وطن الأحرار
بقلمي د.حسين موسى
قَالُوا غَزَّةَ، فَقُلْتُ عِزَّةُ أُمَّةٍ انْعَقَدَتْ
عَنَاقِيدُهَا تَزْجِي الْبَذْلَ آلَافَ الْعَطَايَا
هُمْ الْبَدْرِيُّونَ، كَانَ خُلْقُهُمْ جِهَادًا فِي اللَّهِ
فَأَعَانَهُمْ لِيُلَقِّنُوا الْعَالَمَ دَرْسًا فِي الْمَنَايَا
فِي الْمَيْدَانِ تَشَرَّبُوا الْبَأْسَ أَثَرًا قَيِّمًا
وَفِي الْأَخْلَاقِ اسْأَلُوا مَنْ كُنَّ سَبَايَا
فَالحَرْبُ مَا حَطَّتْ أَوْزَارَهَا إِنَّمَا
مَعْرَكَةٌ قَضَتْ وَفَتَحَتْ أَبْوَابًا خَفَايا
فَالعَادِيَاتُ وَالْمُورِيَاتُ وَالْمُغِيرَاتُ
يَتَرَبَّصْنَ يَوْمًا صُبْحَهُ غَيْرَ الْمَسَايَا
وَالْفَتْحُ الْمُبِينُ يَسْبِقُهُ تَمْكِينٌ نَعُدُّ لَهُ
زَادَهُ مِيمُونًا لِيَكُونَ مِعْرَاجَ الْبَرَايَا
هُوَ النَّصْرُ مَصْدَرٌ مُؤَوَّلٌ إِعْرَابُهُ
نَحْتَفِي بِهِ فَهَلْ صُنَّاعُهُ بَعْدُ خَفَايا
أَلَمْ يُثْكَلُوا بِالشُّهَدَاءِ وَأَنِينِ جَرْحَى
وَجُوعٍ وَعَطَشُ أَطْفَالٍ وَنِسَاءٍ عَنَايَا
هُوَ النَّصْرُ لَيْسَ لَقِيطًا إِنَّمَا بِدِثَارِ الْأَلَمِ
دُرِزَ عِزَّهُ وَتَطْهِيرُ الذَّاتِ مِنَ الْخَطَايا
فَإِنْ أَنَّ آنُ أَوَانِهِ فَارْفَعُوا الْقُبَّعَاتِ لِمَنْ
عَبَّدُوا طَرِيقَهُ بِالْغَالِي وَآلْالْفِ الضَّحَايَا
وَقِصَرُ الْبَصَرِ أَنْ نَقِيسَ بِمَا اعْوَجَّ
فَالْأَهْدَافُ مِقْيَاسٌ وَالْوَسِيلَةُ تَبَعٌ للرّزايا
فَهَلَا حَدَّثْتُمُونِي بِغَيْرِ لِسَانِ الطَّامِعِينَ
الْمُرَجِّفِينَ عَنْ نَصْرٍ لامعٍ بِغَيْرِ سَرَايَا
كُنتُ بَشَّرْتُكُمْ أَنَّ النَّصْرَ بَالِغُ أَمْرهِ
وَبَشَارَاتُ الضَّفَّةِ سَتُعِيدُ حِسَابَ الْقَرايا
هَلَّا تَسَاءَلْتُمْ كَيْفَ اسْتَقَرَّ سَفِينُ الطُّوفَانِ
عَلَى الْجُودِيِّ وَتَأَمَّلْتُمْ الْمِنْحَةَ وَالْمَزَايَا
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَافْعَلُوا تَرِبّتْ يَدَاكُمْ إذْ
هَلَكَ الْكَافِرُونَ جَمْعًا بِوِزْرِ الْخَطَايا
فالجّرحُ مفتوحٌ بالطَّيّونِ نُطبِّبهُ ونَفْرَةُ
الغَزيّينَ كَيومِ عَرَفةُ حَمْداٌ لِربِّ البَرايا
فَطُوبى لِمَنْ كَانَ لَهُ مَعَهُم دَعْوةٌ عسى
أَنْ يَكونَ لَهُمْ مِنَ الأَجْرِ مِثلِه عَطَايا
د.حسين موسى
كاتب وصحفي فلسطيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .