بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 يناير 2023

الفردوس المفقود..!..بقلم الشاعر. .أ. حيدر حيدر

 الفردوس المفقود..!

وطني..
ياوطن  التشرّد والضياع..!
على أيّ مصور رسموك
وزينوك..
وتحت ايّة غيمة أقاموك
 أأقاموك حقيقة..أم سرابا..؟؟
نجري وراءه من قرون.. 
(2)
فقدتك.. ياوطني
مذ كنت طفلاً 
أحبو على مصطبة بيتنا العتيق.
لالوز ..ولا رمان..ولاتين
بقي في حواش دارنا.
حتى الساقية... 
التي كانت تنهل منها خابية بيتنا
جفت..وتحطبّت قناتها
وصارت ملاذا آمنا للنفايات
و أصوات ثغاء مواشي  الحظيرة
لم أعد أسمعها في  فناء بيتنا
وصوت أمي المبحوح ،ينادي عليها
فيجبنها مجتمعات:ماء.. ماء
ذلك النّداء الحنون
غادرنا إلى الفناء؟؟؟
عليك.. يا أمي ألف رحمة
و لك منّي.. ياملاكي الطاهر
ألف دعاء..
(3)
وطني..
ياوطني.. 
أيّها الفردوس المفقود..!
  لقد كنت شريطا من الخصب، والخضرة، والجمال
وفجأة ..
حطّ في حماك لصوص العصر
 من سماسرة، ومرتزقة، وتجار
شفطوك من ضروعك،
 كما تشفط جارتنا ثديي بقرتها.
سرقوك في وضح النهار
دون خجل،أو مواربة،أو رياء
كذبوا علينا، وقالوا:
وطننا بخطر،فمن يحميه..؟؟
تداعينا للجهاد.. 
فرادى..وجماعات
شددنا على البطون..
جعنا ..عرينا.. حفينا ..بردنا..!
فدى لك،  أيّها المفدّى..!
لكن... ثبت أنّهم يكذبون.
ولأموالك المجتباة من عرقنا يكنزون..!
خانوا الأمانة..
ياوطننا المطعون..!
(4)
ومن يومها، فقدناك
ياوطن الضياع 
لم نعد نعلم في أيّة، روزنامة أنت..!
وعلى أيّة خارطة صوروك..
وتحت أيّ سماء أنزلوك..؟؟
نحن المشردون، النازحون الحفاة ، العراة..!
 بكينا.. ياوطني
بكينا  أكثر من مطر مدرار..
حتى السماء  المكفهرة رثت لحالنا
فحبست دموعها، عن البكاء
  يا لحزننا الدّفين..!
ياوطن المعذبين المضطهدين
سمع عويلنا الصديق والجار
وصرخنا..
 حتى تقطعت حبال صوتنا
 ياوطن النشيج المبحوح.
صدقني..صدقني ياوطني
لا أحد من العالم  عناه مانكابد
لا أحد رثى لشعب مذبوح  شريد
 تشردنا.. تبعثرنا..
 تهنا في البراري والقفار
لاأحد تصدّق علينا .. ولو بدينار..!
لاأحد آوى أطفالنا اليتامى..
ولا نساءنا الأيامى
 لاأحد ..لاأحد 
الإنسانية: أصبحت وحشا غدار..!
سمك القرش..ابتلع منّا حتى الصغار
(5)
ياوطنا .. ضائعاً
ياملكا  مسلوباً
فقدناه منذ الملك الضليل..(1)
ومن يومها..
نبحث عنك..نتحرّى
ولانعثر في تاريخنا الأصيل، العريق
على من يرشدنا إليك..
ياوطن الرّايات الخفاقة، واللافتات..
كلّهم امتطوا صهوة جيادنا..
فرسان علينا..
وعلى العدو نعامات..!!
 كلّهم تباهوا، وتفاخروا بانتصارات..
وانتصارات..!!
لكن لم نجد بعدها..
أيها الوطن الشهيد..!!
إلا نحيب الأمهات..
وصرخات الجياع..
ونزيف الجراحات..!!
(6)
 فمتى..؟
متى نجدك ياوطننا الضائع..؟؟
وهل يمكن أن نعثر عليك؟؟
 محال لنا أن نعثر عليك
أيّها الوطن المهاجر..!!
إلا إذا عثرنا على أنفسنا..!!
وعلمنا أنّ طرق الثورة
يبدأ بخطوة..!!
بعدها.. بعدها..
 ياوطناً مسلوباً، مشرداً، ضائعاَ.!!
يمكن لنا.. 
أن نستردك من التشرّد والضياع..
بعدها...
يمكن لنا أن نستردّك
يا فردوسنا المفقود..!!
أ. حيدر حيدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

تسألون بقلم الراقية رفا الأشعل

 تسألون .. تسألون الصّدق إنّي كم أعاني من أميرٍ قد سبى كلّ الحسانِ عبثا حاولت أن أنسى هواه  فالفؤاد مستهام قد عصاني كيف أنسى من هواه...