بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 16 نوفمبر 2024

هلال الشعر بقلم الراقي جاسم الطائي

 هلال الشعر 


رأى طيفها قلبٌ فراحَ مُشبِّبا؟

أم انّ هلالَ الشعرِ هلَّ فأعجبا 

وراودَ قلباً في خريفِ فصولهِ

وقَدَّ قميصاً فاستمالَ ورَغَّبا

وحدَّثَ عما في مَكامِنِ لؤمهِ

فأغراهُ أنَّ الحبَّ ما زالَ مُجتبى

ونعمى لهذا القلبِ في هيمانِهِ

فيبدو على ذي الحالِ غِراً مُثَعلَبا

فإنَّ بذارَ البوحِ زهرٌ قطافُها

كأَنَّ ربيعَ العمرِ قد عادَ صَيّبا

فَرقرَقَ بالأنداءِ في كلِّ لحظةٍ

وفَتَّقَ في الآفاقِ سحراً مُحجّبا

تروّى رفيقُ الدربِ منهُ صبابةً

يراعي يَسومُ الحرفَ مِثلُه ما نبا 

فيختالُ كالطاووسِ زهواً إذا مضى

على الصفَحاتِ الغُرِّ يشرِقُ كوكبا

ويوقدُ ناراً في دهاليزِ دجنةٍ

تشُدُّ لها الأنظارَ فرداً ومَوكبا

فإنْ وقَفَتْ عندَ الطلولِ حروفُهُ

رأيتَ قَبيلاً قد أناخَ فأطرَبا

ليَصطَفَّ جيشٌ والقوافي بَهيةٌ

يُثيرُ تفاعيلَ الطويلِ لتَضرِبا

على وتَرِ الذكرى تموجُ وتَنثَني

وتُبحِرُ بالآهاتِ لحناً مُطيَّبا

تُحدِّثُ عمّا قد مضى فيكَ جُرحُهُ

وفي كلِّ من أبلى هياماً وأجدَبا

فلاتَ زماناً كنتَ فيهِ عمادَها

ومَنْ يَطلبِ الجوزاءَ حتماً تخضَّبا

تَسلَّحتَ بالإحساسِ كيفَ تحسُّها ؟

مواضيَ من عمرٍ قضيتَ تَغَرُّبا

أيا سامرَ العُشاقِ في كلِّ ليلةٍ

كريمٌ وكم أوحيتَ سحراً مُهَذَّبا

تطيبُ بهِ النجوى وفي الليلِ حَسرةٌ

وللبدرِ عينٌ قد أفاضَتْ تَرَقُّبا

خيالٍ يطوفُ الخِلُّ في جَنَباتِهِ

لتستقبلَ الأرواحُ ضيفاً مُحَبَّبا

ويكرمَها كأساً نقياًّ مدامُها

فأنعِمْ بساقيها ، ألا دامَ مُشرِبا

على كلِّ حالٍ أدْمَنَ القلبُ شُربَها

تطيبُ كما طابَ النسيمُ وأسْهَبا

أيا شهريارَ العصرِ في كلِّ مِحنةٍ

على الحبِّ خبِّرنا جميلاً لنَكتُبا

أقاصيصَ إلفٍ بعد ألفٍ وليلةٍ

فيا روعةَ المحكيِّ في العيشِ مَذهبا

وما يكتبُ العشاقُ إلا بدمعهم

سمُوّاً بذا المكتوبِ حرفاً مُذَهّبا

أيا عينُ دُرّي من مِدادٍ كما النَّدى

يجيشُ به الإحساسُ يغري تَقَلُّبا

يُثيرُ بنا من بعضِ فيضٍ فننتشي

ونطمعُ أنْ لو زادَ زِدناهُ مَطلَبا

لواعجُ لا تخبو وللعمرِ فسحةٌ

أيا أيُّها الحادي فأهلاً ومرحبا

لك القلبُ فاختَر ما تشاءُ فنبضُهُ

تراتيلُ لحنٍ كم تجمَّل مُعرِبا

صدوقاً يرى في الآهِ شدوَ صبابةٍ

وإنْ طفحَ العذالُ غلاً مُكَذِّبا 

فصُغْ من عيونِ الشعرِ أحجِيةً لها

تمائِمُ تُغري من أرادَ تَقَرُّبا

-----------------

جاسم الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

ليست من اهتمامي بقلم الراقي عبد العزيز عميمر

 * ليست من اهتمامي :  _لاارى الورد وردا ونور العين ممنوع ولا العطر عطرا والأنف مزكوم لا أفضّل الحرير  على الصبّار ولا بين رطب ومسمار أعشق ال...