بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 29 يناير 2023

أُختي المرأة:... مقال أدبي بقلم الكاتبة قدوري عربية (مرافئ الحنين)

 أُختي المرأة:
أيتها الكائن الرقيق..
أيتها الأم الحنون، الأخت الطيبة والزوجة الصالحة
في كل الحالات ..
 "أنتِ حبيبتي "
بالفعل هكذا يريدك الرجل الذي نادرًا ما يطلب منك ذلك، فلا يستطيع....
 إذْ يرى نفسَهُ هو من عليه العطاءُ والتقديم والتضحية دومًا..
يرى نفسه مسؤولًا ، وليس من حقه أن يُكلِّفَكِ ما لا تطيقين .
مع إن احتياجه إليكِ  ليس بالأمر الصعب ، وأنت تمتلكين القدرة على أن تكوني له الحياة  بما تحمله من معنى  .
فعلًا أنتِ الحياةُ
كنت جميلة أم لا.
كنت مثقفة أم لا.
أكنت حبَّهُ الأول أو الآخير؟
وكيفما تكونين.....
فالكمال لله وحده عزَّ وجلَّ.
المرأة الذكيَّةُ هي التي تعرف كيف تسرق قلوب من حولها  وتجعل زوجها في قمة السعادة
أتدرين كيف ذلك؟
بالاهتمام به، بما يشغله، فيما يفكر، بالوقوف بجانبه، بالتحدُّثِ إليه، الصمتُ عندَ غضبه، العودةُ اليه سريعًا ؛ فلا تتركي  له وقتًا للتفكير بغيرك .
اعتني بأغراضهِ الصغيرة
ليس الملبس ولا المأكل ولا غرفة نومه أقصد ؛
فكل النساءِ تُجيدُ ذلك .
هناك أمورٌ دقيقة لا تستطيع المرأة رؤيتها إلا إذا كانت فعلًا امرأة....
ابحثي في تفاصيله فيما يحبُّ هذا الرجل ، حاولي قراءة أفكاره والحفاظ عليها؟
 قد تجيدين حياكة وشاحٍ بينما هو يجيد غرس وردةٍ  على سبيل المثال ، أو ربما يرتاح حين يُمسكُ قلمَهُ ليكتبَ ،ويرسمَ ؛ فداخل كلِّ رجلٍ طفلٌ صغيرٌ  مهما كَبُر، يحتاج للرَّاحةِ من العملِ والشقاءِ ، منَ الكلامِ ومنَ الحساباتِ التي لا تنتهي ، من كل أمورِ الدُّنيا؛  فقط يريد وقتها من تَفْهمُهُ وتعتني بهِ كطفلٍ مُدَلَّلٍ
يُغمضُ عينيهِ وهو مرتاح البال ، يُدركُ أنَّ هناكَ امرأةً سيجدُها أينما ولَّى نظرَهُ .
ثِقِي سيِّدَتي؛ فإنْ كانت المرأةُ تعشقُ الكلمةَ الرَّقيقةَ من ثَغرِ الرَّجلِ ؛ فهو يُقدِّسَها إلا أنه لا يطلب ذلك .
ما العيب أن تناديه حبيبي؟! ما العيب أن تُقبِّليهِ وَقتَ رُجوعهِ من العمل ،  وقَبلََ خُروجهِ من البيت ، مع دعوةٍ من قلبِكِ ؟! 
ما العيبُ في أنْ تتَّصلِي به لتسْأليه : "هل أنت بخير".؟!.. لك اليوم بالبيت مفاجأة ، وتدعين أمه وأباه  على العشاءِ،.وأنتِ فَرِحَةٌ ، والنُّورُ على وجنتيكِ كالجنةِ.. ؟
ما العيبُ في أن تجعلي مقامَهُ الأعْلَى بين أولادهِ وإخوانِهِ وكلِّ أقاربِهِ ؟!
ما العيبُ في أنْ تحفظي سِرَّه وضعفه ؟!
ما العيبُ سيِّدتي في أنْ تُجدِّدي حياتكِ معهُ ؟! وأنتِ سيدةُ التجديدِ دُونَ ذِكرِ التفاصيلِ الدقيقةِ..
ما العيبُ في أنْ تُرتِّبي أغراضهُ القديمةَ مَهما كانت ؟!  
حبيبتي أنت..
إجعليهِ يقولُها ليلَ نهار  ۔وهو واثقٌ أنَّ  لديهِ لُؤلؤةٌ لا يتمتعُ بنورها  سواه۔..
لا تُذكِّريهِ بمستلزماتِ البيت ..
ذَكِّريهِ بالصلاةِ والوضوءِ قبلَ الخروجِ..
ذكِّريهِ بزيارةِ أمِّهِ قبلَ العودة..
ذكِّريهِ بأنَّكِ ستشتاقين له ، وأنكِ بانتظارهِ  دومًا.
أتركِيهِ يحلُمُ بالزواج، أتركيهِ يبحثُ في مخيلتهِ  بأخرى ؛ فسيعودُ بفكرهِ وحدَهُ حينَ يقتنعُ أنَّهُ لا يستطيعُ العيشَ دُونكِ
غِيرتُكِ الزَّائدةُ تجعلهُ يبتعدُ ليجدَ الرَّاحةَ، وطبعًا ستوفرها مَنْ كانت أذكَى منك ..
تجمَّلِي  بأخلاقكِ وتواضُعِكِ ، ثمَّ بأنوثتكِ ، وكأنَّكِ تستعدينَ لحفلةِ عُرسٍ ..
لِمَ تذهبينَ لقاعة التجميل  و ترتدين أجمل مالديك حين تقصدين حفل زفاف ؟!
أوَ ليس زوجُك أحق بأن تتجمَّلي له؟! 
خَصِّصي له يومًا  في الشهر  حتى ۔ لا أقول في الأسبوع- واكسري روتينكِ اليوميِّ ..
لا بالأكوابِ والزجاج، والكراسي والصُّراخِ والشتم.. 
أتركي العصبيةَ جانبًا
فهناك - صدقا- نساءٌ كأنَّهنَ  حُورياتٌ
والبعضُ منهنَّ رجُلٌ في ثوبِ امرأة ؛
فكُونِي الأولَى .
 أرجوكِ حبيبتي.

مرافئ الحنين
29/01/2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

الوان الورود بقلم الراقي توفيق عبد الله حسانين

 . ألوان الورود أنت كل ألوان الورود وشذاه             بلغ القلب الحب فيك ومناه يا عطر وفوح الورود وإياه           سلبت الفؤاد وأضل...