بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 19 فبراير 2025

رهين النكبات بقلم الراقي اسامة مصاروة

 الْجُزْءُ السادسَ عشرَ والأخيرُ

مِنْ قصيدتي "رهينُ النَّكَباتِ"

الْمُكوَّنةِ مِنْ 400 رُباعيَّةً

376

طوبى لِمعْشَرِ الْحميرِ فلا

عيْنٌ لنا تَرْمِشُ مَهْما علا

مَكْرُ وَخُبْثُ حليفِ الْعِدى

حتى وإنْ هدَّدَنا أوْ طَغى

377

قدْ تَعْجَبونَ إنْ كَشَفْتُ لَكُمْ

بِأَنَّني حُرٌ أجلْ مِثْلَكُمْ

أُحِبُّكُمْ كذلِكُمْ وَطَني

وَلْيَلْعَنِ الرَّحمنُ مَنْ ذلَّكُمْ

378

أُولئِكَ الَّذينَ أكْبَرَهُمْ

ما هوَ إلّا الْحَقَّ أَحْقَرُهُمْ

أَصْغَرُهُمْ كما ترى جيفَةٌ

لِذا أنا الْحِمارُ أَكْرَهُهُمْ

379

ولا أُصَدِّقَنَّهُمْ أَبَدا

وَما أنا بِمُبْتَلٍ أَحدا

أنا حِمارٌ إِنَّما لمْ أَخُنْ

وَلَمْ أُبَذّرْ مالَكُمْ لُبَدا

380

أمّا إذا قاموا بِمُعْجِزَةِ

أوْ موقِفٍ حُرٍّ وَذي عِزَّةِ

أنا حمارٌ هلْ تَلومونَ مَنْ

عَقْلُهُ صغيرُ الْحَجْمِ كاللَّوْزةِ

381

قولوا بأنّي كاذِبٌ أشِرُ

وَأنَّكُمْ مِنْ زَمْزَمٍ أطْهَر

فليْحْكُمِ التَّاريخُ ما بيْنَنا

وَلْيَحْكُمِ الرَّبُّ متى نُحْشَرُ

382

حمارَنا الْعَزيزَ لا تَكْتَئِبْ

ولا تَخَفْ تَقْنط ولا تَنْتَحِبْ

دَعْهُمْ فَهُمْ في غَيِّهِمْ تُرِكوا

لِيَعْمَهوا فيهِ فلا تَرْتَعِبْ

383

هُمْ يعْرِفونَ أنَّهُمْ سَقَطوا

وَهُمْ إلى الأَرْذَلِ قدْ هَبَطوا

لمْ يبْقَ رجْسٌ لمْ يقوموا بِهِ

بلْ للْعِدى أَعْراضَهُمْ بَسَطوا

384

حِمارَنا يا صابِرًا دُلَّني

هلْ مِنْ خلاصٍ مِنْ أَسىً مَلَّني

أوْ مِنْ سبيلٍ لِغَدٍ مُشْرِقٍ

أَلا تَرى كَمْ حاكِمٍ ذَلَّني

385

أرْجوكَ قُلْ لي أَيْنَ إحْساسُهُمْ

بِعِزَّةٍ أمْ بانَ إفلاسُهُمْ

مِنْ شَرَفٍ كرامَةٍ ذِمَّةٍ

حتى جَرَتْ كالسَّيْلِ أرْجاسُهُمْ

386

يا صاحِبي أَظُنُّ قدْ تَعْجَبُ

إنْ قُلْتُ أيْضًا ذَلَّني الْعَرَبُ

حتى وَإنْ كُنتُ حِمارًا أنا

مِنْ ذُلِّكُمْ يُصيبُني نًصَبُ

387

حِمارَنا حَقًا أنا خَحِلُ

حقيقةً أنْتَ لنا مَثَلُ

إبْليسُ والْمُنْتِنُ كمْ سِخِرا

مِنْهُمْ وَلمْ تَرْمِشْ لكُمْ مُقَلُ

388

إبليسُ خَلَّف مَنْ مُسِخا

أَسْأَلُ مَنْ أَكْثَرُهُمْ وَسَخا

جميعُهُمْ نَعَمْ صَدَقْتَ أخي

حتى تَساوَوْا كُلُّهُمْ زَنَخا

389

يا وَيْلَهُمْ يَخْشَوْنَ شيْطانَهُمْ

هذا الّذي يحْتَلُّ أوْطانَهُمْ

رُعْبًا وَجُبْنًا وَغَدًا أرْضَهُمْ

ألا يُمَجِّدونَ كُهْانَهُمْ

390

مِنْ بَعْدِ أنْ شَرَوْا ضَمائِرَهُمْ

بَلْ فَقَدوا حتى بَصائِرَهُمْ

يا وَيْلَهُم قد لُعِنوا لَعْنَةً

تورِدُ في النّارِ مصائِرَهُمْ

391

حاوَلْتُ أنْ أُصَدِّقَ الْفِرْيَةَ

لَعَلَّهُمْ قدْ أَحْسَنوا النِّيَةَ

لمْ أسْتَطِعْ رُغمَ مُحاولَتي

وَرُغْمَ روحِيَ الْعُصامِيَّةَ

392

يا ليْتَ شكّي فَجْأةً يَخْتَفي

حتى بِعوْدِ وَعْيِكُمْ أَحْتفي

يا عُرْبُ قلْبي كادَ يَنْفَطِرُ

بِذُلِّنا هذا ألا نكْتَفي

394

يا زُعماءَ الْعُرْبِ فَلْتَخْجَلوا

أَيٌّ مِنَ الآثامِ لمْ تَفْعَلوا

لا عُذْرَ للْجُبْنِ وَللذِلَّةِ

مِنْ بَعْدِ حُكْمٍ ما الَّذي يُسْأَلُ

395

كَمِ احْتِلالٍ لمْ يَدُمْ حُكْمُهُ

وَمُسْتَبِدٍ لمْ يدُمْ ظُلْمُهُ

كيفَ يزولُ حُكْمُ ظالِمِكُمْ

إنْ كانَ كُلُّ الشَّعْبِ يَخْدِمُهُ

396

شعْبٌ وَحتى أمَّةٌ فَقَدَتْ

إحْساسَها وَعِزَّها وَأَدتْ

كَيْفَ تَعيشُ حيَّةً مَيْتَةٌ

مِنْ كُلِّ روحٍ وَيْلَها جَحِدَتْ

397

ملوكُكُمْ يا عُرْبُ أَقْذَرُكُمْ

حكامُكُمْ بالْمِثْلِ أحْقَرُكُمْ

والأُمراءُ لا وُجوهَ لَهُمْ

وَمِثْلُهُمْ أنْتُمْ وَأكْبَرُكُمْ

398

هيّا اسْمَعوا حديثَ أنْبائِكُمْ

حديثَ أَهْلِكُمْ وَأبْنائِكُمْ

أنْتُمْ عبيدُ حُكامِكُمْ

أنْتُمْ وَهُم عبيدُ أَعْدائِكُمْ

399

مُصيبَتي الْعِدى أَشِقّاؤُكُمْ

أمّا العِدى أَحِبّاؤُكُمْ

قوْمُ ثَمودَ عادَ ثانِيَةً

وَمِثْلُهُمْ عادٌ أَجِلّاؤُكُمْ

400

وُلِدْتُ في مَقْبَرَةٍ 

للْعِدى

بَعْدَ لِقاءٍ مَعْ سُيوفِ الرَّدى

سُيوفِ خالِدٍ وَفُرْسانِهِ

مَنْ دائِمًا لَبّوا نِداءَ الْفِدى

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

سلالة مارقة بقلم الراقي الهادي المثلوثي

 *------------ { سلالة مارقة } ------------* تعبنا من الضياع ونحتاج إلى المفكر الحصيفِ لنخرج من جحيم الانحطاط واليأس والتجريفِ وننكفّ عن تحم...