💫 حُلم الدّراويش 💫
هو حُلمٌ ... و كفى ..
وَهَبَني المعنى حين استوى ، ثُمّ عَتَى و أَكْدَى بعد أن اِستنزف منّي العمر و استنفدَ طاقة الصّبر ، فتواطأ مع سُنَّةِ الدّهر ، حتّى آل إلى ما آل إليه ، وجودا في حُكم العدم ، لكنّه ما انْتهى ..
🌬 حُلْمُ الدّراويش 🌬
🔸️١🔸️
يأتي ..
أو لا يأتي ..
يكون ..
أو لا يكون ..
وَعْدٌ مثل العِهْن
فُقاعةُ هُراء على خارطة الوهم
تُحلِّقُ و تجوبْ
🔸٢ ️🔸️
كلام يُقايض الصّمت ..
بَعضُه مَشارط على الجروح و العُطوب
و بعضه رغم فِصْحه
أَبْكمٌ يَنُوءُ بالصّمت و الهُروبْ
🔸️٣🔸️
آه يا ابن أبيك
ما أصبرك على زمن الكُدَى و البَهالِيل
و استجداء الوعد الكَذُوبْ
🔸️٤🔸️
لك الله يا قلبا ارْتُهِنَ و تَرهّل
فنَخَرَتْك الصُّدوعُ و الثُّقُوبْ
🔸️٥🔸️
كُلّما سُدَّتْ كُوَّةٌ
جاء من يَخُدُّ فيكَ الخُدوشَ و النُّدوبْ
🔸️٦🔸️
مُذ لَبِس العُمْر بُردةَ الوعْيِ
أنْهَكَنا الرَّتْقُ في الثَلْمات و العُيوبْ
🔸٧ ️🔸️
كُتَلُ المواجع تتجدّد
في مُتُون الحياة راسية تتمدّد
في الهوامش و الطُّرَر
و في وَعْثِ الدُّروبْ
🔸٨🔸️
و السّؤال المُعضِل ،
كيف سأَنْبُضُ من جديد ؟
والقلبُ نَأْمَة في قَيْد الغُيوبْ
🔸٩🔸️
كيف أُكابد ؟ و كم سأُرابض ؟
و العُمر ذاوٍ ،
و للوَهْن رِدّة لها جُيوبْ
🔸️١٠🔸️
مازلنا نتربّص شُعاع لحظة
نَجْأَرُ فيها من هذه الكَأْداء
و هذا اللُّغوبْ
🔸١١🔸️
أَمِنْ مَخازي الدّهر يا ابن التّراب
صِرتَ درويشا تشتري الوهم ؟
فإلى متى و أنتَ على الوهم مَصْلوبْ ؟
🔸١٢🔸️
فالدّهر من آدم
مُراوغ كالضّبع ، دائب لا يَكِلّ
على ظهر المجن دَؤوبْ
🔸١٣🔸️
لَعَمْرُك يا ابن النَّسْل العَنُود ،
إنّ الّذي تَرُوم لَكؤُود
و دهرَك لَكَنود ،
فلا تَجْتَرَّ غُبْنَك ،
حُلْم بلا طَوْل و لا حَوْل
عُمْر مهدور منك و مَسلوبْ
🔸١٤🔸️
فما غَرّك بالأماني ؟!
جُلُّ الأماني يا ابن أُمّك غَواني
و الزّمن جَهْمٌ ، عبوسُ الوجه قَطوبْ
🔸١٥🔸️
ما غرّك بالمُنى و أغواك ؟
و ما أطمع النّفسَ
بِنيل الغوالي و كلِّ محبوبْ !
