انكسارات على ظلال اصطباري
محمد حسام الدين دويدري
_________________
بَاتَ عُمري على شَفيرِ انتظارِ
بعدَ أَنْ كُنتُ مُولَعَاً باخضِرارِ
وَغَزَا الشَيبُ مَفرقي فَتَنَاسَى
كُلَّ ما كانَ في لَهِيفِ اقتِداري
وَغَدا القلبُ مُولَعَاً بالأَماني
يَزرَعُ الحُبَّ في ضَجِيجِ الحَوَاري
كُلَّما ثَارَ في الليالي عِدَاءٌ
صَاحَ في القَومِ في حَنَانٍ: "حَذَارِ"
هَلْ لَدَيكُمْ على المَكَارِهِ صَبْرٌ
يُورِقُ الصَبرُ في أَدِيمِ القِفَارِ
أَيقِظُوا العَقلَ واستَثِيروا النَوَايَا
يُغدِقُ الفِكْرُ مِنْ جَمِيلِ الثِمارِ
فَغَزَا الصَدُّ نَبضَهُ فتَحَاشَى
رَشْقَةَ العَجزِ قَانِعاً في انكِسَارِ
وَمَضَى يَحمِلُ القَنَاعَةَ فِيما
يَملَأُ الصبرَ في عَمِيقِ الجِرَارِ
عَلَّهُ يَعبُرُ السِنينَ ليَلقَى
نُذُرَ الغَيثِ في زَمَانٍ مُنَارِ
حَالِمَاً أَنْ يَرَى المَبَاسِمَ تَزكو
في أَمَانٍ يُغيثُ خَيرَ البِذَارِ
بَعدَ أَنْ ثَارَتِ المَدَامِعُ تَكوي
أَلفَ جُرحٍ يَثورُ في كُلِّ دَارِ
وَغَزانا مِنَ التَوَجُّسِ سَهمٌ
يَسكُبُ الحُزنَ في هَجيرِ اصطِبَاري
يَصطَلِي بي وَقَد تَنَاثَرَ يُردِي
حُلُمَ العَيشِ في هُدَىً وَازدِهارِ
مُبعِدَاً شَدوَ كُلِّ طَيرٍ شَجِيٍّ
جَابَهَ الخَوفَ بَينَ نُورٍ ونَارِ
فَمَضَى يَصعَدُ السَمَاءَ وَيَدعو
مُقصِيَاً عنه خَطْبَ كَيدِ الشِرارِ
أَيُّها الراحِلُ الحَزينُ تَمَهَّلْ
وَدَعِ القَلبَ في صُمُودِ الصَواري
يَرشُفُ الشَوقَ في انتظارٍ وصَبرٍ
عَلَّ آتٍ يُعيدُ مَلءَ الغِمارِ
قِفْ طَويلاً على التِلالِ وَلَوِّحْ
لِحَمَامٍ مُهَجَّرٍ في البَرارِي
قَد عَرَاهُ مِنَ القِتَالِ نَصيبٌ
حِينَ أَلفى عَمَائِراً في انهِيارِ
قُلْ بِعَطفٍ : أَيَا حَمَامُ تَمَهَّلْ
سَوفَ تَهفو إِلى اتِّخاذِ القَرَارِ
إِنَّني صُغتُ بالمَدَامِعِ شِعري
لَيسَ يَأسَاً وَلا نَسيتُ وَقَاري
أَبلِغِ الأَرضَ أَنَّ قَلبي حَزينٌ
عَلَّهَا تُبلِغ التُرابَ اعتِذاري
.............
١٥/ ١١/ ٢٠١٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .