـمَـةٌ
جَـنَـاحُـهَا هِـيْـضَ لَا عُونٌ وَلَا سَـنَـدُ
أَوْطَـانُـنَـا مِن بَـلَاءِ الضَّـعْـفِ نَـادِبَـةٌ
تَـنُـوحُ شَـجـوًا وَلَـمْ يَـأبـَهْ بِـهَا أَحَـدُ
وَقَومُنَا اسْتَصْغَرَ الشُّذَّاذُ هَـيْـبَـتَـهُمْ
كَـأَنَّـهُـمْ فَـوْقَ أَمْـوَاجِ ِالْـخَـنَـا زَبَـــدُ
وَاسْـتَـحْقَـرَ الْكُـفْـرُ فِي كَيدٍ عَقِيدَتَنَا
وَكَــانَ أَسْـــلَافُـنَـا نِـيـرَانَـهُـمْ وَأَدُوا
هَا قَد تَـجَـلَّـى هِـلَالُ الْعيدِ فِي وَهَنٍ
كَحَـاجِبٍ فَـوقَ عَـيـنٍ مَـسَّهَا رَمَـــدُ
تَـبَـارَكَ الْعِيـدُ تَـدْنُـو الْمُفرِحَاتُ بِـهِ
وَيُـدبِـرُ اللُّـؤْمُ وَالْبَـغـضـاءُ وَالْحَسَدُ
رُحْـمَـاكَ يَـا عِـيـدُ فَالَّلأْواءُ جَـاثِـمَـةٌ
فَهَا هُوَ الْـمَسْـجِـدُ الْأَقْصَـى بِـهِ نَكَدُ
وَهَا هيَ الشَّامُ تَبكي طُهرَ مَسْـجِدِهَا
حُـثَـالَةُ الْخَلْقِ فِـي مِـحْـرَابِـهِ قَعَدُوا
يَا عِـيـدُ أَطْـفَـالُـنَـا لَيسُوا كَعُهْدَتِهِمْ
هَـذَا يَـتِـيـمٌ وَذَا قَـدْ لَـفَّـهُ الـصَّــرَدُ
مَا كُنتُ أَحسَبُ حِينَ الْقَيدُ أَوْهَـنَـنِي
عِـيـدٌ يـَهِـلُّ وَجِيدِي فِـيـهِ يَـنْـصَفِـدُ
فِيمَا مَضَـى كُنتُ بِالْأَعْيَادِ مُبـتَـهِـجًا
وَالْـيَـومَ أَبْـحَثُ عَن ذَاتِـي فَـلَا أَجِـدُ
فَاجْمَعْ رِحَـالَكَ كُلُّ الْـعُرْبِ قَدْ ثُكِلوا
وَرَغـمَ أَحْـوَالِـهِمْ لِلْذُّلِ قَدْ سـَجَـدوا
إِذَا ابْـنُ آوَى صَـفَـا حَـالُ الزَّمَانِ لَـهُ
لَا غَـروَ إِنْ بَـاتَ مِن خُـدَّامِـهِ الْأَسَـدُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

تغيير القوافي بقلم الراقي عامر زردة

 تغيير القوافي : قصيدة واحدة بخمس قوافي كمثال على البدائل ومرونة الشاعر والقدرة على التغيير  ولا أعرف شاعرا كتب عن هذا الموضوع قلت في الأول...