زيف الأحلام
الليل يبتلع السنا
ويحتسي ضوء النهار
والشمس يذرفها المدى
في أمسيات الاحتضار
والنجم في أفق الدجى
حيران يبحث عن مدار
كالطيف يهوى إذا بدا
ولا يقر إلى قرار
والنفس تزرع بالمنى
جنات وهم في قفار
والروح تركض في المدى
في وسط حشد من غبار
واستيقظت شمس الحيارى
وجها يفيق من السكار
تخور كالثور الذبيح
يذوي و يُخنَقُ بالخوار
وأرى النفوس إلى الردى
ركضا إليه بلا انتظار
ورأيتها تمشي على
نار وأشلاء اصطبار
وأسائل النفس على
دنيا رمتنا في إسار
تغري بزيف جمالها
تزهو كحيات القفار
تبا لها من جيفة
تخفي الدمامة في الخمار
ونحن فيها نلتهي
نلمُّ أطياف الصحار
إن القناعة جنة
خضراء وارفة الثمار
وسعادة تهب السرور
أحلى وأجمل من عقار
فاقنع بماقسم الإله
والبس له ثوب الوقار
إن السعادة في الرضى
فارشفه كأسا من نضار
والزم سبيل الزاهدين
من طلقوا دار البوار
بقلم عبد الحبيب محمد
ابو خطاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .