بين استعماريْن
طرّدَ الأبطالُ مُحْتلَّ البِلادِ
بِنضالٍ وكِفاحٍ واتحادِ
لمْ يهابوا الموتَ فالموتُ انْتِصارٌ
للَّذي يسْعى حثيثًا للْجِهادِ
طردوا المستعْمرَ الباغي بِذلِّ
طرْدَ صُعلوكٍ ولصٍ بل ونذلِ
ثمَّ عادوا من خلالِ العُملاءِ
مثْل ضبٍّ ماكِرٍ أو مثلَ صَلِّ
سلَّمَ الأغرابُ للأعْوانِ حُكْما
لِيَبُثّوا باسْمِهمْ في الأرضِ سُمّا
ويَصُبّوا جهْلَنا نفطًا وَخمْرا
وَبَلائي لمْ نزلْ صُمًا وَبُكْما
بعْدَ طرْدٍ بلْ وَكنْسٍ للدَّخيلِ
وخلاصٍ مِنْ خؤونٍ وعميلِ
فَرِحَ الأَهْلونَ بالنصْرِ المُبينِ
باحتفالاتٍ وإنشادٍ جميلِ
فبلادُ العُرْبِ عادَتْ مِنْ جديدِ
حُرَّةً مِنْ كلِّ مُحتَلٍّ مَريدِ
إنَّنا يا غُرْبُ أبناءٌ كرامٌ
لِبلادٍ ذاتِ تاريخٍ مَجيدِ
ويحَ قلبي بعد تحريرٍ مكينِ
وخروجٍ لدخيلٍ أو هجينِ
كيفَ أصبحنا شعوبًا لا تبالي
بهوانٍ أوْ بإذلالٍ مُهينِ
يا لِحُكّامٍ لِظُلّامٍ أباحوا
شرفَ الأوطانِ والنّهبَ أتاحوا
وشعوبُ العُرْبِ في ذلٍّ شديدٍ
فعلى غيرِهمْ لمْ يُرْفَعْ سِلاحُ
يشترونَ الذُلَّ حتى يستَمرّوا
مِنْ حماةِ الغَرْبِ حتى يسْتقرّوا
خسِئ الأَنْذالُ والأَعْوانُ أيضًا
مِنْ عِقابِ الربِّ حتمًا لنْ يفِرّوا
لستُ أدري يا إلهي لَمَ قهْري
لِمَ فاضَ الذُلُّ في قلبي وصدري
قُلْتَ كُنّا خيْرَ قوْمٍ بلْ وناسِ
انْتَبهْتُ الآن كُنّا قبْلَ دهْرِ
يا بني قومي أنا حقًا حزينُ
وخضوعي بل وإذلالي مُشينُ
ما الذي يدعو لهذا فهّموني
فأنا الجاهلُ والكلّ فطينُ
أرضُنا شاسعةٌ والخيرُ جمُّ
ومُحيطٌ كم يناجيها ويمُّ
وثراءٌ لا يُضاهيهِ ثراءُ
فعلامَ الذلُّ يا حُكْمٌ وقوْمُ
وَلِمَ السعْيُ لأحضانِ عدوّي
وعدوّي مثلُكم يسعى لمحْوي
ما الذي ترجونَهُ في كهفِ صلٍّ
دائمِ الغدْرِ وَمِنْ غزوٍ لغزْوِ
عجبًا كيفَ تُعادونَ الشقيقا
وعدوّي عِندكم صار الصديقا
لستُ أدري هل أنا يا قومُ منكمْ
أمْ تُراني صرتُ من ذُلّي رقيقا
د. أسامه مصاروه
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الاثنين، 20 فبراير 2023
بين استعماريْن.... بقلم الشاعر أسامه مصاروه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
يأتي العيد وراء العيد بقلم الراقي صلاح الورتاني
يأتي العيد وراء العيد كل عام يأتي عيد ليخلف عيد شعوب تقمع بآلة من حديد أصوات من هنا وهناك تسمع من بعيد نحن هنا في ذهول نتساءل ما الجديد ؟...
-
لما أغفو... في ذكرياتي أرتمي. لا أرى سواها في منامي في صدر الشوق أحتمي يتغزل في تفاصيلها قلبي دون فمي بكل ألوان الحب و الغرام أرتل و أتيه...
-
----------حقيقة سراااب.... دون أن أطرق له الأبواب مفاجئ عنيف كالشهاب استهدفني من عالم الغياب أزهر في الشك و الارتياب و كثرة اللوم و العتاب....
-
وإن سألوك عني، ماذا تقول؟ طفلةٌ، تغارُ عليَّ بجنون، تشعرني بعظمتي وكأنني الملكُ هارون! لا تبغي جاهًا، بل قلبًا حنون، يحتويها ولحبها وكرامته...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .