منبعُ العطاءِ النّورانيّ/ سرد تعبيري
أوّاهُ منك يا حقيقةُ هل ما زلتِ عنّا تبتعدين؟ أخالُكِ دودةً تشرنقتْ فما نالتْ منْ ضوءِ الشّمسِ دفئًا وما ارتوتْ من مساكبِ السّحائبِ مطرًا، أما آنَ لكِ أن تقطعي خيوطَكِ الحريريّةَ لتنشري جمالكِ؟ فأنتِ الأبهى من فراشةٍ تتصارعُ مع ضوءٍ، أنتِ الأنقى من عذوبةِ سلسبيلٍ لأنّكِ حلمُ المستضعفين. كلُّ ما في هذا الوجودِ ملثّمٌ بالأكاذيبِ والنّفاق، حتى الموتُ الذي ظننّاه مخيفًا سيتحوّلُ بعد خروجِكِ من معتقلِ العتمةِ إلى أنوارِ الحياةِ، سيتحوّلُ إلى مطلبٍ. هيا يا حقيقةُ كوني ناصعةً كعينِ الشّمسِ، معَكِ ستصبحُ عظيمةً كلمةُ شهيدٍ، معك الشّهيدُ وحدَهُ سيلبسُ عباءةَ النّصرِ، معكِ دياجيرُ الظّلماتِ ستحالُ إلى أنوارٍ . أيا حقيقةُ معكِ سنشعرُ بسعادةٍ كامنةٍ لم نعهدْها سابقًا، سعادةٌ كامنةٌ في تلك القوى اللّامنطقيةِ، قوًى سنتجاوزُ معَها تساؤلاتِنا المعهودةَ، معكِ سنُطلقُ أسيرَنا الرعبَ، سنمزّقُ كلَّ تساؤلاتِنا الغبيّةِ، كيف لا وأنتِ ستلبسينَ دروبنَا أوسمةَ الصّمودِ، فنحنُ يا حقيقةُ نذرْنا حياتَنا هبةً للرّياحينِ والطّيورِ والأرضِ، نحن بعدَ اليومِ لن نسألَ ولن ننتظرَ سؤالًا البتّةَ، وأنتِ يا حقيقةُ ستكونينَ حناجرَنا الصارخةَ ، ستكونينَ منبعًا للعطاءِ النّوراني.
سامية خليفة/ لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .