إن كنت تعرف مالهــــــــا..شعر الحسن عباس مسعود .

 إن كنت تعرف مالهــــــــا
✒✒✒ا✒✒✒✒
                                                                                              شعر الحسن عباس مسعود      
                                                                 ✒✏️✒️✏️✒️✏️✒️
قل مالـــها إن كنت تعرف مالهــــــــا 
هــــل بُــدِّلــت ام بـَـدَّلــت أحـوالـهـا؟

فــزعـت فـأفـزعـت الـعـباد فـهـرولوا
لــلــيـس مــهـربـهـم وذلــــك هــالـهـا

مــن طـول مـا تـعبت تـساءل شـاهد
كــم مــن زمـان يـا زمـان صـفا لـها ؟

الــبـؤس هــشـم واسـتـباح عـظـامها
والــحـزن يــسـري كـالـدمـاء خـلالـها

وحــدائـق الـــدُرّاق مــن عـبـثوا بـهـا
أم أن عـاصـفـهـا الــجـمـوح ازالــهـا؟

مــن بـعـد ثــوب الـعرس زيـن قـدها
أبـــدت إلـــى عــيـن الـــورى أثـمـالها

وكــأنــهــا قــــــد مــزقــتـه تــأسّــفـا
او كــســرت مــــن حــزنـهـا أنــوالـهـا

سـاءلـتـهـا مــــاذا أصــــاب فــؤادهـا
لـــم أسـتـبـن بــيـن الـدمـوع مـقـالها

ورأيــتـهـا خــابـت ظــنـون ربـوعـهـا
وتــفــقـدت إذ لـــــم تــجــد آمــالـهـا

رجــفــت لـتـخـبـر لــلـورى أحـوالـهـا
أم خــفـفـت مـــن وزرنـــا أحـمـالـها؟

قـل لـي بـربك هـل تـرى ضـاقت بـنا
ثــقـلـت فــألـقـت لـلـفـضـا أثـقـالـهـا؟

هـي لـيس تـغضب أو تـسوق وبـالها
إلا إذا غـــضــب الــجـلـيـل حــيـالـهـا

عــاثــوا بــهــا وتـمـتـعـوا وتــجـبـروا
أم بــعـثـروا بــيـن الــحـرام حـلالـهـا

وتـقـلـدوا عــفـن الـشـذوذ وحـاولـوا
تـجـمـيـلـه فـــأبــت عــلـيـه خـبـالـهـا

قـــالـــوا لـــهــا مــثـلـيـة فـتـعـفـفـت
عــمــا أتـــى أهـــل الــهـوى أمـثـالـها

هـي مـن قـذارة قـوم لـوط وانـزوت
بــيــن الــظـلام وجــرجـرت أذيـالـهـا

والـغـافـلـون عــلـى الأمــانـيّ الــتـي
قـــد خـــدرت مــن يـرتـجون نـوالـها

والــمـرجـفـون وأهـــــل زور بــدلــوا
وجـــه الـحـقـيقة وارتــضـوا إبـدالـها

ومـنـافقون ومـفـسدون ومـن رضـوا
بـالـسـوء فــي نـفـسٍ هــوت إذلالـهـا

مــردوا عـلى عـيش الـدناءة والـهوى
لا يــفــهــمـون فــنــاءهــا وزوالـــهـــا

غضبت لذي الشاشات تكشف سترها
أبــــدت لــنــا مــــن جـهـلـها جـهـالـها

إنـــي أراهـــا فـــي الـمـعامع جــردت
لــلــمـوت أســيــافـا تــعــد نـصـالـهـا

سـقـطـت بـهـوة مــن أرادوا سـوءهـا
وكـأنـمـا الـشـيطان قــد أوصــى لـهـا

وتـبـاكت الأرحــام مـن طـول الـنوى
لـــمــا بـــكــت بـقـطـيـعـة أوصــالـهـا

ولـبـئس أقــواس الـبـغاة اسـتأسدت
شـــــدت بـــجــورٍ بــأســهـا ونـبـالـهـا

ورمــت قـلـوب الـمخلصين فـأذهلت
عــقــل الــعـبـاد ومــكـنـت إذهــالـهـا

أم ظـــن مــن جــاروا بــأن سـكـوتها
ســيــدوم ام غــــر بــذلــك خــالـهـا؟

لــــولا الــبـغـاة وغـيـهـم وفـسـادهـم
والــجــور أوهـــى قـيـدهـا وحـبـالـها

مـا كـان عـمر الأرض يـقطر من أسى
او كـــان يــنـزِف حـسـنـها وجـمـالـها

لا تـحـسـبوا تــلـك الـقـصـور بـعـيدة
عـــــن بــأســه فالله يــمـلـك مــالـهـا

ولــقـد يــؤخـر مـــن يــريـد شــقـاءه
ويــخـص أهــل رضـائـه اسـتـعجالها

وحـيـاتـك الـدنـيا سـتـقضي عـمـرها
والله قــــد جــعــل الــفـنـاء حـيـالـها

جــبــلـت مـــمــرا لا يــــدوم لأهــلــه
فــي الـحـال تـنـسى عـزهـا وجـلالها

رب عــظــيـم مـــــا يـــريــد فــنـافـذٌ
وإرادة لـــــن تـــقــدروا اسـتـبـدالـهـا

هـــي عـبـرة لألــي الـنـهى وجـنـانهم
قــالــت بـــأن الله قـــد اوحـــى لــهـا

عـايـنت أسـبـاب الأفــول عـلى الـدنا
وقــصـدت مـــن تـفـصـيلها إجـمـالها

لــكــنـهـا عـــبـــر تــعــاظــم هــولــهـا
والله فـــــي دنــيــا الــفـنـاء أحــالـهـا

ولبئس هذا الأمـــــــــر في إدراكـــــه
أني اتهمـــــت من المصابـــــة آلهـــــا

فــلـربـمـا عــانــى الـبـلـيـةَ مــحـسـن
رغــــب الـشـهـادة والبقــــاء فنـالـهـا

واسـتـنقص الـدنـيا الـكـؤود وعـافـها
وأراد مــــن بــــاب الـمـمـات كـمـالـها

وأعـــــد رب الـــعــرش دار مــقــامـة
واســتـعـجـلـت جــنــاتــه أطــفـالـهـا

والـشـمس مــا فـتأت وذي أضـواؤها
لـــمَّـــا تَـــسُـــقْ لــغـروبـهـا آصــالــهـا

هـــي هــزّة صـغـرى تـضـاءل وزنـهـا
عــــن هولها إن زلــــزلـــت زلـــزالــهــا

حـتـي تــرى الأطــواد عـهـنا طـائـشا
هــي لــن تـبـالي فـي الـثبات جـبالها

ورحـــى إذا دارت سـتـفـتك بـالـورى
وتـــديــر بــالـهـول الـكـبـيـر ثِـفـالـهـا

يـــا رب نـــج الـمـؤمـنين مــن الــذي
يــــرمــــي إذا آذنــــتَــــه أهـــوالــهــا

والـطف بـعفوك يـا رؤوف من الأسى
أنــعــم بـرحـمـتك الــتـي تـُقـنـا لــهـا