لماذا العداء ..
أظلّ الوجودَ مساءٌ حزينْ
ودهرٌ يصبّ كؤوسَ المنونْ
أسيرُ على الدّربِ .. والنّفسُ حيرى
وللدّهر أيّامُ بؤسٍ ولينْ
وكم أظمأتْني سموم الحياةِ
ومزّقَ قلبي الأسى والأنينْ
يعتّمُ دربي ضبابٌ كثيفٌ
ودهري ببعض الصّفاء ضنينْ
سرابٌ أمامي وبيدٌ ورائي
وصبري بدأ .. شاردًا وحزينْ
وكم من سرابٍ تبدّى ورودًا
وغابَ وراء صُروف السّنينْ
وتنتابني غربة بينَ أهلي
ويظلمني أقربُ الأقربينْ
ويؤذيك من خفتَ أنْ يتأذّى
وثقتَ به وتراهُ يخونْ
وقومي يعانونَ ذلاّ وقهرا
مآسٍ تزمجرُ لا تستكينْ
تحلّ بنا الحادثاتُ تباعًا
وتسكرنا صعقاتُ المنونْ
لماذا العداء .. وصرنا شتاتًا
وبعضٌ لبعضٍ عدوّ مبينْ؟
مذاهبُ في الدّينِ قدْ فرّقتنا
تقطَعَ حبلُ وصالٍ متينْ
وتجمعنا الضّاد منذ زمانٍ
وكمْ جمعتنا أصولٌ ودينْ
عدوٌّ تجنَى .. يبيدُ شعوبًا ..
قسا ..وبأيدٍ لنا يستعينْ
وأشباح موتٍ تجوبُ الرّوابي
تخضّبُ بالأحمر الياسمينْ
ونوحُ اليتامى على أمّهاتٍ
يفتّ قلوبًا قستْ .. لا تلينْ
كأنّي بنحسٍ يلازمُ قومي ..
كما قَدَرٍ خُطَْ فوقَ الجبينْ
إلهي إليكَ شكوتُ همومي
فكن يا رحيمُ عليها المعينْ
فمنذ خلقتُ وأنتَ بسرّي
قريبٌ كروحي .. كحبلِ الوتينْ
تصبُّ رحيقَ الهدى في فؤادي
ونورك يجلو ظلام السّنينْ
وأعلم أنّي ارتكبتُ ذنوبًا
وكنتُ مرارًا من الخاطئينْ
وعندك يشفعُ لي حسنُ ظنّي
وقلبٌ يحبُّ الورى أجمعينْ
فما سَرَّ روحي هلاكُ عدوٍّ
وما كنت يومًا من الحاقدينْ
بمحرابِ روحي أضأتُ شّموعًا
سجدتُ وكنتُ من الخاشعينْ
أناجي السّميعَ وأدعو مجيبا
وإنّي إليهِ من التّائبينْ
غرسْتُ بنبضي بذورَ هواهُ
بحبّ الإله فؤادي يدينْ
رفا الأشعل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .