ما تبقّى في ذاكرتي
خطوطٌ باهتةٌ في مرسم الروح،
ترسم خريطةً للتداول بيني وبين ذاك السلام المختبئ،
الممتزج بدويٍّ لا ينقطع، وصراخٍ لا يُرتَوى منه.
في الزوايا المظلمة، أرمّم بعض ما تهدّم،
وأُهمل أغلبه من شدة الضنك.
أعقّب صلواتي، متمّمًا ما أفسده السهو،
لعل في ذلك قبولًا، ولو بأدنى ما أعلم.
لكنني أعجز عن تجاهله كلما هممتُ بالإعادة،
فأدرك أن السير لا بد منه،
حتى لو لم يتبقَّ سوى لحظات المتعيَّن للبقاء على ديمومة الوصل.
لكن ما إن أنسلخ عنه، حتى يعيدني إليّ.
يراوغني بكل شيء، وأتجرد منه،
ثم أجدني، ثانيةً، في فخّ ما كنت فيه.
صدى صوته يشقّ كياني،
فينتصب في قواي المنتهَكة.
أقرأ تعويذتي:
باسمه... وبالبسملة.
فيتلاشى كل ما علق في مخيلتي،
وأعود إلى ذاكرتي،
فلا أجد سوى ذاك السلام...
أنا هو، وهو أنا.
أتجوّل في حدائق الأنس،
أستذكر ورديَ المورد في خلواتي،
ما أحفظه في سرّي المستتر،
خشية أن يتعرّف إليه أحد،
أو أن يشي به المتربص،
فينسيني إيّاه.
أقاسي ظلم الأفكار العالقة،
صورًا تتآكل بروحي.
أعزم، وأعزم عليّ بكل الأقسام أن يتركني،
أن أفرّ من ظلّي قبل أن يكشف حقيقتي.
ألجأ خلف تحصين قراءاتي،
وأصرخ: كفى!
لكن الصدى يئنّ بكلماتي توجّعًا.
أعيد قراءتي،
وأمسح ذاكرتي،
علّني أهنأ أخيرًا بما أنا فيه...
سلام السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .