الجزء الحادي عشر من فصيدتي
"رهينُ النَّكباتِ"
المكوَّنةِ من 320 رباعيةً
251 -275
251
يا أُمَّتي لا تخْذِلي شعْبَنا
إنْ كُنتِ تخْشيْنَ ربَّنا
هيّا انْهَضي لا ترْكَعي اسْمعي
ليْسَ الرُّكوعُ والْخنا دأْبَنا
252
يا أُخْوتي واقْ واقُهُمْ حوْلَنا
فلْتَنْهضوا يا ناسُ إذْ ما لنا
حامٍ سِواكُمْ مِنْ لَظى مِحْنَتي
هيّا انْهَضوا وَغيِّروا حالَنا
253
إلى متى الإذْلالُ ماذا بِكُمْ
الطّاعَةُ الْعُظمى إلى ربِّكُمْ
معْ أنَّني أَشِكُّ في أصْلِكُمْ
حتى وَمِمَّنْ جاءَ مِنْ صُلْبِكُمْ
254
وَأنتَ يا أخي ألا تسْمَعُ
إنَّكَ في جَهالَةٍ ترْتَعُ
ما بِكَ يا أخي لِمَ الذِّلَّةُ
ما بِكَ أصْبَحْتَ بِها تقْنَعُ
255
أيْنَ الْإِباءُ مِنْكَ والشَّرَفُ
والمالُ لو خيانةً هَدَفُ؟
هلْ مِنْ فِداءُ يا أخي الْعَربي
مِنْ بَعْدِ أنْ أشْبَعَكَ الْعَلَفُ
256
بِعَيْشِكَ الذَّليلِ ما خطْبُكَ؟
هلْ مُتَّ حيًا وَقضى قلْبُكَ؟
أمْ صِرْتَ مُعتادًا على الذِّلَّةِ
فصارَ مِنْها دائِمًا شُرْبُكَ؟
257
واذْكُرْ أخي ما قيلَ عنْ بأسِكَ
أيامَ كانَ الْحقُّ في نفْسِكَ
كُنْتَ إلى الْموْتِ تَحُثُّ الْخُطى
ذوْدًا عَنَ الأوْطانِ لا رأْسِكَ
258
مَنْ كنَّسَ الطُّغْيانَ مِنْ أرضِنا
وَقامَ للدِّفاعِ عنْ عِرْضِنا؟
مِنْ أخْرجَ الْمُسْتعْمرَ الْغاشِما
وذادَ كالْمِغْوارِ عنْ حوْضِنا؟
259
الأرضَ مَنْ بالْفِعْلِ طهَّرها
وَمَنْ مِنَ الذِّلَّةِ حرَّرَها؟
ألسْتَ مَنْ ضحّى لِإخراجِهِمْ؟
ألَسْتَ مَنْ بالنَّصْرِ عَطَّرَها؟
260
هيّا انْهَضَنْ قُمْ وَأَعِدْ مَجْدَكَ
ليْسَ الْهوانُ والْخَنا وَعْدَكَ
باللهِ كيْفَ تقْبلُ الذِلَّةَ
وفي الْحياةِ ترْتضي قيْدَكَ
261
ألا تَرى أنّكَ مُسْتهْدَفُ
فالنّكَباتُ بَعْضَها ترْدِفُ
والأمْرُ ليْسَ صُدْفَةً يحْدُثُ
وَقائِلُ الْعكْسَ فقطْ يَصْدِفُ
262
إنَّ اصْطِيادَنا أجلْ وارِدُ
والاصْطِيادُ واحدٌ واحِدُ
فلا تَقولَنْ إنَّني سالِمٌ
أَيَحْفَظُ الْعَهْدَ لنا حاقِدُ
263
الْوَطَنيُّ مالِكٌ نفْسَهُ
حُرُّ أَبيٌّ حافِظٌ بأْسَهُ
لا لنْ يبيعَ الْحُرُّ إيمانَهُ
وَلَنْ يُرى مُنَكِّسًا رأسَهُ
264
وَلَنْ يبيعَ الأرضَ مهْما ابْتَلى
ولَن يخونَ الْعِرْضَ مهْما اصْطلى
بنارِ غازٍ حاقِدٍ غاصِبٍ
أرَضَ الجُدودِ أوْ عليْها اعْتلى
265
إنْ كُنتَ حُرًا مِثْلَما تَدَّعي
وَكُنتَ حقًا فاهِمًا أوْ تَعي
ما دارَ أو يدورُ مِنْ حوْلِنا
فقُلْ رجاءً لِمَ لسْتُمْ معي؟
266
طبْعًا مَعي ظانًا ستُسْعِدُني
إذا ادَّعَيْتَ أوْ تُمَجِّدُني
لِوقْفَةٍ باسِلَةٍ حُرَّةٍ
وَيْلَكَ بالْقوْلِ سَتُنْجِدني
267
والْغيْرُ للْواقْ واقِ أمْوالُهُمْ
أنعامُهُمْ حتى وأحْمالُهُمْ
مِنْ كلِّ نوعٍ بلْ وشكْلٍ لَهُ
وَكُلِّ ما وَسْوَسَهُ ضلالُهُمْ
268
إنَّ الْغريبَ الْحُرَّ يسْمعُني
ولا يَصُدُّني وَيمْنعُني
عنِ الْخروجِ في مُظاهرَةٍ
وليْسَ كالْحاكِمِ يرْدَعُني
269
أصْبَحْتُ أخْزى بانْتِمائي لكُمْ
لا لسْتُ مِنْكُم لستُ مِنْ شَمْلِكُمْ
لا ليْسَتِ الدِّماءُ في جَسَدي
دِماءَكمْ أوْ دَمَ مَنْ مِثلِكُمْ
270
تبْكي الصُّخورُ إذْ لَها أعْيُنُ
وفي صُدورِها يغْلي الْحَزَنُ
حتى الْبِحارُ مِنْ أَسانا بكتْ
وَهاجَ فيها الْموْجُ والشَّجَنُ
271
حتى الْمساجِدُ الَّتي دُمِّرَتْ
أَوِ الْمدارِسُ الَّتي فُجِّرَتْ
تبكي دِماءً لمْ يزلْ سيْلُها
يجْري وَيبدو لي سُدىً أُهْدِرَتْ
272
والأَرْضُ والْمِياهُ حتى الثَّرى
جميعُها دُموعُها لا تُرى
لكنَّها تبْكي دِماءً فهلْ
بينَ بَني الْأَنْذالِ مَنْ أَبْصَرا؟
273
لو عَرِفَ الْواقْ واقُ أنَّ لنا
صوتًا وَسوطًا ما ارْتَأوْا قتْلَنا
ولا اسْتباحوا هتْكَ أعْراضِنا
ولا أهانوا ويْلَكُمْ أصْلَنا
274
لوْ عِرِفَ الْواقْ واقُ صَوْلَنا
لما أهانَ مرَّةً أَهْلَنا
وَقَبْلَ أنْ يَتِمَّ تقْتيلُنا
كُنّا رَبَطْنا للْعِدى خَيْلَنا
275
وأنتَ أخي ألا تعْقِلُ
ألا تَرى الغاصِبَ لا يرْحلُ؟
ما سِرُّ صمْتِكَ المضِجِّ وَما
هذا الْهوانُ والأَسى يَهْطِلُ؟
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .