••• بين الرماد والذكرى •••
في مدينة الأشباح، حيث تتراقص الظلال وتختفي الأصوات، تنبض حياة أخرى. حياة لا تعرف أشعة الشمس ولا ضوء النهار، تعيش فيها الأرواح الضائعة والذكريات الضبابية. هنا، في هذا العالم المظلم، تتجول الأشباح بلا وجهة، تبحث عن شيء فقدوه في عصورهم الماضية.
في هذه المدينة الغامضة، لا توجد ألوان ولا عطور. كل شيء يبدو رماديًا وباهتًا، كصورة قديمة فقدت بريقها. الشوارع خالية والمنازل مهجورة، والنوافذ فارغة تحدق في الفراغ. لا بشر هنا، فقط أشباح تتنقل في صمت، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر.
في هذه الحياة التي تفتقر للحياة، لا يوجد زمن ولا مكان. الأشباح محاصرة في دوامة لا تنتهي، تعيد تكرار نفس الأفعال وتسترجع نفس الكلمات. لا بداية ولا نهاية، بل استمرار أبدي في عالم الظلال.
لكن حتى في هذا الظلام الدامس، تبرز لحظات من الجمال. أحيانًا، تتلألأ ومضة من النور، ذكرى من الماضي تضيء وجوه الأشباح للحظات. في تلك اللحظات، يمكن رؤية الحنين والأمل يتأججان في عيونهم، قبل أن يعودوا إلى عالمهم الرمادي.
في مدينة الأشباح، لا تزال الحياة موجودة، لكنها حياة مختلفة. حياة لا تعرف الفرح ولا الحزن، حياة تسكنها الذكريات والأمل. حياة حيث لا حياة.
غُــــ🪶ــــلَواء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .