بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 17 فبراير 2023

الإسراء والمعراج.. بقلم الكاتب د. أسامة أحمد علي جلال

 بسم الله الرحمن الرحيم

{سبحان الذي أسری بعبده ليلا من المسجد الحرام إلی المسجد الأقصی الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا  إنه هو السميع البصير } صدق الله العظيم ..

لقد منَّ الله سبحانه علی عبده محمد بن عبد الله  بنعمة الإسراء وزاده فضلا بأن رفع قدره واستضافه في ملكوت السماء فأعرج به إلی أعلی عليين حيث سدرة المنتهی  تكريما له وتعظيما وتسرية لقلبه الذي أوهنه الحزن علی موت زوجه وعمه اللذَين كانا خير سند له ومعين من بين البشر ، فاصطفاه ربه ليعلم أن الله معه ولن يخذله أبدًا  ، فصلوات ربي وتسليماته عليك سيدي أبا القاسم يا رسول الله .. 

 وقد أنزل الله في هذا قرآنا يتلی آناء الليل وأطراف النهار ، خلَّد فيها ربنا ذكر ما قد حدث وشهد وحده سبحانه عليه فما رآه من البشر أحد ، ولم تستوعبه عقول أولي الألباب . فكيف يخرج رجل من مكة إلی بيت المقدس بالشام ويعود في  جزء يسير من الليل ؟! كيف يستوعب العقل البشري أن ذاك ما ذُكِر ؟! وهم أهل السفر علی ظهور الدواب لا يعرفون وسيلة أخری غيرها ، ولا يدركون قدرة العزيز الوهاب ، أهل مكة كانوا غلاظ القلوب ، سيطر علی عقولهم الجهالة قبل الجهل فأنكروا ، ولم يكتفوا بذلك بل أخذوا يسخرون من حبيب الرحمن ، ولمَ لا ؟ وهم علی كفرهم وقسوة قلوبهم ،

لمَ لا ينتهزون هذه الفرصة السانحة ليهدموا في قلوب المسلمين وغيرهم عظمة محمد صلی الله عليه وسلم ويزيلون كل تقدير له في قلوب محبيه ؟! لقد حان الوقت إذن وصارت الفرصة سانحة ، فخرجوا يتهمونه بالكذب والجنون ، ويُرَوِجون لهذا الأمر بكل ما يملكون من أبواق فاضحة وألسنة لا تتوانی في نشر الإشاعات ..

وما أشبه اليوم بالغد ! ،  حتی وصلوا إلی صديقه  فأخبروه لينفضَّ هو الآخر عنه  ، فلا يبقی معه من يصدقه ، إلا أن الصديق قال: إن كان قال فقد صدق

وهنا تتجلی قيمة الصداقة والإخلاص ، وتسمو درجة اليقين في قدرته سبحانه وتعالی ، 

فنزل قول الحق تبيانا وترسيخا وتخليدا لما ذكره رسول الله : إنه أسري به من المسجد الحرام بمكة إلی المسجد الأقصی بالقدس ، وبقيت كلمات الله وفني من كذب بها ..

كانت حكمته سبحانه أن يربط بين بيته المحرم والمسجد الأقصی لنعلم أنه أمانة في أعناق المسلمين جميعا ، له قدسيته ومكانته في الإسلام ، إرتباطٌ غير عاديٍّ ، تعظيم وتشريف وإجلال ، الأقصی  أرض الله المقدسة حيث صلی رسول الله في ليلته هذه إماما بجميع الأنبياء والرسل ، الأقصی بداية اتصال السماء بالأرض حيث مكان الصعود إلی سدرة المنتهی ، الأقصی حيث هبط رسول الله من السماء في رحلة الرجوع إلی الأرض مرة أخری .. الأقصی الذي قال الله فيه {الذي باركنا حوله} هو نقطة البدء وأرض المنتهی وريحانة المدائن ..

فهل حقًا يكتمل إيمان المسلم دون تعظيم وإجلال لهذا المكان المقدس؟! بالطبع لا ..

وتأتي هذه الذكری من كل عام ، ولسان حالها يقول : أين أنتم ؟ وأين إيمانكم ؟ بل أين نخوتكم يا أهل العروبة والمحبة والسلام ؟!

تأتي ذكری الإسراء والمعراج لتجدد فينا حب رسول الله وتحيي وترفع ذكر هذا المكان المقدس الذي لن يزول ببقاء ذكر الله في الأرض ، فما أحوجنا إلی التدبر والتمعن والتأمل في ما غرسته رحلة الإسراء والمعراج من شجرة تثمر كل يوم في نفوس أهل السلام 

كل عام أنتم جميعًا بخير وسلام ..

بقلم الكاتب والناقد اللغوي

د. أسامة أحمد علي جلال

 Osama Galal

📖📖📖

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

هسهسة خاطر بقلم الرائعة جهاد بدران

 هسهسةُ خاطر.. ألا ليْتَ نفسي لا تنوءُ بخاطري ولا تُنْكِر الإحساسَ في عيْنِ شاعرِ ويا ليْتَ فجْري يبْعثُ النّورَ جذوةً فيُحْيي بنبْضِ القلبِ...