🔸️١٦🔸️
في البَدْء كلّ شيء كان مُمكنا ،
حتّى المُحال وَادَعْتُهُ بِصمت
فامْتطى عُمْري
صَهوةً للتّسلية و الرُّكوبْ
🔸١٧🔸️
هذا الحُلم ذبحتُه سبعين مرّة و لَمْ يمت ،
كلّما حاولتُ قطع أَوْداجِه
أَشْعل فِيَّ مُهجة يعقوبْ
و سَكَب عليَّ رُوحَ أيّوبْ
🔸١٨🔸️
آهٍ كم فوق أَنْخاب المُحال
تناطحتْ كؤوس و كؤوبْ
🔸١٩🔸️
فهل غيْرَ المنايا جَنَى المَرءُ
و الإحَنَ مِنْ قَبْلُ و جَمَّ الخُطوبْ ؟
🔸٢٠🔸️
كم تأرّقْتُ في سبيلِكَ يا حُلمَ الدّراويش
كم نَجيعًا بين العين و القلبِ سَكوبْ
🔸٢١🔸️
ما أغراني بك يا حُلما اعْتلَى فوق السّحابِ
ليس لِمُزْنِه نُضُوبْ
🔸٢٢🔸️
ما فَتَنَنِي بك يا حُلم الدّراويش
حتّى تَحلَّب لأجلكَ الرِّيق
فشابَنِي منك ما يشوبْ
🔸٢٣🔸️
لَأْيٌ و وَعْثاء و ضَنْك و جَهْد
و ضُرّ و صَبْر
و كُروب تتناسخ مِن كُروبْ
🔸٢٤🔸️
و النّفسُ أَضْحتْ مِضمارا للوَغى
نَقْعُها مِنْ صَبْوة الأرواح
و أَرقِ السُّهْد و نَعْي القلوبْ
🔸٢٥🔸️
أَ مِنْ عُهْر الوقت - و في مطارح القُنوت -
غدا القلبُ يَستغفِرُ من أَراجيه
و يَتحلّلُ من أمانيه ؟
فهل الأماني دَرْبٌ مُوبِقٌ
مِثل باقي الذُّنوبْ ؟
🔸٢٦🔸️
كيف من حُلمي الآن أَنْجو ؟
كيف من حُلمي أتوبْ ؟
🔸٢٧🔸️
هذا الحُلم أَضْناني ،
ثاوٍ خلف الرُّوح كَنَوْءٍ غَضُوبْ
و حِينًا يُراودني
كَشَدوٍ طَرُوبْ أو طِفلٍ دَعوبْ
🔸٢٨🔸️
كُلّما نسيتُه و قلتُ نَجَوْت
عاد بِيَ الطَّلَلُ للنَّصَبِ و اللَّأْواء
فَأَتهاوَى ثُمّ أذوبْ
🔸٢٩🔸️
ما أَجْرَأَك على المَعالي ؟!
قد كانت سامقة و بسيطة أمانيك
رملٌ يُدغدغ الأخْمصَيْن
و عُشْب يملأ الكَفّيْن
و حُصَيّاتٌ لِلّهو و طِين و طُوبْ
🔸️٣٠🔸️
و العُمْر كلّه طفولة وديعة
عاقَرْتَها تحت فَيْءِ الخَرّوبْ
🔸٣١🔸️
و أقصى الحنين شوقٌ
إلى نخلة البيت العتيد
ناصيةَ السَّعد كانت
قبل الهرم و زحف الغُروبْ
🔸٣٢🔸️
و بَعْد ، ماذا بقي في العمر الآن ؟
غير ما بقي في القِدْرِ مِن كُدادَة
و كلُّ شيء عند الله في اللّوح مكتوبْ
🔸️٣٣🔸️
آهٍ كم أنا جَزوع !
بل كم فَزِعٌ أنا و مَرعوبْ
و حُروبٌ فِيَّ تتناسل مِن حُروبْ
🔸️٣٤🔸️
أَتُراكَ أيّها الحُلم ..
أَبْقَيتَ لي خَردلة من أمل ؟
أم آيِسٌ حظي ؟
فَعَلَى أيِّ الجسرين أنا محسوبْ ؟
🔸٣٥🔸️
يأتي ..
أو لا يأتي ..
يكون ..
أو لا يكون ..
و جَلالِكَ عَزَّ المُراد ربّي و المرغوبْ
لكنّني بِعِطر هذا الحُلم
مُضَمّخٌ أنا و مَخضُوبْ
و أنت الإله لا يُعجزك مطلوبْ
🔸️٣٦🔸️
فَانْتَصِرْ لِحُلم الدّراويش
إنّي مغلوبْ ..
بل إنّني مغلوب .. ثُمّ إنّني لمغلوبْ ..
🌿الشاعر 🌿
⚘️الشّاذلي دمّق⚘️