بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 19 فبراير 2025

وقفت ببابك مولاي بقلم الراقي الطاهر الصوني

 وقفت ببابك مولاي / الطاهر الصوني


قــــد جئتُ بابك أمتطـــي السُّبُــلا

      و الحـزن يسْكُننِــي و للقلب ٱعتلـــى

أشكـو ذنوبي بعدما ضاقت بــــيَ

       نفسي ، فعبــــدك قـد دعا و تبتـلا

يــا رب أرهقنـي الهـــوى و ٱجتاحني

      ألــــمٌ ألــــمَّ بأضلعـــي و تغلغـــلا

يا رب أنت بــي َ الرحيم و أنت من      

      يعفـو ، و يصفح للفقير توسـَّلا

من يغفــر الذنب العظيم سواك يــا 

      مولاي، من يشفي المريــض المبتلـى

مـــــلءُ المـدى خطئي أكابـــده، معَا

    صِيَ سيدي، ظهري تكسَّــر و ٱخْتَلَـــى

قَلْبــي بُلَيْلاهُ، ٱستَثـَـرْتُ و ٱنبــَــرتْ

    فِــــيَّ الذنوب بهــا ٱتخذْتُ المنـْــزِلا

و بها سَكنْتُ و بِـيَ ٱستثَبَّ مقامـــها

    خِلْت الفراق بهــا مُحـــالاً و ٱصطلـى

نَزَقـِــي بها، صِـرْتُ العُبَيْدَ لها و ما

       لــي فــي الفـؤاد لُغَيـْرِها عِشْقٌ و لاَ

أهـــوى سواها، سيــدي خطئي أنا

       يا سيــدي ٱحتــرق الفؤاد و زُلـــزِلا

عــن كــل معصيـَـة نهيْـتَ، أَتَيـتُها

       و بها ٱسْتَلَـــذَّ القلـبُ و العقلُ ٱمْتَـــلاَ

و نسيتُ أنـــك قـــد رأيت ملذتي

       و أدرتُ رأسـي عن هداك معلِّلا

جادَلْتُ و ٱصْطبَر الهوى في داخلي 

       حتـــــى أتانـي منك ردٌّ فٱنجَلى

عني الظلام و زُحْزِحتْ عني صخـو

       رُ غَشَــاوةٍ و خَشَيْــتُ ألاَّ تَقْبَـــلا

فأتيت بابــك أرتجــي و الدمع من 

       عينـــــيَّ كأنهــار جـــــرت و ترتــَّــلا

في القلب ذِكْرُك فاتحا، و بك ٱهتديـ

       ت، إليك عـدت مُمَـزَّقًا و مُخلْخَلا

بالبـــاب أوقفــت المطـــايا ناسكــا

       يا سيــدي و أنـــين روحي قـد عـــلا

بالقلب، يمسكنــــي و يردينـي، و ما 

       لِسـواك َ رَبِّ شكــوت ما بـي مِــن بَــلاَ

أمهلتنــــي و أغَرَّني ما في الهوى 

       مـــن لـــذة تَسْبـِــي الفــؤاد المُهمِــلا

أرجـــو رضــاك، أتيت منتكسا فهل

       بســـواك ربــــــي يَستجيـــر المبتلــى

عبــدٌ أنا لا حـــول لـــــي، و العفو عفـ

      ـــوك سيـدي فالقلب صـــار مكـبـَّـلا 

بـِـضَلال معصيتي، حسِبْتُ ظلامها

      ظِــــــــلاًّ، و كنتُ بظــلـها المتَسـوِّلا

بالباب، مـــولاي ٱنتظــرت و لا أزا

       ل، عســـاي أحظــى بالرضـى مستقبلا 

أنت العفوُّ و منك عفــوك رحمةٌ

       للعالميــن بهــــا الجـــلال تجمَّـــــلا

و إن ٱنتظرتُ العمر كله سيدي

       حتما سأحظـــى بالقبــــول مبجـــلا 

سأظــــل منتظـــرا ببابك ناسكــا

        بالصبـــر ملتـــجئا إليـــك لتغســــلا

بالثلــج و البرد الخطايا، فالفــؤا

        د لعفـــوك ٱشتاق ٱستوى و توســلا 

                           الطاهر الصوني


       

٠٠٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

سلالة مارقة بقلم الراقي الهادي المثلوثي

 *------------ { سلالة مارقة } ------------* تعبنا من الضياع ونحتاج إلى المفكر الحصيفِ لنخرج من جحيم الانحطاط واليأس والتجريفِ وننكفّ عن تحم...