بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 25 يناير 2023

الحلقة الثانية عشر من فن القصة في القرآن الكريم .... بقلم الأديبة الدكتورة نوال حمود

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

الحلقة الثانية عشر من فن القصة في القرآن الكريم ..

وسنتحدث اليوم عن العنصر الثالث من عناصر القص القرآني وهو الحوار ومعه الحركة ...

ثالثا _ الحوار والحركة : 

__________________

١_ الحركة : نبدأ بها لأنها الروح التي تسري في كيان القصة ، فتبعث فيها الحياة ، وتجعل بينها وبين الناس تجاذبا وتجاوبا ..

 والحركة في القصة القرآنية ليست مقصورة على الأشخاص والأجسام ، وإنما تعدت ذلك إلى حركات الذهن و النفس وما يجول بالخاطر .


٢ _ الحوار : هو واحدة بين أساليب القول الذي يعتمد عليه الفن القصصي في صياغة الحركة في الحديث ويؤدي إلى الهدف .

ثم إن الحوار يترجم عن الشخصية ، ويصل بينها وبين فكر المتلقي ، ويضعها في إطار نفسي معين ، وهو الذي يزج المتلقي في تجربة القصة ليعيشها ، و بالحوار ينطق الأشخاص فينطلق اللسان ليوضح ما في الخاطر .

وحين يعرض القص القرآني هذا العمل فإنما يعرضه في غاية الدقة والصدق ..

وكيف لا ؟!! وهو كلام الله سبحانه وتعالى العالم بسرائر 

النفوس ومكوناتها  ..


ويعتمد الأسلوب الحواري في القص القرآني على : 

١_ التقرير : 

ويكون من خلال عرض الحقائق على الخصم ،وكأنها مسلمات بديهية  لا تقبل الإنكار أو الجدل لعله ينصاع للحق أو يتبعه كما في قصة ثمود حين طلب منهم أن يعبدوا الله الواحد القهار .


٢_ التلقين : 

ويتم بتوجيه دعاة الحق إلى ما يواجهون به خصومهم في دعوتهم أو في الشبهات ، كما ورد في أمر الله سبحانه  لموسى عليه السلام و أخيه في إنقاذ بني اسرائيل  من فرعون .


٣ _ المحاجاة : 

من خلال إقامة البرهان عن طريق التحاكم للعقل ، كما في حوار ابراهيم عليه السلام  مع أبيه و قومه على أصنامهم .


٤ _ الترغيب و الترهيب : 

من خلال التذكير بالنعم و التخويف من العذاب ، و كل ذلك تمشيا مع طبيعة الانسان 

المتضمنة لعاطفة الرغبة والرهبة .


٥ _ التبرير : 

ويأتي بصورة المتعلل بالأعذار 

لتبرير موقف سلبي تجاه الحق  والالتزام . 


٦ _ الازدراء و الاستخفاف : 

وهو من الأساليب المتبعة وخاصة لدى أعداء الأنبياء للتقليل من شأنهم أو شأن  ما جاؤوا به ، كما في قول فرعون لموسى عليه السلام حين دعاه للإيمان بالله {{ألم 

نربك فينا وليدا ، ولبثت فينا من عمرك سنينا ..}} سورة الشعراء ٢٦/ ١٧ .


٧ _ الوعيد والتهديد : 

وهو من الأساليب الواردة في القص القرآني ، وقد استعملت من قبل أعداء الأنبياء ضد الأنبياء  والدعاة الى الله و الحق في محاولات دائمة لصرفهم عن الحق الذي آمنوا به مثلما حصل لابراهيم عليه السلام حين هدده أبوه .


نتيجة : 

بذلك نجد ان أسلوب الحوار في القص القرآني هو الاسلوب 

البديع ، العالي الشأن والرفيع المستوى ، والمعتمد قوة التراكيب وجزالة اللفظ ، المتلون حسب مقتضى الحال ، وتبعا للظروف او الشخصيات او مستوى الاداء . 

تم بعونه تعالى وإلى اللقاء في الحلقة القادمة 

نلتقي لنرتقي ومن العلم نجتبي ..

      أ . د / نوال علي حمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

يا ساىلاً عنها بقلم الراقي محمد شوقي السلطان

 يا سائلا عنها وعن أنبائها ،، النور يبزغ من ذكي دمائها ،، أفلا ترى شمس الحقيقة أشرقت ،، ليضيئ كل الكون عبر سمائها،، يا كاتباً عنها وكنت شفائ...